العطية : القيادة الحكيمة أرست الأسس الصحيحة لتجاوز الطائفية

alarab
محليات 06 نوفمبر 2014 , 03:55م
الدوحة - قنا
أكد سعادة السيد عبدالله بن حمد العطية رئيس هيئة الرقابة الإدارية والشفافية إن الحديث عن المشكلة الطائفية هو مدخل لإصلاح سياسي وديني وثقافي شامل .
وقال سعادته في مداخلة له خلال ندوة أقيمت اليوم بجامعة قطر تحت عنوان /التغلب على الانقسام الطائفي بعد الربيع العربي/:"إن المشكلة الطائفية في مجتمعات الأمة الإسلامية والعربية يمدها
عنصران رئيسيان ، الأول / سياسي / والثاني / ديني / ، ويتمثل العنصر الأول  في اعتماد سياسة التمييز الطائفي بين المواطنين ، وتشجيع حالات الصراع المذهبي لأغراض سياسية، بينما يتمثل الثاني في نهج الخطاب الديني حين يعتمد التعبئة المذهبية، وذلك بالتركيز على نقاط الخلاف والاستدعاء الدائم للتاريخ والتراث من أجل تغذية المشاعر المذهبية والتحريض ضد الآخر.
وأضاف أن القيادة الحكيمة لحضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى ومن قبله صاحب السمو الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني حفظهما الله ورعاهما ، أرست الأسس الصحيحة لتجاوز هذه الظاهرة المرضية ، مشددا على أن خير دليل على ذلك وجود لجنة وطنية لحوار الحضارات، واستضافة دولة قطر للعديد من اللقاءات والمؤتمرات وورش العمل التي تناولت موضوع الحوار بين الأديان، كما أنها تستضيف ندوتكم هذه وتأمل منها أن تضع اللبنات الأساسية لحوار جاد لتجاوز هذه الظاهرة.
ولفت العطية إلى أن ظاهرة الطائفية ليست حديثة تاريخياً، فهناك الكثير من الأحداث الطائفية التي حدثت عبر العالم وعلى مر التاريخ مثل ما حدث في أوروبا في العصور الوسطى بين / البروتستانت والكاثوليك / أو الأرثوذكس أو الكاثوليك.
وقال رئيس هيئة الرقابة الإدارية والشفافية إنه برغم هذه الأحداث التاريخية التي ذكرت قسماً منها خارج العالم العربي ، إلا أني أرى بوضوح بأن العالم تجاوز مسألة الطائفية، ولكنها لاتزال تنخر في جسم العالم الإسلامي والعربي ، مشيرا إلى أن التصعيد الطائفي بات قاسماً مشتركاً في بعض التطورات السياسية والإعلامية والقضائية، بفعل غياب الرؤية أو الإرادة السياسية أو كلتيهما اللازمتين لإخماد /نيران مذهبية / قادرة على أن تحرق الجميع.
وأكد سعادته ، خلال مداخلته ، أن تقسيم مكونات المجتمع على أساس ديني بين مسلم وغير مسلم ، أو على أساس مذهبي بين المسلم السني والمسلم الشيعي أو العلوي أو الزيدي أو الدرزي، أو أساس عرقي بين العربي وغير العربي، كالأكراد والأمازيغ وغيرهم كثير ، أصبح لغة واضحة في الخطابات
الدينية والسياسية على حد سواء، وحتى في وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة ، فما يثير الاستغراب أن تكون الطائفية السياسية في معظم الأحيان مكرسة من ساسة ليس لديهم التزام ديني أو مذهبي بل هو موقف انتهازي للحصول على /عصبية/ كما يسميها ابن خلدون أو شعبية كما يطلق عليها في عصرنا هذا ليكون الانتهازي السياسي قادراً على الوصول إلى السلطة.
وشارك في الندوة ، التي نظمها مركز دراسات الخليج بجامعة قطر بالتعاون مع جامعة جورج تاون ، كل من سعادة السيد مارتن أشباخير سفير الاتحاد السويسري لدى دولة قطر ، والدكتور مارك فرحة أستاذ العلوم السياسية بجامعة جورج تاون، والدكتور حميد عبدالله المدفع نائب رئيس الجامعة للشؤون الإدارية بجامعة قطر، ونخبة من الخبراء والمختصين بالشؤون السياسية وشؤون الشرق الأوسط .