عباد الرحمن لتحفيظ القرآن ينظم دورة لتطوير قدرات مشرفي الحلقات
محليات
06 نوفمبر 2014 , 02:13م
الدوحة - العرب
نظم قسم عباد الرحمن لتحفيظ القرآن الكريم بمركز الشيخ عيد الثقافي دورة لتطوير وتنمية قدرات مشرفي ومدرسي الحلقات القرآنية التابعة لمؤسسة عيد الخيرية تحت عنوان "فن إدارة السلوك الطلابي" بمركز العمادي للقرآن والدعوة، شارك فيها 50 مشرفا ومدرسا للقرآن الكريم.
قدم الدورة فضيلة الشيخ الدكتور أحمد الفرجابي المستشار الشرعي بالشبكة الإسلامية إسلام ويب بوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية.
وأكد الدكتور الفرجابي على أهمية تحلي المشرفين والمدرسين في حلقات القرآن الكريم بالتأهيل العلمي والنفسي والتربوي مع القدوة الحسنة والتحلي بالصبر والحلم والأناة والحكمة في التعامل مع الطلاب على اختلاف أعمارهم وجنسياتهم، والدراية بأحوال الطلاب وخصائص المرحلة العمرية لكل فئة، مع الترابط والتفاعل الإيجابي بين المشرفين والطلاب وأن يحرص مدرس القرآن على التعامل الجيد مع الطلاب مع التحبيب والتغيب في حفظ القرآن الكريم وبيان فضل حفظة القرآن ودرجتهم الرفيعة عند الله، ويأتي تحقيق جزء كبير من هذا بالرفق والرحمة، ومدى نجاح المدرس واستخدامه فنون التواصل والتربية بالقدوة وترغيب الطالب في تعلم القرآن والأسلوب المناسب في الحفظ والمراجعة، حيث تساهم بشكل كبير في جذب الطلاب واحترامهم وحبهم للمدرس وتفاعلهم معه.
وأشار د. الفرجابي إلى بعض الأسباب التي تؤدي إلى تمرد الطالب أو عدم التركيز ورفض تقبل التوجيهات والإرشادات من المدرس، ومنها المشاكل الأسرية، انشغال الآباء، الانشغال والتأثر بوسائل الإعلام والاتصال، الشدة المفرطة أو الدلال الزائد من الآباء، سوء التعامل مع الشجار بين الأطفال، مع طبيعة المرحلة العمرية وما تعترض الطالب من مشاكل يجب مراعاتها وتقديم الحلول والقرب والتوجيه، الأخطاء في التوجيه والمعالجة، عدم وضوح التعليمات أو كثرتها، عدم وجود خطة موحدة في التوجيه، الشعور بالملل والروتين وطول زمن الحصة، ضعف المربي وعدم سيطرته على الحلقة، عدم الثبات في التقييم والمعايير، الآثار السلبية من الأقارب والأصدقاء، التوبيخ والضرب وهو ما يؤدي إلى نفور الطالب وعدم الرغبة في الحفظ بل قد يصل الأمر إلى كره المركز أو المشرف وبالتالي يصعب عليه الحفظ، وتتكون لديه صورة ذهنية سيئة عن مراكز القرآن أو مدرسيه.
وبين مقدم الدورة أن هناك خطوات ينبغي اتخاذها لتغيير السلوك الخاطىء للطالب، والتي تبدأ بأن تحدد السلوك الخاطئ وتعمل على إيقافه، ومن ثم العمل على أن تعلّم طفلك السلوك الصحيح وتعززه بوسائل وطرق مختلفة، وأن تبرم عقداً مع الطفل يشعر فيه بالإنجاز والحفظ والترغيب مع المكافأة والهدية بين فترة وأخرى.
ولفت د. الفرجابي أن هناك طرائق متعددة للتعديل في السلوك والمسار الطلابي منها التعريض، التوجيه المباشر، الإشباع، التجاهل، التأنيب، المقاطعة، العقاب الذاتي أي تحمل مسؤولية الخطأ، العقاب المنطقي، العقاب غير المنطقي أي معاقبته بسلوك لا يتعلق بالسلوك الذي أخطأ فيه، تعليم سلوك بديل، مطالبته بالبحث عن حل ومساعدته، إعطاء خيارات بديلة، الحوافز، والصورة الحسنة عن نفسه وما يتأمله دينه والديه ومجتمعه منه.
وأوضح المحاضر أنه ينبغي على مشرفي ومدرسي حلقات القرآن التأسي بهدي النبي صلى الله عليه وسلم في التعامل مع المخطئ، وضرب العديد من النماذج التي طبقها النبي في تعامله مع المخطي، منها قصة الأعرابي الذي بال في المسجد، قصة معاوية بن الحكم السلمي، قصة الأعرابي السائل، قصة الشاب الذي استأذن في الزنا، وبيان كيف عالج النبي بحكمة بالغة هذه الأخطاء.
وقال إن هناك فن في استخدام مبدأ الثواب والعقاب، وهو أن الثواب والعقاب والترغيب والترهيب سر الحركة والنجاح، وأن المعلم الناجح يُغَلِّب جانب الثواب ويحسن اختيار نوع العقاب.
كما أوضح أن هدي النبي صلى الله عليه وسلم في التعامل مع من حوله على اختلاف فئاتهم كان نموذجا يحتذى فنجده ما ضرب بيده امرأة ولا خادما، ولم يقل " أف " لمن يربيه ، وكيف ربى النبي صلى الله عليه وسلم الصغير والكبير ولم يستخدم أسلوب العقاب المادي.
وذكر د. الفرجابي أن هناك احتياجـات ينبغي توفيرها للطفـل، منها الحاجة إلى الأمن والحماية، الحاجة إلى التقبل والاستقلال، الحاجة إلى مجموعة الرفاق، والحرية واللعب والترفيه، الحاجة إلى معرفة الأهداف والنجاح وإلى التدين والالتزام الديني والأخلاقي.
كما ذكر أن هناك خصائـص يتسم بها الطفـل منها، كثرة الحركة، عدم التمييز أحيانا بين الخطأ والصواب، حب التشجيع ، الميل إلى اكتساب مهارات، حب الفك والتركيب، كثرة الأسئلة، التفكير الخيالي، سرعة التلقي، حب الاستطلاع، حب التنافس وإثبات الذات، التقليد، والنمو اللغوي السريع.
وتناول الشيخ الفرجابي الحديث عن طلاب مرحلة المراهقة وهي المرحلة السنية الانتقالية من الطفولة إلى الرشد وتبدأ بمظاهر البلوغ وتشتمل على النمو الجسمي والعقلي واللغوي والنفسي والاجتماعي وصولاً إلى الاستقرار والرشد، وقيل هي اقتراب الفرد من النضج الجسمي والعقلي والنفسي والاجتماعي، وأشار أن هناك عدة أنماط للمراهقين وذكر أسبابها منها المراهقة المعتدلة المتوافقة التي تتسم بالهدوء النفسي والتوافق مع الوالدين والمجتمع، والمراهقة الانسحابية التي تتسم بالانطواء والخجل والاكتئاب، والمراهقة العدوانية التي تتسم بالتمرد ضد السلطة بأشكالها سواء الوالدين أو المدرس وغيره ويغلب عليها العناد، والمراهقة المنحرفة التي يغلب عليها انحلال خلقي وانهيار نفسي وتصادم مع قيم المجتمع مع الفوضى والسخرية من الثوابت.
وبين أن هناك العديد من الاحتياجات التي ينبغي توفرها للمراهقين وهي الحاجة إلى العطف، الحاجة إلى القبول، الحاجة لإثبات المكانة، الحاجة إلى الأمن، الحاجة إلى الانتماء، الحاجة إلى تحمل المسؤولية، الحاجة إلى الاستقلال في تصرفاته، الحاجة إلى الهواية والموهبة، ولفت أن هناك ميــول للمراهقـــين أهمها الميل للمثل والمعايير، الاعتماد على فهمه للأمور، الميل إلى التدين، الميل إلى جماعة الرفاق، الميل إلى مساعدة الآخرين ، الميل إلى نبذ القديم، الميل إلى المهنة والهواية، الميل إلى المفاخرة بالأصل والأهل، الميل للقراءة وإلى الترويح والضحك.
واختتم الشيخ الدكتور الفرجابي الدورة بالوسائل التي يمكن من خلالها أن ننجح في التعامل مع العاصفة والمشاكل التي تقابلنا من الأطفال على اختلاف أعمارهم من الصغر إلى المراهقة مع التفاوت في كل مرحلة، وهي باللجوء إلى الله، بالحب والعاطفة، بالهدوء والفهم ، بالحوار والإقناع ، بالخطة التربوية الموحدة ، بالأمن والتقبل ، بالصبر والمصابرة ،بالثقة المشوبة بالحذر ، بإحسان الظن وإعطاء المسؤوليات ،بالقرب والصداقة ، وبالتواصل الفعال.