مركز "إحسان" يحتفل باليوم العالمي للمسنين

alarab
محليات 06 أكتوبر 2015 , 06:49م
قنا
نظم مركز تمكين ورعاية كبار السن "إحسان" - اليوم - ندوة توعوية بعنوان "نحو حياة أفضل لكبار السن"؛ بمناسبة الاحتفال باليوم العالمي للمسنين، الذي يصادف الأول من أكتوبر من كل عام، بحضور سعادة السيد عبد الله بن صالح الخليفي وزير العمل والشؤون الاجتماعية.

وافتتحت الندوة بكلمة للسيد مبارك بن عبد العزيز آل خليفة، المدير العام لمركز تمكين ورعاية كبار السن، كما تقدم الباحثون في مجال رعاية كبار السن بأوراق بحثية تضمنت سبل الرعاية المتواصلة بجوانب حياة كبار السن، والإفادة من خبراتهم المختلفة وتدعيم الرعاية المقدمة لهم من جوانب صحية واجتماعية ونفسية. 

ورحب السيد مبارك بن عبد العزيز آل خليفة - المدير العام لمركز تمكين ورعاية كبار السن - في كلمته الافتتاحية بسعادة السيد عبد الله بن صالح الخليفي، وزير العمل والشؤون الاجتماعية، وبيَّن أن الاحتفال يأتي ضمن فعاليات اليوم العالمي للمسنين، تجاوباً مع الفرص المتاحة والتحديات التي تواجه الشيخوخة في القرن الحادي والعشرين.

وقال إن العالم يحتفل في الأول من شهر أكتوبر من كل عام باليوم العالمي للمسنين، الذي أقرته الجمعية العامة للأمم المتحدة بتاريخ 14 من ديسمبر من العام 1990م، متابعةً وتتويجًا لمبادرات الأمم المتحدة المتعلقة بالشيخوخة، الذي يهدف لإلقاء الضوء على فئة كبار السن وتفاعلهم مع المجتمع وحل مشاكلهم وإبراز الاستراتيجيات التي تضمن كرامتهم وسعادتهم، الأمر الذي توليه القيادة القطرية بالغ الأهمية، ونسعى لتحقيقه بمركز تمكين ورعاية كبار السن، ضمن رؤيتنا التي نسعى عبرها لإبراز أهمية دور كبار السن في المجتمع القطري، وتقديم خدمات ذات جودة عالية لهم، وإشراكهم وإدماجهم في الأسرة والمجتمع.

وأضاف آل خليفة قائلا: "إنه انطلاقاً من رسالتنا بالمركز، التي تأتي اتساقاً مع رسالة المؤسسة القطرية للعمل الاجتماعي، فإننا نؤمن بأنه لن يتم تحقيق الأهداف المرجوة لخدمة كبار السن إلا بتضافر كل الجهود من قبل جميع شرائح المجتمع وأفراده ومؤسساته، خاصة بين مؤسسات الدولة التي تقدم خدمات خاصة لكبار السن".

وأشار إلى أن الندوة تهدف للتوعية والدفع بجهود تطوير الخدمات المقدمة عبر كل المؤسسات بالدولة في مجال رعاية كبار السن، وتوعية العاملين بهذه المؤسسات، والتعرف على الخدمات والمبادرات المقدمة لكبار السن من مؤسسات الدولة، إضافة إلى تشجيع تلك المؤسسات لتقديم المزيد من الخدمات لتوفير الراحة لهم، لافتا النظر إلى سعي المركز إلى إقامة شراكات مع مؤسسات الدولة لتطوير  قضايا المسنين ودعمها.

وأكد آل خليفة أن المركز يسعى لتعريف كبار السن بكل الخدمات المقدمة لهم، مثلما يسعى للتعريف بالمركز ورؤيته لخدمة كبار السن، وتمكينهم، وتحقيق الحياة الكريمة والآمنة لهم في المجتمع، الأمر الذي يعُدُّه مسؤولية تضامنية وتكاملية لكل الفئات ومؤسسات المجتمع القطري متكاتفة ومتعاونة، موضحا أن رعاية الآباء والأُمهات من كبار السن مسؤولية الجميع، وعليهم بذل جهودهم في ذلك السبيل.

من جهته، تقدم الأستاذ صلاح اليافعي - المدرب الأسري - خلال الندوة بورقة بحثية حول حقوق كبار السن في الأسرة ومؤسسات الدولة، تحدث فيها عن الآليات التي تناولت قيم التعامل مع كبار السن والأحاديث التي حثت على ذلك، وأبرز العادات والموروثات الخليجية والعربية التي تحث على احترام كبار السن، إضافة إلى أبرز حقوقهم داخل أسرهم، من حيث الرعاية والمكانة والتقدير والاحترام وتوفير وسائل تشعره بأهميته وقدره، كما تطرق إلى أهم حقوق كبار السن في مؤسسات الدولة من حيث توفير كل سبل العناية والكفاءة، في توفير الخدمات اللازمة لهم وتوقير مكانتهم.

وفي الورقة البحثية الثانية تحدثت الدكتورة منار محمود الغمراوي - الاستشاري النفسي بمكتب المدير التنفيذي لمركز تمكين ورعاية كبار السن "إحسان" - عن أهمية مراعاة الجوانب النفسية لكبار السن.

وأكدت أهمية إعداد مقدمي الخدمات الصحية والنفسية والمجتمعية لأجل تلبية الاحتياجات المختلفة لكبار السن، من خلال تدريب المهنيين الصحيين والإداريين على كيفية الاستماع لشكوى المسن والتعامل السليم معه، وإشعاره بالأمان، وضرورة إيجاد برامج كفيلة بمعالجة الأمراض المزمنة المرتبطة بالتقدم بالسن، بما في ذلك الاضطرابات النفسية والعصبية، ووضع سياسات مستدامة للرعاية طويلة الأجل، وتطوير خدمات وأوضاع مواتية للمسنين بكل مؤسسات الدولة. 

كما تحدثت الدكتورة هديل صالح العثمان - استشاري طب كبار السن في دولة الكويت - عن الاحتياجات الصحية لكبار السن، وآلية تغطية الاحتياجات الصحية لهم، ودور المؤسسات الصحية في توفير الرعاية الصحية المتكاملة لكبار السن.

كما تناولت المشاكل الصحية التي يواجهها المسنون؛ وأهمها النفسية منها والدماغية والعصبية، وآثارها الاجتماعية التي تنعكس على كبار السن، لافتة النظر إلى دور المؤسسات الصحية وغير الصحية في مجال رعاية كبار السن.

ودعت العثمان إلى تعاون تلك المؤسسات لتوفير الرعاية الطبية المتميزة لهم، كما طالبت بسن القوانين والتشريعات التي من شأنها أن تحمي كبار السن، وتضمن حقوقهم.

وفي ختام الندوة أوصى المشاركون بضرورة عيش كبير السن في محيطه الأسري من ناحية الرعاية والمكانة والتقدير والاحتياجات اللازمة له، وإصدار تشريعات خاصة بكبار السن، تضمن لهم حياة آمنة ومستقرة. 

كما دعا الباحثون وممثلو الجهات المشاركة إلى ضرورة تهيئة الموظف كبير السن المشرف على التقاعد لمواجهة ظروف الحياة الجديدة، حتى يمتص كل صور القلق والتوتر الناجم عن التغيير المفاجئ للحياة، وتوفير قاعدة بيانات وطنية تحصر كل مختلف خبرات المتقاعدين، على اختلاف خبراتهم وتخصصاتهم والإفادة منها، لضمان استمرار تفاعلهم مع محيطهم الاجتماعي. 

وطالبوا بإنشاء الأقسام المتخصصة لطب الشيخوخة، من أجل توفير علاج رعاية متكاملة لكبار السن، وإعداد برامج تدريبية في مجال رعاية كبار السن، من أجل مساعدتهم نفسيا على استثمار طاقاتهم ودمجهم في المجتمع، وإنشاء خط ساخن لحماية كبار السن مع وزارة الداخلية. 

وتضمنت التوصيات إنشاء هيئة مجتمعية متخصصة، تضم عددا من صناع القرار في الدولة، والمختصين في المجالات المختلفة، ونخبة من كبار السن، لمراجعة حقوق كبار السن بشكل دوري.

يذكر أن مركز تمكين ورعاية كبار السن ينظم مجموعة من الفعاليات، تزامناً مع اليوم العالمي للمسنين بجانب الندوة، منها دورة تدريبية حول مهارات التعامل الإيجابي مع كبار السن، تستمر يومين، إضافة إلى مسابقة "سيلفي" مع كبير السن، التي تعلن نتائجها في ختام الدورة مساء غد.
         /أ.ع