حكومة ميانمار تتفاوض مع روسيا والصين للإفلات من إدانة مجلس الأمن الدولي

alarab
حول العالم 06 سبتمبر 2017 , 07:50م
الجزيرة - رويترز
أعلنت حكومة ميانمار الأربعاء أنها تتفاوض مع روسيا والصين لضمان تحركهما لعرقلة صدور أي إدانة رسمية من مجلس الأمن الدولي.

وأجبرت أعمال العنف التي انتهجتها ميانمار ضد مسلمي الروهينغيا حوالي 150 ألف شخص على الفرار الجماعي إلى بنغلاديش خلال أقل من أسبوعين.


وقال ثوانج تون مستشار الأمن القومي في ميانمار في مؤتمر صحفي في العاصمة نايبيداو إن ميانمار تعتمد على الصين وروسيا العضوين الدائمين في مجلس الأمن لمنع صدور أي قرار من مجلس الأمن بخصوص الأزمة. وأضاف "نحن نتفاوض مع دول صديقة لعدم إحالة المسألة إلى مجلس الأمن".


وقال "الصين صديقتنا ولدينا علاقات ودية مماثلة مع روسيا ولهذا لن يكون من الممكن أن تجد هذه المسألة طريقها لمجلس الأمن".


واتهمت زعيمة ميانمار "أونغ سان سو كي" من وصفتهم بـ"الإرهابيين" بأنهم وراء "جبل جليدي ضخم من التضليل" بشأن العنف في ولاية راخين (أراكان) لكنها التزمت الصمت إزاء النزوح الجماعي للروهينغيا.


وتتعرض زعيمة البلاد، التي يسكنها أغلبية بوذية، لضغوط بسبب الأزمة من دول إسلامية مثل إندونيسيا وتركيا وماليزيا. وقد خرج الآلاف تقودهم جماعات إسلامية في مسيرة بالعاصمة جاكرتا الأربعاء للمطالبة بقطع العلاقات الدبلوماسية مع ميانمار.


وفي رسالة نادرة إلى مجلس الأمن الدولي أعرب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش يوم الثلاثاء عن قلقه من احتمال تحول العنف في راخين إلى "كارثة إنسانية".


وحذر جوتيريش من مخاطر حدوث تطهير عرقي في ميانمار ربما يتسبب في زعزعة استقرار المنطقة.


ووفق أحدث تقديرات أصدرها عاملون في الأمم المتحدة في كوكس بازار وصل على مدى 12 يوما مضت 146 ألفا من الروهينغيا. وبذلك يرتفع إجمالي عدد الروهينغيا المسلمين الذين لجأوا إلى بنغلاديش منذ أكتوبر/ تشرين الأول من العام الماضي إلى 233 ألفا.


وأبلغ وافدون جدد السلطات أن ثلاثة قوارب تحمل أكثر من 100 شخص انقلبت في الساعات الأولى من صباح الأربعاء. وقال ام.اس كبير قائد خفر السواحل إنه منذ ذلك الحين جرفت الأمواج إلى الشاطئ ست جثث من بينها جثث ثلاثة أطفال.


وتحدثت سو كي عبر الهاتف الثلاثاء مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الذي دعا قادة العالم لبذل المزيد من أجل مساعدة نحو 1.1 مليون شخص يواجهون إبادة جماعية.


وفي بيان نشره مكتبها على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"،  قالت سو كي إن الحكومة "بدأت بالفعل في الدفاع عن جميع الناس في راخين بأفضل طريقة ممكنة". وحذرت من أن التضليل قد يفسد العلاقات مع دول أخرى.


وأشارت إلى صور أعمال قتل نشرها نائب رئيس الوزراء التركي على حسابه على تويتر وحذفها فيما بعد لأنها لم تكن من ميانمار.


ونقل مكتب "سو كي" عنها قولها "إن هذا النوع من المعلومات الزائفة الذي ضلل نائب رئيس الوزراء كان مجرد قمة جبل جليد ضخم من التضليل الذي يهدف إلى إثارة مشكلات كثيرة بين الدول المختلفة لخدمة مصالح الإرهابيين".


والتقت سو كي الأربعاء مع رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي الذي قال إنه يشارك ميانمار القلق من "عنف المتطرفين" في ولاية راخين.


وعلى مدى سنوات اتخذت حكومة مودي موقفا قويا ضد تدفق نحو 40 ألفا من الروهينغيا المسلمين إلى الهند وتعهدت الشهر الماضي بترحيلهم جميعا.


كانت أحدث حلقات العنف في ولاية راخين قد بدأت عندما هاجم مسلحون من الروهينغيا عشرات من مواقع الشرطة وقاعدة للجيش. وأسفرت الاشتباكات التي أعقبت ذلك وهجوم مضاد شنه الجيش عن مقتل مئات من مسلمي الروهينغيا، وأدت إلى نزوح جماعي للقرويين إلى بنغلاديش.


وتعرضت سو كي لاتهامات من منتقدين في الغرب بالتقاعس عن رفع صوتها تأييدا للأقلية التي تشكو الاضطهاد منذ زمن بعيد بل وطالب البعض بسحب جائزة نوبل للسلام التي فازت بها عام 1991 بوصفها نصيرة للديمقراطية.


وتقول ميانمار إن قوات الأمن تنفذ حملة مشروعة ضد "إرهابيين" مسؤولين عن سلسلة هجمات على مراكز للشرطة والجيش منذ أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.


وحمل مسؤولون من ميانمار مسلحي الروهينغيا المسؤولية عن إحراق منازل وموت مدنيين. وقالت الحكومة إن 26747 من السكان غير المسلمين نزحوا من ديارهم.


وقال مصدران بحكومة بنغلاديش إن ميانمار تقوم منذ ثلاثة أيام بزرع ألغام أرضية عبر قطاع من حدودها مع بنجلادش، وأضافا أن الغرض من ذلك قد يكون للحيلولة دون عودة الروهينغيا المسلمين الذين فروا من العنف في ميانمار.


وقال المصدران وهما على دراية بالموقف، لكنهما طلبا عدم الكشف عن هويتيهما نظرا لحساسية الأمر إن بنغلاديش ستتقدم الأربعاء باحتجاج رسمي على زرع الألغام الأرضية على مسافة قريبة جدا من الحدود.


وقال مصدر عسكري في ميانمار إن ألغاما زرعت على امتداد الحدود في التسعينيات لمنع التعدي على الأراضي وإن الجيش حاول منذ ذلك الحين إزالتها. لكنه ذكر أن ميانمار لم تزرع ألغاما في الآونة الأخيرة.