أمهات يواجهن صعوبات في ضبط أولادهن على عقارب التوقيت الدراسي
تحقيقات
06 سبتمبر 2011 , 12:00ص
الدوحة - هناء الرحيم
أيام قليلة تفصلنا عن العام الدراسي الجديد، وربما كثير من الأهالي يواجهون صعوبة في ضبط أولادهم على عقارب التوقيت الدراسي من جديد بعد أن عاشوا أكثر من شهرين بأجواء من اللهو واللعب والمرح والسهر، وبعد مرور شهر رمضان المبارك والعيد السعيد والسهر حتى وقت متأخر من الليل قد تصل إلى ساعات الفجر الأولى أحيانا ضمن أجواء بعيدة كل البعد عن الدراسة والتعليم.
وتحرص كثير من الأمهات قبل بدء العام الدراسي بأسبوع على تنظيم نوم أولادهن من خلال إيقاظهم مبكرا حتى يناموا باكرا أيضاً. وتحضيرهم لجو المدرسة من خلال شغلهم بأمور لها علاقة بها كشراء القرطاسية من حقائب وأقلام ودفاتر والذهاب إلى المدرسة لجلب الزي المدرسي والكتب ولقاء أصدقاء الدراسة.
فكيف يهيئ الأهل أولادهم نفسيا لاستقبال العام الدراسي الجديد، كيف يعاودون ضبط نومهم وينعشون ذاكرتهم الدراسية والتأقلم مع الجو المدرسي؟ وهل عليهم تحضيرهم لذلك قبل فترة طويلة من قرع الجرس الأول؟
تحرص عائشة محمد حاليا على إعادة جدولة أولادها، بعد عطلة الصيف الطويلة، على نظام محدد قبل بدء العام الدراسي. وتشير إلى أنها تنكب حاليا على تنظيم نوم أطفالها حيث تحرص على توعيتهم باكرا حتى يناموا مبكرا وذلك بعد فترة شهرين ونصف الشهر من اللهو والسهر على مزاجهم. وتقول عائشة إنها بدأت تهيئتهم للمدرسة من خلال إعطائهم بعض الإرشادات وتشجيعهم لملاقاة أصدقائهم. ويبدو أن تهيئة الأطفال نفسيا قبل المدرسة تختلف من مرحلة عمرية إلى أخرى وتشير عائشة في هذا الإطار إلى أن أولادها من كافة المراحل العمرية والدراسية أي الابتدائي والإعدادي والثانوي، مضيفة أن المرحلة الابتدائية تحتاج أكثر من غيرها إلى التهيئة والمراقبة والعناية من قبل الأهل أكثر من المراحل المتقدمة. وتقول إنها حرصت على تشجيع ابنها، الذي هو في المرحلة الابتدائية، للعودة إلى المدرسة من خلال مرافقته في شراء القرطاسية التي يريدها واختيار الألوان والدفاتر التي يحبها. وتعتبر عائشة أن أهم شيء في كل عام دراسي جديد هو بث الحماسة والأمل في نفوس الأبناء وفتح صفحة جديدة لمرحلة دراسية جديدة متناسين كل الآلام والإحباطات التي حصلت في العام الماضي.
تستعجل فاطمة أحمد أولادها للانتهاء من التبضع واللعب في أحد المجمعات التجارية للعودة للمنزل والنوم باكرا، ويتذمر أولادها من الحالة الجديدة التي بدأت تعيشهم فيها بعد عطلة طويلة ترك لهم فيها الحبل على الغارب يستيقظون وقتما يشاؤون وينامون متى يريدون. تقول فاطمة إنه قد انتهى وقت اللعب وحان وقت الجد فلا بد من وضع حدود للأطفال وإشعارهم بالمسؤولية مع قرب بدء الموسم الدراسي وشغلهم بأمور لها علاقة بالدراسة كشراء القرطاسية وإدخالهم في جو الدراسة من خلال مراجعة بعض الأمور الهامة التي تفيدهم مع بداية العام الدراسي.
النوم باكراً
ترى نهاد منصور أن تعويد الأطفال على النوم باكرا بعد عطلة صيف طويلة تعد أكبر مشكلة بالنسبة لها قبل بدء العام الدراسي. وتشير إلى أنها تعمل منذ الآن على إيقاظ أولادها باكرا منذ الآن حتى يتمكنوا من النوم مبكرا أيضاً. وتوضح نهاد أنها تحرص على ملء نهار أولادها بنشاطات رياضية متنوعة لتفريغ طاقتهم. وترفض مبدأ مراجعة الدروس خلال العطلة الصيفية، مشيرة إلى أن النظام الدراسي في مدرسة أولادها مضغوط جدا لذلك تفضل أن تروح عن أطفالها بالصيف بنشاطات ترفيهية هادفة وتعريفهم على فعاليات المجتمع كذلك تشجعهم على القراءة من خلال اصطحابهم إلى المكتبات.
وفي السياق عينه، تعمل نسرين باكير كغيرها من الأمهات في الوقت الحالي على تنظيم نوم أولادها قبل بدء العام الدراسي، مشيرة إلى أنها تحرص على مراجعة بعض رؤوس الأقلام المهمة التي تذكرهم بما مر معهم خلال العام الدراسي وتنعش ذاكرتهم قليلا لاستئناف الأسبوع الأول من العام الدراسي. تشدد على ضرورة عدم انقطاع أولادها عن القراءة حتى خلال عطلة الصيف.
أما أم أحمد فرغم تذمر أولادها من عودة نظام المدارس حيث للعب وقته وللدراسة وقتها وللنوم وقته أيضا، إلا أنها تضطر أن تفرض عليهم العودة إلى نظام النوم باكرا في المدارس. وتقول إنها تواجه بعض الصعوبات لإعادة ضبط الأولاد على توقيت النظام الدراسي. وتشير أم أحمد إلى أنها تعمد خلال الإجازة الصيفية على ملء أوقات أولادها بأمور ممتعة ومفيدة حتى يستغلوا إجازتهم ويدخلوا العام الدراسي الجديد بطاقة أكبر.
صعوبة في ضبط
توقيت الأولاد
بدورها، تشعر أم عبدالله بصعوبة في وضع أولادها على عقارب التوقيت الدراسي من جديد خصوصا بعد مرور شهر رمضان والعيد حيث كان يسهر أولادها حتى ساعات الفجر الأولى. «لقد أسهم شهر رمضان والعيد من بعده على تشجيع فوضى السهر لدى معظم الأبناء فأصبح من الصعوبة بمكان ضبطهم فذلك يحتاج إلى وقت وأتمنى أنه خلال الأسبوع الذي يسبق المدرسة أكون قد تمكنت من حل هذه المشكلة»، تقول أم عبدالله. ولكن رغم ذلك، تؤكد أن أولادها يتشوقون للعودة إلى المدارس للقاء أصدقائهم بعد عطلة صيف طويلة ومتحمسين لشراء قرطاسية المدارسة من حقائب وأقلام ودفاتر.
من جهة أخرى، ورغم أن لدى ميراي خليل ابنة واحدة لا تزال في مرحلة الروضة إلا أنها تعتبر أنها من أكثر المراحل التي تحتاج إلى عناية وتحضير من الأهل قبل بدء العام الدراسي. «ابنتي هي وحيدتي وقد اعتادت على دفء المنزل وأن نكون أنا ووالدها بجانبها وأن تستحوذ كل اهتمامنا لذلك أتهيب كثيرا من اليوم الأول لدخولها إلى المدرسة وأحاول بشتى الطرق أن أحضرها نفسيا من خلال شراء الحقيبة التي تحبها وأن أردد على مسمعها أن جميع الأطفال يذهبون إلى المدرسة للقيام بنشاطات مسلية مفيدة»، تقول ميراي. وتضيف: كما أنني سأحرص على أن ترافقني إلى المدرسة لشراء الزي المدرسي لها وحتى ترى أقرانها من الأطفال فذلك يشجعها ويحمسها أكثر».
المحافظة على النظام
في الصيف
من جهتها تقول فاطمة خليل إنها لم تواجه أي صعوبات في تحضير ابنها للذهاب إلى المدرسة لأنه خلال الإجازة الصيفية الطويلة حرصت أن تحافظ على نظام نومه وبقي يستيقظ وينام مبكرا. وتؤكد أن ابنها متشوق كثيرا للرجوع إلى المدرسة للقاء أصدقائه حيث لم ينفك طوال الإجازة عن السؤال عنهم. وتشير إلى أنها عمدت خلال الإجازة الصيفية على إدخاله في نشاطات ترفيهية ورياضية وتعليمية متنوعة كالموسيقى والرسم والسباحة والكاراتيه، مضيفة أنها كانت تقوم كل أسبوع بعمل بعض التمرينات له لتذكيره بما تعلمه بالمدرسة. وترى أن ابنها جاهز تماما لاستقبال العام الدراسي بحماس ونشاط.
أما نورا سماك، فتقول إنها بدأت قبل المدارس بأسبوع بتهيئة ابنها لجو المدرسة وأنه سينتقل إلى مرحلة جديدة وهي المرحلة الابتدائية، مشيرة إلى أنها تحرص على اصطحابه معها إلى مبنى المدرسة لجلب الزي المدرسي والكتب وهناك يلتقي بكثير من أصدقائه الذي يتشوق للعب معهم بعد عطلة صيف طويلة وبذلك يتحمس أكثر للعودة إلى المدرسة.
إرشادات ونصائح للأهل
وفي سياق متصل، تقدم الأستاذة أمينة الهيل خبير الإرشاد النفسي بالمجلس الأعلى للتعليم ومتطوعة في منظمات المجتمع المدني، مجموعة من النصائح للأمهات لتهيئة أطفالهن قبل بدء العام الدراسي الجديد، مشددة على أهمية تنظيم نوم الطالب قبل المدرسة بأسبوع وإيقاظه باكرا حتى يتمكن من النوم مبكرا. وتشير الهيل إلى أهمية ترغيب الطالب بالمدرسة خصوصا من هم في المرحلة الابتدائية من خلال شراء الطالب لقرطاسية المدرسة التي تعجبه ويحبها والسماح له بالتعبير عن رأيه بها. كما تؤكد الهيل على أهمية التهيئة الذهنية للطالب وتشجيعه على ملاقاة أصدقائه فيها، ولا تنسى الإشارة إلى ضرورة تذكير الابن بأن جميع الأطفال يذهبون إلى المدرسة للاستفادة وتعلم أمور جديدة ويستيقظون باكرا. وتنوه بأهمية إكساب الأطفال عادة تناول وجبة الإفطار قبل الذهاب إلى المدرسة وتعويدهم عليها وترغيب الأولاد بها من خلال اجتماع جميع أفراد الأسرة لتناول الأفطار، وتشير إلى أن هذا المشهد الجماعي للأسرة يشجع الطفل ويحمسه على فكرة تناول الإفطار ونتائجها أفضل عما إذا كان الطفل يتناول وجبة الفطور وحده.
وتشدد الهيل على ضرورة مشاركة الأم لطفلها في الاستيقاظ باكرا ومساعدته في ارتداء ملابس المدرسة وتناول وجبة الفطور وتوديعه قبل الذهاب للمدرسة خصوصا لمن هم في مرحلة الروضة والابتدائية، محذرة من عواقب ترك هذه المهمة للخادمة وبقاء الأم نائمة.
ولتنظيم عودة الأبناء للدراسة، تقول الهيل إنه على الأم أن تنظم لأولادها جدولا يوميا للدراسة منذ الأسبوع الأول. وتعود الهيل وتؤكد على فكرة تحبيب الطالب بالمدرسة لأنه إذا كوّن فكرة سيئة عن المدرسة من بداية الأسبوع سينعكس ذلك نفسيا على الطالب من خلال التقيؤ أو الإصابة بالإسهال أو صداع وكل ذلك يعد إشارات نفسية تدل على أنه رافض للمدرسة. وتدعو الهيل الأم لمرافقة أولادها إلى المدرسة في الأيام الأولى لتخفيف رهبتها ووطأتها على الطالب خاصة لمن هم في مرحلة الروضة والابتدائية. وعن مراجعة الدروس خلال العطلة الصيفية، توضح الهيل أنها لا تنصح بذلك بل تشجع على تعليم الأبناء بطريقة غير مباشرة وليس تلقينية من خلال عدم الالتزام بمناهج بل ترك الحرية للطفل لقراءة الكتاب الذي يريد أو إشراكهم في نشاطات صيفية ترفيهية أو تعليمهم الرسم والموسيقى أو ممارسة رياضة معينة وتنظيم جدول زيارات ترفيهية تعليمية كالحي الثقافي أو حديقة الحيوان أو المتحف الإسلامي أو مرافقته إلى السينما، باختصار على الأم أن تحرص خلال الإجازة الصيفية على تعريف الطفل على المجتمع.