قال السيد رمزي قاسمية المستشار المالي إن الأسواق العالمية لم تتمكن بعد من تجاوز صدمة ما أطلق عليه الاثنين الأسود بالرغم من تعويض بعضها للخسائر التي تم تسجيلها يوم أمس من خلال تسجيلها ارتفاعات مكنتها من تجاوز التراجعات المسجلة.
وأرجع المستشار المالي في تصريحات خاصة لوكالة الأنباء القطرية قنا حالة عدم التجاوز المشار إليها إلى مؤشر الخوف الذي بلغ أعلى مستوياته عند المستثمرين، خاصة وأن مخاوف حدوث أخطار ركود اقتصادي ما زالت مرتفعة في ظل بيئة أعمال ذات فوائد مرتفعة، وضبابية المشهد الانتخابي الأمريكي والاحتمالية العالية لمواجهة اقتصادية بين الولايات المتحدة والصين وأوروبا من خلال فرض رسوم حماية.
وقال قاسمية إن الأسواق العالمية عانت الإثنين من موجة تراجعات حادة هي الأعنف تقريبا منذ 38 سنة في بعض الأسواق، حيث انخفض مؤشر نيكي قرابة 13 بالمئة في جلسة واحدة، وذلك نتيجة بيانات الاقتصاد الأمريكي الضعيفة، خاصة تلك المرتبطة بالبطالة وطلبات الإعانة، والتي جاءت أسوء من المتوقع، الأمر الذي يعزز من حدوث ركود اقتصادي يصيب معظم اقتصاديات العالم، لذا نجد أن التراجعات امتدت لتشمل أسواق السلع، "وشهدنا انخفاضا وتراجعا في أسعار السلع الأساسية مثل النفط والذهب، الذي يعد ملاذا آمنا للمستثمرين وقت الأزمات، بالإضافة إلى تراجع العملات المشفرة".
ولفت المستشار المالي إلى أن تباطؤ الفيدرالي باتخاذ خطوة تخفيض مستويات الفائدة، عزز من توقعات حدوث ركود بشكل أكبر من السابق، حيث كانت تشير التوقعات إلى احتمالية قيام الفيدرالي بخفض أسعار الفائدة بـ50 نقطة قبل نهاية العام، إلا أن التصريحات الأخيرة لرئيس الفيدرالي الأمريكي جيروم باول والمتعلقة بالتريث قبل تخفيض أسعار الفائدة، أرسل إشارات سلبية إلى الأسواق بأن الفيدرالي ليس على استعجال بتخفيض أسعار الفائدة، الأمر الذي عزز من المخاوف لدى المستثمرين بحدوث تباطؤ نتيجة ارتفاع أسعار الفائدة لمدة أطول من المتوقعة.
من جانب آخر، قال قاسمية إن ارتفاع أسعار الين مقابل الدولار بقرابة الـ10بالمئة خلال الفترة الماضية بعد الانخفاضات الحادة التي سجلها مقابل الدولار بتدخل المركزي الياباني بعمليات شراء أثرت على المضاربين الذين كانوا يقومون ببيع الين وشراء الدولار والسندات، الأمر الذي أدى إلى زيادة حدة التقلبات في الأسواق المال العالمية.
وأكد قاسمية على ضرورة الإشارة إلى أن أكثر الأسهم التي شهدت تراجعات في مؤشر ناسداك الأمريكي هي أسهم التكنولوجيا نتيجة المبالغة في الدعاية والتوقعات، المبالغ فيها بالنسبة لنتائج الشركات المرتبطة بالذكاء الاصطناعي، إذ رأينا أن تلك الشركات شهدت أكبر نسب تراجعات خلال جلسة يوم الجمعة.
وكان مؤشر نيكي للأسهم اليابانية قد أغلق محققا أكبر مكاسبه في يوم واحد في التاريخ اليوم، حيث ارتفع بأكثر من 3200 نقطة بعد الانخفاض القياسي الذي شهده في اليوم السابق.
وذكرت وكالة الأنباء اليابانية كيودو، أن مؤشر أسهم نيكي، الذي يضم 225 إصدارا، أنهى تعاملات اليوم بارتفاع قدره 3217.04 نقطة أو بنسبة 10.23 في المائة ليصل إلى 34675.46 نقطة، متجاوزا الرقم القياسي السابق للربح اليومي البالغ 2676.55 نقطة والمسجل في 2 أكتوبر 1990.
كما أغلق المؤشر توبكس الأوسع نطاقا مرتفعا 207.06 نقطة أو بنسبة 9.30 بالمئة، ليصل إلى 2434.21 نقطة. وحققت كل فئة صناعية في سوق Prime Market من الدرجة الأولى مكاسب، بقيادة النقل البحري ومنتجات المطاط وأسهم الائتمان الاستهلاكي.
وجاء الانتعاش الحاد، مدعوما أيضا بضعف الين، بعد انخفاض أسواق الأسهم العالمية يوم الإثنين مع تزايد المخاوف من الركود الأمريكي؛ بسبب مجموعة حديثة من البيانات الاقتصادية المخيبة للآمال، مما دفع المستثمرين إلى البحث عن سندات الملاذ الآمن.
من جهتها، قالت السلطات المالية في كوريا الجنوبية اليوم، إنها جاهزة لاتخاذ إجراءات لمواجهة التقلبات الشديدة في السوق.
جاء ذلك في أعقاب تسجيل مؤشر كوسبي لأسعار الأسهم الكورية المركب، أسوأ انهيار له يوم الإثنين حيث تراجع بمقدار بلغ 234.64 نقطة أو بنسبة 8.77 بالمئة ليغلق عند مستوى 2441.55 نقطة، حيث قام المستثمرون بعمليات بيع واسعة النطاق بسبب المخاوف من حدوث ركود الاقتصاد الأمريكي.
وسجل سوق الأسهم الكورية اليوم انتعاشا قويا، حيث ارتفع بنسبة 4.52 بالمئة، أي بمقدار 110.40 نقطة، ليصل إلى 2551.95 نقطة في بداية تعاملاته.
وشهدت الأسهم الأوروبية بدورها اليوم، انتعاشة بعد أن سجلت أدنى مستوياتها في ستة أشهر في الجلسة الماضية، مقتفية أثر التعافي في الأسواق الآسيوية وبدعم جزئي من سلسلة نتائج أعمال أعلنتها شركات.
وارتفع المؤشر ستوكس 600 الأوروبي بنحو 0.8 بالمئة بعد أن سجل أمس /الإثنين/ أكبر سلسلة انخفاضات حادة استمرت ثلاثة أيام منذ يونيو 2022، وأغلق دون مستوى 500 نقطة لليوم الثاني.