سياساتنا الصارمة للسفر والعودة وراء تأخر وصول سلالة «دلتا»
استجابة المجتمع لبرنامج التطعيم منذ انطلاقه مشجعة للغاية
90 % من الأشخاص في عمر 65 فما فوق حصلوا على التطعيم
الحوامل أكثر عرضة للخطر بالمقارنة مع الأخريات في سن الإنجاب
أكد الدكتور عبداللطيف الخال رئيس المجموعة الاستراتيجية الوطنية للتصدي لفيروس كورونا «كوفيد–19» ورئيس قسم الأمراض المعدية بمؤسسة حمد الطبية، أن التزام أفراد المجتمع والاستجابة الكبيرة لبرنامج التطعيم ضد الوباء ساهم بأن تظل معدلات الإصابة منخفضة بالأسابيع الأخيرة، مشيراً إلى أن الزيادة الطفيفة في الإصابات بعد عطلة عيد الأضحى المبارك كانت متوقعة.
وأضاف د.الخال: أن تطبيق سياستنا الصارمة الخاصة بالسفر والعودة ساعد في تأخير دخول «دلتا» إلى قطر، وأنها سلالة معدية من الوباء وبصورة أكبر بكثير من السلالات الأخرى.. وعدواها أكثر شدة.
جاء ذلك في تصريحات للدكتور الخال عبر الحساب الرسمي لوزارة الصحة العامة، نوه فيها إلى أن ما أعلن عنه في اجتماع مجلس الوزراء أمس الأول، من تخفيف مجموعة من القيود على مدار أغسطس الحالي، داعياً جميع أفراد المجتمع إلى الالتزام بالإجراءات الوقائية والقيود الاحترازية، وأن الجميع يتطلع إلى العودة للحياة الطبيعية، إلا أنه من المهم جداً عدم التسرع في هذا الأمر، حرصاً على سلامة الجميع.
ونوه إلى أن أكثر من ثلث المصابين بـ «كوفيد-19» سوف يعانون من مضاعفات طويلة الأمد للمرض، داعياً كل المؤهلين للحصول على التطعيم ولم يحصلوا عليه حتى الآن إلى الاستجابة لدعوات التطعيم، موضحاً أن اللقاحات التي تقدمها قطر فعالة للغاية في الوقاية من العدوى، وأن جميع الحالات تقريباً التي تم إدخالها للمستشفى أو لوحدات العناية المركزة بسبب كورونا لم يتلقوا التطعيم.
ولفت إلى أن 90% من الأشخاص في عمر 65 فما فوق حصلوا على التطعيم، وأن الحوامل يعتبرن أكثر عرضة لخطر كوفيد-19 بالمقارنة مع النساء الأخريات في سن الإنجاب، مشيراً إلى أن مئات الآلاف من الحوامل تم تطعيمهن.. ولم يتم رصد أي جوانب تتعلق بالسلامة.. وجاء في تصريحات دكتور عبداللطيف الخال، أن التزام أفراد المجتمع بخطة الرفع التدريجي للقيود الاحترازية والاستجابة الكبيرة التي شهدها البرنامج الوطني للتطعيم ضد كوفيد-19 في أن تظل معدلات الإصابة بالفيروس في دولة قطر منخفضة نسبياً خلال الأسابيع الأخيرة.
وقال «إن قطر شهدت زيادة طفيفة في عدد حالات الإصابة بـ «كوفيد-19» بعد عطلة العيد الأخيرة، إلا أن هذه الزيادة الطفيفة كانت متوقعة. ومع عودة العديد من الأفراد المسافرين للخارج إلى دولة قطر خلال الأسابيع الثلاثة المقبلة. فسيكون هناك تحَدٍ لنا من مخاوف تزايد أعداد حالات الإصابة بكوفيد-19 خلال هذه الفترة وخاصّة مع ما نشهده من انتشار سلالة (دلتا) في العالم.
وأضاف: نظراً لبدء موسم عودة المسافرين من الخارج. فقد كان الانتقال بشكل كامل إلى المرحلة الرابعة من خطة الرفع التدريجي للقيود الاحترازية قد يؤثر على جهودنا الوطنية في احتواء المرض؛ إلا أن ما تم الإعلان عنه في اجتماع مجلس الوزراء أمس الأول سوف يسمح بتخفيف مجموعة من القيود الاحترازية على مدار شهر أغسطس.
ودعا د. الخال جميع أفراد المجتمع إلى الالتزام بالإجراءات الوقائية والقيود الاحترازية المفروضة ضمن المرحلة الثالثة للمساعدة في السيطرة على انتشار الفيروس ومنع حدوث أي زيادة أخرى في أعداد حالات الإصابة.
وقال «نتطلع جميعاً قدماً إلى العودة للحياة الطبيعية في أقرب وقت ممكن. إلا أنه من المهم جداً عدم التسرع في هذا الأمر لتجنب تعريض كل ما تم إنجازه من تقدم حتى الآن إلى الخطر”.
وفيما يتعلق بوصول سلالة دلتا من فيروس كوفيد-19 بالفعل إلى دولة قطر، وتأثير ذلك على معدلات الإصابة بالفيروس، أوضح د.الخال أن سلالة دلتا أصبحت هي السلالة الأكثر انتشاراً من فيروس كوفيد-19 في العديد من دول العالم خلال الأشهر الثلاثة أو الأربعة الماضية.
وأضاف: ساعد تطبيق سياستنا الصارمة الخاصة بالسفر والعودة إلى دولة قطر في تأخير دخول سلالة دلتا إلى قطر، إلا أنها دخلت مؤخراً إلى مجتمعنا.
لافتا إلى أن هذه السلالة معدية بصورة أكبر بكثير من السلالات الأخرى التي وصلت لدولة قطر سابقاً، كما أن الإصابة بها تسبب عدوى أكثر شدة.
وأكد أهمية أن ندرك أن أكثر من ثلث المصابين بكوفيد-19 سيعانون من مضاعفات طويلة الأمد للمرض مثل الشعور بالتعب والإجهاد، والصداع المزمن ومشكلات في الذاكرة، أو صعوبة في التنفس، حتى لو كانت العدوى خفيفة، منوهاً بإنه من المهم جداً الآن أكثر من أي وقت مضى أن يحصل أفراد المجتمع على التطعيم لحماية أنفسهم من مخاطر هذا المرض.
وقال» إن التطعيم لا يحميك أنت فقط من التقاط العدوى والإصابة بالمرض، ولكنه يحمي أيضاً الأشخاص الآخرين المحيطين بك من المرض، لأن اللقاح يقلل من القدرة على نقل الفيروس لأشخاص آخرين.
وأضاف: من الجيد أن نوضح أن اللقاحات التي نقدمها في قطر لأفراد المجتمع تعد فعالة للغاية في الوقاية من العدوى ومن الإصابة بحالة مرضية شديدة بسبب سلالة (د)، والأدلة السريرية التي تم التوصل إليها هنا في دولة قطر تظهر بوضوح أن هذه اللقاحات آمنة وفعالة للغاية، حيث كان هناك عدد قليل جداً من الحالات التي تم فيها إدخال مرضى تم تطعيمهم بالكامل إلى المستشفى بسبب إصابتهم بكوفيد -19 خلال الأشهر الأخيرة.
وأوضح أن جميع الحالات تقريباً التي تم إدخالها للمستشفى أو لوحدات العناية المركزة بسبب الإصابة بكوفيد-19 كانت لمرضى لم يتلقوا التطعيم ضد كوفيد-19 أو تلقوا جرعة واحدة فقط من اللقاح».
وحول تقييمه للتطور الحالي للبرنامج الوطني للتطعيم ضد كوفيد -19، قال د. الخال: «كانت استجابة المجتمع للبرنامج الوطني للتطعيم ضد كوفيد-19 مشجعة للغاية منذ إطلاقه. وبالنظر إلى شريحة السكان المؤهلين بعمر 12 عامًا فما فوق وأكثر هناك أكثر من 85% من الأشخاص تلقوا جرعة واحدة على الأقل ونحن نواصل عملنا لإعطاء أكثر من 20 ألف جرعة يوميًا في المتوسط»، لافتا إلى أنه كلما ازداد عدد الاشخاص الحاصلين على التطعيم والمحميين من الفيروس اصبح المجتمع أكثر أمانا وأصبحت العودة إلى الحياة الطبيعية أسرع.
وأوضح أنه لا تزال هناك فئة صغيرة من الأشخاص المؤهلين للحصول على التطعيم لم يقبلوا الدعوات المرسلة إليهم للحصول على التطعيم. وأقول لهم: «إذا كنتم من هذه الفئة، ندعوكم لأخذ هذا الأمر على محمل الجد لأن السلالة الجديدة سريعة العدوى وشديدة الخطورة، لذا نرجو منكم القيام بدوركم في التصدي لوباء كوفيد-19 ومساعدة المجتمع في العودة إلى الحياة الطبيعية في أقرب فرصة ممكنة».
وشدد على أهمية أن تحصل هذه المجموعات على التطعيم وهي كبار السن والأشخاص المصابون بالأمراض المزمنة والاطفال الذين تتراوح أعمارهم من 12-15 والحوامل. هناك 9 أشخاص من بين 10 اشخاص في عمر 65 فما فوق كانوا قد حصلوا على التطعيم، لكن الاشخاص الأكبر سنا لا يزالون أكثر عرضة للإصابة بالأمراض الشديدة نتيجة كوفيد-19، لذا من المهم أن يكون كل فرد من شريحة السكان الأكبر سنا قد حصل على التطعيم بشكل كامل.
وأشار إلى أن الحوامل يعتبرن أكثر عرضة لخطر كوفيد-19 بالمقارنة مع النساء الأخريات في سن الانجاب، ومن المهم حصول الحوامل على التطعيم، وهناك مئات الآلاف من الحوامل اللواتي تم تطعيمهن ولم يتم رصد أي جوانب تتعلق بالسلامة.
وقال «يمكن للأطفال أن يصابوا بكوفيد-19 على الرغم من كونهم أقل عرضة لخطر الإصابة بأعراض كوفيد-19 الشديدة، والاصابة بمضاعفات المرض، ومن ضمنها طول فترة الاصابة، يمكن للأطفال الاصابة بكوفيد ونقل الفيروس إلى أفراد الأسرة الاكثر عرضة.
وذكر د. الخال الاشخاص بما فيهم الحاصلون على التطعيم الكامل بأهمية الالتزام بلبس الكمامة في الاماكن العامة وعند زيارة الآخرين من غير أفراد الأسرة والتواصل معهم. وقال: «إن كل ذلك يساعدنا بشكل كبير على خفض خطر الاصابة بالسلالة الجديدة دلتا والحفاظ على سلامة من نحب».