في ظل التوترات العسكرية المتصاعدة والأحداث الجارية، تبرز رفح كنقطة محورية في الصراع الدائر، بين الاحتلال الإسرائيلي والمقاومة الفلسطينية، حيث بدأ الاحتلال في التخطيط لاجتياح هذه المدينة الحيوية، محاولاً الوصول الي أهداف سياسية واستراتيجية من وراء هذة الخطوة المحتملة.
وبدوره يرى المحلل السياسي الفلسطيني، سليمان بشارات أن ثمة أهداف كامنة وراء تحركات الاحتلال نحو اجتياح رفح ودوافع سياسية لهذة الخطوة.
وشدد بشارات في حديثه لـ "موقع العرب" أنه لا شك في أن الهجوم البري علي رفح سيجري في أقرب وقت ممكن، فدخول رفح هو بمثابة النصر المطلق لنتنياهو، والذي يسعي من خلاله الي تحقيق أهداف استراتيجية قد تغير موازين القوي في المنطقة".
وتابع بشارات أن السبب وراء تأجيل الاحتلال لدخوله رفح حتى الآن يمكن اعتباره استراتيجية ضمن إطار أمد الحرب، مما يشير إلى تكتيكات تهدف الى إطالة النزاع لتحقيق مكاسب معينة، ومن جهة أخرى، يعبر هذا التأجيل عن نية في تحقيق أهداف سياسية محددة، قد تشمل إعادة ترتيب الأولويات السياسية، أو السعي للحصول على دعم دولي أو إقليمي أكبر.
وأضاف بشارات أن العمليات العسكرية غالباً ما تكون نتيجة لتنسيق محكم بين المستويات السياسية والعسكرية، ففي حالة رفح يبدو أن هناك تناغماً واضحاً بين القرارات السياسية والتحركات العسكرية، مما يشير إلى عزم واضح على تنفيذ عملية عسكرية في المنطقة، بل يعتبر أيضاً مؤشراً على الإعداد والتخطيط الدقيق للعمليات المراد تنفيذها، إضافة إلى إعلان هيئة الأركان العسكرية عن المصادقة على العملية العسكرية مما يعزز من هذا الاستنتاج.
ويعتقد بشارات لـ "موقع العرب" عن شكل هذه العملية العسكرية قائلاً، "هذة العملية لن تكون مجرد نسخه مكررة من العمليات السابقة في شمال ووسط قطاع غزة، ف من المحتمل سيتم الدخول عن طريق محور فلاديفيا، بدلاً من التوغل في عمق التجمعات السكانية، لمحاولة الاحتلال التجنب الانتقادات الدولية نتجية للأضرار التي قد تلحق بالمدنيين والبنية التحتية".
واختتم بشارات حديثة مشيراً إلى أن الاحتلال قام بتجهيز منطقة المواصي في خانيونس لاستقبال المدنيين فيها لإبعادهم عن ساحة القتال أثناء تنفيذهم للعملية العسكرية، موضحاً أن إعداد هذه المنطقة يؤكد علي نية الاحتلال في الدخول إلي رفح.
