أكد مسؤولان بالعمل الإنساني والخيري أهمية التوسع في النشاطات الخيرية خلال شهر رمضان المبارك، الذي يعد وسيلة وفرصة حقيقية للتعاضد والتكافل الاجتماعي، للوصول لأكبر قدر ممكن من الأسر المحتاجة، التي هي بأمسّ الحاجة للمساعدة في ظل الظروف التي تعاني منها خلال الفترة الحالية. واعتبر المسؤولان، في تصريحات خاصة لوكالة الأنباء القطرية «قنا»، أن ما يمر به العالم اليوم يعد مبررا لتبني المنهجية الواعدة من أجل الوصول لأكبر قدر ممكن من الأشخاص الذين يحتاجون العمل الخيري أكثر من أي وقت مضى. ونوها بأهمية تعزيز مبدأ التشاركية في العمل الخيري الإنساني من أجل ترسيخ مفهوم المسؤولية المجتمعية التي تعزز مبدأ التعاون والمودة، ويتوجب أخذها بعين الاعتبار خلال الفترة الراهنة.
واستعرضا الأعمال والأنشطة التي تقوم عليها الجهات المعنية والمرخصة قانونيا من أجل الوصول لأكبر قدر ممكن من الأسر العفيفة، التي تتيح للفرد المشاركة في المنظومة الإنسانية التي تسع الجميع دون استثناء، محذرين من تقديم التبرعات للجهات المجهولة التي لا تحمل صفة قانونية، وحثا على المشاركة في الأعمال الخيرية الإنسانية عبر الجهات المتعارف عليها.
إلى ذلك، قال السيد يوسف محمد العوضي مدير إدارة تنمية الموارد المالية ورئيس «حملة رمضان» في الهلال الأحمر القطري: «إن الهلال الأحمر يسعى من خلال حملته «عونهم واجب» لأداء المهمة المعتادة بمد يد العون للمحتاجين والنازحين واللاجئين في مختلف مناطق العالم للتخفيف من معاناتهم وحفظ كرامتهم عبر سلسلة من المشاريع الرمضانية والتنموية».
وأضاف العوضي، في تصريحات لـ «قنا»، أن الهلال الأحمر القطري معتاد في كل عام على إطلاق حملته الرمضانية بهدف جمع التبرعات من أهل البر والإحسان، وإيصالها إلى المحتاجين في صورة مساعدات إنسانية وخيرية. وأوضح أنه من بين البرامج الإنسانية المقدمة خلال الشهر الفضيل مشروع «إفطار صائم»، الذي يقوم من خلاله الهلال الأحمر القطري بتوزيع السلال الغذائية، التي تحتوي على مواد غذائية أساسية للأسر المحتاجة في دولة قطر، بالإضافة إلى 18 دولة حول العالم لمساعدتهم على توفير وجبات إفطار وسحور خلال شهر رمضان، لافتاً إلى تنفيذ عدد من المشاريع المصاحبة لشهر رمضان مثل: «مشروع زكاة الفطر»، و»كسوة العيد»، و»مشاريع الأمن الغذائي» من خلال توزيع الطحين على المخابز لتوفير الخبز اليومي للصائمين والأسر المحتاجة، إلى جانب توزيع المساعدات والكفالات الشهرية، التي يقدم الهلال الأحمر القطري فيها المساعدات النقدية للأسر المحتاجة من كفالات شهرية ومساعدات مقطوعة لمساندتهم في تلبية احتياجاتهم الأساسية خلال شهر رمضان.
وعن البرامج الشمولية الرمضانية، أوضح العوضي أنه من ضمن خطة حملة رمضان لهذا العام تنفيذ الهلال الأحمر القطري مشاريع نوعية شاملة تغطي الاحتياجات الأساسية للأسر المحتاجة، خاصة النازحين واللاجئين في خضم الأحداث التي يشهدها العالم عامة، وفلسطين خاصة.
ولفت إلى أن ما يميز خطتهم في شهر رمضان المبارك أنها عملت على إيصال المساعدات الرمضانية للمستفيدين قبل وقت كاف من شهر رمضان لمنحهم الشعور بأجواء الشهر الكريم وإسعاد قلوبهم على مائدة الإفطار.
وفي سياق آخر، أكد العوضي أن جميع الفئات المجتمعية اليوم أصبحت أكثر إدراكا لأهمية العمل الإنساني أكثر من أي وقت مضى، في ظل الزيادة الرهيبة في عدد الأزمات الإنسانية وحجمها وطول أمدها.
جوانب تنموية واجتماعية
بدوره، أكد السيد عبد العزيز حجي، مدير إدارة البرامج والتنمية الدولية بـ «قطر الخيرية»، أن العمل الإنساني خلال شهر رمضان ينعكس على الجوانب التنموية والاجتماعية، حيث تنفذ المشاريع الموسمية التي تساهم في سد حاجة الناس في مجال الغذاء واحتياجات رمضان الأساسية بهدف مساعدة اللاجئين والنازحين والفئات الفقيرة والمحتاجة.
وأوضح حجي لـ «قنا»، أن المشاريع الموسمية لـ «قطر الخيرية» تشمل مشروع «إفطار الصائم» بما تحتويه من سلال غذائية ووجبات وموائد الإفطار، وتوزيع زكاة الفطر، وكسوة العيد، فضلا عن عيدية الأيتام وعيدية أطفال أسر ذوي الدخل المحدود، مؤكدا حرص قطر الخيرية» على الوصول لأكبر قدر ممكن من المحتاجين خلال شهر رمضان، الذي جاء للتراحم والتكافل ومساعدة المحتاجين.
وفيما يتعلق بالجوانب التنموية، أشار إلى أن هناك مشاريع تنموية مثل: مشاريع الآبار والمساجد ودور الأيتام وبيوت الفقراء، موضحا أن هذه المشاريع تنفذ لصالح المجتمعات الأشد فقرا، وينتظر أن تحدث أثرا يغير حياة الناس بشكل أفضل وتسهم في تنمية مجتمعاتهم.
وشدد مدير إدارة البرامج والتنمية الدولية بـ «قطر الخيرية»على أهمية وجود هذه الأعمال الخيرية التي تسهم في نشر الخير والتكافل الاجتماعي خلال الشهر الكريم بسبب ارتفاع معدلات البطالة والفقر في العديد من الدول والمجتمعات الفقيرة من جهة، وزيادة وتيرة الكوارث الطويلة والأزمات والحروب من جهة أخرى.