ورثت هواية اقتناء الساعات المميزة عن والدي
في عمر 14 سنة اقتنيت أول ساعة ثمينة
شغفي بالساعات دفعني لإنتاج البراند الخاص بي
فورلان مري أول ساعة تحمل اسم عربي على مر التاريخ
هل يمكن أن تتحول هواية شيء ما إلى شغف به وهو ما يصل بالشخص إلى حد الطموح أن ينافس من خلالها في المحافل الدولية حتى يحقق صدى واسعا ومركزا مرموقا بها، هنا يمكن الجزم بأن الشخص لديه شغف من نوع خاص ولا يمارسه كهواية فقط من باب قضاء وقت الفراغ.
وفي هذا السياق يروي لنا حمد جابر المري قصة هواية جمع ساعات اليد النادرة منذ الصغر، وتحول هذه الهواية إلى شغف كبير بالساعات الكلاسيكية الثمينة، وكيف أصبح يمتلك خبرة كبيرة في عالم الساعات، وتقييمها من حيث تاريخها وجودة صنعتها والعدد المتوفر منها، ما مكنه من تأسيس مجموعته الخاصة من القطع النادرة التي لا تقدر بمال. «العرب» التقت حمد المري وكان لنا هذا الحوار:
= كيف اكتشفت هذه الهواية؟
ورثت هواية جمع الساعات عن والدي الذي كان حريصا على اقتناء الساعات المميزة وذات القيمة العالية.
= ومتى بدأت ممارستها؟
أول ساعة ثمينة اقتنيتها كان عمري 14 عاما، وكانت هدية من والدي بمناسبة نجاحي في الشهادة المتوسطة وكانت ذات علامة تجارية عالمية مرموقة «اوميجا»، وما زلت أحتفظ بها إلى اليوم وبدأ تعلقي بجمع الساعات الثمينة والنادرة ذات الصناعة رفيعة المستوى والتصاميم المميزة عبر سفري إلى دول عديدة حول العالم وحرصي على حضور المعارض المخصصة لبيع وعرض كل ما هو جديد ومبتكر في عالم الساعات، حيث تصلني دعوات من وكلاء ومصنعين عالميين لحضور المعارض».
مسيرة عشق للهواية
= وكيف كنت تشبع هوايتك من الناحية المادية؟
بدأت تنمية هوايتي من مصروفي الخاص ومن خلال استثمار ما أوفره خلال فترة الدراسة وشراء ما يناسب إمكانياتي المادية حينها.
= هل تتذكر موقفا أثر في مسيرة عشقك للساعات؟
قبل نحو 7 سنوات في صيف 2014 كنت أتجول في أحد المزادات الشهيرة بمدينة جنيف السويسرية، حين التقطت عيني ساعة نادرة تعود لأحد الإعلاميين المشهورين تقدر قيمتها بمليون دولار أو أكثر ولكني لم أستطع شراءها، وبعدها وبالصدفة التقيت أندريا فورلان مصمم ومحب للساعات والقديمة منها على وجه الخصوص ودار حوار بيننا تبادلنا خلاله حسابات السوشيال ميديا واستمر التواصل والنقاش بيننا إلى أن التقينا في 2017 خلال أحد المعارض واتفقنا على التعاون لإنتاج (براند خاص) يشبع شغفي لإنتاج شيء مميز ذي جودة وذوق رفيع المستوى.
= وهل توصلت إلى ما تريد؟
توصلت وشريكي أندريا إلى تصميم مميز يحوي نظام تشغيل معقدا يجمع بين السنة والشهر واليوم وتم العمل بالفعل على الفكرة ذات التكلفه الخيالية في ذاك الوقت وذلك حرصا مني على ابتكار منتج من نوع خاص ولكن انتشار جائحة كورونا نهاية العام 2019 حالت دون اكتمال المشروع وفضلنا التأجيل بناء على توصيات ونصائح من الخبراء والمستشارين الاقتصاديين.
= هل توقفت الفكرة؟
لا، حيث اقترح علي أندريا إنتاج إصدار من الساعات الكلاسيكية رخيصة الثمن وفي متناول شريحة كبيرة من المجتمع وعليه بدأنا العمل على المشروع حتى اتضحت معالمه وتوصلنا إلى تصميم مستوحى من خمسينيات وستينيات القرن الماضي وشبيه بماركات عالمية شهيرة فكان الاتفاق على إطلاق فورلان مري (FURLAN MARRI)، وهي أول ساعة تحمل اسم عربي على مر التاريخ والتي لاقت إعجاب العديد من المهتمين والمتخصصين في أوروبا.
= وكيف قمت بتسويق هذا المنتج الجديد؟
حددنا السعر بـ 350 دولارا أمريكيا، ثم لجأنا إلى موقع «Kickstarter» لعرض الساعة، وبدأت في تلقي الطلبات عليها.
= هل وجدت إقبالا على منتجك الجديد؟
حقيقة أصابتني الدهشة حين تلقينا طلبات إنتاج تقدر بمليون دولار في اليوم الأول، ووصلت إلى مليون وثلاثمائة ألف دولار أمريكي بنهاية الشهر في حين كان الهدف المنشود 75 ألف دولار فقط، وحرصت عند البدء في التصنيع وتنفيذ الطلبات على الالتزام بما تم عرضه وتقديم المنتج في أفضل حالة وبأعلى جودة وهو ما لاقى استحسان العملاء وتقديرهم حتى وصل سعر الساعة اليوم في السوق الرمادية إلى 9 آلاف ريال سعودي (2400 دولار أمريكي) مما يؤكد النجاح الكبير للجيل الأول من منتجات فورلان مري.
الجيل الثاني
= كيف استثمرت نجاح منتجك الأول؟
حرصت على استثمار نجاح أول منتجاتي عبر إصدار الجيل الثاني من الساعة والذي كان ذا لون واحد فقط (الأزرق) والذي حظي بثقة العملاء أيضا ووصلت الطلبات عليه من بعض الأشخاص إلى 30 حبة وهو ما دفعني للتفكير في الأمر منعا للمتاجرة بالمنتج في السوق الموازية وأعلنت عن تخصيص ساعة أو اثنتين فقط لكل شخص كحد أقصى واستقبلت الشركة حينها طلبات مضاعفة عن الإصدار السابق ما يؤكد الثقة الكبيرة التي اكتستبتها فورلان مري في السوق.
= هل تلقى ساعات فورلان مري رواجا في السوق العالمي؟
النجاح الكبير للمنتج وصل صداه إلى كبار المتخصصين في المجال ورشحوها للأشخاص الراغبين في شراء شيء مميز حيث قالوا: «إذا كنت ترغب في اقتناء ساعات ذات جودة عالمية مثل باتريك فيليب اذهب إلى FURLAN MARRI ستجد ما تريده بسعر بسيط».
= عادة ما يتم ترشيح مثل هذه المنتجات لنيل الجوائز؟
في 4 نوفمبر 2021 تم ترشيح «فورلان مري» لجائزة عالمية مرموقة مخصصة للساعات والتي حققت الشركة الفوز بها وسط منافسة شرسة من علامات تجارية عريقة وتفوقت على جميع شركات الساعات في العالم في إنجاز لا يصدق.
جانب إنساني
= ماذا عن الجانب الإنساني لـ «FURLAN MARRI»؟
تم تقديم العون لمنظمة دولية تساعد النازخين حول العالم حيث تلقيت طلبا من هذه المنظمة لتزويدها باحدى الساعات لإجراء مزاد عليها لجمع التبرعات فما كان من الشركة إلا قررت إنتاج إصدار خاص (ساعة واحدة) بيعت بـ 37 ألف دولار أمريكي (140 ألف ريال) وهو ما نفتخر فيه وأضفى السرور علينا.
= ما المشروعات الحالية التي تعملون عليها؟
نعمل حاليا على عدة مشروعات من بينها تصنيع ساعة بمكونات سويسرية 100% سيتم طرحها خلال شهر أبريل الحالي في معرض ووتش آند وندر بجنيف كما أن هناك تعاونا مستقبليا مع أحد أشهر جامعي الساعات في العالم والذي وصف منتجاتنا بـ «الرائعة» وتم الاتفاق معه على إنتاج إصدار خاص بكميات محدودة سيتم طرحه نهاية العام.
= كيف ترى انتشار الساعات الذكية؟
لا وجود اي تأثير لانتشار الساعات الذكية وتأثيرها على مبيعات الكلاسيكية، كما لا توجد منافسة على الإطلاق فلكل شيء زبونه الخاص فالساعات تعد أحد الاكسسوارات الهامة التي لا يمكن الاستغناء عنها من جانب المشاهير والسياسيين والاثرياء وشغف عشاقها لا ينتهي.
= ماذا عن حجم المبيعات في الخليج؟
حجم مبيعات براند FURLAN MARRI في منطقة الخليج كبيرة جدا خاصة في قطر التي تعد الدولة الأولى عالميا في عدد الطلبات وهو أمر يجعلني أشعر بالفخر والاعتزاز، وأتمنى أن تحذو دول خليجية أخرى حذوها.