

انطلقت أولى محاضرات جامع كتارا التي تنظمها المؤسسة العامة للحي الثقافي «كتارا»، بالتعاون مع وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية وسط حضور كثيف وأجواء روحانية عظيمة عامرة بالإيمان.
وألقى فضيلة الشيخ الدكتور عثمان الخميس أولى المحاضرات عن «فضل الدعاء» الذي هو من أفضل العبادات وأحبها إلى الله، مؤكدا أن الدعاء هو العبادة، وأوضح أن الدعاء نوعان، الأول دعاء المسألة وهو أن نسأل الله تعالى بفضله من خيري الدنيا والآخرة، والثاني دعاء العبادة كالصلاة والصيام والحج والزكاة والصدقة، وغيرها من العبادات التي نتقرب بها إلى الله، فكل قائم بشيء من هذه العبادات فهو داع لله تعالى.
وأشار فضيلته إلى فضل الدعاء والذي هو من أشرف العبادات وأهميته، فليس هناك شيء أكرم على الله رب العالمين من دعاء عباده الضارعين المتوسلين، مستشهدا بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من لم يسأل الله يغضب عليه»، موضحا أن المسلم العاقل هو الذي يكثر من الدعاء لله سبحانه وتعالى.
ولفت إلى أن هناك ستة أحوال في الصلاة يشرع فيها الدعاء وهي: «عند التكبير، الركوع، الرفع من الركوع، السجود، بين السجدتين، وبعد التشهد وقبل السلام»، منوها بأنه يسن للمصلي خلف الإمام إذا مر بآية رحمة أن يسأل الله تعالى من رحمته، ويستعيذ به من العذاب إذا مر بآية عذاب، وأن يعظم الله ويسبحه عند سماعه لآيات التسبيح، مبينا أن افضل ما ندعو به الله تعالي هو جوامع الكلم المنقولة عن النبي صلى الله عليه وسلم، والأدعية التي وردت في القرآن الكريم، متجنبين ما حذرنا منه رسولنا الكريم من الدعاء بالإثم أو قطيعة رحم.
وذكر فضيلته أن موانع قبول الدعاء كثيرة واعظمها اكل الحرام الذي يحجب عفو الله ورحمته، بينما الحرص على الحلال في المطعم والمشرب يجعل الدعاء مرجو القبول، مؤكدا أن دعاء المؤمن لا يرد، فإما أن يعجله الله له في الدنيا، أو يدفع به عنه سيئة، أو يؤخره له في الآخرة، فيجده حسنات في يوم هو أحوج ما يكون إليها.