«القطري للمؤلفين» يدعو لتنسيق جهود تعزيز الهوية العربية الإسلامية

alarab
محليات 06 أبريل 2021 , 12:30ص
الدوحة - العرب

أكد الملتقى القطري للمؤلفين ضرورة «تنسيق الجهود والمواقف مع الجمعيات والاتحادات الثقافية والأدبية في الدول العربية لإجراء مسابقات أدبية وثقافية ودينية على مستوى الوطن العربي سنوياً حول أفضل الكتب أو الأعمال الأدبية والفنية المعززة للهوية العربية والإسلامية.
وأوصى الملتقى السنوي الرابع للمؤلفين الذي اختتم أعماله أمس، ضمن فعاليات الدوحة عاصمة الثقافة في العالم الإسلامي 2021، بالاهتمام بتطوير المحتوى الرقمي العربي، وتقديم لغة عربية جادة وقيمة، والتوجه نحو حوسبة اللغة العربية، والاستعانة ببرامج الذكاء الاصطناعي لتطوير اللغة العربية، إلى جانب الاهتمام بتطوير المناهج التعليمية عربياً. 
ودعا المشاركون إلى الاستفادة من منصات التواصل الاجتماعي وتطويعها لخدمة المجتمع، من خلال إثرائها بمعلومات تاريخية سليمة من مصادر موثوقة، وتوظيف وسائل الاتصال الحديثة في خدمة التراث العربي والإسلامي، مع التركيز على برامج الترجمة لنقل التراث إلى الآخر، إلى جانب الاهتمام بالدراما التاريخية والدراما الإسلامية. 
وأكد المشاركون ضرورة التنسيق العربي لوضع قانون موحد لحماية اللغة العربية، مع تعزيز المبادرات الشبابية الهادفة للحفاظ على الهوية العربية الإسلامية لدى الشباب والنشء.
وكان الملتقى قد واصل أعماله لليوم الثاني، بعدة جلسات لمناقشة عدد من القضايا الثقافية، وقد خصصت الجلسة الأولى التي أدارتها الدكتورة شعاع اليوسف الأستاذة بجامعة قطر، لمناقشة تفعيل دور التراث العلمي الإسلامي.
وقدمت الدكتورة نماء محمد البنا من مركز ابن خلدون للعلوم الإنسانية والاجتماعية بجامعة قطر خلال الجلسة ورقة بعنوان «دور علماء المسلمين في النهضة الحديثة للمجتمعات العربية»، أكدت خلالها أن دور العلماء المسلمين في نهضة العالم الغربي لا ينكره إلا جاهل أو حاقد، مشيرة إلى أن دور العلماء في نهضة العالم العربي يختلف تبعاً لمعطیات مختلفة. 
وفي مداخلته التي حملت عنوان «تجسير الصلة بين الشباب العربي وتراثهم الأدبي والثقافي»، قال محمد الشبراوي الصحفي بشبكة الجزيرة الإعلامية: في ظل موجات العولمة المتتابعة، وما يسمى بالقوى الناعمة، ممثلة في هيمنة الفكر الغربي والثقافات الأخرى داخل المجتمعات العربية والإسلامية علينا ضرورة استثمار طاقات الشباب، والإفادة من وسائل التواصل الاجتماعي، وتقديم قدوات من الشباب أنفسهم، ليكونوا نماذج يُحتذى بها بين أقرانهم، وأشار إلى أهمية اللغة العربية في تعزيز قيمة الهوية العربية والتراث، داعياً المختصين إلى تقريب الشباب من اللغة وكسبهم، وترك التكلف في تعليم الضاد، وتشجيعهم بدلاً من تقريعهم.
وبحثت الجلسة التالية التي أدارها الدكتور محمد الهاجري، قضية «الثورة التكنولوجية والتحولات المجتمعية للدول الإسلامية المعاصرة ودورها في الكتابة والتأليف».
وقدمت خلالها الكاتبة حصة المنصوري، مستشار في قطاع تنمية المجتمع في مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع، ورقة بعنوان «الثورة المعلوماتية أضعفت اللغة العربية أم عززتها»، مشيرة إلى بعض الملامح للثورة المعلوماتية.
وتوقفت عند بعض الظواهر السلبية التي أحدثتها الثورة المعلوماتية بالنسبة للغة العربية، ومنها كتابة المعاني العربية بحروف لاتينية. 
وأكدت أن التكنولوجيا لها دور إيجابي كبير في كشف محاولات الطمس والتشوية، فضلاً عن تعزيزها للغة العربية، بفضل ما وفرته البرامج التقنية من إمكانيات لتعلم العربية لغير الناطقين بها، بالإضافة إلى المظهر الحضاري الذي تمثله مكتبة قطر الوطنية، وما توفره من أرشفة رقمية، متاحة لطلاب البحث حول العالم، بدون مقابل.
وفي جلسة بعنوان الخطابة ودورها في الإصلاحات المجتمعية، تحدث الإعلامي محمد الجوهري بإذاعة قطر عن الخطابة ودورها في البناء الثقافي للمجتمعات، مثمناً وجود الملتقى هذا العام ضمن فعاليات الدوحة عاصمة الثقافة في العالم الإسلامي، لافتاً إلى أن الدوحة تعتبر نموذجاً ثقافياً يجمع بين الحفاظ على العراقة والجذور وانطلاقة المعاصرة في أبهى صورها.
وجاءت ورقة الدكتور أحمد الجنابي، الخبير اللغوي، حول أهمية الخطابة في إحياء التراث العربي والإسلامي، أكد فيها أن الخطابة في تراثنا مادة عريقة بأصولها، وغنية بشواهدها، وقيّمة في محتواها، وأنها شملت مجالات الحياة جميعها، ومن الجانب الإصلاحي في المجتمعات، فبالخطابة تم الصلح بين ذات البين، وبالخطبة البليغة قوّم سلوك الأفراد والمجتمع، وإلا فالمصلح الاجتماعي ما أداته الرئيسة غير الخطبة والكلمة؟ 
وفي الجلسة الأخيرة بعنوان «الكتابة والتأليف بين التوثيق والتصنيف والقانون»، قالت الكاتبة الدكتورة بدرية شحي من سلطنة عمان: إن تراثنا العربي والإسلامي تراث كبير جداً يمتد إلى أبعاد كبيرة، ولا بد من الحفاظ عليه، والحفاظ على الهوية، ونرى تداعيات العولمة على الأجيال الجديدة، وأكدت ضرورة التوثيق الإلكتروني للتراث، ومعالجة المغالطات التاريخية التي تتداول عبر منصات التواصل الاجتماعي.