دراسة أكاديمية تسلّط الضوء على تأثير الرسوم الكاريكاتيرية لـ «العرب» في القضايا العربية
موضوعات العدد الورقي
06 أبريل 2019 , 12:35ص
العرب- سامح صادق
سلّطت دراسة بعنوان «خطاب الصورة» للأكاديمي الدكتور خليل عودة، بجامعة النجاح الوطنية الفلسطينية، الضوء على الرسوم الكاريكاتيرية وتأثيرها في قضايا الوطن العربي الراهنة، باعتبارها من الوسائل التعبيرية المؤثّرة التي قد تكون إيحاءاتها ودلالاتها أكثر تأثيراً من الكلمة، وذلك باعتبار أن الصورة المرئية تختزل كثيراً من المعاني والقضايا في رموز إيحائية تعجز كلمات كثيرة عن الإحاطة بها. وفي هذا الإطار، ركز الأكاديمي الفلسطيني خليل العودة على رسومات الكاريكاتير الخاصة بالزميل أحمد عارف، والتي ينشرها في صحيفتنا الموقرة «العرب?»، أول صحيفة قطرية يومية سياسية تأسست في عام 1972.
وقال الدكتور العودة في دراسته إن «أشكال الصورة وأنماطها التعبيرية تتعدد، فهناك من يشكل صورة فوتوغرافية استناداً إلى حدث معين، ويقدم الصورة من زاوية خاصة يبرز من خلالها فكرة أو دلالة إيحائية لا تستطيع الكلمات المجردة أن تؤديها، وهناك من يشكل صورة تشكيلية أو جرافيكية بأبعاد ثلاثية أو غير ثلاثية، ولكنها تحمل دلالات إضافية من خلال الأبعاد التي تتشكل منها، وهناك من يقدم الصورة الكاريكاتيرية المليئة بالشحنات التعبيرية من خلال التبئير أو التضخيم لبعض الرموز التي تتشكل منها الصورة، والتي يحاول الفنان توجيهها بوعي وقصد للمتلقي الذي يتفاعل مع هذا التشكيل الفني الذي يجمع بين الإمتاع والإقناع، وعن طريق هذا التفاعل يصبح الوعي بمضمون الصورة ودلالاتها أقوى من التعبير النمطي العادي، فمن غير شك «أن الطبيعة الرمزية المصورة بأجناسها كافة، هي التي دفعت إلى القول بأن صورة واحدة تساوي ألف كلمة».
وأوضح أن الصورة الكاريكاتيرية في مقدمة الصور البصرية التي يركز عليها الإعلام المعاصر، باعتبارها تمثل خطاباً مستقلاً واعياً قد يجمع بين اللغوي وغير اللغوي، فالوعي الفكري يعتمد الصورة ومكوناتها، بدلاً من اللغة ومعطياتها، ويَعتمد الصورة البصرية بدلاً من الصورة الذهنية المجردة، وهي صورة غنية بإيحاءاتها ورموزها ودلالاتها وقدرتها على التأثير، لأنها تجمع بين التعبير الساخر والإيحاء المعبّر.
وأضاف: «في هذا السياق تعتبر الصورة الكاريكاتيرية نظاماً سيميائياً منسجماً دالاً يجمع بين ما هو لغوي وما هو غير لغوي للتعبير عن هموم الحياة العامة».
وأشار الدكتور خليل العودة إلى أن الصورة قد تكون بسيطة في دلالاتها وتعبيراتها، ولكنها تحمل الكثير من المضامين الفكرية والدلالات الرمزية، والإيحاءات السيميائية التي تؤثّر في المتلقي بطريقة عفوية، وتدفعه إلى القبول بها دون تفكير أو مراجعة، لأنها على الأقل حققت له متعة المشاهدة أولاً والاقتناع بمحتواها ثانياً. وهذا ما يحدث في رسومات الكاريكاتير التي تستطيع بذكاء إمتاع القارئ بالرسومات البسيطة المعبرة، والتفاعل مع الفكرة بعد أن تكون الصورة قد استمالته إليها، وقرّبته من مضمونها.