معركة الحديدة تدفع «الحوثي» لطلب دعم إيراني

alarab
حول العالم 06 أبريل 2017 , 01:30ص
الاناضول
قال خبيران يمنيان إن حديث زعيم جماعة الحوثيين عن «تعاطف» إيران مع الجماعة لا يعكس حقيقة «التحالف العسكري والسياسي» بين الطرفين، ويستهدف «التهكم من الخصوم»، وفي الوقت نفسه طلب المزيد من الدعم العسكري من الحليف الإيراني، خاصة في المعركة المقبلة، التي يعد لها التحالف العربي، بقيادة الجارة السعودية، في محاولة لاستعادة محافظة الحديدة (غرب) ومينائها الاستراتيجي.
وفي خطاب له، يوم الجمعة الماضي، قال الحوثي إن إيران متعاطفة مع جماعته، وأعرب عن أمله في أن يكون لإيران دور أفضل مستقبلاً في اليمن، مشدداً على أن جماعته ليست معنية بمعاداة إيران لمجرد أن دول الخليج تعاديها، ومعتبراً أن الوجود الإيراني في الجارتين سوريا والعراق فاعل ومؤثر. ومقابل تكتمها على الدعم العسكري، فإن دعم إيران السياسي للحوثيين معلن، حيث سارعت إلى الاعتراف بما يسمى بـ»المجلس السياسي الأعلى»، المشكل مناصفة بين الحوثيين والرئيس السابق، على عبد الله صالح، لإدارة المناطق الخاضعة لسيطرتهم، كبديل لسلطة الرئيس الشرعي، عبد ربه منصور هادي.
فتور منذ أشهر
ومنذ ستة أشهر، شهدت علاقة الحوثيين بطهران فتوراً، إثر الأزمة الاقتصادية التي يعانونها؛ جراء نقل الرئيس هادي لمقر البنك المركزي من تحت سيطرتهم في صنعاء إلى مدينة عدن (جنوب)، العاصمة المؤقتة. وكانت الجماعة تأمل أن تدعم إيران البنك، الخاضع لسيطرتهم بوديعة مالية، أسوة بالدعم الذي تقدمه السعودية لحليفها هادي.
ووفق مراقبين، فإن اختزال زعيم الحوثيين الدور الإيراني بـ»التعاطف» فقط، والمطالبة بـ»دور أفضل في المستقبل»، هدفه هو استفزاز طهران للعب دور عسكري واضح، خاصة في المعركة القادمة التي يعد لها التحالف العربي، وتهدف إلى استعادة محافظة الحديدة (غرب) على البحر الأحمر، وميناءها الاستراتيجي، لقربه من مضيق باب المندب الحيوي لحركة التجارة العالمية.
علاقة سرية
وقال الكاتب والمحلل السياسي اليمني، عبد الناصر المودع، للأناضول، إن «ما قاله الحوثي لا يمثل الحقيقة، فالعلاقة بين الحوثيين وإيران أكبر بكثير مما تبدو عليه، وتتم بشكل سري، ولا يعرف طبيعتها وآلية عملها إلا القلة». المودع مضى قائلا: «حتى داخل جماعة الحوثيين نفسها، لا يعرف بهذه العلاقة إلا عدد محدود، وهم المعنيون بالتواصل مع إيران و(حليفتها جماعة) حزب الله (اللبنانية)، التي تعد بمثابة الوكيل الإيراني المسئول عن الحوثيين».
واعتبر أن «إيران، وحتى الآن، لم تخسر (تنفق) على الحوثيين ما يتناسب مع ما قدموه لها من مكاسب، فسوء إدارة خصوم الحوثيين وفر على إيران تقديم الكثير من الجهود والأموال».
محاولة للتهكم
فيما اعتبر الكاتب والصحفي اليمني المهتم بالشؤون الإيرانية، عبد العزيز المجيدي، أن زعيم الحوثيين «حاول في خطابه ذي الصبغة الطائفية أن يتهكم من الاتهامات لجماعته بالارتباط بإيران، لكنه أكد بقصد أو بدون قصد أن الارتباط عضوي، سواء على مستوى الخطاب أو السلوك»، من خلال دعوته طهران إلى الانخراط في الشأن اليمني بصورة أكبر. وأضاف المجيدي، في حديث مع الأناضول، أن «الحوثي كان يريد أن يقول إن إيران لم تفعل أكثر من التعاطف مع جماعته، خلال السنوات الماضية، والواقع أن الإيرانيين أنفسهم يسخرون من مزاعم حليفهم في (محافظة) صعدة (شمال)».