أكد سعادة الشيخ مشعل بن حمد آل ثاني سفير دولة قطر لدى الولايات المتحدة الأمريكية، أن الحوار الاستراتيجي بين دولة قطر والولايات المتحدة يمثل ركيزة أساسية لتطوير التعاون المشترك بين البلدين في شتى المجالات والارتقاء بالعلاقات بينهما إلى أعلى المستويات.
وقال سعادته، في حوار لوكالة الأنباء القطرية «قنا»، إن دولة قطر والولايات المتحدة تسعيان من خلال الجولة السادسة من الحوار الاستراتيجي إلى تعزيز التعاون بين البلدين الصديقين في مجالات الأمن والدفاع والاقتصاد والتجارة والطاقة والتعليم والثقافة وغيرها من المجالات، مؤكدا على أهمية الحوار في مواجهة التحديات الإقليمية والدولية.
وأضاف أن أحد أهداف الجولة الجديدة من الحوار الاستراتيجي يتمثل في تقييم ما تم تحقيقه من تقدم على صعيد البرامج التي أطلقها البلدان خلال الجولة الأخيرة من الحوار الاستراتيجي، قائلا: «نهدف للتأكد من أننا على الطريق الصحيح نحو جعل هذا الإطار المؤسساتي الذي يربط مؤسسات ومسؤولي البلدين، ما يفضي إلى تحقيق نتائج ملموسة تتماشى وطموحات البلدين للارتقاء بتعاونهما المشترك إلى أعلى المستويات، بما يخدم مصالح الشعبين القطري والأمريكي ويعزز الاستقرار على المستويين الإقليمي والدولي».
وأكد سعادة الشيخ مشعل بن حمد آل ثاني حرص البلدين على البناء على الزخم الإيجابي والتطور غير المسبوق الذي شهدته العلاقات بين دولة قطر والولايات المتحدة خلال العقد الماضي. مضيفا أن إطلاق أول جولة من الحوار الاستراتيجي في عام 2018 كان مؤشرا على التطور الذي وصلت إليه تلك العلاقات، كما عكس مستوى الثقة المتبادلة بين مسؤولي البلدين وحرصهما على العمل معا للتعامل بفاعلية مع التحديات الإقليمية والدولية.
وأضاف سعادة السفير أن الاجتماعات الدورية التي يعقدها البلدان أصبحت بمثابة الإطار المؤسسي الذي يؤطر العلاقات بين البلدين، حيث تتيح تلك الاجتماعات التطرق لكل سبل تعزيز التعاون فيما يتعلق بالتبادل التجاري وتبادل الخبرات والتعاون الأمني والفني والعسكري والتعاون في مجال التغير المناخي وأمن إمدادات الطاقة وجلب الاستثمارات وغيرها من المجالات.
وأكد سعادته حرص دولة قطر على تعزيز علاقاتها مع الولايات المتحدة والارتقاء بها إلى أعلى المستويات، وبناء علاقاتها المؤسساتية مع جميع الفاعلين في السياسة الخارجية الأمريكية، منوها بالجهود التي تبذلها دولة قطر في مختلف الولايات الأمريكية للتعريف بفرص التعاون بين البلدين وسبل تعزيزها في مختلف المجالات.
وأشار في هذا الإطار إلى أن الهدف من هذه الاستراتيجية هو الحفاظ على استمرارية الشراكة الاستراتيجية القوية التي تجمع بين البلدين، والعمل على تعزيز مصالحهما المشتركة والحفاظ على الأمن والسلم على المستويين الإقليمي والدولي.
وحول التنسيق بين دولة قطر والولايات المتحدة لمواجهة التحديات الإقليمية، قال سعادة الشيخ مشعل بن حمد آل ثاني سفير دولة قطر لدى الولايات المتحدة الأمريكية: «لا يمكن لأي بلد من بلدان المنطقة مواجهة التهديدات التي تحدق بالمنطقة دون تعاون وتنسيق دائم ومحكم مع الشركاء الإقليميين والدوليين، مع وجود رغبة حقيقية في مواجهة تلك التهديدات والتقليل من تأثيرها على استقرار المنطقة وأمنها».
وحول التنسيق المشترك بين دولة قطر والولايات المتحدة من أجل أمن واستقرار المنطقة، أكد سعادة الشيخ مشعل بن حمد آل ثاني سفير دولة قطر لدى الولايات المتحدة الأمريكية أن البلدين يعملان جاهدين للحفاظ على الاستقرار والأمن في الشرق الأوسط، منوها بالتعاون والتنسيق بين البلدين سواء فيما يتعلق بمكافحة الإرهاب أو نزع فتيل بعض الأزمات التي تشهدها المنطقة من خلال جهود الوساطة التي تبذلها قطر في العديد من الملفات والتي جعلتها شريكا موثوقا به على المستويين الإقليمي والدولي، في ظل ما تتمتع به الدبلوماسية القطرية من توازن ونزاهة.
وقال سعادته، في حواره مع وكالة الأنباء القطرية /قنا/، الدور الرائد لدولة قطر في الوساطة لحل الخلافات بين مختلف الأطراف وحلحلة الكثير من الملفات الساخنة، لا سيما جهودها من أجل التوصل إلى وقف لإطلاق النار في قطاع غزة وإقرار هدنة إنسانية تساهم في تخفيف معاناة الشعب الفلسطيني، فضلا عن جهودها لإحلال الأمن والاستقرار في أفغانستان، وذلك إيمانا منها بالحاجة الملحة لتكاتف الجهود بغية استتباب الأمن والسلم على المستويين الإقليمي والدولي.
وأضاف سعادة الشيخ مشعل بن حمد آل ثاني أن دولة قطر لم تدخر أي جهد لمساعدة الولايات المتحدة على التوصل إلى اتفاق بخصوص الأزمة الأفغانية، من خلال احتضان العديد من جولات الحوار بين طالبان والولايات المتحدة لإحلال السلام في أفغانستان، وكذلك مساعدتها على إجلاء الرعايا الأمريكيين من أفغانستان، بالإضافة إلى الأفغانيين الراغبين في مغادرة بلادهم.
وشدد سعادته على أن دولة قطر قامت وما زالت تقوم بدور رئيسي في جهود الوساطة بين «حماس» وإسرائيل من أجل إحراز تقدم في المفاوضات الجارية بشأن تبادل الأسرى والمحتجزين بين الجانبين، مؤكدا أن الدوحة لن تدخر جهدا بغية التوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار في قطاع غزة.