متاحف قطر تكشف عن معارضها في فصل الربيع

alarab
ثقافة وفنون 06 مارس 2019 , 04:00م
الدوحة- بوابة العرب
أعلنت متاحف قطر عن معارضها الجديدة التي ستنظمها خلال ربيع هذا العام بداية من شهر مارس الجاري، ومن بينها معارض ستُقام في إطار العام الثقافي قطر- الهند. وتأتي المعارض الجديدة لتنضم إلى قائمة الفعاليات التي تعتزم متاحف قطر إطلاقها على هامش افتتاح متحف قطر الوطني يوم 28 مارس، وهو ما ينبئ بموسم ثقافي حافل.   

وينطلق برنامج متاحف قطر هذا الربيع يوم 21 مارس بمعرضين دوليين يتم تنظيمهما للمرة الأولى في الدوحة ويستضيفهما "متحف: المتحف العربي للفن الحديث".  يُقام المعرض الأول تحت عنوان "مقبول فدا حسين: عاديات الشمس"، وهو معرض ضخم يحتفي بمسيرة الفنان مقبول فدا حسين (1913-2011)، أحد الأساطير الفنية التي تركت ورائها بصمة قوية في الثقافة الهندية المعاصرة وأثرًا واضحًا في تاريخ الفن في القرن العشرين.

أما المعرض الثاني، فيُقام تحت عنوان "مجموعة رقص ميديا: تبقى عوالم أخرى"، وهو معرض من تقديم المجموعة الموسيقية "مجموعة رقص ميديا" التي تتخذ من نيودلهي مقرًا لها. ويضم المعرض 13 عملًا فنيًا متنوعًا، ومن بينهم عملان صُمِما خصيصًا لصالح المعرض. وستتوزع أعماله على ثلاث صالات عرض في الطابق الأرضي في متحف وأماكن مختلفة في مدينة الدوحة.  ويأتي المعرض كجزء من العام الثقافي قطر – الهند 2019

ويستمر المعرضان على مدار الفترة من 21 مارس الجاري حتى 31 يوليو المقبل.

يضّم معرض "عاديات الشمس"، الذي أشرف على تقييمه رانجيت هوسكوت، القيم الفني، والشاعر والناقد الفني والمنظّر الثقافي المرموق المقيم في بومباي، أكثر من 100 عمل للفنان مقبول فدا حسين. وتتنوع الأعمال بين اللوحات الفنية والرسومات وأعمال النسيج والأفلام، ومعظمها أعمال مستعارة من مجموعات مؤسسة قطر ومتاحف قطر، إلى جانب مجموعات خاصة من منطقة الخليج وغيرها من أماكن العالم. 

يُعد مقبول فدا حسين واحدًا من أبرز الشخصيات المؤثرة في فن الحداثة في الهند، حيث كان عضوًا في التشكيل الطليعي المعروف بمجموعة الفنانين التقدميين. وقد حامت حوله الأساطير، واكتنف الغموض جميع جوانب حياته، بداية من تاريخ مولده، حيث كان يُعتقد خطئًا لفترة طويلة أنه ولِد في عام 1915، بينما كان ميلاده الحقيقي قبل هذ التاريخ بعامين. وعند وفاته في الثامنة والتسعين من عمره، كان حسين قد عاش قرنًا من أعنَف القرون التي سجلها تاريخ البشرية وأكثرها إثارة. فقد عاصر الحرب العالمية الأولى والثانية والحرب الباردة، وكان شاهدًا على الصراعات التي دارت في الجزائر وفيتنام وجنوب آسيا وحروب غرب آسيا، وجميعها كانت مصادر إلهام له. وقد نوَّع في استخدام وسائطه الفنية، متنقلًا بين الرسم بالزيت والألوان المائية والطباعة الحجرية وطباعة الشاشة الحريرية والنحت والعمارة وتصميم التراكيب. كما كان صانعًا للأفلام، وشاعرًا، وكاتبًا للمذكرات. وكان يكتب بالأردو والهندية والإنجليزية. 

وُلد حسين في باندهاربور، ونشأ وترعرع بين مدينتي إندور وسيدبور، وأقام في بومباي، وكان يصف نفسه بأنه بدوي عالمي. وقد ارتبط حسين بعلاقات قوية مع المملكة المتحدة والولايات المتحدة وتشيكوسلوفاكيا والإمارات العربية المتحدة وقطر، التي وفرت له ملجأ عندما أجبرته الظروف السياسية المناوئة على النفي من الهند بلده الحبيب.

وعن هذا المعرض، يقول رانجيت هوسكوت، منسّق المعرض:

"تدور أعمال حسين الفنية حول ثلاثة موضوعات رئيسية أولهما الوطن، باعتباره مكانًا تتدفق منه ذكريات الطفولة، وتُصاغ معانيه في الحاضر، ويتبلور مفهومه من خلال استكشاف الحياة. وثاني هذه الموضوعات هي مغامرة الإنسان مع الإبداع عبر المجتمعات وعلى مر العصور وباختلاف التخصصات. وثالثهما، النهج التعددي في التعامل مع الموضوعات الإلهية والسنن الكونية للوجود، وهو النهج الذي يعبر عنه الفنان في أعماله من خلال رمزية أديان العالم وفلسفاته. ويشير عنوان معرض "مقبول فدا حسين: عاديات الشمس"، فكرة متكررة للفنان وهي حيوية النفس المتجددة، الأمر الذي يشهد بعظمة أعمال مقبول فدا حسين التي أبدعها على مدار أكثر من ستة عقود".    

أما معرض " تبقى عوالم أخرى"، الذي تشرف على تقييمه لورا بارلو، القيمة الفنية بمتحف، فيعتمد على طاقة الضوء التي يعكسها المشهد الحضري للدوحة، إذ يرمز ذلك إلى وجود مدينة عالمية في حركة دؤوبة وأطيافها المختلفة من البشر وموادها الخام. تعيد محتويات المعرض النظرَ في فكرة التطور الإنساني والمصادر الطبيعية في ضوء حركات تنقل الناس في الماضي والحاضر والطريقة التي تتغير بها التضاريس من حولهم.

يضم المعرض 13 عملًا فنيًا تتنوع بين الفيديوهات وأعمال النسيج والمنحوتات التي صممت ما بين عامي 2011 و2019 وتتوزع هذه الأعمال على ثلاث صالات عرض في "متحف" وفي أماكن مختلفة من مدينة الدوحة، ومن بينها عملان جديدان صُمما خصيصًا ليتم تقديمهما في المعرض وهما "دَوحٌ للدوحة" و"من أجل الناس".  كما يقدم المعرض العمل الفني "خيرٌ للجميع" (2018)، وفيديو مدته 50 دقيقة، والعمل الفني "7 مليار وواحد" (2015) إلى جانب أعمال أخرى تستكشف العلاقة بين الكائنات الحية والعالم الطبيعي والعصور الجيولوجية والأكوان.

وستعرض مجموعة من أعمال هذا المعرض في عدد من المواقع خارج متحف، منها منطقة الخليج الغربي في الدوحة، حيث ستُعرَض عبارة من العبارات الخمس التي يشتمل عليها العمل الفني الجديد "دوحٌ للدوحة" 2019.

قالت لورا بارلو:

"تضم "مجموعة رقص ميديا" عددًا من أبرز الفنانين المعاصرين الذين يقدمون أعمالهم على مستوى عالمي ويتحدون من خلالها فهمنا للعالم بطريقة مرحة وبلغة شاعرية. ويسرنا أن نقدم هذا المعرض المنفرد لأعمالهم التي تشمل عملين جديدين مثيرين يسلطان الضوء على مدينة الدوحة وسيعرضان خارج جدران المتاحف. نتطلع لرؤية زائري المعرض والاستماع إلى تعليقاتهم". 

تأسست "مجموعة رقص ميديا" عام 1992 على يد جيبش باكي ومونيكا نارولا وشودهاباراتا سينجوبتا. وتفكك أعمال هذه المجموعة الهياكل المرتبطة بالاقتصادات، والوقت، واللغة، وتتناول الحالة المتغيرة للحياة المعاصرة وحدود الرؤية. ويتنوع إنتاجها الفني بين التركيبات، والأفلام، والفعاليات، والمنشورات، بالإضافة إلى مشاركتهم في إنتاج أعمال فنية في مجال العمارة والأدب والعلوم والمسرح يوسعون من خلالها دائرة فهم العالم من حولنا.

وقد عرضت أعمال هذه المجموعة في معرض دوكومنتا، وبينالي فينسيا، وساو باولو، ومانيفستا، وإسطنبول، وشنغهاي، وسيدني. ومن بين أبرز معارضهم المنفردّة التي عُقدت في الآونة الأخيرة: "ما عدا ذلك كل شيء على ما يرام" دوسلدورف 2018؛ و"لغة الشفق" مانشستر 2017؛ و"تقويم في غير أوانه" نيودلهي في عام 2014-2015.

ومن جهة أخرى، سيحتفي جراج جاليري بمطافئ: مقر الفنانين بأحد روّاد الفن الروسي في معرض بعنوان "كازيمير ماليفيتش: عبقرية الطليعة الروسية". وسيستمر المعرض من 24 مارس إلى 31 مايو 2019. ويُعد ماليفيتش واحدًا من أبرز الفنانين المبتكرين في القرن العشرين، ولا تزال حركته "التفوقية" تلهم الفنانين والمعماريين في جميع أنحاء العالم حتى يومنا هذا. والمعرض من تنسيق الدكتورة إيفجينيا بتروفا، نائب مدير متحف الدولة الروسي.

ويحظى ماليفيتش بمكانة كبيرة في تاريخ الفن الروسي، ويُعد هذا المعرض هو الأول له في المنطقة. وسوف يتتبع المعرض مسيرة ماليفيتش الفنية، بداية من تبنيه للطبيعة الواقعية والرمزية في مستهل مشواره الفني وصولًا لأعماله التي أبدعها قبل عام واحد من وفاته. وسيضم المعرض العديد من لوحاته ذائعة الصيت، ومنها "الساحة الحمراء"، إلى أجانب أزياء من أوبراه "نصر فوق الشمس". وقد تم وضع تصور هذا المعرض للمرة الأولى في إطار العام الثقافي قطر روسيا 2018 وهو ما سيتيح فرصة للجمهور المحلي لمواصلة استكشاف ثراء الفن الروسي.

وأخيراً، سيتواصل في متحف الفن الإسلامي معرض "سوريا سلامًا" حتى 30 أبريل 2019 احتفاءً بمرور 10 سنوات على تأسيس المتحف. ويركز المعرض على التراث الثقافي المذهل لسوريا الذي يضرب بجذوره في القدم، مبرزًا الدور الرئيسي الذي اضطلعت به سوريا في إثراء تاريخ الحركة الفنية والثقافية في العالم، ومسلطًا الضوء على الإسهامات العديدة التي قدمتها سوريا للحضارة البشرية عبر التاريخ.

ويعتمد محتوى المعرض، الذي قيمته الدكتورة جوليا جونيلا مديرة المتحف بالتعاون مع رانيا عبد اللطيف، على المجموعة المذهلة الخاصة بمعرض متحف الفن الإسلامي، إلى جانب أعمال مُعَارة من متاحف عالمية أخرى ذات شهرة عالمية، منها متحف اللوفر في باريس، ومتحف الفن القديم في الشرق الأدنى في برلين، إلى جانب مكتبة برلين الحكومية، ومجموعات أخرى من متاحف قطر مثل مجموعة المستشرقين، بالإضافة إلى مكتبة قطر الوطنية ومتحف الشيخ فيصل بن قاسم.