أنباء عن مقتل القائد العسكري لجبهة النصرة في شمال سوريا

alarab
حول العالم 06 مارس 2015 , 05:23م
بيروت - رويترز
أكدت تقارير عدة مقتل القائد العسكري لجبهة النصرة المعروف باسم (أبو همام الشامي) أو الفاروق السوري في سوريا، كما أفيد عن مقتل قادة آخرين في هذه الجبهة الساعية إلى تكريس منطقة نفوذ لها في شمال غرب البلاد.

وأورد المرصد السوري لحقوق الإنسان ووكالة الأنباء السورية الرسمية "سانا" - الجمعة - نبأ مقتل أبو همام الشامي.

وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن - لوكالة فرانس برس - إنه حصل على "معلومات مؤكدة من مصادر في جبهة النصرة تؤكد مقتل قائدها العسكري، متأثرا بجروح أصيب بها نتيجة قصف جوي".

وأوضح عبد الرحمن أن أبا همام الشامي واحد من القادة الخمسة في جبهة النصرة، الذين كان أفاد عن مقتلهم في وقت سابق، لكنه لم يجزم ما إذا كان القائد العسكري قُتل مع الأربعة الآخرين في قصف جوي لم يتضح مصدره، الخميس، على منطقة لم تحدد في إدلب، أم أصيب في غارة جوية نفذها التحالف الدولي في 27 من شباط/فبراير في (أبو طلحة) القريبة من الحدود التركية، وقُتل فيها قياديان آخران في الجبهة.

وكانت جبهة النصرة - فرع تنظيم القاعدة في سوريا - قد أعلنت على حسابها على موقع تويتر - قبل أيام - أن اثنين من قيادييها - هما أبو مصعب الفلسطيني وأبو البراء الأنصاري - قُتلا في ضربة للتحالف في 27 من شباط/فبراير، على مقر لها في قرية (أبو طلحة) في ريف سلقين شمال غرب إدلب.

ولم تؤكد جبهة النصرة على أي من حساباتها الرسمية على مواقع التواصل الاجتماعي مقتل أبي همام الشامي، لكن تم تناقل الخبر بشكل واسع على حسابات مؤيدة لها على تويتر.

وذكرت وكالة أنباء "سانا" من جهتها "أن أبا همام قُتل مع عدد من متزعمي التنظيم خلال عملية نوعية للجيش استهدفت اجتماعا لهم في الهبيط بريف إدلب"، دون إعطاء تفاصيل إضافية. بينما أكد التحالف الدولي - بقيادة الولايات المتحدة - أنه لم ينفذ أيَّة غارة في إدلب خلال الساعات الماضية، بعد أن تم التداول بتقارير عن غارة للتحالف استهدفت قياديي الجبهة.

وتقع منطقة الهبيط على بعد نحو 55 كم إلى الجنوب من مدينة إدلب.

من جهة أخرى تحدث الناشط المعارض إبراهيم الإدلبي - لفرانس برس عبر سكايب - عن معلومات تسرِي على نطاق واسع حول وجود "صراعات داخل جبهة النصرة تتعلق باحتمال انشقاق الجبهة"، الساعية إلى بناء إمارة لها في سوريا، على غرار إمارة تنظيم الدولة الإسلامية، عن تنظيم القاعدة برئاسة أيمن الظواهري.

وأوضح المحلل حسن أبو هنية - الخبير في شؤون تنظيم القاعدة والمقيم في عمان - أن الشامي كان ناشطاً في أفغانستان بين عامي 1998 و1999، وأنه تولَّى أمور المقاتلين السوريين في هذا البلد بعدما انضم إلى تنظيم القاعدة، وأعلن ولاءه لزعيمها السابق أسامة بن لادن.

وفي بيروت قال مصدر أمني لبناني إن الشامي دخل لبنان عام 2008، إذ أوقفته استخبارات الجيش بتهمة الدخول خلسة، قبل أن يتبين من التحقيقات معه ارتباطه بتنظيم القاعدة.

وبحسب هذا المصدر حكم على الشامي بالسجن لمدة أربع سنوات، وخرج عام 2012 وتوجه إلى سوريا ليشارك في النزاع الذي بدأ منتصف مارس 2011 وقتل فيه أكثر من 210 آلاف شخص.

وتُحكِم جبهة النصرة - منذ بداية تشرين الثاني/نوفمبر الماضي - سيطرتها على القرى والبلدات الواقعة في ريف مدينة إدلب، بعدما تمكنت من طرد مجموعة جبهة ثوار سوريا المعارضة المعتدلة من المنطقة.

كما تمكنت - مؤخرا - من الاستيلاء على مقار حركة حزم المعارضة المدعومة من الأمريكيين في الريف الغربي لمدينة حلب الشمالية، إثر معارك طاحنة معها. وبحسب محللين تسعى جبهة النصرة إلى إقامة إمارة لها في شمال غرب سوريا، على غرار الإمارة المعلنة من تنظيم الدولة الإسلامية.

على جبهة أخرى تخوض النصرة معارك يومية مع قوات النظام وحزب الله اللبناني وعناصر إيرانية في جنوب سوريا.

ويرى محللون أن مقتل القياديين في جبهة النصرة - وبينهم الشامي الذي يعد ثاني أبرز قادة الجبهة بعد زعيمها أبي محمد الجولاني - لن يؤثر بشكل كبير على نشاط الجماعة الجهادية.

وقالت مديرة مركز كارنيجي للشرق الأوسط في بيروت - لينا الخطيب -  لفرانس برس: "هناك في جبهة النصرة الكثير من القادة الأساسيين. لذا حتى إن قُتل أحد هؤلاء أو أكثر فإنها قادرة على الاستمرار لأنها تعمل ضمن منهجية لا مركزية".

وأضافت: "خسارة قيادي أمر يمكن لجبهة النصرة أن تتعافى منه بأقل الخسائر".