بمناسبة البرد والشتاء هناك كرامات للصحابة رضي الله عنهم في طاعتهم للنبي صلى الله عليه وسلم وفي صحبتهم له وكانوا رضي الله عنهم أجمعين يثقون بوعد رسول الله صلى الله عليه وسلم بل ويفدونه بأرواحهم وأولادهم وبكل ما يملكون؛ ومن ذلك موقف حذيفة بن اليمان رضي الله عنه وهو صحابي سر النبي صلى الله عليه وسلم إذ أعلمه النبي صلوات ربي وسلامه عليه بأسماء المنافقين واحدًا واحدًا وموقفه مع البرد في غزوة الخندق وإليكم القصة:
في غزوة الأحزاب - الخندق- الكثير من المواقف الجديرة بالوقوف معها والاستفادة من دروسها وعبرها، ومن هذه المواقف موقف حذيفة بن اليمان رضي الله عنه حين أمره النبي صلى الله عليه وسلم بالتوغل في صفوف المشركين ومعرفة أخبارهم.. عن إبراهيم التيمي عن أبيه يزيد بن شريك قال: كنا عند حذيفة فقال رجل: لو أدركت رسول الله صلى الله عليه وسلم قاتلت معه فأبليت، فقال حذيفة: أنت كنت تفعل ذلك؟ لقد رأيتنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة الأحزاب وأخذتنا ريحٌ شديدةٌ وقَرٌّ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ألا رجل يأتينا بخبر القوم؟ جعله الله معي يوم القيامة))، فسكتنا، فلم يجبه منا أحد، ثم قال: ((ألا رجل يأتينا بخبر القوم؟ جعله الله معي يوم القيامة))، فسكتنا، فلم يجبه منا أحد، ثم قال: ((ألا رجل يأتينا بخبر القوم؟ جعله الله معي يوم القيامة))، فسكتنا، فلم يجبه منا أحد، فقال: ((قم يا حذيفة فأتنا بخبر القوم))، فلم أجد بُدًّا إذ دعاني باسمي أن أقوم، قال: ((اذهب فأتني بخبر القوم، ولا تذعرهم علي))، فلما وليت من عنده، جعلت كأنما أمشي في حَمَّامٍ حتى أتيتهم، فرأيت أبا سفيان يَصْلِي ظَهْرَهُ بِالنَّار، فوضعت سهما في كبد القوس فأردت أن أرميه، فذكرت قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ولا تذعرهم علي))، ولو رميته لأصبته، فرجعت، وأنا أمشي في مثل الحَمَّامِ، فلما أتيته فأخبرته بخبر القوم وفرغت، قَرَرْتُ، فألبسني رسولُ الله صلى الله عليه وسلم من فضل عباءة كانت عليه يصلي فيها، فلم أزل نائمًا حتى أصبحت، فلما أصبحت قال صلى الله عليه وسلم: ((قم يا نومان)). رواه الإمام مسلم.
القَرُّ: هو البرد الشديد.
يصْلِي ظهره: يدفئه.
الحمام: من الحميم، وهو الماء الحار، والمعنى: أنه لم يجد البرد الذي يجده الصحابة، ببركة إجابته للنبي عليه الصلاة والسلام.
قررت: أصابني البرد.