اعتاد طلاب مدرسة قطر للعلوم والتكنولوجيا اعتلاء منصات التتويج في المسابقات المحلية والدولية منذ تدشينها في العام الأكاديمي 2018- 2019. وباتت المدرسة مميزة في المدارس الحكومية ونموذجاً ناجحاً لنهج «ستيم» الذي ترغب وزارة التربية والتعليم والتعليم العالي في توسعته خلال السنوات المقبلة. ومع بداية العام الأكاديمي الحالي 2021/2022، نجح الطلبة في تسجيل إنجازات جديدة باسم المدرسة خلال المشاركة بعدة مسابقات. وأكد الطلبة الفائزون في تصريحات لـ»العرب»، أن توفير المدرسة مناخاً يدعم الإبداع والابتكار ساعدهم في الفوز بمختلف المسابقات وزاد من شغفهم لاكتساب مهارات جديدة في مجال الاختراع، وقالوا» إن رفع اسم دولة قطر في المحافل والمنافسات الدولية شرف كبير يحفزهم على استكمال ابتكاراتهم».
فعلى المستوى الدولي، حصل فريقين من الباحثين بالمدرسة على الميداليتين الذهبيتين في المعرض الدولي للاختراع والابتكار والتكنولوجيا 2021 في كوالالمبور، فريق بحثي تحت إشراف مركز جامعة قطر للعلماء الشباب، والفريق الثاني تحت إشراف الدكتور محمد غريب من جامعة تكساس إي أند أم في قطر، الجامعة الشريكة لمؤسسة قطر.
وأشرف الدكتور محمد غريب الذي يعمل في مكتب التطوير على مشروع الطالبين عبد الرحمن السليطي وإبراهيم بوهندي من مدرسة قطر للعلوم والتكنولوجيا الثانوية للبنين، لصنع جهاز «هاي سكان»، الروبوت المبتكر والخفيف الوزن والذي يعمل بنظام الدفع الرباعي باستخدام المراوح لزيادة كفاءة نظام الحركة أثناء فحص أنابيب النفط والغاز والبحث عن مناطق التلف فيها.
وعلى المستوى الإقليمي، فاز الطالب عبدالله الجناحي بجائزة الطالب المتميز لجائزة الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم للأداء التعليمي المتميز، وفاز طلبة المدرسة بالمركز الأول في فئة «جائزة أفضل مقدم» بمسابقة تحدي علوم المستقبل 2021 للطلبة الموهوبين بدول مجلس التعاون الخليجي، والمقامة افتراضياً في الامارات، بفضل تميز الطالبين عبدالله عبدالرحيم الجناحي والطالب حمد عبدالعزيز الحر في مهارات العرض والتواصل في المسابقة حول مشروع «الحاسة السادسة» لخدمة المكفوفين.
وعلى المستوى المحلي، فاز الطالب عبدالعزيز المهندي بجائزة التميز العلمي 2022 في فئة البحث العلمي المتميز، وحصلت المدرسة على المراكز الأولى وأربعة جوائز في المعرض الوطني للبحث العلمي.
مدير المدرسة: خبرات تعليمية مبتكرة في التكنولوجيا والهندسة
قال الأستاذ محمد العمادي مدير مدرسة قطر للعلوم والتكنولوجيا للبنين، إن الإنجازات الأخيرة التي حققها الطلاب منذ بداية العام الأكاديمي الحالي 2021/2022 أو منذ العام الأول لتأسيس المدرسة تعتبر ترجمة واقعية لرسالتها في توفير خبرات تعليمية مبتكرة في مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات.
وأضاف أن المدرسة تعمل على إعداد الطلاب لبناء قدراتهم الإبداعية والتنافسية على المستوى العالمي، وتحقيقًا لأهداف المدرسة في إعداد الطلاب ليصبحوا علماء وباحثين ومخترعين نابغين قادرين على صناعة مستقبل وطنهم تحقيقًا لرؤية قطر الوطنية 2030.
وتابع العمادي في تصريح لـ »العرب» أن المدرسة حصلت العام الماضي على اعتماد دولى من قبل منظمة Cognia، وهي منظمة غير ربحية توفر ضمان الجودة للمدارس والمؤسسات التعليمية، معتبرأ أن هذا الاعتماد يوفر للمدرسة علامة جودة معترفا بها عالميًا، وتثبت التزام المدرسة بالتميز وتقديم برامج أكاديمية ذات جودة عالية، هذا بالإضافة إلى عضوية مؤسسة college board الأمريكية، التي من خلالها أصبحت المدرسة مركزًا معتمدًا لتدريس واختبارات مناهج Advanced Placement و SAT.
وأوضح أن إنجازات الطلبة حققت بفضل تضافر جهود جميع العاملين بالمدرسة والدعم المقدم من وزارة التربية والتعليم، والأستاذة فوزية الخاطر، وكيل الوزارة المساعد للشؤون التعليمية، وتعاون أعضاء مجلس الأمناء والطلبة وأولياء الأمور، الأمر الذي أدى إلى تحفيز المدرسة وطلبتها نحو السعي المستمر إلى دفع مسيرة العملية التعليمية، وتحسين مخرجات التعليم.
لافتا إلى أن فتح باب التسجيل في المدرسة يستمر للدفعة الخامسة للعام الاكاديمي 2022-2023، إلكترونيًا حتى 24 فبراير عبر مواقع الوزارة، ويشترط أن يكون الطالب قطري الجنسية وألا تقل نسبته عن 80 % في آخر تقرير أكاديمي وأن يكون حاصلاً على نسبة 80 % فما فوق في مواد الرياضيات والعلوم واللغة الإنجليزية، وأن يجتاز اختبارات القبول في اللغة الإنجليزية والرياضيات إضافة لاجتياز المقابلة الشخصية.
عبدالله الجناحي: «الحاسة السادسة» يسهل حياة المكفوفين
أكد عبدالله الجناحي الطالب الفائز بالمركز الأول في فئة «أفضل مقدم» ضمن مسابقة تحدي علوم المستقبل 2021 للطلبة الموهوبين بدول مجلس التعاون الخليجي في الإمارات، أن التتويج بالجائزة شرف كبير له ولزميله المشارك معه في الابتكار الفائز «الحاسة السادسة». وأضاف أن رفع اسم دولة قطر في المسابقات الإقليمية يشعره بالفخر ويحفزه على الاستمرار في مجال الابتكار. وقال الجناحي إن ابتكاره يسهل على فئة المكفوفين التحرك طوال حياتهم اليومية، مؤكدا أنه بفضل العمل على هذا المشروع اكتسب خبرات متعددة في أكثر من مجال الأمر الذي زاد من شغفه للاطلاع أكثر على الاختراع والابتكار. وأضاف أن اهتماماته بدورات البرمجة تزايدت مع المشروع في ظل دعم مدرسته لهذا الأمر من خلال دعم فريق العمل بالتصاميم الهندسية وتزويدهم بالدورات المتخصصة لإنجاز الابتكار بفضل صورة ممكن. وأعرب عن شكره لإدارة المدرسة على المناخ المميزة التي توفره للطلبة من أجل أن يكون مبتكرين في المستقبل، وقال» إن دولة قطر تسير بخطوات ثابتة لتعزيز مكانتها في مجال الابتكار عبر توفير الدعم والأدوات اللازمة لذلك، مشيدا بدور أسرته الداعم الأول له طول رحلته التعليمية.
حمد الحر: دور رئيسي للمدرسة في تنمية المهارات
قال الطالب حمد الحر إن مشروع «الحاسة السادسة» الفائز في مسابقة «تحدي علوم المستقبل 2021» لطلبة مجلس التعاون يستهدف مساعدة فاقدي الصبر في التحرك خلال حياته اليومية عبر حساسات تقيس المسافات المسموحة التحرك خلالها بحرية. وأضاف الحر أن العمل على المشروع استمر عام كامل حتى إنتاج النموذج الأولى، مؤكدا أن فريق العمل سيستمر في تطويره من أجل الوصول إلى منتج قابل للاستخدام. ورأى أن المشاركة في مسابقة تحدي علوم المستقبل 2021 للطلبة الموهوبين بدول مجلس التعاون الخليجي في الإمارات زادت من مهارات في الاتصال والابتكار وحسن الإلقاء، وأكد أن المدرسة لعبت دوراً رئيساً في تنمية تلك المهارات خاصة أنها كانت توفر كافة الأدوات اللازمة لإتمام المشروع بالإضافة إلى الإشراف من قبل مسؤوليها.
عبدالرحمن السليطي: «هاي سكان» يقلل المخاطر البيئية
أعرب الطالب عبدالله السليطي الفائز بالميدالية الذهبية في المعرض الدولي للاختراع والابتكار والتكنولوجيا 2021 في كوالالمبور، عن شعوره بالفخر لرفع اسم قطر في المسابقة. وقال»إنه شارك بجهاز «هاي سكان» وهو الروبوت المبتكر والخفيف الوزن الذي يعمل بنظام الدفع الرباعي باستخدام المراوح لزيادة كفاءة نظام الحركة أثناء فحص أنابيب النفط والغاز والبحث عن مناطق التلف فيها.
وأضاف: أن المستهدف من المشروع شركات البترول خاصة أن دولة قطر بلد غني بالنفط والغاز، وأن الجهاز يساعد أيضا في الحفاظ على البيئة ويقلل المخاطر والأضرار التي تقع في هذا القطاع على المجتمع، خاصة أن الجهاز يقوم بمسح الجدران الخارجية لأنابيب النفط وتحديد مكان أي عيوب يكتشفها. وأكد أن المسابقة اكسبته مهارات وقدرات في مجالات متعددة لقوة المشاركين بها من شتى أنحاء العالم والتي تحظى مشاريعها بتقييم من لجنة تحكيم بها نخبة من الخبراء والمحكمين.
إبراهيم بوهندي: مشروعنا يخدم جهود الدولة
قال الطالب إبراهيم بوهندي، إن مشروع «هاي سكان» سيكون ذا فائدة كبيرة لقطر وللعالم، معتبرا أن المشروع قادر على حل مشاكل تلوث البيئة وتوفير العديد من الأموال على الدولة.
وأضاف بوهندي، أن المدرسة قامت بالعديد من الجهود من أجل مساعدة الفريق البحثي في هذا المشروع ومنها توفير جميع خدمات المواصلات في جميع الأيام، وتوصية المهندسين في المدرسة على المساعدة عند الحاجة، وأيضا توفير أحدث المعدات المطلوبة والسماح للفريق البحثي باستخدام جميع المعامل الهندسية والمرافق الاخرى من أجل الحصول على أفضل نتائج، والدعم المعنوي من جميع أعضاء المدرسة. وأكد أنه اكتسب مهارات متعددة من خلال مشاركته بالمسابقة الدولية في كوالالمبور، ومنها زيادة الثقة بالنفس والتحدث أمام الجمهور، وتطوير مهارة التحدث باللغة الإنجليزية، واكتساب الخبرات من الخبراء الدوليين، وتطوير التفكير الناقد، والمهارات المهمة الأخرى.