أظهرت الأدلة الدولية أن حوالي 30 % من الأشخاص ممن هم فوق 65 عاماً يتعرضون لحوادث السقوط سنوياً، وأن ما يقارب ثلث تلك النسبة يعانون من الإصابات التي تحد من الحركة والاستقلالية، كما يمكن أن تزيد من خطر الوفاة المبكرة، وترتفع هذه النسبة عند الأشخاص الذين تفوق أعمارهم 75 عاماً.
وتتواجد عيادة الوقاية من السقوط في مركز قطر لإعادة التأهيل، وتهدف إلى تعزيز حركة المريض والحد من حوادث السقوط والكسور من خلال الممارسة المثبتة بالأدلة العلمية والأبحاث.
وتعمل العيادة بنظام التحويلات الطبية التي تتخصص في الوقاية من السقوط والكسور عند البالغين بعمر 60 عاماً فما فوق. وتتوفر خدمة العيادات الخارجية على نحو أسبوعي، حيث تستقبل نحو 25 مريضاً فوق عمر الخامسة والستين شهرياً وبعض الحالات لمرضى دون 65 عاماً.
وقامت الدكتورة هنادي الحمد -قائد برنامج الشيخوخة الصحية في الاستراتيجية الوطنية للصحة والمدير الطبي لمركز قطر لإعادة التأهيل ومستشفى الرميلة- بقيادة الجهود لتطوير رعاية متخصصة لشريحة السكان المتنامية من كبار السن في قطر.
وقالت: «تعتبر حوادث السقوط من الأسباب الرئيسية للإعاقة الحركية والوفاة بين الأشخاص المتقدمين في السن خاصة إذا كانوا يعانون من الضعف والأمراض»، لافتة إلى أن مهمة العيادة هي تحديد الأسباب التي تتسبب في سقوط المرضى ومعرفة العوامل التي تشكل خطراً بالتعاون مع الفرق متعددة الاختصاصات.
وأضافت الدكتورة هنادي الحمد أن مركز قطر لإعادة التأهيل هو الموقع المثالي لمثل هذه العيادة المتخصصة، حيث تتوفر العديد من الفرق متعددة الاختصاصات لتقييم مخاطر السقوط وتقديم الرعاية، وتطبق فرقنا أفضل الممارسات المثبتة بالأدلة لتوفير تقييم شامل للمسنين يتضمن أيضاً تقييم متخصص لمخاطر السقوط بهدف تقديم توصيات الرعاية المناسبة.
ويأتي تأسيس العيادة الجديدة بمركز قطر لإعادة التأهيل بعد إنشاء عيادة متخصصة للوقاية من السقوط للمسنين في مستشفى الرميلة بنجاح في ديسمبر 2019.
وأوضح الدكتور كاوه أمين -استشاري أمراض الشيخوخة بقسم أمراض الشيخوخة والرعاية المطولة في مؤسسة حمد الطبية- أن التقييم المبكر مهم للحد من الآثار المدمرة والمحتملة لحوادث السقوط، وقال: «تعتمد خطورة السقوط على طبيعة الحادث وكيفية وقوع الشخص عند سقوطه. في كثير من الحالات، قد يؤدي ذلك فقط إلى كدمات وخدش طفيف في الجلد، ولكن السقوط الأكثر خطورة يمكن أن يؤدي إلى كسور في العظام وإصابة في الدماغ، لافتاً إلى أنه كلما كان الشخص أكبر سناً وأكثر ضعفاً، فإن أي إصابة حتى وإن كانت بسيطة قد تتطلب دخوله إلى المستشفى، والكثيرون منهم لا يستعيد مستوى الأداء الوظيفي والثقة التي كانوا يتمتعون بها قبل السقوط.
وأضاف: «نرى في عيادتنا مرضى تعرضوا للسقوط ويحتاجون للتقييم للحصول على مزيد من العلاج الطبي والفيزيائي لمساعدتهم على تقوية عضلاتهم، ونحاول رؤية الأشخاص في وقت مبكر قبل أن يتعرضوا للسقوط. ربما يكون هؤلاء الأشخاص قد بدأوا يعانون من مشاكل حركية متزايدة، لذا نعمل على تقييم خطر السقوط لديهم وتزويدهم بخيارات العلاج للحد من هذا الخطر».
وتابع الدكتور أمين: «يمكن الحد من خطر السقوط بشكل كبير من خلال مراجعة بعض مظاهر الحياة اليومية التي قد تكون بسيطة لكنها مهمة في الوقت نفسه مثل ممارسة بعض التمارين المفيدة بشكل كبير والتي تسهم في الحفاظ على التوازن وقوة العضلات وتحسين صحة القلب والصحة النفسية. كما نوصي المرضى بمراجعة الأدوية التي يتناولونها بشكل دوري خاصة إذا تم إعطاؤهم أدوية جديدة إضافة إلى أدوية أخرى لما لذلك من آثار جانبية كالدوار. تقع العديد من حوادث السقوط داخل المنزل، لذا ننصح بإعادة النظر في كيفية تعزيز سبل السلامة في المنزل».
ويقدم استشاريو العيادة جلسات استشارة بمساعدة فريق من كوادر التمريض والمعالجين الفيزيائيين وتتوفر مرة أسبوعياً في كل من مركز قطر لإعادة التأهيل ومستشفى الرميلة.
وتتعاون هذه الخدمة مع المجتمع ومعالجي العيادات الخارجية، وتهدف العيادة بشكل رئيسي إلى تحسين الحركة ومنع السقوط. كما يقوم الأطباء بتقييم الأسباب الشائعة لسقوط المريض من أجل تقليل مخاطر حدوث المزيد من الحوادث من خلال توفير أو وصف العلاج المناسب.
وتستقبل العيادة المرضى الذين تبلغ أعمارهم 65 عاماً فما فوق الذين عانوا من حادث سقوط تتعلق بضعف الحركة. يتم تحويل المرضى من طبيب الرعاية الصحية الأولية وخدمات مؤسسة حمد الطبية الأخرى، ويمكن الاتصال بالعيادة على الرقم 44393103 من الساعة 7 صباحاً حتى 3 مساءً أيام الأحد إلى الخميس.