ثلاثة من الفائزين بالبرنامج في ضيافة «العرب».. «نجوم العلوم» داعم للمبتكر العربي

alarab
محليات 06 يناير 2021 , 12:25ص
حامد سليمان

أكد عدد من الفائزين ببرنامج تليفزيون الواقع التعليمي والترفيهي «نجوم العلوم»، التابع لمؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع، أن المؤسسة توفر الدعم للمبتكرين في العالم العربي، سواء من خلال البرنامج أو الدعم الذي توفره واحة قطر للعلوم والتكنولوجيا، والذي يطلق إمكانات المبتكرين.
«العرب» استضافت الفائزين القطريين بجائزة نجوم العلوم والفائز بالنسخة الأخيرة من البرنامج، فأجمعوا على أن مسيرة الابتكار بالدولة في تطور ملحوظ ومؤشراته كبيرة جداً، وأن «نجوم العلوم» له أثر بارز على المجتمع المحلي يتجلى من خلال المشاركات الوطنية.
وأكدوا أن «نجوم العلوم» يقدم أفضل المشاريع بالعالم العربي، ويوفر دعماً كبيراً للمشاركين، الأمر الذي يجعل البرنامج فريداً من نوعه في العالم.

خالد بوجسوم أول فائز قطري بجائزة البرنامج: مؤسسة قطر تطلق إمكانات الإنسان 

 كيف ترى دور مؤسسة قطر في دعم المبتكرين القطريين والعرب؟
مؤسسة قطر تعهدت بالريادة ودعم المبتكرين من جميع أنحاء العالم العربي ابتداءً من نجوم العلوم إلى البرامج المختلفة التي تقدمها واحة قطر للعلوم والتكنولوجيا، والتي أراها معززة لالتزام مؤسسة قطر بإطلاق إمكانات الإنسان العربي.

 كيف ترى المنافسة القطرية في «نجوم العلوم»؟ 
نرى أثر نجوم العلوم على المجتمع المحلي في تطور مستوى المشاركات القطرية بشكل ملحوظ وطردي، وسعيد بوصول أول قطرية للمرحلة النهائية في البرنامج في الموسم الماضي (الموسم الـ 12)، وهذا مؤشر أن حضور البرنامج عند المشاهد القطري له أثره الإيجابي في مستوى المشاركات.

شكوى من غياب الدعم
 كثير من المبتكرين القطريين والعرب يشكون من غياب الدعم، كيف ترى هذا الأمر وقد مررت بالتجربة ذاتها؟ 
منظومة دعم الابتكار في عالمنا العربي في مراحلها الأولى، إلا إنها شهدت نمواً كبيراً جداً في العقد الماضي، فعند حصولي على المركز الأول في برنامج نجوم العلوم عام 2012، كانت البرامج التي تعد مكملة للرحلة في واحة قطر للعلوم والتكنولوجيا، إما غير موجودة في ذلك الوقت، أو أنها لم تكون موجودة بشكلها الحالي، فقد شهدت هذه البرامج تطوراً ملحوظاً وأحد أسباب هذا التطور يتمثل في مخرجات نجوم العلوم والمبتكرين بشكل عام ودورهم في تنمية المنظومة وآليات الدعم عندنا في قطر، وبالمثل شهدنا مثل هذا التطور عند باقي الجهات الداعمة في منظومة الابتكار مثل بنك قطر للتنمية وحاضنة قطر الرقمية التي حظيتُ بدعمها خلال تجربتي في العقد الماضي.
والمتابع للساحة في باقي الدول العربية يجد أن تطور برامج الدعم للمشاريع الابتكارية يأخذ مجراه، فالحمد لله التطور ملحوظ وما زلنا نطمح للمزيد لنصل إلى منظومة متكاملة تنتج شركات عالمية والأولى أن نقوم بدورنا كمبتكرين لتعزيز برامج الدعم بدل الشكوى، فلكل دوره والمؤسسات الداعمة تحتاج مبتكرين لتفعل برامج الدعم لديها، وبالمثل فإن رواد الأعمال يحتاجون البرامج الداعمة لتساعدهم على الانطلاق، ولعل نجوم العلوم بمخرجاته يعد نموذجاً يمكن أن نقيس عليه.

 «نجوم العلوم» بين سنوات مضت واليوم، كيف تلحظ التطور في أفكار المشاركين؟ 
المشاريع وأصحابها من المبتكرين أفضل شاهد على نضج وتطور الأفكار مع المبدعين في عالمنا العربي، فالتطور المواكب لتحديات العصر، مثل التكنولوجيا الحيوية والذكاء الاصطناعي والأمن السيبراني، متصدره المشهد في المشاركات.

 وكيف ترى مسيرة الابتكار في قطر؟ 
مسيرة الابتكار في قطر في تطور ملحوظ ومؤشراته كبيرة جداً ومتعددة، مثل حصول المبتكرين على جوائز في مؤتمرات عالمية مثل معرض جنيف العالمي للابتكارات الذي حظيتُ بإحدى جوائزه في مشاركة لي في عام 2019 ضمن وفد من المبتكرين القطريين عن طريق النادي العلمي القطري، ونشهد أيضاً مساهمات ذات عناصر ابتكارية نوعية من الباحثين في مراكز البحوث التابعة لمؤسسة قطر على المستويين العالمي والإقليمي، ونرى الاستقطاب للدكاترة والأطباء في برنامج نجوم العلوم وغيرها الكثير من المؤشرات.
وكل هذه مؤشرات تدل على أن قطر يمكن أن تكون مركزاً للابتكار، ففيها أفراد قادرون على المنافسة الإقليمية والعالمية، ويجب علينا مضاعفة الاستثمار في هذا المجال، لأنه سيشكل الفارق الحقيقي بين الأمم في المستقبل.

 هل الدولة في حاجة لشركات تدعم أصحاب الأفكار؟ 
بلا شك، وهذا الأمر يجب ألا يتوقف ولا يتزعزع في كل الظروف وخاصة في وقت الأزمات.

دور الشركات الكبيرة
 هل دور الشركات الخاصة ذات الرسملة الكبيرة في قطر غائب عن دعم رواد الأعمال؟ 
منظومة الابتكار ما زالت في بداياتها كما ذكرت، وعليه فإن جزءاً من عناصر هذه المنظومة مفقود، منها شركات تمويل المخاطر والرسملة الكبيرة التي تركز على المشاريع الابتكارية، فهذه الأنواع من المشاريع تعتمد على أدوات وتطلعات مختلفة عن المشاريع التقليدية. وعلى سبيل المثال، العوائد في المشاريع الابتكارية دورة حياتها تتراوح بين 8-10 سنوات، ومعدل المخاطرة فيها يصل إلى 90 % والذي يعد مختلف كلياً عن المشاريع التقليدية التي تعتمد على بيع التجزئة أو الاستيراد والتصدير، إلا أن من رحم هذه المشاريع ولدت شركة جوجل (Google) وشركة أبل (Apple) وباقي الشركات التقنية التي تعد قوة استراتيجية واقتصادية لدولها اليوم.

 مع طرح «أوليفر» في الأسواق، هل تتوقع أن المنتج سينافس في السوقين المحلي والعالمي؟ 
لا شك لدي في ذلك، ومؤشرات حملة الطلبات المسبقة تؤكد ذلك، فمبيعاتنا تخطت ربع مليون ريال قطري خلال شهر واحد فقط ولله الحمد.

 البعض يرى أن سعر «أوليفر» مبالغ فيه، ما هو رأيك؟ 
مؤشرات الطلبات المسبقة تأكد عكس ذلك، فقد لقي «أوليفر» قبولاً كبيراً جداً بسعره المطروح. 

 هل يجري العمل على تطوير «أوليفر»، وما أبرز أوجه التطوير؟
انتهينا من عملية التطوير للنسخة الأولى، والتركيز الآن على خط الإنتاج والتصنيع، ليتم توصيل الطلبات المسبقة لأصحابها.

 هل يعمل خالد بوجسوم على ابتكارات أخرى في الوقت الحالي؟ 
تركيزي منصب على بناء شركة عالمية بمستوى شركة أبل (Apple) وشركة جوجل (Google) وغيرهما من الشركات التقنية العالمية، وأي ابتكارات جديدة ستكون في هذا السياق.

محمد الحوسني الفائز بالمركز الأول في الموسم السادس: «الابتكار» وسيلة لإحداث فارق كبير بالدولة

يرى محمد الحوسني، الفائز بالمركز الأول في الموسم السادس من «نجوم العلوم»، أن الابتكار قادر على إحداث فارق كبير في الدولة، واستطرد قائلا: لكن الابتكارات المرتبطة بمجال التكنولوجيا تحتاج إلى شركات كبيرة لتبنيها، وتتطلب حضور شركات كبيرة إلى الدوحة.
وأضاف أن اختيار الشركات الكبيرة المتخصصة في مجال الصناعات والابتكارات وغيرها ليكون لها تواجد في قطر يضع الدوحة على خارطة الصناعات العالمية، وإذا كان لشركات التصنيع الكبيرة حضور في قطر، فإنه بسهولة يمكن أن يلجأ أي مخترع قطري لهذه الشركات لتتبناه في التصنيع والتسويق وغيرها، ولكن بغيابها يحتاج المخترع أن يقوم بدور كبير يصعب عليه القيام به.
وأكد الحوسني، الذي كان ابتكاره في «نجوم العلوم» حول تعزيز الاستفادة من الطاقة الشمسية، على أن ثمة وفرة كبيرة للطاقة الشمسية في قطر، خاصة أن فصل الصيف يكون حاراً في الدولة، والشتاء لا يكون بارداً بصورة كبيرة، وفرص الأمطار والغيوم قليلة نوعاً ما، وكلها عوامل مساعدة وتدعم صناعة الطاقة الشمسية في قطر.
وأشار إلى أن العوامل ضد استعمال الطاقة الشمسية في قطر عديدة أيضاً، وفي مقدمتها الغبار الذي له تأثير سلبي كبير على الخلايا الشمسية، إضافة إلى أن الغاز الطبيعي في قطر رخيص جداً، على عكس أوروبا، حيث إن أسعار النفط والغاز هناك مرتفعة جداً، ما يجعل خيار الطاقة الشمسية مُجدياً بصورة كبيرة، كونه أرخص من الطاقة التقليدية.
وقال الحوسني إن الدافع الذي يدعم استثمار قطر للطاقة الشمسية أكثر هو تقليل ثاني أكسيد الكربون بناءً على التزام باريس لتقليل الانبعاثات الكربونية، وكخطوة رئيسية في هذا الاتجاه ينبغي أن تدعم قطر الاستفادة من الطاقة الشمسية والطاقات المتجددة.
وأضاف: على المدى المتوسط والبعيد، نجد أن كل يوم يشهد تطويراً وابتكاراً جديداً في تكنولوجيا الطاقة الشمسية، وهذا الشيء يقلل من تكلفة إنتاج الطاقة الشمسية، وأتوقع أن يكون استعمال الطاقة الشمسية في قطر مجدياً جداً، لعدة أسباب من بينها الاستدامة والتوفير والصداقة للبيئة.
وتابع الحوسني: هناك مشروعات مثل «سراج» وغيرها من المشروعات الكبيرة كلها خطوات إيجابية كبيرة في هذا المجال، وأتمنى أن يكون هناك تكثيف أكبر لهذه الجهود، وتوجه أكبر نحو الاستفادة من الطاقة الشمسية، وأن تكون لدولة قطر تجربة كبيرة في هذا المجال الذي يمثل الصناعة المستقبلية، ونتمنى أن يكون لقطر فيها دور الريادة.

وضاح ملاعب الفائز بالمركز الأول في النسخة 12: البرنامج يقدم أفضل المشاريع بالعالم العربي

قال المهندس وضاح ملاعب، الفائز بالمركز الأول في برنامج نجوم العلوم بنسخته الـ 12، إن البرنامج يقدم أفضل المشاريع بالعالم العربي، ويتم تقييم هذه المشاريع بشكل دقيق جداً، حيث تتم دراسة آلاف المشاريع من قبل المختصين، وصولاً لمرحلة المقابلات الشخصية، ولا يصعد لهذه المرحلة إلا المشروعات التي بها أفكار جيدة.
وأضاف ملاعب، وهو لبناني الجنسية، أن كل مرحلة من مراحل التصفيات ترتفع المعايير التي يضعها خبراء مختصون في مختلف المجالات، ليتم اختيار 8 مشروعات، تكون هي الأفضل بين كل المقدم من مشروعات، بعدها ينضمون لواحة قطر للعلوم والتكنولوجيا التي توفر لهم كل الاحتياجات، سواء معدات أو مختبرات أو غيرها، ليتم تنفيذ المشروع في ثلاثة أشهر.
وأكد على أن المختصين بـ «نجوم العلوم» يقومون بتدقيق كل المشروعات المقدمة، والتأكد من أنه لم يتم العمل عليها من قبل، وأنها تحل إشكالية يحتاج الناس لحلها، وأن طريقة الحل المقدمة من المخترع أفضل من المطروح في السوق، وهذا يعني أن مستوى المشاريع المقدمة ضخم جداً وعالٍ جداً، ويساهم خبراء ومختصون في مساعدة المخترعين في حل أي مشكلات تتعلق باختراعاتهم.
تحديات أمام المبتكرين
وأشار إلى أن أحد أبرز التحديات التي تواجه المخترعين في العالم العربي هو عدم وجود بيئة حاضنة للمبتكرين العرب، مشدداً على أهمية أن يكون دعم ريادة الأعمال للمشروعات التي تضيف قيمة، وأشار إلى أن العالم العربي يخلو من بيئة تقنية حاضنة لابتكارات المبتكرين، ولا يتم التدقيق في المشروعات المقدمة بالشكل الكافي، على العكس من نجوم العلوم التي يعمل المختصون فيها على تدقيق المشروعات بصورة دقيقة جداً.
وأوضح أن الصورة التي يرتكز عليها «نجوم العلوم» تجعله فريداً من نوعه في العالم، فلا يوجد أي نظير له يُقدم بنفس الصورة المتميزة التي يعمل عليها البرنامج الذي يوفر البيئة الحاضنة للمبتكرين العرب من خبراء لمعدات لمختبرات لمصانع، من أجل أن ينفذ المخترع مشروعه، وهو أمر غير متوفر في أي مكان آخر، وكل مبتكر في حاجة لها وبدونها يحتاج سنوات ليصل إلى نتائج ربما لا يصل لها، ما يجعل «نجوم العلوم» حاجة ضرورية للمبتكرين العرب.
ومن وجهة نظر المهندس وضاح ملاعب، فإن  العالم العربي ما زال طارداً للعلماء والمبتكرين، واستطرد: لكن وجود برامج مثل «نجوم العلوم» يدفع المبتكرين للبقاء بالعالم العربي، ليظلوا يبدعون في بلدانهم، لأنهم يجدون البيئة الحاضنة للعلماء والمبتكرين التي لم تكن موجودة قبل «نجوم العلوم»، وحتى الآن خارج «نجوم العلوم» لا يوجد مثل هذه البيئة، بناءً على تجربتي الخاصة التي استمرت لثلاثة سنوات دون تقدم، ولكن مع البرنامج توفر لي ما لم أكن أحلم بتوفيره.
وأضاف: كنت أتمنى الاستمرار فترة أطول في «نجوم العلوم»، فكل يوم بـ «نجوم العلوم» بمثابة شهر خارجه، فقد استفدت من كل لحظة في تطوير مشروعي، وكنت أتمنى أن أظل أكثر بالبرنامج.