لا نتلقى تمويلاً خارجياً.. ولا نمانع في إجراء حوار مع أميركا
حوارات
06 يناير 2012 , 12:00ص
القاهرة - فتحي زرد
أكد الدكتور عماد عبدالغفور، رئيس حزب «النور» السلفي، ثاني الأحزاب المصرية التي حصدت عددا كبيرا من مقاعد البرلمان، أن حزبه لا يتلقى أي تمويل من الخارج، وأبدى عدم ممانعته لإجراء حوار مع الإدارة الأميركية أو سفيرة أميركا بالقاهرة، لكنه شدد على رفض التحاور مع إسرائيل. وفي هذا الحوار طمأن عبدالغفور أقباط مصر بأنه لن يمسهم سوء، معتبرا أن المخاوف من صعود حزبه موروثة من قبل النظام السابق، غير أنه أقر بوجود قيادات سلفية متشددة.
¶ هناك اتهامات لحزب النور بتلقي تمويل من بعض الدول العربية.. ما تعليقك؟
- هذا الكلام عارٍ تماما عن الصحة؛ فنحن لا نتلقى أي تمويل من الخارج، وأنا أطالب من يقول ذلك بالمقارنة بيننا وبين الأحزاب الأخرى.. وتمويل الحزب من اشتراكات الأعضاء.
¶ هل هناك اتصالات بين حزب النور والولايات المتحدة الأميركية؟
- على أي حزب سياسي فتح حوارات مع دول الخارج، وقد تم عقد لقاءات سياسية مع عدد كبير من السفراء بمصر، ونحن في حزب النور لا نمانع في إجراء حوار مع الإدارة الأميركية ولقاء السفيرة الأميركية بالقاهرة، ولكن الأمر مختلف بالنسبة للسفير الإسرائيلي، حيث نرفض أي لقاءات ثنائية بين الأحزاب وإسرائيل، على أن تقتصر هذه اللقاءات على المستوى الرسمي الحكومي فقط.
¶ بماذا ترد على الاتهامات الموجهة إليكم بأنكم تسعون للانتخابات بهدف السيطرة على السلطة؟
- نحن نؤمن بأن الانتخابات البرلمانية هي المخرج الحقيقي لاستقرار البلاد، حيث هناك الكثير من سفراء الدول التي قابلتهم لديهم تخوف من الاستثمار في مصر لأن المستثمرين يريدون الاطمئنان على الحكومة التي سيتعاملون معها.. والسؤال «هل وصولنا بالانتخاب للسلطة يمثل هيمنة عليها في حين أن البعض يطالب بتولي شخصيات السلطة دون انتخاب عن طريق الدعوة لوجود مجلس رئاسي.. فهل هذا لا يعتبر هيمنة؟».
¶ بماذا ترد على مخاوف القوى الليبرالية والأقباط من وصولكم إلى سدة الحكم؟
- أقول إن هذه المخاوف يقف وراءها موروث من النظام القديم داخل المجتمع المصري، ونحن نطمئن الشعب والأقباط بأن حقوقهم محفوظة ، ونقول لهم إن العمل السياسي يتطلب مواجهة مشاكل المجتمع دون نظرة دينية متشددة فالخطاب الديني لا بد من تغييره.
لكن المشكلة أن هناك البعض من قيادات الدعوة السلفية لديهم اقتناع باستمرار الخطاب المتشدد في مواجهة من يخالفهم، ونعمل على توحيد الصفوف في هذا الأمر بالتواصل مع جميع السلفيين.
¶ هل يوجد خطط مستقبلية لحزب النور للوصول إلى سدة الحكم؟ خاصة أن الإخوان المسلمين لا يفكرون في ذلك؟
- الوصول إلى سدة الحكم بمصر عن طريق حزب سياسي مشارك وفعال في الحياة السياسية المصرية ويقدم الرؤية والحلول للتقدم بالبلاد طموح شرعي وطالما رضي السلفيون بممارسة العمل السياسي فبالتأكيد لديهم طموح للوصول إلى الحكم.
وبالنسبة للإخوان فهذا أمر يخصهم، وأنا أرى أنه جاء الوقت لإعطاء الفرصة لنا للحكم, ثم ليحكموا علينا بعد ذلك. وأرى أن الخير لمصر سيكون كبيرا في حال وصول الإسلاميين للحكم حيث سيكون العدل في تطبيق القانون هو الأساس.
¶ كيف ترى الأحداث الأخيرة ، حادث مجلس الوزراء على سبيل المثال ، خاصة مع اتهامكم بالهروب من مواجهتها سياسيا؟
- بالعكس، السلفيون كانوا موجودين منذ بداية الأحداث، وأنا شخصيا نزلت، رغم أن البعض طلب مني عدم النزول؛ حتى لا نتعرض للاحتكاك مع الثوار خاصة بعد مقتل أمين لجنة الفتوى، وكان الهدف من نزولنا هو التهدئة . وأرى أنه كان لا بد من وجود حوار مع المعتصمين، خاصة أنه يلاحظ حدوث مشكلة كل شهر تقريبا، فكان لا بد له من التصدي لأي أزمة قبل صعودها.
و قال لنا أعضاء المجلس العسكري في اجتماعات المجلس الاستشاري إنهم لجؤوا إلى العنف للدفاع عن المنشآت الحكومية.
¶ هل تعتقد أن أحداث مجلس الوزراء مدبرة أو مفتعلة؟
- نعم، أنا أرى أن الأمر كان مدبرا؛ فالكاميرات كانت جاهزة لفضح الجيش. ولكن المشكلة أننا نفتقد ثقافة فض الاعتصامات، حيث كان يفترض تحذير المعتصمين من تعطيل مصالح المواطنين وبعد ذلك يفض الاعتصام بشكل قانوني دون استخدام القوة المفرطة.
¶ هل أنت مقتنع بما يتردد عن «الطرف الثالث»؟
- نعم، هناك بالفعل طرف ثالث لا يريد الخير لمصر ومن مصلحته حدوث فتن داخلية، وهذا الطرف من الداخل والخارج.. ويكفي أن هناك ما يقرب من 22 حزبا سياسيا طالبوا في مذكرة رسمية قدموها للمجلس العسكري -وقد أظهرها لنا- باستمراره في السلطة لمدة عامين.
¶ البعض يتهم المجلس العسكري بإشعال الفتنة من أجل المماطلة في تسليم السلطة.. فما تعليقك؟
- أنا أقول إن المجلس العسكري لديه نية حقيقية في تسليم السلطة في موعدها المقرر (30 يونيو 2012). والدليل على ذلك حرصه على إتمام الانتخابات البرلمانية وبنزاهة، ولو كان يريد السلطة لتحجج بعدم إجراء الانتخابات؛ لسوء الحالة الأمنية بالبلاد.
وأعتقد إن حالة الارتباك التي تنتاب المجلس العسكري في مواجهة الأزمات ترجع لتوليه المسؤولية وهو غير مستعد لها.
¶ كيف ترى دور البرلمان القادم وصلاحياته؟
- البرلمان له كل الصلاحيات والحقوق في ممارسة دوره الرقابي والتشريعي لوقف حالة الانفلات السياسي بالبلاد، حيث لا بد من تشكيل حكومة ائتلاف تعبر عن التيارات السياسية الممثلة للبرلمان. وهذا هو المخرج لاستقرار مصر.
¶ يرى البعض أن البرلمان لن يمثل الثورة وشبابها في ظل تزايد نسبة نجاح القوى الإسلامية.. ما تعليقك؟
- أنا لا أعتقد ذلك.. كما أن هذا الكلام يتعارض مع الواقع فلأول مرة يشارك 30 مليون مصري في انتخابات البرلمان (قبل إجراء الجولة الثالثة)، ولا بد من احترام إرادة واختيارات المواطن، وحصول الإسلاميين على هذه النسبة الكبيرة من المقاعد شيء طبيعي حيث إنهم متواجدون بالشارع منذ سنوات.
¶ هل أنتم راضون عن النتائج التي حققها حزبكم حتى الآن؟
- أنا أرى أنه كان من الممكن تحقيق نتائج أفضل ، خاصة في المرحلة الأولى.. لكن ما حدث أن هناك أخطاء كثيرة وقعنا فيها، فالمرشحون لم يقوموا بدور كبير في الدعاية والتواصل مع الشارع بشكل أفضل، مما تسبب في ضياع مقاعد كثيرة منا.. لكن الأمر تحسن بالمرحلة الثانية، هذا بجانب حدوث تجاوزات كثيرة أثناء الفرز بالتعليم لصالح أحزاب بعينها.
¶ كيف ترى دور المجلس الاستشاري؟
- موافقتي على المشاركة به جاءت في إطار التمكن من توصيل صوت الشارع للمجلس العسكري، ومحاولة في المساهمة في حل الأزمات، وإن كنت ضد لهجة بعض الأعضاء بتوجيه عبارة «لازم» في إشارة للعسكري بوقف العنف، رغم أن دور المجلس تقديم المشورة فقط، مما تسبب في وقوع صدام مبكر بين الطرفين.. ولكن تم إنهاء سوء التفاهم، والمجلس الاستشاري مستمر في أداء عمله وهناك اتصالات لعودة الأعضاء المستقيلين.