أكد محللان سياسيان أن زيارة حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى إلى المملكة المتحدة تأتي في إطار العلاقات الراسخة التي تجمع البلدين، وتعكس حرصهما على تعزيز التعاون والشراكات الاستراتيجية في مختلف المجالات، لا سيما الاقتصادية والجيوسياسية.
فمن جانبه، قال السيد بيل لو المحلل السياسي ورئيس تحرير موقع «عرب دايجست» إن زيارة حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى إلى المملكة المتحدة تمثل حدثا بارزا، كونها أول زيارة دولة لقائد عربي رفيع المستوى، منوها بأهمية لقاء سموه مع جلالة الملك تشارلز الثالث ملك المملكة المتحدة، ومباحثات سموه مع دولة رئيس الوزراء وكبار المسؤولين.
وأضاف رئيس تحرير موقع «عرب دايجست»، في تصريحات لوكالة الأنباء القطرية «قنا» أن الزيارة تأتي في وقت حساس للغاية يتطلب مناقشة قضايا ملحة على الساحتين الإقليمية والدولية، أبرزها الأمن في الشرق الأوسط.
وأشار السيد لو إلى أن دولة قطر أثبتت قدرتها على لعب أدوار دبلوماسية مؤثرة على مدار السنوات، معتمدة على الدبلوماسية الهادئة، ما جعلها شريكا رئيسيا في تعزيز الأمن والاستقرار.
وشدد على أهمية الدور الاقتصادي الذي تلعبه قطر، لا سيما من خلال استثماراتها الواسعة في المملكة المتحدة، في وقت تواجه فيه بريطانيا تحديات اقتصادية كبرى، مع حكومة جديدة تسعى لتحريك الاقتصاد إلى الأمام.
وأضاف أن هذه الزيارة تحمل أبعادا استراتيجية على المستويين الإقليمي والدولي، من شأنها أن تعزز العلاقات التاريخية بين البلدين، وترسخ دور قطر كلاعب رئيسي في السياسة والدبلوماسية العالمية.
وفي سياق متصل، أكد الدكتور سكوت لوكاس، أستاذ العلاقات الدولية بجامعة برمنجهام والمحلل السياسي أن الزيارة تكتسي أهمية خاصة للمملكة المتحدة التي تسعى إلى تعزيز علاقاتها الاقتصادية مع شركاء دوليين بعد خروجها من الاتحاد الأوروبي، موضحا أن دولة قطر تعد شريكا محوريا في مجال الطاقة، بما تتمتع به من مكانة بارزة كمصدر موثوق للطاقة، خاصة في ظل التحديات المرتبطة بارتفاع تكاليف الطاقة وأمن الإمدادات.
وأوضح الدكتور لوكاس، في تصريحات لوكالة الأنباء القطرية «قنا»، أن قطر من خلال هذه الزيارة، تؤكد دورها كقوة ناعمة ذات تأثير عالمي، يتجلى في نجاحاتها الدبلوماسية ومبادراتها في الوساطة لحل النزاعات، مما يعكس رؤيتها لعالم متعدد الأقطاب قائم على التفاهم والتعاون.
وقال أستاذ العلاقات الدولية بجامعة برمنجهام إن الجهود القطرية لتعزيز علاقاتها الدولية تأتي في وقت يواجه فيه العالم تحديات غير مسبوقة، مما يجعل التعاون الدولي ضروريا لتحقيق الاستقرار والنمو المستدام، مؤكدا أن هذه الزيارة تمثل خطوة مهمة نحو توطيد العلاقات القطرية البريطانية، وتدعم رؤية البلدين لبناء شراكة مستدامة تخدم شعبيهما وتسهم في تحقيق الأمن والازدهار على المستويين الإقليمي والدولي.