كرّم سعادة السيد غانم بن شاهين الغانم وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية، أمس، الفائزين بالمراكز الخمسة الأولى من الذكور في الفئات الثلاث (المواطنون، خواص الحفّاظ، عموم الحفّاظ) بفرع القرآن الكريم كاملاً بمسابقة المؤسس الشيخ جاسم بن محمد بن ثاني -رحمه الله- للقرآن الكريم بوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية في نسختها التاسعة والعشرين، وذلك في حفل أقيم بفندق ريتزكارلتون.
حضر حفل التكريم، سعادة الدكتور الشيخ خالد بن محمد بن غانم آل ثاني وكيل وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، والسيد محمد بن حمد الكواري الوكيل المساعد لشؤون الدعوة والمساجد بالوزارة وعدد من مديري الإدارات ورؤساء الأقسام بالوزارة، والدكتور إبراهيم عبدالله الأنصاري عميد كلية الشريعة بجامعة قطر، والأستاذ عبدالله راشد النعيمي مدير مدرسة المعهد الديني الإعدادي الثانوي.
وقال السيد مال الله عبدالرحمن الجابر رئيس اللجنة المنظمة للمسابقة، خلال كلمته في الحفل: إنه على هذه الأرضِ المباركةِ وقبلَ ثلاثينَ عاماً وتحديداً في العام ألفٍ وتسعمائةٍ وثلاثةٍ وتسعينَ (1993) بَزَغَت إشراقةُ مسابقةِ الشيخِ جاسمِ بنِ محمد بن ثاني للقرآن الكريم، هذه المسابقةُ القرآنيةُ التي تحمِلُ اسمَ مؤسسِ الدولةِ الشيخِ جاسم بنِ محمد بنِ ثاني –طيّب اللهُ ثراه- الذي أسسَ على أرضِ قطرَ الخيرَ والتقوى، واهتمَّ بنشرِ العلم، ونَشَرَ حبَّ كتابِ اللهِ وتَعَلُّمَ آياتِه بينَ أبناءِ الوطن.. ومِنْ بعدِه سارَ على دربِه أحفادُه مِن ولاةِ أمرِنا من أصحابِ السموِّ الكرام، مواصلينَ مسيرةَ الخيرِ والعطاء.
وأضاف: حققتِ المسابقةُ اهتماماً كبيراً - بفضلِ الله ومِنّتِه- بحفظِ القرآنِ الكريمِ والعنايةِ به بينَ شرائحِ المجتمعِ كافةً، بدءًا من البَراعمِ إلى الشبابِ والفتياتِ وصولاً إلى الرجالِ والنساء، وتشملُ الأئمةَ والدعاةَ، وأصحابَ جميعِ المِهنِ من الطبيبِ والمهندسِ وحتى العمالَ والسائقينَ، فكلُّهم يتنافسونَ صفًّا واحدًا، لا فَرقَ بينهم إلا بالحفظِ والإتقانِ لكلامِ اللهِ عز وجل. وعندما انطلقتْ هذه المسابقةُ في دورتِها الـ 29 منذ شهر رمضان الماضي 1446هـ، تنافسَ أطفالُنا على حفظِ أحدِ الأجزاءِ الخمسةِ الأخيرةِ من القرآنِ الكريم، وشاركَ فيها ما يقارِبُ الألفينِ وخمسمائةِ طفلٍ من براعمِ المستقبلِ لهذا الوطن أو المقيمينَ فيها، والذينَ لا تزيدُ أعمارُهم عن ثماني سنوات.
وتابع الجابر: المكرَّمونَ في هذا اليومِ، هم الفائزونَ في فَرعي المسابقةِ: فرعِ حفظِ القرآنِ الكريم كاملاً للمواطنينَ والمقيمينَ بفئتي خواصِّ وعمومِ الحفّاظ، وفرعِ الفئاتِ لأجزاءٍ محددةٍ من القرآنِ الكريم، والذي سجَّلَ فيه خلالَ هذه النسخةِ أكثرُ مِن ألفينِ وأربعمائةٍ وخمسينَ متسابقًا ومتسابقةً من حُفّاظِ وحافظاتِ كتابِ اللهِ تعالى كاملاً. وفرعِ حفظِ فئاتِ القرآنِ الكريمِ بَدءاً مِن حفظِ خمسةِ أجزاء، وانتهاءً بحفظِ خمسةٍ وعشرينَ جزءاً. وعددُ المواطِنينَ منهم ما يقرُب من (ثمانمائةِ متسابقٍ ومتسابقةٍ) من المواطنينَ والمواطنات.
تعديلات بنظام المسابقة
ولفت السيد مال الله الجابر أنه تنفيذاً لتوجيهاتِ سعادةِ الوزير - حفظه الله - ونظراً لأهميةِ ومكانةِ فَرْعِ القرآنِ الكريمِ كاملاً فقد أَجْرَتِ اللجنةُ في هذه الدورة عدداً من التعديلاتِ على نظامِ المسابقةِ بهذا الفَرْعِ، والتي تمثِّلُ نقلةً نوعيةً في مشاركاتِ ومنافساتِ الذكورِ والإناثِ من المواطنينَ والمقيمينَ في دولةِ قطر، حيث تقرَّر فصْلُ اللجانِ الرجاليةِ عن النسائيةِ بشكلٍ تامٍّ، كما أقرَّتِ اللجنةُ المنظمةُ للمسابقةِ تخصيصَ (خمسةِ) مراكزَ منفصلةٍ للمتسابقاتِ الفائزاتِ في فِئاتِ المسابقةِ الثلاثِ بواقعِ (خمس عَشَرَة فائزةً، وبنفسِ قيمةِ المكافآتِ المخصصةِ للمراكزِ الفائزةِ بقسمِ الرجالِ في الفئاتِ الثلاث.
وأشار إلى اعتمادِ اللجنةِ زيادةَ قيمةِ المكافأةِ المخصصةِ للمتميزينَ من المتقنِينَ والمتقناتِ في فِئاتِ المسابقةِ ممن لم يحصلوا على أحدِ المراكزِ الخمسةِ الفائزةِ بجوائزِ المسابقة، لتتضاعفَ بذلك قيمةُ المكافآتِ المخصصةِ للفائزينَ حيث وصل إجماليُّ المكافآتِ النقديةِ لجميعِ الفائزينَ في هذه الدورةِ مِن الرجالِ والنساءِ والمواطنينَ والمقيمينَ من القرآنِ الكريم كاملا أو بعضا من أجزائِه لتصلِ إلى أكثرَ مِن أربعةِ ملايينِ ريالٍ قطري.
وقال: قمنا في هذه الدورةِ بإطلاقِ مسابقةِ «فرعِ رتِّلْ المدرسية» التي تستهدفُ طلابَ وطالباتِ المرحلةِ الثانوية من المدارسِ الحكوميةِ والخاصة، والتي أقيمت الاختباراتُ فيه خلالَ شهرِ أكتوبر 2024م، لترسيخِ حبِّ القرآنِ الكريم في نفوسِ أبنائِنا الطلابِ ذكوراً وإناثاً، مما يُسهِمُ في ترسيخِ القيمِ الأخلاقيةِ التي يدعو إليها القرآنُ الكريم، وتعزيزِ الهُوِيّةِ الدينيةِ والثقافيةِ للمجتمع، وبناءِ جيلٍ واعٍ، وقادرٍ على المساهمةِ الإيجابيةِ في نهضةِ المجتمعِ، وَفْقَ ثوابتِ الدِّينِ الحنيف.
انتشار عالمي
وأضاف: مسابقةَ الشيخِ جاسمٍ للقرآنِ الكريمِ تشهدُ توسّعاً عالَمياً، وانطلاقًا من الاختصاصاتِ المُناطةِ بالوزارةِ في إقامةِ المسابقاتِ القرآنيةِ الدوليةِ، فقد ساهمت اللجنةُ المنظمةُ بشكلٍ واسعٍ في دعمِ ونجاحِ عددٍ من المسابقاتِ القرآنية خارجَ دولةِ قطر؛ وذلك تماشِياً مع جهودِ دولةِ قطرَ في نشرِ وتعليمِ القرآنِ الكريم على مستوى العالم، ليساهِم ذلك في تعزيزِ العَلاقاتِ الثقافيةِ والتقاربِ بينَ الشعوبِ المختلفة، وتبادلِ المعرفةِ الدينية، ويمثِّلُ تجسيداً لروحِ المسؤوليةِ الاجتماعيةِ، حيث قُدِّمَ دعمٌ ماليٌّ خلالَ السنةِ الحالية (2024م) لبعضِ المسابقاتِ القرآنيةِ الدوليةِ، كمسابقةِ جمهوريةِ روسيا الاتحاديةِ للقرآنِ الكريم، والمسابقةِ الأوروبيةِ الدولية في حفظِ وتلاوةِ القرآنِ الكريم التي تقام في كرواتيا، ومسابقةِ القرآنِ الكريم في جمهوريةِ البوسنةِ والهرسك.
وفي ختام كلمته توجّهَ رئيس اللجنة المنظمة للمسابقة بخالِصِ الشكرِ وعميقِ التقديرِ لسعادةِ وزيرِ الأوقافِ والشؤون الإسلامية على دعمِهِ الدائمِ ورعايتِهِ المستمرةِ للمسابقةِ وتكريمِ المتسابقينَ من الحفظةِ المتقنينَ، كما شكر رؤساءَ وأعضاءَ لجانِ التحكيم، وجميعِ وسائلِ الإعلامِ المرئيةِ والمسموعةِ والمقروءةِ على تغطيتِهم الإعلاميةِ المتميزةِ وإبرازِ الحفاوةِ بحفاظِ كتابِ اللهِ تعالى.
كما شكر أعضاءِ اللجنةِ المنظِّمةِ وجميعِ الإداريينَ والفنيينَ والعاملينَ وكلِّ مَن ساهَمَ في إنجاحِ هذه المسابقة.
تكريم «العرب» خلال الحفل
كرم سعادة السيد غانم بن شاهين بن غانم الغانم وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية صحيفة العرب وعددا من الجهات الإعلامية المتعاونة خلال حفل تتويج الفائزين بمسابقة «جاسم للقرآن».
حضر التكريم ممثلا عن الصحيفة الزميل علي حسين أشكناني، رئيس القسم الرياضي، وشملت الجهات المكرمة تلفزيون قطر، إذاعة القرآن الكريم، وصحف؛ الشرق، الراية، الوطن.
عبد الله أبوشريدة الفائز بالمركز الأول: أحلم بعضوية لجنة التحكيم
قال عبد الله حمد سالم أبو شريدة (الفائز بالمركز الأول بفرع القرآن الكريم كاملاً في فئة المواطنين): شعوري بالفوز لا يوصف، وهذه المرة الثالثة التي أحصل فيها على المركز الأول في مسابقة للقرآن الكريم، والمرة الأولى في مسابقة الشيخ جاسم بن محمد بن ثاني، وهذا فضل من الله ونعمة.
وأشار إلى أنه شارك في مسابقات دولية عديدة، وأن الفارق بين مسابقة الشيخ جاسم بن محمد وغيرها من المسابقات في قوة الأسئلة ونوعيتها، لافتاً إلى أن المسابقة فريدة من نوعها، وكذلك لجنة التحكيم في المسابقة، التي تضم مجموعة من كبار العلماء.
وأضاف: طموحي مستقبلاً بأن أصبح عضواً في لجنة التحكيم العليا لمسابقة الشيخ جاسم بن محمد بن ثاني للقرآن الكريم.
وقال علي عبد الرشيد شيخ علي صوفي (الفائز بالمركز الخامس في فئة القرآن الكريم كاملاً – مواطنون): المسابقة تشجع الحفاظ على التنافس، والله عز وجل يقول «وفي ذلك فليتنافس المتنافسون»، ومسابقة الشيخ جاسم بن محمد بن ثاني للقرآن الكريم منذ أنشئت ولها خصوصيتها، ولعل ذلك من أساسها، خاصةً وأنها تحمل اسم المؤسس رحمه الله.
وأضاف: تراقب لجنة تحكيم المسابقة تلاوة الحافظ، ولا شك أن يكون فيها ضغط على الحافظ، لكن في الأخير يظل الأمر فيه شيء من التنافسية والروح الطيبة.
وأكد عبد الله عبد الرحمن الزبيري (أصغر مشارك قطري حافظ للقرآن الكريم بعمر 12 عاماً) أنه بدأ في الحفظ بعمر 5 سنوات، وأن بدايته كانت في المنزل ثم انتقل إلى الحفظ في المراكز القرآنية التابعة لوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية.
ولفت إلى أنه يحفظ صفحة يومياً، ويراجع في مركز النور للقرآن الكريم، ومشاركته هذا العام في مسابقة الشيخ جاسم بن محمد بن ثاني هي الرابعة، ناصحاً بأهمية الاستمرار والمداومة للراغبين في حفظ القرآن الكريم. كما أعرب عن سعادته بتكريم المسابقة له كأصغر مشارك حافظ للقرآن الكريم كاملاً.
وضمت قائمة الفائزين من المواطنين عبدالله حمد سالم أبو شريدة الفائز بالمركز الأول، ويوسف أحمد يوسف حسن عاشير، في المركز الثاني، وحل محمد أحمد محمد عبدالرحيم الحرم ثالثاً، وحمد عبدالله طايس عبدالله الجميلي رابعاً. وجاء علي عبدالرشيد علي شيخ صوفي في المركز الخامس. وقد كرم سعادة الوزير المتسابق عبدالله عبدالرحمن الزبيري أصغر مشارك قطري حافظ للقرآن الكريم بعمر 12 عاماً.