يستحق الهدف الثاني الذي سجله منتخبنا الوطني الاول لكرة القدم في مرمى المنتخب العماني ان يكون هدفا ذهبيا بمعنى الكلمة، حيث يساوي الكثير والكثير، وقد يكون مفتاح البطولة ومفتاح الفوز بمونديال العرب. الامور كانت تتجه الى التعادل بهدف مع الاحمر العماني في الجولة الثانية للمجموعة الاولى بمونديال العرب. والكل بدأ يعيد الحسابات وينظر للارقام، والكل كان قلقا ومتوترا خوفا من الخروج المبكر لا قدر الله لو خسرنا امام العراق وفازت عمان على البحرين.
الكل بدأ يبحث عن ما يحتاجه العنابي في المباراة الاخيرة بالدور الاول امام العراق، وهي المباراة التي كانت قبل الدقيقة السابعة من الوقت بدل الضائع من عمر مباراة العنابي وعمان، مباراة قمة مثيرة، سيحتاج فيها العنابي الى التعادل فقط لتأكيد تأهله، لكن من يضمن اي نتيجة في عالم كرة القدم ومن يضمن الانتصار او النقاط الثلاث او حتى نقطة التعادل.
لذلك يستحق الهدف الثاني للعنابي لقب الهدف (الذهبي) لانه حسم الحسابات والتوقعات في الجولة الاخيرة، وحسم به منتخبنا المباراة في الوقت القاتل وايضا التأهل رسميا الى دور ربع النهائي
السؤال الذي يطرح نفسه هو لماذا وصل العنابي الى هذا الامر، وماذا كان سيحدث لو لم يحقق الفوز بالهدف (الثمين) والهدف (الذهبي).
الاسباب كثيرة منها اسباب منطقية ومنها اسباب اخرى فنية وكروية، ولو تحدثنا عن الاسباب المنطقية،سنجد ان سانشيز والعنابي رفعا شعار النقاط قبل الاداء،والفوز قبل المستوى،كون مونديال العرب واي بطولة اخرى لاسيما في دور المجموعات تبحث فيها عن الفوز والانتصار اولا حتى تبدأ مرحلة اللاعودة او مرحلة خروج الملغوب وهى مرحلة لها حسابات اخرى مختلفة.
المهم ان العنابي وسانشيز كانا يسعيان للفوز ولو بهدف لضمان التأهل، فكان الاداء جيدا في الشوط الاول وكنا الافضل والاقرب الى المرمى، لكن تغير الحال في الشوط الثاني بعد ان بالغ العنابي في التراجع، وبعد ان كان دفاع المنتخب العماني وراء الهجوم الذي لم يكن له اي بديل حتى نجح في التعادل.
ما يؤكد هذا الامر ان منتخبنا بعد التعادل عاد للهجوم وظهرت خطورته من جديد وكان قريبا من الهدف الثاني قبل انتهاء الوقت الاصلي لكن ضاعت كل الفرص لكنه لم ييأس وضغط بقوة حتى نهاية الوقت الاصلي وحتى استطاع خطف هدف الفوز وهدف التأهل.
الاسباب الاخرى والتي تتعلق بالجوانب الفنية وهى الاهم،كانت من اسباب التحول الكبير في المباراة ومن اسباب صعوبتها في الشوط الثاني، ونحن نتحدث هنا عن غياب الفعالية الهجومية لمنتخبنا، وعن عدم استغلال الفرص امام المرمى لاراحة الاعصاب وحسم الامور مبكرا.
لو عدنا الى الشوط الاول سنجد ان العنابي اهدر اكثر من فرصة كانت كفيلة بهدف ثان يريح الاعصاب ويخفف الضغط عن الفريق واللاعبين الذين كانوا يفكرون فقط في التأهل المبكر من اجل مواصلة المشوار، وهذا درس للاعبين لزيادة التركيز في المباريات القادمة خاصة في دور ربع النهائي الذي لا يحتمل ضياع الفرص.
ننتظر.. المعز
لم يعانِ المعز علي هداف العنابي في الفترة السابقة مثلما يعاني في الوقت الحالي،حيث اختفت خطورته واختفت اهدافه.
اختفاء المعز لا يد له فيه، فهو يحاول كعادته ويقاتل ويسعى بكل قوة من اجل الوصول الى شباك المنافسين، وذلك عندما كان يجد المعاونة والمساندة ولا نقصد بالمعاونة والمساندة صناعة الفرص فالزملاء خاصة اكرم عفيف لم يقصروا، والمشكلة انه بات وحيدا امام خط الدفاع المنافس دون المساندة والكثافة العددية التي تسهم في تخفيف الرقابة عليه كونه واحدا من افضل الهدافين اسيويا وعربيا وخليجيا في الاونة الاخيرة.
تجديد حيوية الوسط
لم يعد هناك اي بديل عن ضرورة وجود عاصم مادبو او محمد وعد بجانب حاتم او بوضيف في منطقة الوسط التي باتت في حاجة الى التجديد والى الحيوية والى النشاط وكلها امور فنية يتمتع بها مادبو ووعد اللذان شاركا في الشوط الثاني ونجحا مع نهاية المباراة والشوط الثاني بعد خروج بوضيف وحاتم، في اعادة الامور الى نصابها واعادا للوسط قوته فكان ذلك دورا مهما في استعادة العنابي قوته الهجومية ونجاحه في الفوز القاتل.
الوجوه الشابة
بعد ان ضمن منتخبنا الوصول الى دور ربع النهائي، وبعد ان ضمن الصدارة ايضا بغض النظر عن نتيجة مباراته الاخيرة امام العراق في الجولة الثالثة.. لماذا لا يفكر سانشيز مدرب العنابي في الاعتماد على الصف الثاني او الوجوه الشابة.
هناك فرق كبيرة وكثيرة شاركت بالبدلاء والصف الثاني مع بعض العناصر الاساسية، بسبب غياب الاساسيين والمحترفين في الدوريات الاوروبية، ومع ذلك نجحت وظهرت بشكل جيد.
مباراة العراق فرصة مزدوجة للعنابي فمن ناحية سيمنح سانشيز الفرصة لراحة الاساسيين الذين تعرضوا للارهاق في الفترة الماضية وبالتالي استعادة نشاطهم وحيويتهم، وفي نفس الوقت سيكسب عناصر جديدة قادرة على الظهور وعلى الدفاع عن العنابي اذا ما اجبرت الظروف العنابي على الاستعانة بهم بسبب الظروف القهرية مثل الاصابات والبطاقات الملونة.
تدريب صباحي وراحة للعنابي
خاض منتخبنا الوطني الاول تدريبا استشفائيا صباح امس بملاعب اسباير عقب مباراته القوية مع المنتخب العماني اول امس في الجولة الثانية لمونديال العرب،وشارك في المران جميع اللاعبين الذين حصلوا على راحة من التدريبات المسائية.
ويخوض العنابي مرانه الرئيسي اليوم باسباير استعدادا للقاء العراق غدا في الجولة الثالثة في الدور الاول ويحسم من خلال سانشيز مدرب الفريق التشكيل الاساسي بعد الاطمئنان على جميع اللاعبين وفي مقدمتهم بيدرو الذي خرج في نهاية الشوط الاول لشعوره ببعض الالام.
كما يحسم سانشيز جميع الامور الفنية المتعلقة بالمباراة والتي لن تكون مؤثرة على مسيرة الادعم الذي تأهل رسميا الى دور ربع النهائي وضمن الصدارة ايضا للقاء وصيف المجموعة الثانية.