«العذبة»: زيارة خادم الحرمين لقطر تتناول الكثير من القضايا ذات الرؤى المشتركة

محليات 05 ديسمبر 2016 , 08:49م
الدوحة - محمود مختار
الزيارة تأتي كتقدير لدور قطر الفعال في العديد من قضايا المنطقة

جاءت في توقيت مهم للغاية خاصة قبيل انعقاد القمة الخليجية بالبحرين

دول الخليج بقيادة المملكة هي الفاعل الرئيس والأول في السياسة العربية

الإرهاب أصبح مهدداً للمنطقة العربية ويدعمه ما تتعرض له بعض الشعوب العربية من قمع

الجندي القطري إلى جانب شقيقه الجندي السعودي في الحدود السعودية لحماية أوطاننا

التنسيق الأمني بين الدوحة والرياض هدفه منع وقوع أحداث ارهابية في منطقتنا

تنسيق بين الدولتين للخروج برؤية سياسية موحدة تجاة القضيتين السورية واليمنية

رئيس تحرير «الوطن» السعودية:

العلاقة بين السعودية ودول الخليج أكبر من كلمة دولة شقيقة

تنظيم كأس العالم إنجاز تتميز به دولة قطر وينسب لكل دول التعاون

الجنود القطريون على الجبهة الجنوبية للسعودية يزودون عن الحدود كأنهم في بلدهم


أكد الأستاذ عبدالله بن حمد العذبة رئيس تحرير صحيفة «العرب»، أن زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، لدولة قطر تحمل في طياتها أجندة مهمة جدا تتعلق بمسيرة مجلس التعاون الخليجي وتطوير العلاقات بين الدولتين وبحث مستجدات الأوضاع في المنطقة خاصة الملفين السوري واليمني.

وقال «العذبة» خلال لقائه على تليفزيون قطر اليوم، إن زيارة خادم الحرمين الشريفين كبيرة وليست استثنائية فالزيارات بين البلدين مستمرة ومتبادلة، كما أنها الزيارة الرسمية الأولى لملك الحزم والعزم، ولكن سبقها زيارات في مناسبات مختلفة، وهي زيارة أخوية بين أخوين دائمي التواصل بين الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، وأخيه خادم الحرمين الشريفين.

وأشار إلى أن الزيارة تأتي في توقيت مهم للغاية خاصة أنها تسبق القمة الخليجية المرتقبة بالمنامة، متوقعا الكثير من النجاح لها خصوصا أن الدوحة على تواصل دائما وتعمل بشكل مستمر مع الشقيقة الكبرى لقطر ولكل العرب المملكة العربية السعودية من أجل استقرار المنطقة، كما يوجد ملفات ساخنة جدا من بينهم ملف اليمن وسوريا، قائلا: "المنطقة كلها ملتهبة وحكمة القائدين تعمل بشكل مؤثر لحل القضايا"، لاسيما وأن السعودية لها ثقل خاص بحكم أنها تخدم البيتين وحجاج بيت الله الحرام ولها ثقلها الإسلامي وأيضا ثقلها السياسي والاقتصادي والجغرافي في المنطقة كلها، كما تتمتع قطر بثقلها الخاص.

وأكد رئيس التحرير، أن زيارة خادم الحرمين الشريفين، تدل على تقدير الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود لشقيقه الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، وتقديرا للدور الذي تقوم به دولة قطر، كما أن خادم الحرمين الشريفين يقوم بجولة خليجية وليست فقط في قطر وهي تشمل أربع دول خليجية وهذا يدل على أن خادم الحرمين يريد أن يعزز من العلاقات الثنائية البينية بين هذه الدول وأيضا لتعزيز مسيرة مجلس التعاون، حيث أصبحت دول الخليج العربي اليوم هي الفاعلة في المنطقة العربية بعد ما حدث في كل من العراق وسوريا وتراجع بعد الدول وتأثيرها في المنطقة فأصحبت دول الخليج بقيادة المملكة العربية السعودية هي الفاعل الرئيس والأول في السياسة العربية حتى أن الكثير من القضايا التي تتعلق بالعرب يجب أن تمر أولا في المطبخ السياسي الخليجي، مشيرا إلى أن خادم الحرمين الشريفين يقدر ما يقوم به شقيقه الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى "حفظه الله" على مستوى المنطقة ويعلم علم اليقين بأن هناك تطابقا في النسيج الاجتماعي بين كل من الدولتين.

ونوه «العذبة» بأن الكثير من الاتهامات من المعادين لما تقوم به الدولتان من العمل على استقرار المنطقة عندما تتهم قطر فيجب أن تتهم السعودية، ونجد دائما الهجوم على السعودية وقطر سواء كان الهجوم يأتي من الغرب أو من الشرق، مضيفا أن أي مراقب أو متابع للإعلام الخارجي يرى أن الهجوم دائما على هاتين الدولتين، وهذا يدل على حجم التنسيق بين كل من الرياض عاصمة القرار العربي والدوحة «كعبة المضيوم» في كثير من القضايا المهمة.

وعن مدى التنسيق الأمني بين قطر والمملكة العربية السعودية، قال رئيس التحرير، بالفعل يتابع اللقاءات الثنائية التي تحدث بين وزراء الداخلية ويشارك فيها شخصيا معالي الشيخ عبدالله بن ناصر ال ثاني رئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية، واتصاله الدائم بأخيه الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز ولي عهد المملكة العربية السعودية ووزير الداخلية، وهذا التنسيق دائم وحثيث ويطلع سعادة السيد عبدالله العيفان سفير المملكة السعودية لدى الدوحة بحكم أنه سفير على الكثير من خصوصية التنسيق أكثر من الإعلام، ونعلم بأن الإرهاب الآن أصبح مهددا للمنطقة العربية كلها خصوصا مع وجود قمع تتعرض له بعض الشعوب العربية مما يجعل الشباب عرضة للتجنيد من هذه التنظيمات الإرهابية، وهذا ما تؤكد عليه قطر دائما بأنه يجب أن تعالج أسباب الإرهاب وأيضا مواجهته المواجهة الصارمة، للوقوف في وجه الإرهاب والتصدي له.

وتابع: التنسيق عال جدا بين كل من الدوحة والرياض على هذا المستوى وهناك تعاون أمنى وثيق ليس فقط على مستوى الإرهاب بل على مستوى الأمن الخليج وعلى مستوى المنطقة العربية، لاسيما وأننا نرى الجندي القطري إلى جانب شقيقه الجندي السعودي في الحدود السعودية للزود عن أرض المملكة العربية السعودية التي هي بالتأكيد حدود قطرية وكلنا نقف مع المملكة العربية السعودية في إطار دعم الشرعية وإعادة الشرعية في اليمن، ونعلم مثل هذه الجهود تحاول بعض التنظيمات الإرهابية أن تواجهها وأن تخربها ولكن التنسيق الأمني بين البلدين دائما ما يحول دون الوقوع في الكثير من الأحداث الإرهابية في منطقتنا.

وأكد «العذبة» أنه كانت هناك لجنة مشتركة بين البلدين كان آخر من يرأسها خادم الحرمين الشريفين والشيخ تميم بن حمد آل ثاني عندما كانا أولياء للعهود، والزيارة هذه تأتي بعد أن أصبح كل منهما رئيسا في دولته، وأن القضايا التي ستناقش أكثر أهمية مما يشاع في الإعلام خصوصا أن هناك خصوصية في العلاقة بين البلدين فالقضايا كثيرة سواء كانت سياسية أو اقتصادية أو أمنية، لافتا أنه لا يجب إغفال الشق الاقتصادي، فهناك الكثير من المشاريع الاقتصادية بين البلدين.

عن الملف السوري، قال «العذبة» إنه سيزيد حجم التنسيق بين البلدين في هذا الملف الشائك، لأنه إذا لم يوجد تنسيق بين الدولتين وتنسيق على مستوى دول الخليج للخروج برؤية موحدة وسياسية موحدة تجاة القضية السورية والثورة السورية، فإننا سوف نواجه صعوبات كثيرة في المستقبل، وهذا ما لا يخفى على كل من خادم الحرمين الشريفين ولا يخفي على الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، كما سيكون حاضرا أيضا الملف اليمني، وكلنا نعلم بأن الدولتين عملتا بشكل دائم وتنسيق مستمر في الكثير من القضايا وهما من أهم القضايا التي سيتم التباحث فيهما، بالإضافة إلي التكامل الاقتصادي الكبير بين الدولتين، لاسيما وأن السعودية لديها العنصر البشري ولديها الكثير من الموارد ويمكن إنشاء صناعات مشتركة، كما تستطيع دولة قطر أن تسهم بالغاز الطبيعي لكى تتمكن المملكة من استخدام النفط في أغراض أخرى، مضيفا أن الاستفادة من الغاز القطري وتوفير حرق النفط في الطاقة وتحويله إلى أمور أخرى سيكون مردوده إيجابي على البلدين.

وأكد رئيس التحرير، أن أمن السعودية يمس الأمن الوطني القطري، فنجد الجندي القطري واقفا بجوار أخيه الجندي السعودي على الحدود السعودية، والتزاور بينهما قائم بشكل خاص ونجد الجيش السعودي يكرم أفراد الجيش القطري، فالجميع يشعر أنها حدود قطر، وكلنا مع المملكة العربية السعودية الشقيقة.

من جانبه قال الدكتور عثمان الصيني رئيس تحرير صحيفة «الوطن» السعودية، إن ما يميز العلاقات البينية بين الدولتين قطر والسعودية سواء على مستوى القيادة بزيارة الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير دولة قطر للسعودية أو زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز «حفظه الله» إلى قطر، أو الزيارات على المستوى الشعبي بين البلدين أنها تتجاوز المصطلحات التقليدية التي ألفناها سواء في الدوائر الإعلامية أو الدوائر السياسية، وتعودنا دائما أن نتحدث عن الدول الشقيقة والدول الصديقة وما يحدث بين دول الخليج وبين السعودية وقطر هو أكثر من هذا المصطلح لأننا نرى أن هناك تلاحما وتداخلا على مختلف الجوانب لا تستوعبها كلمة الدول الشقيقة، فالعلاقات بين السعودية وقطر علاقة تاريخ وحاضر ومستقبل ونعمل على تعزيزها.

وأضاف أن زيارة خادم الحرمين الشريفين في هذه الجولة الخليجية إلى الدول الأربعة يحملها جناحان الجناح الأول هو العلاقات البينية بين السعودية وهذه الدول والجناح الآخر هو العمل الخليجي المشترك ونحن على مشارف القمة الخليجية في المنامة، ومع وصول خادم الحرمين للدوحة نلمس من خلال الوفد الكبير الذي معه يبين مدى الأخوة بين البلدين والأواصر التي تربطهما، ونلمس هذا من خلال الاستقبال الكبير والحافل من دولة قطر لأشقائهم السعودية، كما أن الوفد يشعر بأنه في دولتهم الأخرى.

فيما يتعلق بمكافحة الإرهاب، قال «الصيني» منذ أن تبنت السعودية إنشاء المركز الدولي لمكافحة الإرهاب وبعد ذلك تبنته منظمة الأمم المتحدة وتبرعت السعودية فيه بالملايين وهو ما أكد عليه صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف ولي عهد المملكة ووزير الداخلية في الأمم المتحدة وهي تقود سواء المعلومات أو الجهد في سبيل مكافحة الإرهاب في العالم كله، والكثير من المعلومات التي قدمتها السعودية ودول الخليج ساهمت في منع عمليات إرهابية كثيرة، في نفس الوقت قال أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد أل ثاني، في كلمته أمام القمة الـ36 لمجلس التعاون الخليجي تحدث مطولا عن مكافحة الإرهاب وعن محاربة سبل الإرهاب وتفاقمه، فالخطوط بين البلدين دائما مشتركة والتعاون مستمر على كافة الأصعدة.

وأشار «الصيني» إلى أنه سيكون هناك نوع خاص من المحادثات بين الجانبين خاصة أن السعودية الآن مقبلة علي رؤية 2030 التي أعلنت قبل أشهر والتي لقيت صدى كبيرا من دولة قطر، فالسعودية مقبلة على مرحلة جديدة في جميع المجالات وهناك انسجام في كل القضايا السياسية والاقتصادية والأمنية وغيرها حتى في الجوانب الأخري ذات الطابع الشعبي في قطر التي نلمس صداها في السعودية.

وتابع: عندما فازت دولة قطر بتنظيم كأس العالم 2022 ابتهج السعوديون بذلك، حتى عندما كانت هناك حملة على قطر من بعض الجهات ولها أغراضها الخاصة كان السعوديون هما أكثر الناس الذين وقفوا ضد هذه الحملة لانهم يرون تنظيم كاس العالم انجازا تميزت به دولة قطر وهو انعكاس على دول الخليج بأكملها، واكد أن العلاقة بين الدولتين متطابقة على كافة الأصعدة.

وأضاف «الصيني» قائلا خلال حديثه، إن صحيفة «الوطن» السعودية مقرها على بعد ساعة من الحد الجنوبي، وقمت بزيارة إلى هناك ومررت ببعض أفراد الجيش السعودي والجيش القطري وكنت أرى مدى التلاحم الأخوي والمعيشة بينهم، فالجنود القطريين عل الحد الجنوبي كأنهم على حد قطر وليس على حد السعودية، لانهم يرون انها بلادهم، مضيفا أن هذا الامتداد والتلاحم بين الافراد قائم حتى في احتفالاتهم الشعبية والمناسبات الخاصة على الجبهة، حيث نشعر اننا كلنا نسيج واحد بروح واحدة وعاطفة واحدة وهم واحد.



م . م/س.س