«الساعة الذهبية» تنقذ حياة الأطفال «الخدج» بمستشفى الولادة

alarab
محليات 05 ديسمبر 2015 , 05:07م
قنا
أعلنت مؤسسة حمد الطبية أن مستشفى النساء والولادة نفذ بنجاح مشروع تحسين درجة إنقاذ حياة الأطفال الذين يولدون مبكرا (الخدج).

ويتبنى المشروع، الذي يحمل اسم "الساعة الذهبية لتسيير غرفة الولادة"، الممارسة الدولية المعتمدة في تقديم أفضل رعاية ممكنة للأطفال الرضع (الخدج) لضمان تحسين معدل البقاء على قيد الحياة، ونوعية الحياة، والحد من معدلات الأمراض المحتملة، حيث يشمل المشروع الرضع الذين يولدون بعد حمل تقل مدته عن 29 أسبوعا، أو بوزن عند ولادة هؤلاء الأطفال يقل عن 1000 جرام.

وقال الدكتور هلال الرفاعي المدير الطبي لمستشفى النساء والولادة ومدير خدمات الأطفال حديثي الولادة وخدمات ما قبل الولادة وبرنامج فحص حديثي الولادة في قطر "إن الساعة الذهبية تشكل أول 60 دقيقة من حياة الطفل (الخديج) المولود مبكرا جدا حيث يضطلع فريق متعدد التخصصات وعالي التخصص باتباع مراحل معينة تتسم بروح الفريق والمدفوعة من صميم العمل". 

وأضاف ان هذه المراحل تشمل الإنعاش، يلي ذلك تزويد الطفل بالهواء اللطيف والتنظيم الحراري والتغذية المبكرة بالحقن الوريدي والاستخدام المبكر للمضادات الحيوية لعلاج العدوى المحتملة، وهي مراحل معروفة في حالات الولادة المبكرة. 

وأشار إلى أن أول 60 دقيقة من حياة الطفل (الخديج) تعتبر فرصة ذهبية للفريق الطبي لإبقاء الطفل في حالة مستقرة، حيث تعزز فرصة الطفل في البقاء على قيد الحياة وتتوقف عليها النتائج الصحية قصيرة الأمد وطويلة الأمد.

ووفقا للأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال، فإن الرضع الذين يولدون في وقت مبكر للغاية غالبا ما تكون أجهزتهم البدنية غير ناضجة، وقد لا تعمل بشكل صحيح، وهو ما يمكن أن يسبب لهم عددا من المشاكل التي تكون بحاجة عاجلة للرعاية الطبية مثل صعوبة في التنفس ومشاكل الدورة الدموية وصعوبة البقاء بدرجة الحرارة المطلوبة ومشاكل العين والعدوى.

وأكد الدكتور هلال الرفاعي أن نهج "الساعة الذهبية" يتضمن عملية منظمة تشجع على العمل الجماعي لتحقيق أفضل النتائج الممكنة للمواليد الجدد المعرضين للخطر.

وأوضح أن الهدف من هذا المشروع هو اتباع أفضل الممارسات الدولية الرامية إلى توفير الرعاية المتخصصة جدا للرضع.. مؤكدا أن المستشفى سجل انخفاضا في معدلات الأمراض والوفيات للأطفال الخدج خاصة أن طاقم العاملين بغرفة الولادة مجهزون تجهيزا كاملا وملتزمون بضمان العناية السليمة للرضع الخدج المعرضين للخطر.

وكان مستشفى النساء والولادة قد بدأ في استخدام بدائل أكثر أمنا في التعامل مع (الخدج) مثل عمل التهوية غير الغازية عبر ضغط مجرى الهواء الإيجابي المستمر عن طريق وضع قناع في فتحة الأنف وفي نفس الوقت يجري نفخ الهواء بضغط مستمر من أجل الإبقاء على المجاري الهوائية للطفل مفتوحة ويعقب ذلك استخدام انتقائي لمادة ذات فاعلية سطحية وهي مادة دهنية لا تتوفر بشكل كاف بالحويصلات الهوائية في رئتي الأطفال الخدج، مما سيساعد على منع الرئتين من الانهيار وأيضا تساعد على تقليل نشاط التنفس لدى الرضع. 

وبعد الاستقرار المبدئي في غرفة الولادة يتم نقل الأطفال بعناية فائقة من خلال طاقم عاملين من ذوي المهارات العالية وذوي الخبرة إلى وحدة الأطفال الصغار وهو قسم مصمم خصيصا للعناية بالأطفال الرضع الذين يكونون في أوضاع شديدة الخطورة.

وأدت إجراءات "الساعة الذهبية" إلى تحسن نوعية الحياة للعديد من الأطفال حديثي الولادة المعرضين للخطر من بينهم طفل عولج مؤخرا من (الناسور الرغامي).. وفي هذه الحالة كان جزء من المريء (أنبوب يربط الحلق إلى المعدة) والقصبة الهوائية مفقودا لدى الطفل بسبب تشوه ولادي، إضافة إلى اتصال غير عادي بينهما حيث تم تشخيص الحالة خلال الساعة الأولى من الحياة (الساعة الذهبية للطفل).

وقالت الدكتورة أماني سعيد إبراهيم الاختصاصية بوحدة العناية المركزة في مستشفى النساء والولادة إن "الناسور الرغامي" يمكن أن يهدد الحياة إذا لم يعالج على الفور، حيث يمكن أن يجعل الطفل يتنفس اللعاب والسوائل من الجزء العلوي من المريء إلى الرئتين وهو ما يمكن أن يسبب اختناق والتهاب رئوي ومن ثم لا تكون الرضاعة عن طريق الفم ممكنة فبدلا من وصول الحليب إلى معدة الطفل فسوف يتدفق في الرئتين مما يؤدي إلى عواقب مهددة للحياة.

ونال "مشروع الساعة الذهبية" جائزة "المدير العام" في حفل مؤسسة حمد الطبية "لنجوم جائزة التميز" السنوي الذي أقيم خلال شهر نوفمبر الماضي.