محلات السوق توفر كل احتياجات المشجعين من أطقم وأعلام وأدوات التشجيع

المحلات استعدت خلال الفترة الماضية بتوفير الأطقم المحلية أو المستوردة

توقعات بزيادة حركة البيع طوال أيام المونديال مع توافد السياح على السوق

تستعد المحال التجارية والتراثية المتجاورة في سوق واقف لاستقبال ضيوف كأس العالم FIFA قطر 2022، الذين بدأ بعضهم يتوافد على الدولة، بينما لم يتبق على موعد انطلاق البطولة سوى أيام معدودة، ويعد السوق وجهة أساسية لجماهير كأس العالم 2022 الذين يتطلعون إلى جانب الاستمتاع بالمباريات خوض تجربة سياحية مميزة.

وتوقع عدد من أصحاب المحلات التجارية زيادة حركة البيع طوال أيام المونديال مع تزايد إقبال السياح والمقيمين على محلات السوق.. لافتين إلى أن الأجواء التراثية الهادئة تستقطب العديد من جماهير كأس العالم إلى جانب العديد من المواطنين والمقيمين ما يساهم في زيادة معدل المبيعات وجذب الزوار بنسبة كبيرة تعوض فترة الركود التي تميز أشهر الصيف الحار.
وقال نبيل أمين، مشرف بأحد المحلات: إن سوق واقف هو أحد الأماكن المهمة في دولة قطر التي تنتظر ازدهارا كبيرا بفضل توافد أعداد كبيرة من السياح خلال البطولة، مؤكدا أن السوق يمثل إحدى الوجهات المفضلة للزائرين الأجانب؛ وذلك لما يتميز به من مقاهٍ تراثية ذات أجواء مميزة تناسب مختلف الفئات من السياح، فضلاً عن محلات العطارة والمطاعم الحديثة، مشيراً إلى أن هذا التنوع في محلات السوق ينعش السياحة وهم يسعون دائماً من أجل الارتقاء للأفضل من خلال تقديم أجود الخدمات لضيوف قطر.

التفاصيل اليومية
وقال علي الخزاعي انهم استعدوا لاستقبال ضيوف المونديال من خلال توفير المنتجات الخاصة بكأس العالم بما فيها أطقم المنتخبات المشاركة في البطولة وأعلام الدول بأحجام مختلفة، فضلًا عن توفير تشكيلة موسعة من أطقم التشجيع لمُنتخب قطر سواء للأطفال والكبار بأسعار تعتبر الأقلَّ في البلاد.
وأشار الخزاعي إلى أن زوَّار البلاد خلال بطولة كأس العالم لكرة القدم FIFA قطر 202 الذين يحبون استكشاف التفاصيل المحلية، ويحبون التسوق عليهم ألا يفوتوا زيارة «سوق واقف»، لا سيما الحرف اليدوية مع عشرات المحال التراثية والمقاهي الشعبية، متوقعاً أن يتوافد السياح بكثرة على السوق طوال أيام البطولة، باعتباره واحداً من أجمل الأسواق المفتوحة والمغلقة في آن واحد، وأحد أهم المعالم السياحية والمرافق التجارية الهادئة في الدوحة وأكثرها جذباً للزائرين.
وأضاف أن ممارسة الحرف التقليدية بأيد محلية أصبحت نادرة جداً، وسوق واقف هو الذي حماها من الاندثار، خصوصاً أن إتقان الحرف اليدوية والمهن التقليدية لا يتم اكتسابه في المدارس والجامعات، بل يورث من الآباء والأجداد. 
وأشار إلى أن أكثر الشباب القطري لا يفضل هذه الحرف والمهن اليدوية؛ لأن أغلبهم اتجهوا إلى الهندسة والحاسوب والإدارة والبزنس.

فضاء الذكريات
ويرى حسن إبراهيم أن سوق واقف يضم مجموعة من أفضل الهدايا التذكارية والتراثية في قطر والتي ستضاعف الإقبال على السوق خلال كأس العالم، مشيرا إلى انه المكان المثالي للتسوق بأسعار تناسب الجميع كما يعزز التواصل والترابط من خلال اللقاءات اليومية وهو ملاذ الكثير من الناس العرب والأجانب، ويحتضن الكثير من أصحاب المهن البسيطة والبضائع التراثية الجميلة التي تستهوي الزائرين، وأشار إلى أن السوق كان أكثر بساطة وأقل صخباً وطاله العمران الحديث فامتلأ بالمطاعم وفنادق الخمس نجوم وحفلات الطرب، معتبراً أن كبار السن من أصحاب المحلات القديمة لا يشتغلون في السوق بقدر ما «يعيشون» فيه منذ أكثر من 50 عاماً، ولا أحد من هؤلاء التجار يستغني عن ألفة هذه الجدران العتيقة وألفة الزبائن الذين ينتظر أن يعج بهم السوق خلال المونديال.

العمارة التراثية
فيما أشار دانيش ريزفي الذي كان يبحث عن أحد محال العطارة إلى التنوع التجاري والمزج المعماري بين الأثري والحديث، بما فيه الباحة الأمامية للسوق الواسعة والجميلة، مؤكدا ان السوق يعد من أهم الأماكن السياحية والأسواق الشعبية في الدوحة التي يحرص على زيارتها خاصة أنه يحب التجول في الأماكن السياحية خلال النهار؛ وذلك لرؤية معالمها جيداً، مؤكداً أن المحال التراثية المنتشرة في أكثر من مكان ضمن سوق واقف أعجبته كثيراً من حيث البساطة، وقد شكلت له قطر محطة مهمة للتعرف على أفضل النماذج عن العالم العربي ومنطقة الشرق الأوسط، بحسب ما قرأه في الصحف كما لمسه على أرض الواقع. 

وجهة أساسية
ويمثل سوق واقف أحد أكثر الأماكن التراثية ارتباطاً بالماضي الأصيل؛ لما له من خصوصية في أجوائه ومعالمه ومحلاته التي حافظت على موروث الخليج الجميل من الزوال، بما فيها محلات الفضة، وأدوات الصيد، ومجسمات السفن وأدوات التراث العربي القديم بشكل عام، ولا سيما أدوات استخراج اللؤلؤ من المحار التي برع فيها الأجداد، وكانت مصدر رزق العديد من الأسر في قطر والخليج العربي.
يذكر أن السوق في الماضي كان يضم مخازن كبرى للمواد التموينية، ومواد البناء، وكانت تخدم التجار الكبار -تجار الجملة- جنباً إلى جنب مع أصحاب البسطات الصغيرة التي ينصبها الباعة الصغار في الهواء الطلق، قرب الدكاكين التي يعرضون فيها المصنوعات اليدوية والحرف التقليدية مثل الخياطة، وصناعة الخوص والنجارة. وعندما كانت الدوحة قرية صغيرة مشطورة نصفين، شرقي وغربي يتوزعان على وادي «مشيرب» الذي حفرته السيول المنحدرة باتجاه البحر، كان الباعة يجتمعون على ضفاف الوادي لعرض البضائع، واقفين، لتعذر الجلوس على الحواف؛ نظراً لضيق المكان؛ لهذا سمي بـ«سوق واقف».
ويعدُّ سوق واقف من أكثر الأسواقِ الشعبية شهرةً بالمنطقة، نظرًا لحرص السيَّاح القادمين من جميع البلدان على زيارة السوق والاستمتاع بطابعِه التراثي، حيث يتضمن الكثير من المعالم الفريدة التي تستحقُّ الزيارة، أهمُّها مطاعم مُتنوعة تُقدم فيها المأكولات الشعبية القطرية، بالإضافة إلى مطاعمَ مُتخصصة لتقديم المأكولات العربية والعالمية، كما يتمتع السوق بسحر مُختلف عن باقي الأماكن السياحية بسبب المباني التراثية القديمة التي تُضفي شكلًا جماليًا مُميزًا على المكان. ويتميز بأنه يتضمن أسواقًا أخرى مُصغرة أهمها أسواق الطيور والصقور والبخور والعطور، حيث يعرض سوق الطيور أنواعًا مُختلفة من الطيور المحلية والمستوردة، بالإضافة إلى الحيوانات الأليفة والزواحف، فضلًا عن تضمنه عيادة وصيدلية بيطرية لتقديم العلاج اللازم لها، أما سوق الصقور فيُعد من أهم الأسواق بالمنطقة لا سيما أنه يتضمن محلات خاصة ببيع أفضل أنواع الصقور على مستوى العالم، بالإضافة إلى جميع احتياجاتها، وأخيرًا عيادة مُخصصة لعلاج الصقور.
وبالنسبة لسوق العطور والبخور فهو من الأسواق الجديدة، حيث تمَّ افتتاحُه سنة 2020، حيث يتضمن عشرات المحلات المُتخصصة في بيع أفضل أنواع العطور والبخور ودهن العود والعود.

المجالس التراثيَّة
ويحوي السوق أيضًا عددًا من المجالس التراثية أهمها مجلس أهل قطر الواقع بالقرب من الساحة الغربيَّة للسوق، بالإضافة إلى مجلس الدامة الذي حرصت إدارة سوق واقف على إنشائه للمُحافظة عليه، لا سيما أن الدامة تعتبر من الألعاب التراثية التي واجهت خطر الاندثار خلال فترة من الزمن وكان يُمارسها الآباء والأجداد في وقتهم بعد انتهاء موسم الغوص على اللؤلؤ، وكانوا يلعبونها في المجالس والمقاهي الشعبيَّة.

ويقع في وسط السوق مركز شرطة التراث الذي يوفّر العديد من الخدمات، ومن أهمها الدفاع المدني والجوازات والتسجيل والترخيص، كما يعمل على الحد من الازدحام المروري في السوق والمنطقة المُحيطة به، بالإضافة إلى أن أفراد الشرطة يتميزون بلباسهم الذي كان يرتديه أفراد الشرطة قديمًا.

الحرف اليدوية.. وفنادق 5 نجوم
يُعدُّ مركزُ الحرف اليدوية في سوق واقف أحد المعالم المُميزة للزوَّار، حيث يُتيح لهم مُشاهدة طريقة صناعة المشغولات التراثية وشراءها بأسعار مُناسبة وفي المُتناول، بالإضافة إلى مركز سوق واقف للفنون، المُزيَّن بالأعمال الخشبية الجميلة والبلاط المرسوم يدويًا والفوانيس المُلوّنة، وأعمال الفنانين القطريين والزائرين، وكلها مُتاحة للبيع، فضلًا على أنه موقع لإقامة ورش العمل، كما يمكن للزوَّار حضور الدروس الفنية ومُشاهدة الفنانين أثناء تجهيز الأعمال الفنية.
ويحظى أيضًا نزلاء فنادق سوق واقف بخدمات خمس نجوم، لا سيما أنها حصدت للعام الخامس على التوالي، جوائز اختيار قراء مجلة «كوندي ناست ترافيلر» لعام 2022، كما حصدت المركز الخامس ضمن قائمة أفضل 20 فندقًا في الشرق الأوسط، والمركز الـ 39 من أصل أفضل 50 فندقًا على مستوى العالم، مُرسخةً بذلك مكانتها في قطاع الضيافة.