ميشيل أوباما: التعليم حق لجميع أطفال العالم
محليات
05 نوفمبر 2015 , 02:21ص
الدوحة - العرب
قالت ميشيل أوباما السيدة الأولى للولايات المتحدة الأميركية، خلال كلمتها بقمة الابتكار في التعليم «وايز»: «إن كل طفل على وجه الأرض لابد أن يأخذ حقه في التعليم، مشيرة إلى أنها تعمل مع عدد من قادة العالم لتحقيق هدف التوسع في تعليم الفتيات.
وأضافت: «أريد أن أركز على موضوع تعليم الفتيات، فعلى الرغم من أن الفتيات يحصلن على تعليم متساو مع الأولاد في المرحلة الابتدائية، إلا أن الأمر يختلف على مستوى المرحلة الثانوية، وقد شهدنا الفتيات اللائي اختطفن في نيجيريا، وتعرضن لمختلف أنواع الاضطهاد في عدد مقدر من الدول.
وأوضحت أنه حتى في الجامعات تعاني الفتيات لأنهن يرين أن لا مكان لهن في سوق العمل، فالفتاة لا تستطيع استخدام مهاراتها التي طالما تعلمتها. وحثت أوباما المستمعين على استثمار أكبر في تعليم الفتيات، وفي بناء المدارس وتجهيزها بالمواصلات، وربطها بالتكنولوجيا العالمية.
وبينت أنه ليس من قبيل الصدفة التساوي بين الفتيات والأولاد في المرحلة الابتدائية لأن الفتاة في المرحلة الأولى تعتبر طفلة، لكن عندما تكبر تعتبر امرأة لذلك ينظر إليها بالتمييز، وعلينا أن نحل هذه الأزمة لأن الأمر ليس مرتبطا بالموارد فقط ولكنه أيضاً يعود إلى المعتقدات في المجتمعات.
وأوضحت أنها تريد أن تتحدث مع الحضور كقادة وصناع للرأي العام في بلدانهم، مؤكدة أن تقدم المرأة في التعليم مرتبط بنظرتنا للمرأة، وهذا الحديث يجب أن يناقش في كل دولة حول العالم بما فها الولايات المتحدة.
وروت السيدة أوباما قصتها الشخصية مقارنة بين جدتها ووالدتها، والفرصة التي وجدتها هي، مشيرة إلى أن قليلا جدا من الفتيات كن يجدن الفرصة في كليات مثل الطب والحقوق في الولايات المتحدة الأميركية.
وأضافت أنها تعتبر نفسها محظوظة ففي الوقت الذي كان المجتمع كان ينظر إلى كصاحبة فرصة أقل مقارنة بأشقائي، هذه النظرة من الجميع المعلمين والمجتمع، إلا أن أسرتي ألهمتني ودعتني لبذل مزيد من الجهد لأنها آمنت بي وبموهبتي، وهذا ما فعلته درست وتعبت ودخلت جامعة مرموقة، ثم أصبحت محامية ومديرة للمستشفيات وتوليت عدة وظائف والأعظم من ذلك أم لفتاتين.
وأوضحت السيدة أوباما أن خلف كل خطوة للتقدم نساء شجاعات ورجالا شجعان كافحوا من أجل إنهاء التمييز وإعطاء فرصة أفضل للنساء وحتى إن كان الطريق لا يزال أمامنا طويلا لإنهاء التمييز إلا أن هناك %60 من الطالبات من النساء في جامعات الولايات المتحدة الأميركية اليوم، وفي كلية الحقوق في هارفارد حيث تخرجت فإن رئيس الكلية اليوم امرأة.
ونوهت أن أهداف الألفية للتنمية المستدامة، التي تبحث في تحقيق التعليم بشكل متكامل وشامل، كلها أهداف لا يمكن تحقيقها بشكل منفصل، فمثلا لا يمكن تأجيل مشكلة تعليم الفتيات لحين معالجة معتقدات مجتمعات معينة حول تعليم المرأة، ففي الوقت الذي يجب علينا أن نوفر مواصلات آمنة للفتيات للوصول إلى المدارس فإن علينا التصدي للأنماط الثقافية التي تشكل خطرا على تعليم الفتيات، وطالبت أوباما بالتصدي للإفلات من العقاب الذي يسود في بعض المجتمعات التي تتعرض فيها الفتيات للاغتصاب.
وأكدت أنه يتعين علينا أن نساعد الأهل برسوم ولوازم الدراسة للفتيات، وأن نخبرهم عندما تتعلم الفتاة فإنها تساعدهم في المستقبل وتلحق بركاب المجتمع، مطالبة بحث أهالي الفتيات على عدم تزويجهن زواجا مبكرا أو حصر الفتيات في العمل المنزلي، مشيرة إلى ضرورة نشر هذه الأفكار في المدارس والمدن الكبيرة والبرلمانات والقرى حول العالم.
ولفتت إلى أن الفتيات في مناطق النزاعات لا يلتحقن بالتعليم، مبينة أن حكومة الولايات المتحدة تمول مئات المشاريع التي تسعى في تعليم الفتيات وتجاوز عقبات الفقر، والإيدز، وهذه المشاريع تبني المكتبات وتدرب المدرسين وتكون مصدر إلهام للقادة المحليين الذين يدعمون التعليم.
وأوضحت أن تعليم الفتيات يساعدهن على توفر حياة أفضل كما أنه يساعد في تحسين الناتج القومي الإجمالي، ولا يمكن لدول أن تحدث تحولا إذا تجاهلت نصف قدرة مواطنيها، وختمت حديثها مؤكدة أن مساواة المرأة في سوق العمل ليس قضية المرأة وإنما قضية الجميع.