أكدت الدكتورة رند سلوان عبود، أخصائية طب الأسرة في مركز عمر بن الخطاب الصحي التابع لمؤسسة الرعاية الصحية الأولية، أن تغيرات نفسية قد ترافق الحمل تشمل القلق المستمر، التعب، نوبات الاكتئاب، والاضطراب الثنائي القطب في بعض الحالات.
وقالت في بيان صدر عن مؤسسة الرعاية الصحية الأولية: ترتبط هذه الأعراض غالباً بالتغيرات الهرمونية والجسدية التي تمر بها الحامل، وفي حالات قليلة، قد تؤدي المخاوف من هذه التغيرات إلى عزوف بعض النساء عن الحمل والإنجاب.
وأشارت إلى أنه ليس جميع النساء الحوامل يتعرضن لهذه الاضطرابات؛ فالكثير منهن يمررن بفترة الحمل بسلام نفسي، مكتفيات فقط بالتغيرات الفسيولوجية الطبيعية مثل زيادة حجم البطن أو أعراض الحمل المعتادة، وأن الدراسات تشير إلى أن الاكتئاب أثناء الحمل يصيب امرأة من بين كل سبع نساء. وتزداد احتمالية الإصابة لدى من لديهن تاريخ سابق من الاكتئاب أو القلق. كما تسهم عدة عوامل في زيادة المخاطر، منها: ضعف الدعم الاجتماعي، والحمل غير المخطط له، وضغوط اقتصادية أو مهنية، وأحداث حياتية صادمة، والأمراض المزمنة مثل السكري، وصغر السن وقلة الخبرة.
وأضافت: إن التغيرات المناخية، مثل الانتقال من فصل الصيف إلى الخريف، تساهم في تفاقم هذه الاضطرابات، وقد تؤدي دون علاج إلى نتائج سلبية على الأم والجنين معاً، لافتة إلى أن هذه النتائج تشمل ضعف الالتزام بمتابعة الحمل والرعاية الطبية المنتظمة، زيادة احتمالات الولادة المبكرة، انخفاض وزن المولود نتيجة سوء التغذية أو الإهمال الغذائي، ضعف الارتباط العاطفي بين الأم وطفلها، وما قد يترتب على ذلك من تأخر في نمو الطفل النفسي والاجتماعي.
وأكدت أن حالات الاكتئاب الشديد، تصل الخطورة إلى تهديد حياة الأم نفسها خلال الحمل أو بعد الولادة، لافتة إلى أهمية الفحص المبكر لاكتشاف أعراض الاكتئاب أو القلق عند الحوامل، عبر أسئلة تقييمية يطرحها طبيب الأسرة أثناء الزيارات الروتينية، وشددت على أهمية البحث عن أسباب طبية محتملة لهذه الأعراض مثل اضطرابات الغدة الدرقية.