

شهدت صاحبة السمو الشيخة موزا بنت ناصر، رئيس مجلس إدارة مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع أمس، افتتاح مؤتمر القمة العالمي للابتكار في الرعاية الصحية «ويش» 2022، والذي يعقد لمدة ثلاثة أيام تحت عنوان «نحو مستقبل مفعم بالحياة» بمبنى ملتقى بالمدينة التعليمية.
حضر الافتتاح فخامة الرئيسة سامية صولوحو حسن رئيسة جمهورية تنزانيا المتحدة، وعدد من أصحاب السعادة الشيوخ والوزراء وواضعي السياسات والعلماء والمتخصصين من مختلف دول العالم.
وألقت صاحبة السمو كلمة في الجلسة الافتتاحية أكدت فيها على أن الجهود الإبداعية التي يقوم بها العلماء والأطباء والقطاعات المعنية بالخدمات الصحية حول العالم لا غنى عنها. لكن بجانبها ومعها، وربما قبلها، «نحتاج إلى مبادرات تحفز الفرد وتذكره بمسؤولياته تجاه نفسه ومجتمعه».
وأضافت بالحديث عن تنظيم بطولة كأس العالم: «كما ألهمتنا مشروعاتنا الرياضية التي وصلت بعد أكثر من ربع قرن إلى استضافة كأس العالم لكرة القدم على مواصلة تطوير دولتنا، فبإمكانها أن تلهمنا من جديد، في قطر وحول العالم، من أجل تطوير وإعادة تشكيل تصوراتنا عن سبل بناء نظم رعاية صحية أكفأ وأشمل».
وتابعت صاحبة السمو قائلة: «إن محاور «ويش» دائما ما تتطرق إلى قضايا بالغة الأهمية، وهي وإن كانت تتنوع هذا العام في موضوعاتها، إلا أنها تشترك في هدف واحد هو البحث عن وسائل توجه الإنسان إلى تبني نمط الحياة الأنسب والأمثل لضمان أمنه الصحي».
وتركز نسخة هذا العام من قمة ويش على أربعة موضوعات رئيسية، وهي: إرث كوفيد-19، والإعاقة، والرياضة والصحة، والرفاهية، وتتمحور النقاشات فيها حول عشرة مواضيع سيتم طرحها في ندوات متخصصة، وتتناول التحديات الصحية العالمية المهمة مثل: تغير المناخ والأمن الغذائي، والصحة النفسية للعاملين في مجال الرعاية الصحية، وابتكار اللقاحات، وجميعها مدعومة بتقارير بحثية قائمة على الأدلة تم إعدادها من قبل خبراء القمة وتقدم توصيات سياسية عملية.
ويستضيف مركز الابتكار نحو 20 مبتكرا في مجال الرعاية الصحية من 13 دولة تم اختيارهم لعرض ابتكاراتهم في القمة، والتي ستشهد على مدار ثلاثة أيام مجموعة متنوعة من الفعاليات تضم المعارض الفنية، وتقديم المستثمرين في الشركات الناشئة، وجلسات «أغورا»، لإعادة إحياء أجواء أماكن التجمع اليونانية القديمة لتبادل النقاشات حول مواضيع مثل الإجهاد في مكان العمل.

د. محمد آل ثاني: نسخة مؤتمر العام الحالي متميزة
قال الدكتور الشيخ محمد بن حمد آل ثاني، مدير إدارة الصحة العامة بوزارة الصحة العامة: يسعدنا اليوم، أن نرى مؤتمر القمة العالمي للابتكار في الرعاية الصحية «ويش» بهذا الشكل المتميز، بعد نسخة العام الماضي التي كانت عن بُعد، فيما تأتي نسخة العام الجاري لتجمع بين الحضور والمشاركة الافتراضية.
وأضاف: «ويش» يعطينا خبرات مع انتهاء الجائحة واقتراب كأس العالم 2022، لنقف على كيفية الخروج من الجائحة بسلام وكيفية استقبال كأس عالم متميز، حيث يتطرق المؤتمر لمستقبل الصحة والتقنيات المستقبلية التي يمكن أن تساعد الدولة، ورفع الثقة بين المجتمع والقطاع الصحي.
وتابع: كما يتطرق المؤتمر إلى المساواة بين جميع الناس في الرعاية الصحية، ودولة قطر كانت من أسرع الدول وصولاً بالتطعيمات لجميع أفراد المجتمع، كما اننا سنتطرق للأمراض غير الانتقالية، وأهمية الرياضة في الصحة، والخلطة بين الصحة والرياضة تساعد في بناء مستقبل أكثر تكاملاً.
وأكد أن مؤتمر ويش هو حاضن رئيسي للعلاقات الدولية بين قطر ودول العالم، مع مشاركة التجارب القطرية والدولية للعالم، وأن العلاقة تبادلية فيما يتعلق بالخبرات المختلفة، وأن المؤتمر يعد من أفضل الطرق لرفع مستوى الوعي العالمي بالصحة.
وفيما يتعلق باهتمام دولة قطر بالتقنية الحديثة في القطاع الصحي، قال الشيخ محمد بن حمد: في قطر قمنا بتأسيس نظام «سيرنر» من قبل، يربط مؤسسة حمد الطبية ومؤسسة الرعاية الصحية الأولية، وسدرة للطب، واسبيتار، ويجري العمل على شبكة صحة إلكترونية تضم جميع المؤسسات في القطاع الصحي بدولة قطر، لتكون تحت نظام إلكتروني موحد، يضمن نشر المعلومات بشكل سريع ومذهل يساعد في تطوير الصحة لمستويات غير مسبوقة، ويشمل القطاع الصحي الحكومي والخاص.
د. مريم عبد الملك: 8 مراكز صحية تعمل على مدار الساعة خلال البطولة
أكدت الدكتورة مريم عبدالملك مدير عام مؤسسة الرعاية الصحية الأولية أن المؤسسة مستعدة لتكون جزءا من الحدث الكبير الذي تشهده دولة قطر خلال الأسابيع المقبلة المتمثل في مونديال بطولة كأس العالم لكرة القدم، من خلال استعداد المراكز الصحية التابعة للمؤسسة والبالغ عددها 28 مركزا صحيا لتوفير الرعاية الصحية للجمهور خلال البطولة.
وأشارت إلى أن هناك توزيعا جغرافيا متميزا للمراكز الصحية والتي يمكنها من توفير الخدمات في المناطق الجغرافية حول جميع الاستادات الثمانية التي تستضيف مباريات البطولة لافتة إلى أنه بالإضافة الى استقبال المراكز للمراجعين في أوقات الدوام الرسمية فإن هناك 8 مراكز صحية تعمل على مدار 24 ساعة لاستقبال حالات الطوارئ.
وتابعت إن مساهمة المؤسسة لا تقتصر على ذلك بل تشمل أيضا مشاركات من أطقم طبية وتمريضية في العيادات الموزعة بجميع أنحاء الدولة سواء في الملاعب نفسها أو الفنادق أو في مناطق الفعاليات وهو ما يؤكد الدور الكبير الذي تضطلع به المؤسسة في تغطية وخدمة ضيوف قطر خلال المونديال العالمي والتاريخي لدولتنا الحبيبة قطر.

د. سامية العبد الله: إنجاز أكثر من 55% من الخطة الإستراتيجية
قالت الدكتورة سامية أحمد العبدالله، المدير التنفيذي لإدارة التشغيل بمؤسسة الرعاية الصحية الأولية: نجحت مؤسسة الرعاية الصحية الأولية في تنفيذ أكثر من 93% من الاستراتيجية الوطنية للرعاية الصحية الأولية 2013-2018 وأنجزت أكثر من 55% من أنشطة الخطة الاستراتيجية المؤسسية الحالية 2019-2023 لغاية الآن. أظهرت مؤسسة الرعاية الصحية الأولية أيضاً مرونة في أصعب الأوقات عندما تعاظم الضغط بصورة هائلة على الموارد كما حصل حالياً أثناء تفشي جائحة فيروس كورونا المستجد.
وأضافت: على مدى عشر سنوات لم تدخر مؤسسة الرعاية الصحية الأولية اي جهد في سبيل تعزيز معايير الرعاية الصحية مع التركيز على المجالات الرئيسية كطب الاسرة المتكاملة الجودة العالية وأيضاً الرعاية الشاملة وإقامة مراكز متخصصة على مستوى المناطق وتعزيز نشر ثقافة العافية على مستوى الفرد وأيضاً الوقاية والكشف المبكر وتحقيق نسبة نجاح تصل الى أكثر من 50% في الكشف المبكر عن الأمراض مثل سرطان الثدي وأيضاً سرطان القولون
وتابعت: لدعم خطة التوسّع في خدمات الرعاية الصحية الأولية والتغطية الجغرافية وتنفيذاً لإستراتيجية الرعاية الصحية الأولية والإستراتيجية الوطنية قمنا بافتتاح عدداً من المراكز الجديدة ليصل مجموع عدد المراكز إلى 28 مركزاً صحياً حديثاً موزعين في جميع أنحاء البلاد لضمان تغطية أكبر مساحة جغرافية ممكنة وهناك خططاً لإقامة المزيد من المراكز في المستقبل القريب لتلبية احتياجات المجتمع المتزايدة.
وأوضحت أن تسهيل إمكانية وصول المرضى ذوي الاحتياجات الخاصة الى مختلف نقاط الخدمة كان نقطة محورية وأساسية عند تصميم وإنشاء وتطوير مراكز الرعاية الصحية الأولية بدءا من إتاحة وسائل الوصول حسب المعايير العالمية لمتطلبات ذوي الاحتياجات الخاصة في المنشآت الصحية كالمنحدرات، الأبواب الملائمة للكراسي المتحركة بالإضافة الى مصاعد لسهولة الوصول الى الطوابق العليا وأيضاً مواقف السيارات المخصصة فضلاً عن وضع لافتات بتقنية «براي» لمساعدة كفيفي البصر على قراءة اللافتات وأيضاً أجهزة خفض الإضاءة الداخلية بنسب مختلفة لأماكن استقبال وعلاج الأطفال المشخصين بطيف التوحد.