احتفلت دولة قطر اليوم ممثلة في وزارة التربية والتعليم والتعليم العالي، باليوم العالمي للمعلم الذي يصادف الخامس من شهر أكتوبر من كل عام، ويحتفى به هذا العام على مستوى العالم تحت شعار "تحويل التعليم يبدأ من المعلمين".
وتحتفي قطر بمعلميها كل عام بالتزامن مع اليوم العالمي للمعلم، وتكرم عدد منهم لإسهاماتهم الكبيرة في المجال التربوي تحت شعار "رسول العلم شكرا"،تقديرا لدور المعلم في تنشئة وتعليم وصناعة الأجيال وبناء المستقبل، وللقيم النبيلة التي يغرسها المعلم في نفوس الطلبة والطالبات، وفي حياتهم وأخلاقهم وعلمهم.
وحرصت الدولة على توفير كافة الإمكانيات والمميزات لمهنة التدريس وجعلها جاذبة لشباب وأبناء الوطن، إدراكاً منها لأهميتها في النهوض به وبسواعد أبنائه، وتمجيدا لمهنة التعليم ورسالتها السامية في بناء الأجيال والحضارة الإنسانية، لكونها مهنة الرسل والأنبياء، لذلك عملت الوزارة على العديد من المسارات والمميزات لرفع نسبة المكون الوطني بسلك التدريس في جميع مدارس الدولة، ومن ذلك رعاية الطلاب القطريين الذين يدرسون بكلية التربية في جامعة قطر من خلال برنامج "طموح" على سبيل المثال.
ولا شك أن دولة قطر في ظل القيادة الرشيدة والتوجيهات السديدة لحضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى "حفظه الله ورعاه"، تحرص دائما على الارتقاء بالمنظومة التعليمية ورفع كفاءتها، من خلال إعداد وتأهيل المعلمين، علما أن استراتيجية قطاع التعليم والتدريب 2018 ــ 2022، وخطة الوزارة للعام الدراسي 2021 -2022، تضمنت العديد من المبادرات والبرامج التي تهدف إلى رفع قدرات المعلمين في شتى المجالات المرتبطة بهذا القطاع الحيوي والهام، بما فيها تعاملهم مع التقنيات الحديثة.
وقال سعادة الدكتور إبراهيم بن صالح النعيمي وكيل وزارة التربية والتعليم والتعليم العالي بهذه المناسبة إن احتفال الدولة بالمعلمين وتكريمهم يمثل احتفاء بمهنة التدريس وتقديرا للمعلم الذي يبذل كل جهد لتخريج الأجيال وبناء الأوطان والإسهام الفاعل في نهضتها وتقدمها ورفعة شأنها بين الأمم.
وبين أن هذا التكريم والاحتفاء محل فخر للجميع، ودافع لمزيد من البذل والعطاء، داعيا جميع المعلمين إلى الاستمرار في عطائهم المقدر، كما أهاب بالشباب القطري من الجنسين إلى الانخراط في هذه المهنة، وقال إن الوزارة تعمل باستمرار على استقطابهم للعمل بمهنة التدريس.
وتنطلق الرعاية الكبيرة التي يحظى بها المعلم في قطر وما توليه له الدولة من عناية، وتدريبه وتأهيله، من كون المعلم قدوة للأجيال، وأن التعليم حق، ومهنة التعليم هي أم المهن، وبالتالي هي قوام نهضة الأمم، وعماد كل بناء، كما أن الاحتفال بالمعلم يعزز الوعي لدى المواطنين بقضايا المعلمين وشواغلهم المهنية، ويجدد الالتزام بدعمهم ورعايتهم، ويتماشى مع حرص الدولة ممثلة في وزارة التربية والتعليم والتعليم العالي على استقطاب الكفاءات القطرية لمهنة التدريس، والعمل على بناء القدرات الوطنية والمهنية في المجال التربوي والتعليمي.
وأكد سعادته استمرار دوام الطلبة بالمدارس حتى نهاية الفصل الدراسي الأول وبداية إجازة منتصف العام الأكاديمي.
وفي هذا السياق، أكد السيد أحمد جمعة الجسيماني مدير إدارة شؤون المعلمين بوزارة التربية والتعليم والتعليم العالي في تصريح لوكالة الأنباء القطرية /قنا/ أن احتفال دولة قطر بيوم المعلم يعد تكريماً وتقديراً لأهمية الدور الذي يقوم به في تربية وتعليم الأجيال، والارتقاء بالنفوس والعقول معا، ممّا يساهم في نهضة المجتمع ورفعته في جميع المجالات.
وحيا بهذه المناسبة المعلمين والمعلمات، وهنأهم في يومهم هذا الذي يجسد عرفان مجتمعهم بنبل رسالتهم، وأهمية دورهم في تنمية قدرات الطلاب وإطلاق طاقاتهم الخلاقة المبدعة، وإعدادهم وتأهيلهم ليكونوا عناصر فعالة في بناء مجتمعهم، وقادرين على مواجهة التحديات ومواكبة روح هذا العصر الذي يتميز بالتحديث والتطور المستمر.
وأضاف الجسيماني: "وزارة التربية والتعليم والتعليم العالي تؤمن بأن مهنة التعليم هي مهنة الأنبياء على مدار العصور، فهي تعد أنبل رسالة وأعظمها على الإطلاق، والمعلم حارس المبادئ والقيم والثقافة التي تشكل هوية المجتمع وجوهر حضارته، والمعلم يرسم أيضا ملامح المستقبل ويمهد الطريق للأجيال للإمساك بناصية العلم والمعرفة والتحديث والتطوير، والارتقاء بمستوى حياة الإنسان وصقل شخصيته وإثراء معرفته وتفكيره، فأي عمل وأي مهنة أشرف من هذه المهنة".
ونوه إلى أنه من هذا المنطلق تحرص الوزارة على توفير الفرص التدريبية والتطويرية للمعلمين وبشكل مستمر، بهدف الارتقاء بالأداء، بالإضافة إلى توفير الحوافز المادية والمعنوية.
وبين أن وزارة التربية والتعليم تعمل على تشجيع الشباب القطري على الالتحاق بمهنة التعليم من خلال القيام بحملات توعوية تستهدف طلبة الثانوية وطلبة كلية التربية بجامعة قطر حول أهمية مهنة التعليم ودورها ومكانتها في المجتمع، كما تساهم الوزارة في رعاية وتشجيع الشباب القطريين للالتحاق بمهنة التعليم من خلال تشجيعهم على الالتحاق ببرنامج الابتعاث "طموح" الذي يتبنى حملة الشهادة الثانوية للالتحاق بمهنة التدريس بعد التخرج من كلية التربية في جامعة قطر، فضلا عن تعاون الوزارة مع القائمين على مبادرة "علم لأجل قطر" والتي تهدف إلى تأهيل الخريجين والمهنيين للعمل في المدارس الحكومية ممن لا يملكون خبرة سابقة في التدريس، بجانب التعاون مع ديوان الخدمة المدنية والتطوير الحكومي من خلال تأهيل الخريجين القطريين من غير كلية التربية ومن الجنسين وإلحاقهم ببرنامج "تمهين" ممن تقدموا للعمل عبر منصة "كوادر".
وأضاف مدير إدارة شؤون المعلمين في تصريحاته لـ/قنا/ أن جائزة المعلم المتميز، إحدى فئات جائزة التميز العلمي، ساهمت في تأصيل ثقافة التميز بين المعلمين وتعزيزها في الميدان التربوي، وإذكاء روح التنافس بين المعلمين لتقديم أفضل ما لديهم من ممارسات متميزة وهادفة، لافتا إلى أن الجائزة جاءت ضمن خمسة معايير منها معيار التنمية المهنية الذي يهدف إلى بيان المنهجية التي يتبعها المعلم لتنمية ذاته مهنيا وأثر تطبيق هذه البرامج في أدائه.
وأوضح أن هذا المعيار يتضمن معيارا فرعيا يتعلق بإعداد البحوث الإجرائية لما تشكله من أهمية تربوية كبيرة في تجويد الممارسة المهنية، وتنمية روح حل المشكلات، وتشجيع المنحى العلمي في حلها لدى المعلمين في الميدان التربوي، بالإضافة إلى كونها تساهم في تطوير المعلم مهنياً لتتكامل مع معرفته بالتخصص، وتزيد من قدراته التحليلية ووعيه بذاته وتفكيره الناقد، وتكوين الشخصية المهنية المتأملة والملاحظة والمتتبعة والملتزمة، وكذا المساهمة في تحسين التواصل بين المعلمين والطلاب والباحثين التربويين والإدارة المدرسية والمجتمع الخارجي.
وتحقيقا لرؤية قطر الوطنية 2030 وما توليه الدولة من اهتمام للمعلم والعملية التعليمية، خصصت وزارة التربية والتعليم والتعليم العالي إدارة للمعلمين تهتم بشؤونهم وبالتخطيط الاستراتيجي لتوظيفهم لتلبية متطلبات المدارس، بجانب العمل على استقطاب المؤهلين والأكفاء والإبقاء عليهم واتخاذ الإجراءات اللازمة لضمان بقائهم بمهنة التعليم، والعمل على ترسيخ وتحديث المعايير المهنية الوطنية للمعلمين وقادة المدارس، ومراجعة وتحديث متطلبات الحصول على الرخصة المهنية لهم وإصدارها.
إلى ذلك ثمن السيد إبراهيم مبارك العيدان مدير مدرسة اليرموك الإعدادية للبنين وأحد المكرمين، في تصريح لوكالة الأنباء القطرية /قنا/ اهتمام الدولة بالمعلمين وحرصها على تكريمهم كل عام، مؤكدا أنه تكريم للمهنة ولجميع العالمين في الحقل التربوي ولعطائهم اللامحدود وتفانيهم في تعليم الأبناء جيلا بعد جيل.
وذكر أن دور المعلم ليس فقط تربويا وتعليميا بل هو أبعد من ذلك مجتمعيا وثقافيا وفي كيفية التعامل مع الناس وطرح الحلول للمشكلات وتشجيع التميز في شتى مناحي الحياة.
أما السيدة فوزية العمادي منسقة علوم بمدرسة كمال ناجي المستقلة وإحدى المكرمات، فأعربت في تصريح لـ/قنا/ عن فخر واعتزاز المعلمين بتكريم الدولة لهم، ما يعد حافزا نحو مزيد من البذل والعطاء في أشرف ميدان وهو مهنة التدريس، ودعت أبناء وشباب قطر من الجنسين إلى الانخراط للعمل في هذه المهنة المقدسة، لرد جزء يسير مما قدمه الوطن لهم، وشددت على دور هذه المهنة العظيمة في بناء شخصيات الأبناء وصقلها وتسليحها بالعلم والمعارف الناجحة والهادفة.
وبدون شك فإن المعلمين والمعلمات بما يبذلونه من جهود مقدرة في المدارس والفصول وقاعات الدراسة وبما يبنونه من عقول، وبما يحملونه ويؤدونه من رسالة تربوية، يستحقون كل تكريم واحتفاء ليس فقط في يومهم العالمي، وإنما في كل يوم ووقت.
ومن المعلوم أنه في ظل التحدي الديموغرافي وزيادة الطلب على التعليم، تفتتح الوزارة سنويا مزيدا من المدارس في مختلف المراحل التعليمية، وهو ما يتطلب بدوره توظيف مزيد من المعلمين وفق شروط ومعايير عالية وصارمة، لا سيما وأن للمعلمين دورا فاعلا في تحقيق رؤية قطر الوطنية التي تهدف إلى تحويلها بحلول العام 2030 إلى دولة متقدمة قادرة على تحقيق التنمية المستدامة، ولا يتأتى ذلك، إلا عبر بناء نظام تعليمي يواكب المعايير العالمية العصرية يقوم فيه المعلمون بدور محوري في إعداد الطلبة للمستقبل، وتوجيه رأس مال قطر البشري والمعرفي في مساراته الصحيحة، تمهيدا لتحقيق الدولة وغاياتها الوطنية.
ولا شك أن المكتسبات والإنجازات التي تحققت للمعلمين بدولة قطر، تتطلب منهم المزيد من العطاء والإنجاز وصولا لتحقيق رؤية قطر الوطنية 2030، من خلال غرس قيم الانتماء والولاء للوطن في الأبناء، وتعزيز هويتهم، وإعطائهم مساحة أكبر للتعبير عن آرائهم، ترسيخا لثقافة الحوار وتقبل الرأي الآخر، وتعزيز تفكيرهم النقدي، واكتشاف مواهبهم وتنميتها، وإدراك المتغيرات المؤثرة على تحصيلهم الأكاديمي، والأخذ بأيديهم إلى ما فيه صلاحهم، مع تحبيب العلم إليهم وتيسيره لهم، باتباع أساليب التدريس الإبداعية والابتكارية، ليكون المتعلم محور العملية التعليمية.
يذكر أن العالم يحتفل باليوم العالمي للمعلم منذ عام 1994، وهو يوم دولي يقام سنويا للاحتفاء بالتوقيع عام 1966 على توصية منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة /اليونسكو/ ومنظمة العمل الدولية بشأن وضع المعلمين.
وتعد هذه التوصية أداة لوضع معايير تتناول أوضاع وحالات المعلمين في جميع أنحاء العالم، كما تحدد المعايير المتعلقة بسياسة توظيفهم وتدريبهم وظروف عملهم.