أثار مقترح تمديد إجازة منتصف العام الدراسي لتصبح أربعة أسابيع بدلاً من أسبوعين نقاشا واسعا بين الخبراء والمواطنين، بعدما طُرح كخيار قابل للتنفيذ يهدف إلى تحقيق توازن بين احتياجات الطلبة النفسية ومتطلبات الخطط التعليمية. وأكد مؤيدو التمديد في تصريحات لـ»العرب» أن الإجازة الأطول تشكل فرصة للطلبة في مختلف المراحل الدراسية للابتعاد عن ضغط الواجبات والاختبارات، واستعادة نشاطهم الذهني والبدني قبل انطلاق الفصل الدراسي الثاني، الذي يعد الأطول زمنيا والأكثر ازدحاما بالمواد الدراسية. كما شددوا على أن هذه الفترة الإضافية تسمح بمشاركة الطلبة في موسم الفعاليات الثقافية والترفيهية، بما يتماشى مع استراتيجية الدولة في تمكين الأسرة وتعزيز دورها التربوي والاجتماعي.
من جانبهم، ربط أولياء الأمور أهمية الإجازة بقدرتها على توثيق الروابط الأسرية عبر أنشطة جماعية مشتركة وصناعة لحظات وذكريات إيجابية مع الأبناء، مؤكدين أن ذلك ينعكس على استقرارهم النفسي وحماسهم للعودة إلى مقاعد الدراسة. ورأى آخرون أن طول الإجازة يفتح المجال أمام الطلاب لاكتشاف ما تزخر به البلاد من مقومات سياحية وتراثية ومرافق ترفيهية يصعب زيارتها خلال أشهر الصيف. وبين هذه الطروحات، تظل القضية مفتوحة للنقاش، وسط تساؤلات حول مدى توافقها مع الخطط التعليمية وأثرها الفعلي على جودة التحصيل الدراسي.
محمد راشد الهميمي: 3 أسباب ضرورية لتمديد إجازة «منتصف العام»
أبدى محمد راشد الهميمي تأييده لفكرة تمديد إجازة منتصف العام الدراسي في قطر، خاصة أن المدارس شهدت تغيير الخريطة الزمنية للإجازات في فترات ومناسبات سابقة، كما رأينا، بعد النجاح الكبير لتنظيم مونديال كأس العالم في قطر 2022 على المستوى التنظيمي والفني، رأينا كيف استطاعت وزراة التربية والتعليم والتعليم العالي، نقل الإجازة الصيفية – بكل سلاسة - الى شهري ديسمبر ويناير، مما أتاح للعوائل من الطلبة والأولياء الأمور التفرغ لحضور الفعاليات، والاستمتاع بالجهود التنظيمية لهذا الحدث الرئيسي المهم.
وأوضح الهميمي أن هذا المثال يجعلنا نفكر، أو نتساءل لماذا لا تقوم وزارة التربية والتعليم بتغيير الخريطة الزمنية للعام الدراسي والإجازات الرئيسية على غرار ما شهده العام 2022، من خلال ترحيل أسبوعين من إجازة نهاية العام الدراسي إلى منتصف العام بحيث تصبح الإجازة الشتوية 4 أسابيع بدلاً من أسبوعين.
وأشار الهميمي إلى أن هذا الأمر ليس جديداً على وزارة التربية والتعليم في مواكبة الأحداث ومراعاة ظروف الطلبة وأولياء الأمور والتفكير خارج الصندوق.
وأكد أن إجازة منتصف العام كلما طال أمدها منحت الطالب فرصة للراحة من الواجبات والاختبارات والضغوط المدرسية المعهودة، وبالتالي الاستعداد الكافي للفصل الدراسي الثاني، الذي يتميز بطوله الزمني قياساً بالفصل الدراسي الأول، كما أن موسم الشتاء يعطي فرصة للطلبة للمشاركة في الفعاليات وزيارة ما تمتلكه دولتنا الحبيبة من مقومات سياحية وتراثية وترفيهية، بما فيها المرافق والأماكن المفتوحة التي يتعذر عليهم، ربما، زيارتها والتعرف عليها خلال أشهر الصيف.
تميم المير: لا يوجد تأثير سلبي للغياب الطويل عن مقاعد الدراسة
قال الطالب تميم المير إن إجازة منتصف العام توفر راحة ذهنية وجسدية ونفسية للطالب، وهو ما يستدعي أن تكون طويلة بما فيه الكفاية لتحقيق التوازن بين الإجازتين وبين الفصلين، مؤكدا عدم وجود أي تأثير سلبي للغياب الطويل عن مقاعد الدراسة بسبب الإجازة، وخاصة على مستوى تحصيلهم العلمي وقدرتهم على مواصلة واستكمال تلقي الحصص الدراسية بالشكل المنشود، والدليل على ذلك إجازة الصيف.
وأكد المير، أهمية التخطيط للإجازة واستغلال طاقات الطلاب في أنشطة مفيدة، ومنح الطلبة الفرصة للاستمتاع بأجواء الإجازات.
مريم المالكي: الطلبة يحتاجون راحة كافية بعد «الفصل الأول»
أعربت مريم المالكي عن موافقتها إلى حد ما على تمديد إجازة منتصف العام الدراسي - لأسباب موضوعية - من بينها حاجة الطلاب إلى إجازة كافية بعد عناء الاختبارات في نهاية الفصل الدراسي الأول.
واستدركت المالكي أن هذا التمديد المقترح سينتج عنه في نفس الوقت تأخير في المنهج الدراسي في الفصل الدراسي الثاني، وهو ما قد يولد بعض الضغوط على الطلاب.
وقالت: «لذلك أفضل أن تكون الإجازة الشتوية أسبوعين وأن يأخذ الطلاب إجازة إضافية في رمضان لإعطاء الشهر الفضيل حقه من الاهتمام والتفرغ، ويتيح في نفس الوقت للطلاب والمعلمين مجالاً أكبر للتعامل مع هذا الشهر بأريحية وسهولة أكبر ويجنب الوزارة الهدر الناتج من ساعات العمل القصيرة في رمضان، كما يجنب الطلبة والمعلمين والمعلمات مشقة الدوام والإرهاق النفسي أثناء الصيام خاصة طلبة المراحل الابتدائية والذي يكون الصيام شيئا جديدا بالنسبة لهم في تلك الأعمار.»
ودعت المالكي إلى دراسة تعديل مواعيد العام الدراسي بحيث يكون رمضان ضمن الإجازة سواء الإجازة الصيفية أو في اجازة منتصف العام، مع تمديد اجازة منتصف العام لتشمل كامل رمضان وإجازة العيد، على غرار ما حصل في كأس العالم حيث تم تمديد اجازة منتصف العام الى شهر تقريبا وهو أمر متغير من سنة دراسية إلى أخرى لأن موعد رمضان يتغير بضعة ايام كل سنة وهو ينتقل من الشتاء الى الصيف كل 15 سنة تقريبا.
ونوهت المالكي بضرورة استثمار الإجازة التي تبقى محسوبة من السنة الدراسية، خاصة أن البعض يعفي نفسه من المسؤوليّات الدراسية أثناء الإجازة، ويترك للأبناء الحبل على الغارب، مع تساهل كبير في اللعب واللهو والاستيقاظ المتأخر ومتابعة برامج التلفزيون دون «كونترول»، لافتة إلى أن هذا التصرف يرسل إلى الأبناء إشارات سلبيّة، ويعطي نتائج عكسية، بما فيها الشعور بالنفور والكره للمدرسة، وقد يؤثر هذا الأمر سلباً على مستواهم الدراسي.
إجازة منتصف العام لمدة شهر.. الإمارات نموذجاً
شهد العام الدراسي الجديد في دولة الإمارات 2025– 2026 هيكلة جديدة للتقويم المدرسي في المدارس الحكومية والخاصة، شملت إجراء تعديلات على الجدولة الزمنية لإجازات نهاية الفصول الدراسية، بهدف توحيدها بين المدارس الحكومية والخاصة، ويأتي هذا التحديث في إطار جهود الوزارة لتحقيق مستهدفات «عام المجتمع»، بما في ذلك تعزيز التماسك الأسري، ودعم الطالب والأسرة من خلال توفير بيئة تعليمية متوازنة تراعي توزيع فترات الدراسة والراحة على مدار العام.
وبدأ تطبيق التقويم الجديد في 25 أغسطس 2025، مع انطلاق الفصل الأول من العام الدراسي القادم 2025- 2026، الذي يُختتم بعطلة شتوية طويلة مدتها أربعة أسابيع، تبدأ من 8 ديسمبر 2025 ولغاية 4 يناير 2026، على أن تُستأنف الدراسة في 5 يناير.
ويُتيح ذلك للطلبة استراحة كافية بعد فصل دراسي مكثف، تعزز قدرتهم على الاستيعاب ومواصلة الدراسة، إلى جانب منحهم الفرصة للمشاركة في الفعاليات والأنشطة الوطنية والاجتماعية التي تشهدها الدولة خلال هذه الفترة.
جاء قرار تمديد العطلة الشتوية في مدارس دولة الإمارات إلى أربعة أسابيع انطلاقا من حرص وزارة التربية والتعليم على تعزيز رفاهية الطلبة وتخفيف الضغوط الأكاديمية عنهم، ومنحهم فرصة أوسع للراحة وتجديد النشاط استعدادًا للفصل الدراسي الثاني، إلى جانب تمكين الأسر من قضاء وقت أطول مع أبنائها والمشاركة في الفعاليات السياحية والثقافية والرياضية التي تزخر بها الدولة في هذا الموسم، كما يهدف التمديد إلى تحقيق توازن أفضل بين الجدول الدراسي والحياة الاجتماعية، مع الحفاظ في الوقت ذاته على الحد الأدنى من الأيام الدراسية المعتمدة عبر إعادة توزيع المناهج والتقويم المدرسي.
محمود إبراهيم سعد: محطة أساسية تعزز استمرارية التعلم وصناعة التميز
أكد الأستاذ محمود إبراهيم سعد، مستشار وخبير في تطوير وجودة الأداء، أهمية تمديد الإجازة الشتوية للطلبة، مبيناً أنها ليست مجرد «وقت مستقطع» للراحة والاستجمام بين الفصلين، بقدر ما هي محطة أساسية تعزز استمرارية التعلم وصناعة التميز.
وأوضح لـ العرب أنه بعد أسابيع طويلة من الدراسة والتعلم وبذل الجهود المختلفة، يحتاج الطالب إلى فترة يستعيد فيها طاقته ويجدد نشاطه. وهذه الراحة المؤقتة تمنحه القدرة على العودة إلى مقاعد الدراسة بذهن صافٍ وروح متجددة، مما ينعكس إيجاباً على مستوى تركيزه وقدرته على التحصيل.
وبين أن الإجازة الشتوية الطويلة تتيح للطلبة فرصة لممارسة أنشطة مختلفة، سواء كانت ترفيهية أو ثقافية أو سياحية، وهي بدورها تنمي شخصياتهم وتوسع مداركهم، وتساعدهم على الربط بين المعرفة النظرية والحياة العملية.
وأضاف: في قطر، حيث يوفر فصل الشتاء أجواءً معتدلة ومشجعة، تصبح الإجازة الشتوية فرصة مثالية لجني العديد من الفوائد التربوية والنفسية والاجتماعية لدى الطلبة، كما أنها فرصة للاستمتاع بالفعاليات والأنشطة السياحية التي تضيف خبرات وتجارب جديدة للطلبة، وتساعد هذه الإجازة أيضا على تجديد النشاط والراحة بعد نصف عام دراسي مليء بالمهام والأعمال والأنشطة، فتمنح هذه الفترة الطلبة فرصة للتوازن بين الراحة الذهنية والبدنية، وبذلك تنعكس إيجابا على التحصيل الدراسي والأكاديمي عند عودة الطلبة ؛ إذ يعودون أكثر حيوية وقدرة على التركيز والإبداع.
ومن هنا، فإن الإجازة الشتوية ليست انقطاعاً عن التعلم، بل هي جسر يربط بين المراحل المختلفة للعام الدراسي، كما أنها تسهم في استمرارية التفوق والتميز الأكاديمي والشخصي لدى الطلبة.
عبدالهادي الشناوي: فرصة للمشاركة في الأنشطة السياحية والرياضية
قال الأستاذ عبدالهادي الشناوي، نائب المدير للشؤون الأكاديمية في مدرسة الرازي الإعدادية للبنين، إن العام الدراسي في الدولة يمتد لنحو عشرة أشهر، من مطلع سبتمبر حتى نهاية يونيو، مضيفا أن الفصل الأول يستغرق أربعة أشهر تقريبا، فيما يمتد الفصل الثاني لستة أشهر، وهو ما يجعله أطول نسبيا مقارنة بالفصل الأول، الأمر الذي قد يسبب شعورا بالإرهاق لدى بعض الطلبة.
ورأى الشناوي أنه من المناسب النظر في تمديد إجازة منتصف العام الدراسي لتكون ثلاثة أو أربعة أسابيع، بما يتيح للطلبة المشاركة في الأنشطة السياحية والرياضية التي تشهدها الدولة في هذا التوقيت، ويسهم في تعزيز الهوية الوطنية وتنمية روح القيادة والمبادرة لديهم.
وأضاف أن هذه الفترة ستكون فرصة لتعريف الطلبة بالمعالم والمنشآت السياحية داخل الدولة، خاصة مع احتضان قطر بطولة كأس العرب في يناير 2026، بما يمنحهم مجالاً أكبر للمشاركة والمساهمة في إنجاح الفعالية والاستمتاع بأجوائها.
وأوضح نائب المدير للشؤون الأكاديمية أن تطبيق هذا المقترح يستدعي إعادة النظر في التقويم المدرسي للفصل الثاني، من خلال تعديل موعد اختبارات منتصف الفصل لتكون في نهاية شهر مارس، وإعادة توزيع المناهج الدراسية بما يتوافق مع التعديلات المقترحة.
أشرف عامر: كلما كانت أطول كانت أفضل
قال الطالب أشرف عامر إن إجازة الربيع تعد محطة استراحة وفرصة لممارسة الهوايات بعيداً عن أجواء الاختبارات والمذاكرة، وكلما كانت أطول، أعني الإجازة، كانت أفضل، مبيناً أن الإجازة القصيرة لا تمنح الطالب فرصة كافية للاستمتاع والمشاركة في الفعاليات أو تنفيذ البرامج السياحية التي خطط لها الأهل أو حتى الأصدقاء، سواء داخل الدولة أو خارجها.
وأكد أن تمديد الإجازة لمدة شهر على الأقل، يفتح المجال أمام الطلاب للمشاركة مع آبائهم وأسرهم، سواء في الأنشطة أو في الزيارات والرحلات، بما فيها ممارسة الأنشطة المحببة والهوايات الشخصية، من دون التقيد بأوقات أو فترات زمنية معينة أو قصيرة، وذلك على اعتبار أن الفترة المحدودة لإجازة نصف السنة، والبالغة أسبوعين، تحتم علينا تمضيتها وفق جدول زمني محدد، قصير الأجل، لا تشعر متى بدأ ولا كيف ينتهي.
ونصح أشرف عامر زملاءه باستثمار الإجازة في اكتساب معارف ومهارات اجتماعية جديدة، بما يعود عليهم بالخير والفائدة، سواء بالالتحاق في مراكز تحفيظ القرآن الكريم التي تديرها وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية في مختلف مناطق الدولة، أو الاشتراك الدورات الفنية أو في الأنشطة الرياضية، منوها بمراعاة التوازن بين الأنشطة الترفيهية والأنشطة التعليمية والممارسات الرياضية، بحيث لا يطغى جانبا على آخر.
محمد خالد: ليست للراحة فقط.. والهوايات ضرورة حياتية
قال الطالب محمد خالد إن الإجازة الطويلة يمكن استغلالها لتوجيه الطلاب نحو الأنشطة المفيدة مثل الدورات والفعاليات الرياضية والترفيهية والورش الفنية والثقافية.
وأكد أن ازدحام الواجبات والمهام لدى الطلاب خلال فترة الدراسة طوال أيام الأسبوع، يتبعه ضغط كبير على الطلاب في اختبارات منتصف العام الدراسي، وهو ما يستدعي منح الطلاب إجازة طويلة نسبياً للراحة والتخلص من التعب والإرهاق.
ولفت الى أن منح الطلاب إجازة طويلة له تأثير إيجابي في أدائهم بعد العودة الى مقاعد الدراسة، من حيث تجديد النشاط والحماس ويتمكن الطالب من استعادة طاقاته التي استهلكت كثيرا خلال الفصل الدراسي الأول خاصة أن الروتين الدراسي يؤثر على مواعيد النوم والاستيقاظ وما بينهما يكون للدراسة والمراجعة مع هامش قصير لممارسة الأنشطة الأخرى المناسبة خلال فصل الصيف.
وأكد أن الطالب يستفيد كثيرا من هذه الاجازة على الصعيد النفسي في حال أحسن استثمارها وتنظيمها خاصة ان الاجازة ليست للراحة فقط ولزوم البيت ويمكن ما يفضله الطالب من هوايات ورياضات وأنشطة وهي ضرورة حياتية، لافتاً إلى ضرورة كسر الروتين وأخذ قسط من الراحة بين الفصلين الدراسيين خاصة أن الفصل الدراسي الثاني سوف يكون طويلا ومرهقا ويتطلب بذل المزيد من الجهد والمثابرة والاستعداد لخوض الاختبارات النهائية.