مؤسسة قطر أدركت الافتقار إلى وجود منظومة تعنى برعاية المواهب الشابة
الأجيال الشابة تركز الآن بشكل أكبر على المهن العلمية
منذ فوزه بالمركز الأول في برنامج نجوم العلوم عام 2018 عن ابتكاره «نظارات تحليل شبكية العين لصحة الدماغ» الذي يوفر إنذارًا مبكرًا باحتمال الإصابة بسكتة دماغية، ركّز جراح المخ والأعصاب الفلسطيني الدكتور وليد البنا جهوده على تشجيع العلماء الطموحين على متابعة شغفهم حتى النهاية.
نجح الدكتور وليد في جذب العديد من المتابعين من شتى أنحاء العالم من خلال نشر مقاطع فيديو على قناته الشخصية على يوتيوب التي يتناول فيها عددًا كبيرًا من الموضوعات، مثل التعامل مع الصداع خلال شهر رمضان، وأهم النصائح الدراسية، وعلاج فقدان حاسة الشم والتذوق بعد الإصابة بفيروس كوفيد-19، وغيرها.
كان الدكتور وليد حاضرًا في برنامج نجوم العلوم بعد فوزه، حيث عاد في عام 2019 وشارك في تقديم البرنامج قبل أن ينضم إلى لجنة تحكيمه المرموقة في الموسم الثالث عشر العام الماضي، مستفيدًا من تجربته السابقة من أجل توجيه وتحفيز المشاركين الجدد.
وبينما يشارك في الموسم الرابع عشر ثلّة جديدة من رواد الأعمال الطموحين في مجال العلوم والتكنولوجيا، يتنافسون فيما بينهم على المراكز الأولى، ينظر الدكتور وليد إلى رحلته الخاصة من متسابق إلى حكم نظرة تأمل، ويلقي الضوء في حوار مع «العرب» على الحقبة الجديدة من الابتكار في العالم العربي.
وإلى نص الحوار:
كيف أثرت تجربتك كمتسابق على دورك كحكم في نجوم العلوم؟
أشعر أن لعب أدوار مختلفة في برنامج نجوم العلوم كانت تجربة رائعة للغاية، وأعتقد أنني كنت سأرى دور الحكم صعبًا للغاية لو لم أكن متسابقًا قبل ذلك. في بداية الموسم الثالث عشر، اعتقدت أن وجود لجنتي حكام يمثل تحديًا كبيرًا. وقد كان عدد الأفكار التي قيمناها هائلًا وتنوع موضوعاتها مذهلًا حقًا. وبشكل عام أحببت دوري كحكم، وأدرك أنني ما زلت بحاجة إلى الخبرة، لكن ذلك سيتحقق مع مرور الوقت بلا شك.
مفاجآت
ماذا تأمل أن يحدث في الموسم الجديد؟
ما يجعل برنامج نجوم العلوم رائعًا هو أنه يقدم الجديد في كل موسم، ولا أستبعد أن يحمل الموسم المقبل بعض المفاجآت. أعجبت كثيرًا بعدد المُشارِكات الإناث في الموسم الثالث عشر، وآمل أن يتضاعف هذا العدد، وربما سنرى فائزة أنثى في الموسم الرابع عشر.
ما أهم الصفات التي تحتاجها للنجاح في هذا البرنامج؟
على المشارك التحلي بالصبر وتعلم كيفية العمل ضمن فريق، فالنجاح لا يأتي من شخص واحد فقط، فبرنامج نجوم العلوم لا يحول الأفكار إلى واقع فحسب، بل يعزز شخصية المتسابق أيضًا. ولا يقتصر على الفوز بالجائزة فحسب، بل يتعدى ذلك إلى التجربة ككل، والحاجة إلى تعلم الكثير في فترة زمنية قصيرة جدًا.
نموذج للشباب
أصبحتَ نموذجًا مؤثرًا يحتذى به للشباب في الدول العربية ممن يرغبون في التفوق في العلوم والتكنولوجيا. ما هي الأمور التي يجب القيام بها برأيك لتشجيع المزيد من رواد الأعمال العرب الشباب؟
أعتقد أن إحدى القضايا الرئيسية هي الافتقار إلى وجود منظومة تعنى برعاية المواهب الشابة. أدركت مؤسسة قطر هذا التحدي في وقت مبكر وعملت لسنوات عديدة للمساعدة في حله. أعتقد أن الأجيال الشابة تركز الآن بشكل أكبر على المهن العلمية، وأتوقع أن أرى المزيد من المبتكرين الشباب يخرجون من هذا الجزء من العالم.
تأثير «كورونا»
كيف أثرت جائحة كورونا على مشروعك؟
كان تأثير الجائحة على موظفينا وحده كافيًا لزيادة صعوبة عملنا، فقد أصيب نصف طاقم العمل لدينا تقريبًا، وكان من الصعب للغاية إجراء مزيد من الدراسات على الأجهزة المصممة للاستخدام المشترك بين المرضى مثل المحلل العصبي الوعائي للشبكية.
كيف ساعدت المشاركة في برنامج نجوم العلوم في دعم حياتك المهنية؟
كنت سابقًا أوجّه كل جهودي نحو مجال محدد جدًا وأركز فقط على جراحة الأعصاب والعلوم، لكن مشاركتي المستمرة في برنامج نجوم العلوم وسّعت من شبكة علاقاتي مع أشخاص خارج المجال الطبي، مما ساعد في تطوري الشخصي والمهني. أعتقد أن عالم الابتكار رائع جدًا.