سكان الدحيل: نطالب بعلاوة بدل «تناكر» في غياب الصرف الصحي

alarab
تحقيقات 05 مايو 2013 , 12:00ص
الدوحة - محمد سيد أحمد
لا يمكن لأحد أن يتصور أن منطقة تعد داخلة في الحيز الجغرافي لمدينة الدوحة مثل «الدحيل» ما زالت تعاني من غياب أبسط خدمات البنية التحية مثل: الصرف صحي والإنارة وغيرها من الخدمات التي وصلت قبل سنوات إلى مناطق نائية مقارنة بمنطقة الدحيل، «العرب» حاورت مجموعة من أهالي وسكان المنطقة واستمعت لآرائهم ومطالبهم. هنا تعد شكاوى ونداءات سكان «جنوب الدحيل» من وضعية منطقتهم المزرية أمراً متفهماً لدى الجمهور، وقد أجمع الأهالي على أن موازنة مشروع تطوير البنية التحتية لمنطقة الدحيل جاهز منذ سنوات عديدة لكنهم ما زالوا عاجزين عن معرفة الأسباب والأيادي الخفية التي تحول دون تنفيذ مشروع البنية التحتية لهذه المنطقة بالذات، فمن وعود ببدء المشروع في 2010 وانتهائه 2012 إلى الشروع في تنفيذه 2012 واستكماله 2014، تتجدد معاناة سكان منطقة الدحيل الذين وصفوها بأنها منطقة تعيش على هامش الحياة العصرية للمدن، وناشد الجميع الجهات المعنية بتنفيذ مشروع البنية التحتية للمنطقة، وعدم المماطلة في تنفيذه، والكف عن الوعود المعسولة التي ملها الجميع، منوهين في الوقت نفسه بأن الجهات المعنية في البلدية وأشغال زغيرها يتلاعبون بعذابات سكان الدحيل، ولإبراز جانب من المعاناة يكفي أن نأخذ بطلب أحد السكان الذي طالب بصرف علاوة بدل «تناكر» لأنها أصبحت تكلف كل أسرة ميزانية ضخمة قد لا تتوفر لدى الجميع. صالح ناصر الكواري يعتبر أن وضع منطقة جنوب الدحيل لا يزال محيراً فالمناطق المحيطة بجنوب الدحيل كلها تتمتع بجميع الخدمات الأساسية منذ سنوات، أما نحن سكان هذه المنطقة فما زلنا نسعى للحصول على أبسط مقومات الحياة، فالإنارة معدومة من على الشوارع الأمر الذي يجعل خروج الأطفال أو النساء فيها ليلا مخاطرة حقيقية بالحياة، فبالإضافة إلى المخاطر التي يسببها المارة على سلامة الأطفال والنساء تعتبر خطورة دهس السيارات أمراً بالغ الحساسية نظراً لضيق الشوارع وعدم إنارتها، فهذه الشوارع كلها خطرة وتقع عليها بشكل يومي حوادث للأسباب السابقة، أما أم مشاكل سكان المنطقة فهي قضية غياب الصرف الصحي الذي جعل السكان ضيوفاً دائمين على خدمات تناكر البلدية، وحتى التناكر الخصوصية. ولدى سؤالنا للكواري عما إذا كان السكان استفسروا عن أسباب عدم تنفيذ مشروع البنية التحتية من الجهات المعنية أكد أن معظم أصحاب البيوت تقريباً زاروا مقر هيئة أشغال، والمجلس البلدي وكل الذي حصلنا عليه هو الوعود الفارغة، وتضارب الأقوال، ففي أول مرة قالوا إن الخدمات الأساسية ستبدأ في 2010 على أن تنتهي 2012، ولم نرَ أي بادرة لتحقيق هذه الوعود، والحديقة التي تم البدء في أعمال إنشائها خير شاهد على هذا الكلام، فقد كان من المفترض أن تنتهي الأعمال في الحديقة قبل سنة ونصف، إلا أن الأعمال توقفت فجأة وبقيت الحديقة على حالها دون معرفة الأسباب مما يعد تجاهلا واضحاً لسكان هذه المنطقة، ومن المؤسف حقاً أن تكون منطقة تصنف كجزء من مدينة الدوحة ومع ذلك ما زالت تعاني من عدم وجود الخدمات الأساسية التي تعتبر من أبسط حقوق المواطن. وللتأكد من إهمال المنطقة ما عليك إلا أن تذهب معي في جولة لترى أن منطقة جنوب الدحيل خارج دائرة الاهتمام، فهناك شارع شبه رسمي كان يؤدي إلى الشارع الرئيسي اعترضه «دحل» عميق وخطير جداً، وقاموا بوضع سياج على «الدحل» لحماية المارة وكتبوا على بابه «خطر ممنوع الاقتراب» لكن المفارقة المضحكة المبكية أن الباب الذي كتبت عليه هذه العبارة مفتوح على مصراعيه، وأصبح الدحل ملاذاً آمنا للكلاب الضالة، والقوارض، حتى إن أي مجرم يمكن أن يرتكب عملا إجرامياً ويختبئ في هذا المكان المهجور، وقد فاتحنا عضو المجلس البلدي للمنطقة أكثر من مرة حول المشاكل التي تعاني منها المنطقة ووعد بالتحرك لكن الحل لا يبدو في الأفق المنظور. تلاعب المسؤولين بدوره يعبّر السيد عادل الدرويش عن امتعاضه من تلاعب المسؤولين في الجهات المعنية بمعاناة السكان التي تزداد صعوبة يوماً بعد يوم، فمشكلة الصرف الصحي تعتبر أكبر معاناة لسكان هذه المنطقة، لأن الجميع مجبرون على طلب خدمات سيارات الصهريج لشفط مياه الصرف الصحي التي تتجمع كل أسبوع في الخزانات المخصصة لها، لكن المشكلة الكبرى أن السكان أحياناً يحتاجون لخدمات الصهاريج وعندما يتصلون برقم البلدية يجدونه في كثير من الأحيان إما مغلقاً بشكل نهائي، وإما أنه لا يوجد من يرد عليه، وفي حالة ما إذا تم الرد على طلبك فستبدأ معاناة أخرى مع سائقي هذه الصهاريج، فبعضهم لا يعرف المنطقة بشكل جيد مما يحتم على صاحب البيت الرجوع من عمله لجلب سائق الشاحنة إلى المنطقة، فقبل فترة كان سائقو البلدية يعرفون مختلف مناطق الدوحة بشكل جيد ويكفيك أن تتصل وتحدد المنطقة ورقم المنزل لتأتيك سيارة الصهريج وتقوم بشفط مياه المجاري بوجودك أو من دونه، لكن الآن اختلف الوضع مما يزيد المعاناة ويحولها إلى مأساة. وعود فارغة ولفت الدرويش إلى أنه ذهب إلى هيئة الأشغال العامة وقابل المسؤولين واستفسر عن سبب عدم تنفيذ مشروع البنية التحتية الذي خصصت له الدولة ميزانية خاصة به ووعدونا بأن مشروع تطوير خدمات منطقة جنوب الدحيل جاهز وسيبدأ تنفيذه بتاريخ 2010 على أن يكتمل 2012، ونحن الآن في الشهر الخامس من 2013 ولم يبدأ المشروع، ووعدونا مرة أخرى على أن تنطلق أعمال البنية التحتية في 2012 وتنتهي في 2014 وكذلك لم ينفذ هذا الوعد، وباستطاعتكم التأكد من هذا بتصوير اللوحة المثبتة على باب حديقة المنطقة كجزء من المشروع، وبعد مراجعات متكررة والتعلل بوعود متكررة مثل: «إن شاء الله لما ترسى المناقصة على أحد المقاولين سيبدأ المشروع»، لكن حسب ما ظهر لنا من خلال مماطلتهم أصبحنا على قناعة تامة بأن هناك مشكلة غير معلن عنها تحول دون تنفيذ مشروع الخدمات في منطقة جنوب الدحيل، فمن غير المعقول أن يقوم المواطنون بصرف مبالغ هائلة على بناء بيوت سكنية لا تتمتع بأبسط مقومات البنية التحتية، ولو أن رأيتم المنطقة أثناء تساقط الأمطار فسترون مناظر لا يمكن لأحد أن يتخيل وجودها في دولة قطر، ففي تلك الفترة لا يمكن أن تذهب إلى المسجد إلا بواسطة السيارة التي إن أدخلتها إلى الموقف داخل سور المنزل فسيكلفك ذلك تنظيف الموقع والبلاط لما يعلق بعجلات السيارة من الطين والأتربة. أزيلوا معاناة السكان وناشد عادل الدرويش المسؤولين المعنيين بتنفيذ مشروع خدمات البنية التحتية لمنطقة جنوب الدحيل إزالة المعاناة عن المواطنين الذين لا يختلفون عن غيرهم، فالأهالي هنا أصبحوا يفكرون في الذهاب إلى هيأة أشغال ومقابلة مديرها، أو مقابلة الوزير كي يعطينا الحل والكلمة الأخيرة، فإلى متى سنظل نسمع الوعود من هذا المسؤول أو ذاك، فما دامت ميزانية المشروع جاهزة فلم لا يبدأ التنفيذ، وإلى متى سنظل نركض أسبوعياً وراء سائقي التناكر متوسلين لهم كي يساعدونا في سحب مياه الصرف الصحي من البيوت؟ إهمال متعمد أما جابر الكبيسي فلا يبتعد كثيراً ويوضح أن الموضوع لم يعد موضوع ميزانية من غيرها؛ وإنما شعورنا هو موضوع إهمال متعمد لهذه المنطقة وغض الطرف عن معاناة سكانها الذين توجهوا إلى كل الجهات المعنية بتوفير الخدمات الضرورية للسكان، لكن هذه التحركات باءت كلها بالفشل، نتيجة للتلاعب الكبير من قبل المسؤولين الذين لا ندري ما هي مشكلتهم مع هذه المنطقة بالضبط، فبعد الزيارات المتكررة للمسؤولين ومتابعة مسار المشروع تبين لنا أن كل المتعلقات بإنجازه جاهزة منذ فترة طويلة، لما إذن لم ينفذ؟ الله وحده العالم بالأسباب، من كان يصدق أن المنطقة كان المفترض لأن تبدأ أعمال البنية التحتية فيها سنة 2007، لكن المسؤولين قفزوا على منطقتنا شمالا وجنوباً وشرقاً وغرباً، وتركوها كما لو كانت منطقة معدية. وتابع الكبيسي يقول: طلبنا الحصول على حديقة منذ 2006 وإلى اليوم لم يتحقق هذا المطلب البسيط الذي يعتبر من أولى أولويات المواطنين، طالبنا بوجود مجمع تجاري، أو فرع لجمعية الميرة التي غطت مختلف مناطق الوطن القريبة والبعيدة ولم نجد آذاناً صاغية أيضاً، وكل ما نسعى لمعرفته الآن هو: ما مشكلة سكان هذه المنطقة من المواطنين؟ وسؤالي هذا لم أكن أرغب في طرحه لأنه يبدو غريباً بعض الشيء، لكنها الحقيقة، أما ما يتعلق بموضوع الصرف الصحي فبالإضافة إلى ما تفضل به السادة من قبلي أقول إن كاهل المواطن في هذه المنطقة أصبح مثقلا بالمصاريف المتعددة التي لم يعد يطيقها، فسيارات الصهريج تحتاج إلى ميزانية قد لا تتوفر بشكل دائم عند البعض، ناهيك عما تسببه الأمطار من مشاكل لا حصر لها لسكان هذه المنطقة التي لا تتوفر فيها إنارة الطرق حتى الآن وهو شيء مستغرب فعلا في منطقة دخلت في الحيز الجغرافي لمدينة الدوحة التي لا توجد فيها نقطة لم تكتمل فيها البنية التحتية الضرورية، لا بل إن المناطق النائية قد اكتملت في معظمها الخدمات الأساسية، ونحن ما زلنا نركض وراء الحصول على أساسيات الخدمات الإنسانية دون فائدة، من هنا أطال المسؤولون والجهات المعنية الشروع في تنفيذ مشروع البنية التحتية لمنطقة الدحيل لأنهم لو كان تأخير المشروع يفيدهم في شيء فقد آن الأوان لتلك الفائدة أن تفيض عن حاجتهم. معاناة وأي معاناة؟! سعد الغانم يقول في هذا الموضوع: نحن بصراحة كسكان هذه المنطقة نعاني أشد المعاناة من عدم وجود صرف صحي، ومن مخلفات مياه الأمطار التي تجعل شوارع المنطقة شبه مغمورة، لكن يبقى موضوع طلب «التناكر» أمراً مرهقاً لميزانية كل أسرة تعيش في هذه المنطقة، ونطالب بصرف علاوة بدل «تناكر» شهرياً حتى نستطيع مجاراة الحاجة المتزايدة لخدمات تلك الصهاريج، ولكي نتغلب على هذه المشكلة العويصة التي يسببها غياب البنية التحية، وكثرة طلبنا للتناكر لسحب مياه الصرف الصحي لا بد من لفتة حقيقية من طرف الحكومة تجاه سكان هذه المنطقة، لأن المسؤولين في أشغال والمجلس البلدي لم نعد نأمل منهم حل هذه المشكلة، لأن حلها بأيديهم من سنوات والظاهر أنهم ما زالوا يحتفظون به إلى أجل غير مسمى، وهنا أسأل المعنيين بأمر توفير البنية التحتية: ما دمتم توفرون خدمة الصرف الصحي والإنارة والشوارع الفسيحة ذات الاتجاهات المتعددة للمناطق التي يعيش فيها الوافدون، فلم لا توفرونها للمواطنين الذين يئنون تحت وطأة غياب أبسط مقومات المدينة؟ رقم البلدية موقوف ونبّه سعد الغانم إلى أن معاناة سكان الدحيل تزداد كل يوم وتتشعب، فرقم البلدية الذي كنا نتصل عليه لطلب سيارات الصهريج موقوف منذ أسبوع تقريباً مما جعل السكان تحت رحمة سيارات الصهريج الخصوصية الذين يماطلون في الاستجابة لطلبات المواطنين، فهل يضع أحد المسؤولين المشاركين في زيادة معاناتنا نفسه مكان أحد سكان المنطقة ليرى بنفسه حجم المعاناة التي يتسبب بها؟!