«الخيمة الخضراء» تبرز تجارب الاقتصاد الدائري الناجحة

alarab
محليات 05 أبريل 2023 , 12:38ص
حامد سليمان

استعرضت الجلسة السابعة لملتقى الخيمة الخضراء، التي ينظمها برنامج لكل ربيع زهرة عضو مؤسسة قطر، عددا من التجارب والتطبيقات الناجحة في الاقتصاد الدائري من الدول العربية والعالمية، التي أطلقت مبادرات لإعادة الاستخدام وزيادة الاستفادة من المواد والنفايات المهدرة من صناعات مختلفة وإدارتها على النحو الأمثل، خاصة في ظل محاولات خفض انبعاثات الكربون ومكافحة التغيرات المناخية. 
وتناولت الجلسة المنظور الإسلامي للاقتصاد الدائري وأبعاده التنموية، ودور الاقتصاد الدائري في تحقيق الاستدامة، حيث أكد المشاركون في الجلسة ان هناك ممارسات حالية ونماذج مشرفة لدولة قطر في الاقتصاد الدائري، وإعادة تدوير المخلفات في العديد من القطاعات، وخاصة قطاع المقاولات، حيث يتم إعادة تدوير مخلفات المباني، وإطارات السيارات، مشيرين إلى تجربة دولة قطر ونجاحها في إعادة تدوير حوالي 80% من المخلفات في الاستادات الثمانية التي شهدت استضافة بطولة كأس العالم 2022.
وأشاروا إلى ان مفهوم الاقتصاد الدائري يتمثل في تقليل التلوث والنفايات ومواجهة تحديات التغير المناخي وصولا إلى الاستدامة، الأمر الذي يمكن تحقيقه من خلال التحول من نظام الاقتصاد الخطي إلى اقتصاد يعتمد على تحويل النفايات إلى مواد أولية قابلة لإعادة الاستخدام وإعادة التصنيع، والذي نطلق عليه «الاقتصاد الدائري» وعلى الرغم من أن هذا سيتطلب جهودًا كبيرة من الجميع، إلا أنه يجب علينا العمل معًا لتحقيق هذا الهدف المشترك.
ولفتوا إلى ان هناك عدة مرتكزات للاقتصاد الدائري، ألا وهي الاستفادة من الموارد الطبيعية المحدودة، الابتكار وجودة المنتج، فضلا عن توسيع استخدام المنتج إلى أقصى حد، واستعادة المنتجات الثانوية والمخلفات، مشيرين إلى ضرورة الحفاظ على الموارد والبيئة، وإصدار التشريعات المحفزة للاستثمار الدائري والصناعات الخضراء، وخاصة وأن الاقتصاد الدائري يساهم في الاستدامة الاقتصادية والتوفير في التكاليف.
وأكدوا دور الاقتصاد الدائري في مواجهة التغييرات المناخية منذ الثورة الصناعية الرابعة، لاسيما وان العالم قد شهد نموا اقتصاديا وسكانيا متزايدا، مما أحدث ضغوطات كبيرة على البيئة ونمط الحياة، وبالتالي شهد كوكب الأرض، توليد كميات هائلة من المخلفات والانبعاثات التي سببت اضرارا اجتماعية واقتصادية وبيئية مركبة، الأمر الذي يضع العالم امام تحدي كبير جراء زيادة كميات النفايات. 
وطالبوا بضرورة زيادة التوعية وتعزيز ثقافة فرز النفايات بين الأجيال الناشئة وطلاب المدارس، إضافة إلى تأهيل المعلمين والطلاب من خلال وضع مناهج لطلاب المدارس في جميع المراحل الدراسية، الامر الذي يساهم في زيادة التوعية بضرورة إعادة التدوير والعمل على تخفيض الاستهلاك، وبهذا سنكون نموذجا يحتذى به في المحافظة على الموارد وإعادة استخدامها مرة أخرى. 
وبينوا أن الاقتصاد الخطي ينجم عنه بعض المخلفات التي لها آثار سلبية على الاقتصاد والبيئة والمجتمع مثل النفايات الصلبة والغازية، بينما الاقتصاد الدائري يرتكز على ثلاثة مبادئ ألا وهي الاستفادة من الموارد المحدودة على الوجه الأمثل، وتوسيع استخدام المنتج إلى اقصى حد واستعادة المنتجات الثانوية والمخلفات، منوهين إلى أن هناك علاقة عكسية بين الاقتصاد الدائري والتدهور البيئي، أي انه كلما زاد نمو الاقتصاد الدائري قل التدهور البيئي، وقلت معه أيضا التحديات الاجتماعية، مما يؤكد ضرورة الحاجة لتغيير نمط العيش والاستهلاك والذي بات أمرا ملحا.
وأكد الدكتور سيف الحجري رئيس برنامج لكل ربيع زهرة، على اهمية الدور الذي يلعبه الاقتصاد في كل الأمم، لافتا إلى أن هناك تجارب مستجدة بدأت منذ فجر الاسلام في كيفية التعامل مع الاقتصاد وقضايا البيئة والعدل واحترام كل المنظومة التي تشترك في الاقتصاد العادل الآمن لجميع الناس، وهناك أيضا نمط من الاقتصاد الأخضر أو الدائري الذي يحاول تعديل الخطط السابقة وللوصل إلى أمن البيئة وراحة الإنسان. 
وأشار إلى أن دولة قطر سوف تنظم «مؤتمر ومعرض قطر للمسؤولية الاجتماعية» الذي تنطلق أعماله في جامعة قطر خلال الفترة من 16 حتي 18 مايو المقبل، والذي يركز ضمن القضايا التي سيناقشها على قضايا البيئة والاقتصاد الدائري.
بدوره تطرق فضيلة الأستاذ الدكتور علي محيي الدين القره داغي، إلى المنظور الإسلامي للاقتصاد الدائري، ودوره في الحد من الفجوة بين الفقير والغني وتوزيع الموارد الاقتصادية بطريقة منصفة، منوها إلى أن الاقتصاد الدائري يستند إلى مبادئ العدالة الاجتماعية والتعاون والتضامن، ويتمحور حول أهمية إعادة التدوير وإعادة استخدام الموارد بطريقة رشيدة، ويشمل التعاون الاقتصادي بين الأفراد والمجتمعات والدول، وإعادة التدوير وإعادة الاستخدام للموارد الاقتصادية. وأشار إلى ضرورة التحكم في الإنتاج المادي بما يتوافق مع مستوى الاستهلاك الحقيقي، ومواجهة التغييرات البيئية والاقتصادية والاجتماعية التي تؤثر على حياة الناس، مع ضرورة التركيز على إنتاج مواد صديقة للبيئة، لا تلحق الضرر بالناس أو تسبب التلوث. 
وأوضح أن هناك أكثر من 300 آية حرمت الفساد وإضاعة المال، مشيرا إلى أن حجم المستهلكات التي لا تستخدم تصل إلى مليارات، ولذلك حثنا الرسول الكريم على ضرورة الاستفادة من الأمور المستهلكة، فمثلا الماء غير الصالح للشرب، يمكن معالجته ليصبح قابلا للاستعمال في الزراعة، اي أنه يمكن تحويل الأشياء ة للاستخدام عن طريق إزالة الأضرار، ولذلك يجب إعادة النظر في إعادة التدوير للحفاظ على الموارد البيئية.