وزير الثقافة: دار الكتب القطرية منارة للمعرفة في وجدان الأجيال

alarab
المزيد 05 مارس 2025 , 01:23ص
محمد عابد

أصدرت وزارة الثقافة، كتاباً جديداً بعنوان «دار الكتب القطرية.. أول مكتبة وطنية في الخليج»، يوثق مسيرة الدار منذ بواكير النشأة، وحتى إعادة تدشينها في حُلة جديدة، مروراً بمختلف مراحل تطورها.
ووصف سعادة الشيخ عبد الرحمن بن حمد آل ثاني، وزير الثقافة، دار الكتب القطرية في كلمته التي تصدرت الكتاب بأنها رافد من روافد الفكر والآداب، «فهي واحدة من أبرز المكتبات في منطقة الخليج العربي، بريادتها في إعلاء منزلة الكتاب ونشره في المجتمع وحفظ التراث الفكري والأدبي».
وقال سعادته إن «الدار مثلت منذ تأسيسها حاضنة للقراء والمثقفين والكتّاب والباحثين في دولة قطر، واستمدت من شغف القطريين واهتمامهم بالكتاب منذ القديم أساس وجودها وإشعاعها، فقد نال الكتاب حظوة كبيرة في جميع مراحل التاريخ القطري باعتباره مفتاحا من مفاتيح العلوم، ووسيلة من وسائل حفظ آثار الأجيال وأفكارهم وآدابهم وعاداتهم وتقاليدهم، وجسرا تعبر منه وإليه الثقافات فيرسخ مبدأ التعارف بين القطريين وغيرهم من شعوب العالم».
وأضاف وزير الثقافة أن دار الكتب القطرية ظلت في وجدان الأجيال المتعاقبة منارة للمعرفة، وحفرت في الذاكرة الجماعية ذلك الحبل المتين بين أجيال المثقفين القطريين السّابقين مثلما ستكون نبراسًا لمثقّفي المستقبل.
وأشار سعادته إلى أنه إذا كان للثقافة دور في تنمية أسلوب التفكير وتهذيب الخلق وتوسيع آفاق الإدراك فإن تغيير السّلوك هو من أساسيّات الثقافة والمعرفة. وأكد سعادة الوزير أن نشر هذا الكتاب يتزامن مع دخول دار الكتب القطرية مرحلة جديدة بإعادة افتتاحها وتطوير خدماتها وتحديث وسائلها لتبقى محافظة على طراز عمارتها ودورها في توطين الكتاب بدولة قطر، ليكون الكتاب حجر أساس الثقافة.

نشر المعارف
ويلقي الكتاب الضوء على جهود حكام قطر وشيوخها في نشر المعارف والآداب، ونشر أمهات الكتب، وإنشاء المدارس والمكتبات، ومنها جهود الشيخ جاسم بن حمد بن عبدالله آل ثاني رحمه الله والذي شغل منصف وزير المعارف عام 1957 ليشهد التعليم على يديه مسارا جديدا في المأسسة والتطوير وليكون التعليم رافدا رئيسيا من روافد بناء الشخصية القطرية، وفي عهده تم دعم مسار النهضة الثقافية والتعليمية على السواء لإيمانه بدور المعرفة في تطوير أساليب التعليم ودور التعليم في نشر المعارف وتغذية العقول لذلك ساهم في توطين الكتاب فشملت جهوده إلحاق المكتبة العامة بوزارة المعارف لتصبح دار المعارف العامة ولتؤسس دار الكتب القطرية.
كما يظهر الكتاب جهود الشيخ علي بن عبد الله آل ثاني، طيب الله ثراه، في رعاية حركة النشر على نفقته، وتوجيهه بتأسيس مكتبة وطنية، والتي شكلت نواة لدار الكتب القطرية ونشره أكثر من 90 كتابا في مختلف العلوم الدينية والأدبية والفكرية، كما حرص على المخطوطات والكتب النادرة لإثراء رصيد الدار والمكتبة العربية أيضا.
كما يلقي الكتاب الضوء على إسهامات دار الكتب القطرية في نشر الثقافة في المجتمع القطري، من خلال المحاضرات والندوات، حيث كان الجمهور يلتقي مع كبار المثقفين والمفكرين، مما يترك أثراً إيجابياً على حركة النشر في دولة قطر، علاوة على ما ساهمت به الدار في تعزيز تلك الحركة، ونشر بعض مقتنياتها من الكتب التراثية على نفقة الشيوخ، بجانب تجميع نسخ من الإنتاج الفكري القطري المطبوع محلياً وخارجياً، ليكون بين أيدي الباحثين.