«العرب» ترصد أجواء أول أسابيع الشهر الفضيل في السوق.. أيام وليالي «واقف» الرمضانية: سياحة وتجارة.. عادات ونكهات

alarab
الملاحق 05 مارس 2025 , 01:27ص
يوسف بوزية

رصدت «العرب» رواج الحركة التجارية في محلات سوق واقف خلال الأيام الأولى من شهر رمضان المبارك، وسط انتعاش حركة بيع التوابل والحلويات والمكسرات والأواني المنزلية بنسبة 40%، كما يؤكد أصحاب العديد من المحلات، مبينين توافر كافة احتياجات الزبائن وتعدد وتنوع الخيارات أمامهم بأسعار تنافسية. 

وانتعشت حركة المطاعم والمقاهي المفتوحة في السوق حيث ازدحمت عشرات المقاهي والمطاعم والمحال التجارية بالزبائن في ظل ارتفاع نسبة رواد السوق وزيادة حركة البيع والشراء لدى العديد من المحلات بما فيها محلات العطور والاكسسوارات بمختلف اصنافها الرجالية والنسائية.
كما شهدت محلات الحلويات اقبالا كبيرا حيث تراوح سعر كيلو الشيكولاتة ما بين 80 و300 ريال وذلك حسب النوع والجودة، أما المكسرات فتتفاوت بين 60 و 280 ريالا، وهناك الحلوى القطرية والرهش تتراوح بين 90 و200 ريال، وأكد تجار وعاملون في محلات سوق واقف للشرق وجود إقبال كبير على محلات الحلويات والمكسرات، وأشاروا إلى أنهم قاموا باستيراد مستلزمات محلاتهم من عدة دول، من بينها لبنان وتركيا وإيران والهند وأمريكا، الأمر الذي ساهم في تعدد الخيارات والبدائل أمام الزبائن.

المقاهي الشعبية
وتعد المقاهي الشعبية أو مقاهي الكوفي شوب ذات العلامات التجارية المعروفة العاملة في السوق من الأماكن التي تستقطب المواطنين والمقيمين من الشباب وكبار السن، كما أكد فاضل الكعبي، مبينا ان رواد سوق واقف يعتبرون المقاهي مكانا لتلاقيهم في شهر رمضان، سواء بشكل يومي أو بين فترة وأخرى والذين يرتادونها خصوصا في أيام الاجازات، ويأتي شهر رمضان المبارك والذي يجمع شمل الكثيرين ليزيد الاقبال على هذه المقاهي حيث تشهد حاليا اقبالاً كبيراً لما توفره المقاهي من العديد من انواع القهوة والمشروبات الطازجة والغازية والحلويات والمعجنات بكافة أنواعها وبعض المأكولات بأسعار مختلفة.
وأضاف الكعبي أن المقاھي الشعبیة هي أحد المرافق التراثیة الترفیھیة والترویحیة في سوق واقف وملتقى یحمل خصوصیة لدى رواد المكان، وملاذا هادئاً لیس للرعیل الأول من كبار السن، والمتقاعدین فحسب، بل للشباب والعائلات أيضاً، حيث يعزز أطر التواصل والتكافل والترابط بین أفراد المجتمع والأسرة الواحدة من خلال اللقاءات والتجمعات والاستمتاع بأوقات الفراغ بما توفره من أجواء ممیزة وخصوصا خلال أیام العید.

وجهة تراثية
وأكد «عبدالله» بائع في محل أزياء نسائية ان السوق هو أحد الأماكن المهمة في دولة قطر التي شهدت ازدهارا كبيرا طوال الفترة الماضية بفضل توافد أعداد كبيرة من السياح خاصة على محلات سوق واقف، مشيراً إلى أن السوق يمثل إحدى الوجهات المفضلة للزائرين خلال شهر رمضان المبارك لما يتميز به من وجود محلات تناسب مختلف الفئات والأذواق بأسعار مناسبة، مؤكدا انهم يسعون دائماً من أجل الارتقاء للأفضل من خلال تقديم أجود الخامات لضيوف قطر.

هدايا تذكارية
وأكد أرمان بائع في محل تحف وهدايا أن السوق يشهد حركة في البيع والشراء طوال موسم رمضان ويتضمن مجموعة من أفضل الهدايا التذكارية والتراثية في قطر، مشيراً الى ان العديد من الزائرين الأجانب يحبون اقتناء الهدايا التذكارية والتحف التراثية بأسعار تناسب الجميع، مؤكدا أن السوق يعزز التواصل والترابط بين الثقافات في الشهر الفضيل من خلال اللقاءات اليومية وهو مقصد الكثير من السياح ويحتضن الكثير من أصحاب المهن البسيطة والبضائع التراثية الجميلة التي تستهوي الزائرين.

زبائن طوال الشهر
من جهته، أشاد «علي» بالأجواء التي تميز السوق طوال ايام الشهر الفضيل خاصة أن الاسعار مناسبة مقارنة بأسعار المحلات في أماكن سياحية أخرى. وأكد ان الاقبال على سوق واقف يستمر طوال أيام الشهر الفضيل الى ما بعد عيد الفطر المبارك. وأوضح نبيل أمين، مشرف بأحد محلات السوق ان الأخيرة استعدت بشكل كبير لاستقبال زبائنها طوال أيام شهر رمضان المبارك، مشيراً إلى أن عملهم في رمضان والأعياد ينتعش ضعف الأيام العادية نظراً لزيادة الإقبال على كافة محلات سوق واقف بشكل عام، وهو ما يتوجب عليهم الاستعداد الجيد لاستقبال الزبائن من مختلف الفئات والجنسيات، مؤكدا استمرار انتعاش السوق نظراً للعدد الكبير الذي يجذبه من العائلات القطرية والمقيمين والسياح من العالم.
وأضاف إن سوق واقف يعد أحد الأماكن المهمة في دولة قطر التي يستمتع الناس به خلال زيارتهم والتجول فيه، خصوصاً في أيام الأجواء المعتدلة والمناسبات الوطنية لما يتميز به من مقاه تراثية ذات أجواء مميزة تناسب العائلات فضلاً عن الكافيتريات والمطاعم الحديثة، مشيراً إلى أنهم يسعون دائماً من أجل الارتقاء للأفضل من خلال تقديم افضل الخدمات.

انتعاش كبير
وقال محمد الجوهر، مشرف مبيعات في أحد محال سيوف الجوهر في السوق ان حركة البيع في موسم رمضان تشهد انتعاشاً ملحوظاً مقارنة بالأيام العادية، خصوصاً مع تزايد إقبال المواطنين والمقيمين على السوق وزيادة عدد السياح الذين يزورون الدوحة بشكل عام، لافتاً إلى أنه وفي ظل استمرار اعتدال الأجواء يستمر حضور السياح بشكل عام والراغبين باقتناء الأدوات التراثية بما فيها السيوف العربية القديمة.. مشيراً إلى أن هذه الفعاليات من شأنها تحريك معدل المبيعات وجذب الزوار.. لافتاً إلى الإقبال من قبل غير المواطنين بالإضافة إلى الأسر القطرية والمقيمين، ما يؤدي إلى رفع نسبة المبيعات بنسبة كبيرة تعوض فترة الركود التي تميز اشهر الصيف.
وقال مظهر الخزاعي بائع بأحد المحلات إن نسب الإقبال التي تشهدها المحلات خلال شهر رمضان سجلت مستويات تخطت الطبيعي بنحو 30%، مبينا أنهم دائماً ما يستعدون لمثل هذه المواسم سواء شهر رمضان المبارك أو الأعياد بتوفير نوعيات مختلفة من العود الأصلي الذي يستخدمه المواطنون في منازلهم ومجالسهم، والذي يتم جلبه من الهند وميانمار وماليزيا، لافتاً إلى أن الأسعار لا تشهد أي زيادة خلال هذه المواسم حيث يُباع العود البورمي والذي يعد أغلى الأنواع بسعر 350 ريالاً، والكلاكاسي الهندي بـ 200، والموروي الهندي بـ 150 ريالاً، وأخيراً الماليزي بـ 100 ريال للتولة.

فضاء الذكريات
ويرى نبيل العمودي أن سوق واقف فضاء جميل مليء بالذكريات والحكايات البسيطة، كما يعزز التواصل والترابط من خلال اللقاءات اليومية، وهو ملاذ الكثير من الناس، ويحتضن الكثير من أصحاب المهن البسيطة والبضائع التراثية الجميلة، وأشار إلى أن السوق كان أكثر بساطة وأقل صخباً، وطاله العمران الحديث فامتلأ بالمطاعم وفنادق الخمس نجوم معتبراً أن كبار السن من أصحاب المحلات القديمة لا يشتغلون في السوق بقدر ما «يعيشون» فيه منذ أكثر من 50 عاماً، ولا أحد من هؤلاء التجار يستغني عن ألفة هذه المحلات والسكك والأزقة وألفة المكان.
ووافقه الرأي في هذا الإطار السيد عبدالسلام العمادي، والذي يشهد محله زيادة في حركة البيع مع تزايد إقبال رواد السوق الذين أصبح السوق وجهتهم المفضلة بما يتضمنه من محلات الملابس والحرف اليدوية والعديد من المحال التراثية والمقاهي الشعبية.

وجهة أساسية

يمثل سوق واقف أحد أكثر الأماكن التراثية ارتباطاً بالماضي الأصيل لما له من خصوصية في أجوائه ومعالمه ومحلاته التي حافظت على موروث الخليج الجميل، بما فيها محلات الفضة، وأدوات الصيد، مجسمات السفن وأدوات التراث العربي القديم بشكل عام، ولا سيما أدوات استخراج اللؤلؤ من المحار التي برع فيها الأجداد، وكانت مصدر رزق العديد من الأسر في قطر والخليج العربي.