

خبراء لـ «العرب»: تعدد الخيارات يمنع المغالاة في الأسعار
شهدت أسعار السلع في الأسواق تراجعا ملحوظا خلال شهر يناير الماضي، وفقا لبيانات جهاز التخطيط والإحصاء، الذي أعلن انخفاض الرقم القياسي لأسعار المستهلك بنسبة 2.6% خلال شهر يناير مقارنة بشهر ديسمبر 2022.
جهاز التخطيط والإحصاء كشف عن ان الرقم القياسي لأسعار المستهلك لشهر يناير بلغ 105.40 نقطة بانخفاض نسبته 2.6% مقارنة مع الشهر السابق ديسمبر 2022، بعد ان تراجعت أسعار 6 مجموعات، هي مجموعة الترفيه والثقافة بنسبة 17.18%، تلتها مجموعة المطاعم والفنادق بنسبة 6.24%، ومجموعة الأثاث والأجهزة المنزلية بنسبة 1.39%، ومجموعة الاتصالات بنسبة 0.83%، ومجموعة الملابس والأحذية بنسبة 0.55%، ومجموعة السكن والماء والكهرباء والغاز وأنواع الوقود الأخرى بنسبة 0.11%.
في المقابل حدث ارتفاع في مجموعة التعليم بنسبة 3.12%، تلتها مجموعة الصحة بنسبة 1.41%، ومجموعة السلع والخدمات الأخرى بنسبة 1.04%، ومجموعة النقل بنسبة 0.58%، ومجموعة الغذاء والمشروبات بنسبة 0.11%، ولم يحدث أي تغيير في مجموعة التبغ مقارنة مع الشهر السابق.
أسعار مناسبة
وكشف مستهلكون وخبراء اقتصاد عن أن تعدد الخيارات امام المستهلكين في أسواق قطر يتيح الحصول على السلع بأسعار مناسبة لكافة المستهلكين، وأن السوق مفتوح أمام جميع السلع من كافة أنحاء العالم بدون أي قيود، مما يعدد الخيارات أمام المستهلك بعيدا عن المغالاة في الأسعار.
السيد عبد العزيز العمادي نائب رئيس غرفة التجارة والصناعة الأسبق يؤكد أن التباين في أسعار السلع في الأسواق ليس كبيرا، ولا يمكن أن يطلق عليه تفاوت كبير، لأن أغلبية الأسعار متقاربة، والاختلاف بسيط ويكون بين المحلات الكبيرة مثل الميرة والهايبر ماركت وبين المحلات الصغيرة، أما الاسواق الشعبية فالأسعار اقل من نظيرتها بالفعل، على أساس خفض تكاليف النقل التي تساهم في ارتفاع الأسعار، إضافة إلى الشراء بالجملة الذي يوفر أسعارا منخفضة.
يضيف إن المبادرات التي تعلنها المحلات الكبيرة والمجمعات التجارية العملاقة تساهم بلا شك في توفير السلع بأسعار مناسبة، بل ومنخفضة عن نظيرتها في الأسواق الأخرى، حيث تحرص هذه الشركات على الاحتفال بشهر رمضان الكريم مع مستهلكيها من خلال التخفيضات الواسعة التي تنفذها على جميع السلع التي تبيعها، حيث تعتبرها فرصة لزيادة المبيعات خلال تلك الفترة.
ويشدد العمادي على دور وزارة التجارة والصناعة في ضبط الاسواق وهو ما تقوم به حاليا بصورة جيدة، لأنه من الصعب السيطرة على كافة الأسواق والمحلات، لذلك فإن المستهلك يقع عليه عبء كبير في المساهمة في تحقيق الرقابة على الأسواق من خلال التعاون مع إدارة حماية المستهلك، والإبلاغ عن مخالفات أو خروج عن القانون، فالدولة تسعى إلى حصول المستهلك على كافة السلع والخدمات بأسعار غير مبالغ فيها وفي متناول الجميع.
تكثيف الحملات
من جانب آخر طالب عدد من المستهلكين بتكثيف الحملات وتدخل وزارة التجارة لضبط الأسعار خلال الفترة القادمة، مع زيادة استهلاك المواد الغذائية مع اقتراب شهر رمضان الكريم، مشيرين إلى الدور الكبير الذي تقوم به الوزارة للرقابة على الأسعار طوال العام في ظل ارتفاع معدلات الاستهلاك، وانتشار الاسواق في كافة مناطق الدولة.
احمد الخلف رئيس أكبر شركة مواد غذائية في قطر يؤكد أن السوق مفتوح امام كافة أنواع السلع ومنها السلع الغذائية ذات الرفاهية والاسعار العالية، بجانب الأسعار العادية في المحلات والسوبر ماركت الكبرى، وإذا كان هناك اختلاف في الأسعار سيكون بسيطا، لان غالبية المستهلكين يجب أن تدرك ان هناك فرقا بين الشراء من الهايبر ماركت مثل اللولو وكارفور، وبين المحلات والسوبر ماركت الصغيرة، فمن المؤكد أن أسعار المحلات الصغيرة ستكون اعلى، لذلك يتجه اغلبية المستهلكين إلى المحلات الكبيرة للحصول على العروض السعرية التي تقدمها.
يضيف ان الأسعار في الأسواق تناسب جميع المستهلكين بدون استثناء، فليست هناك زيادة ملحوظة في الأسعار خلال الفترة الحالية مع قدوم شهر رمضان، فأسعار الخضراوات والفواكه مثلا تخضع للتسعيرة التي تعلنها وزارة التجارة يوميا، وإذا كانت هناك زيادة في الأسعار فإنها لا تكون مستمرة، ولكنها سرعان ما تتراجع مرة ثانية، والدليل أن أسعار الخضروات والفواكه ثابتة، وتتحرك في نطاق ضيق منذ عدة سنوات.
يضيف أن معظم الشركات ومحلات السوبر ماركت الكبرى تقوم حاليا بعروض على السلع الغذائية، باعتبار أن هناك إقبالا على هذه السلع في الوقت الحالي استعدادا لشهر رمضان المبارك، وبالتالي فإن الخيارات عديدة أمام المستهلك، خاصة وأن هناك أسواقا تبيع بأسعار منخفضة.