وزير الخارجية السعودي يبحث مع نظيره الأمريكي عدداً من القضايا الإقليمية

alarab
حول العالم 05 مارس 2015 , 10:45م
الرياض - قنا
بحث وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل مع نظيره الأمريكي جون كيري، اليوم، العلاقات الثنائية بين البلدين وسبل دعمها وتعزيزها، إلى جانب عدد من الملفات والقضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.

ووصف الأمير سعود الفيصل - في مؤتمر صحافي عقب اللقاء - مباحثاته مع كيري بـ" المثمرة والبناءة"، لما اتسمت به من عمق وشفافية، ولما تناولته من قطاع عريض من الموضوعات الخاصة بالعلاقات الثنائية بين البلدين، إضافة إلى بحث القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.

وبشأن الوضع في اليمن قال وزير الخارجية السعودي إن المملكة تؤكد مجدداً أهمية استئناف العملية السياسية في اليمن، وفقا لمرجعية المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية، ومخرجات الحوار الوطني اليمني، وأهمية مساعدة الشعب اليمني الشقيق للخروج من محنته جراء هذه الأحداث الخطيرة، بما يحافظ على أمن اليمن واستقراره ووحدته، واستقرار المنطقة.

ولفت - في جانب آخر من حديثه - النظر إلى أن اجتماعه مع كيري ناقش جهود التحالف الدولي القائم لمحاربة الإرهاب وتنظيم "داعش" خاصةً، بما في ذلك الإجراءات القائمة لمحاربة التنظيم ومكافحته من الجوانب العسكرية والأمنية والفكرية كافة وتجفيف موارده المالية، مشيراً إلى أن المملكة تؤكد أهمية هذا التحالف لمحاربة التنظيم في العراق وسوريا، وترى في الوقت ذاته أهمية توفير السبل العسكرية اللازمة لمواجهة هذا التحدي على الأرض، وأن تكتسي هذه الحملة منظورا استراتيجيا شاملا يحارب الإرهاب أينما وجد وأيا كانت التنظيمات التي تقف وراءه، للقضاء على الإرهاب من جذوره.

وبشأن الملف النووي الإيراني أكد الأمير سعود الفيصل أن السعودية تثمن جهود مجموعة دول 5 + 1 من واقع حرصها على حل الملف بالطرق السلمية، بغية الوصول إلى اتفاق ناجح يبدد الشكوك المحيطة به كافة، ويضمن عدم تحوله إلى برنامج عسكري يهدد المنطقة والعالم، مؤيدة موقف هذه المجموعة في السعي نحو وضع نظام تفتيش دولي صارم يتم التأكد بموجبه من عدم سعي إيران لصنع - أو امتلاك - أسلحة نووية، مع ضمان حق إيران ودول المنطقة كافة في الاستخدام السلمي للطاقة النووية، وفق معايير الوكالة الدولية للطاقة الذرية وتحت إشرافها.

وعن الأزمة السورية قال وزير الخارجية السعودي: "مع دخول الأزمة عامها الرابع أعتقد أننا جميعا لمسنا أن استمرار هذه الأزمة لم يُفضِ فقط إلى تدمير سوريا وتشتيت شعبها وتعميق معاناته الإنسانية؛ بل أدى إلى جعل البلاد ملاذا آمنا للتنظيمات الإرهابية وبمباركة من بشار الأسد فاقد الشرعية، مع ما ينطوي عليه ذلك من تهديد لسوريا والمنطقة والعالم، وهو الأمر الذي يحثنا على تكثيف الجهود لتشجيع المعارضة المعتدلة بكل ما تحتاجه من عتاد وتدريب لمواجهة إرهاب الأسد والتنظيمات الإرهابية، وطرد المحتل الأجنبي من أراضيه، مع تأكيد - في الوقت ذاته - أن بلوغ الحل السلمي القائم على مؤتمر جنيف 1 يتطلب تحقيق التوازن العسكري على الأرض".

وأردف الأمير سعود الفيصل قائلا: "ناقشنا عملية السلام في الشرق الأوسط في إطار الجهود التي قامت بها الولايات المتحدة مؤخراً لإحياء مفاوضات السلام، لبلوغ الحل العادل والدائم والشامل للنزاع، وهي الجهود التي حظيت بمؤازرة العرب والفلسطينيين، وبمباركة من جامعة الدول العربية"، مؤكداً أن رؤية المملكة العربية السعودية تجاه الحل المنشود تظل مستندة على مبادئ الشرعية الدولية وقراراتها ومبادرة السلام العربية، الهادفة إلى قيام الدولة الفلسطينية المستقلة والقابلة للحياة
من جانبه، وأكد وزير الخارجية الأمريكي جون كيري أن بلاده تدرك أن الشراكة مع دول الخليج ضرورية جداً لمواجهة عدد من التحديات العاجلة، مشددا على ضرورة الاتصال الوثيق بينهما، لاسيما في هذه الأوقات الصعبة.

وفي سياق متصل قال وزير الخارجية الأمريكي إن نتائج مفاوضات الملف النووي الإيراني ستعالج الكثير من القضايا، وستخفف من حدة التوتر والعقبات أمام الأمن الإقليمي، وستخفف الضغط في السباق للتسلح النووي، ستعزز من نظام عدم انتشار الأسلحة النووية مثلما ستعزز فرص السلام هنا وفي أماكن أخرى، مشيراً إلى أن سبب الزيارة إطلاع شركائهم في دول الخليج على آخر التطورات منذ أن بدأت المفاوضات.

واستطرد قائلا إنه تم تحقيق بعض النجاحات مع وجود بعض الفجوات الجدية التي يجب حلها، لافتا النظر إلى أنه لا يعلم - حتى الآن - متى سيتم التوصل إلى هذا الغرض. وأكد أن الولايات المتحدة ستبقى ملتزمة تماماً بمعالجة جميع القضايا العالقة مع إيران، بما في ذلك دعمها للإرهاب.

وقال الأمير سعود الفيصل من جهته: "نحن قلقون بالقدر نفسه حول طبيعة أعمال إيران في المنطقة، التي تعد من أهم عناصر زرع عدم الاستقرار في المنطقة"، مشيرا إلى تدخل إيران في "سوريا ولبنان واليمن والعراق، وربما في مناطق أخرى".

وشدد وزير الخارجية السعودي على أنه يجب لهذه الإجراءات أن تتوقف إذا ما أرادت إيران أن تكون جزءا من الحل في المنطقة، وليست جزءا من المشكلة.

وفي ما يتعلق بالأزمة اليمنية أكد وزير الخارجية الأمريكي أن الولايات المتحدة ودول الخليج تدرك أهمية أن تنسق جميع الأطراف السياسية باليمن فيما بينها، خاصة بالنسبة للحوثيين، وأن يتفقوا على حل سلمي توافقي على أساس مبادرة مجلس التعاون الخليجي ومخرجات الحوار الوطني.

وحول دور دول مجلس التعاون الخليجي عن التعنت الحوثي في اليمن أوضح سمو الأمير سعود الفيصل أن دول الخليج بادرت في اتخاذ إجراءاتها بهذا الشأن، منذ أن حصل الانقلاب الحوثي على الحكومة اليمنية واحتجز الرئيس والشرعية، لافتا سموه النظر إلى الانتباه إلى أن دول الخليج تؤكد الشرعية في اليمن، وأنها الطريق الوحيد لسلامته، وأن دول الخليج سعيدة بمجيء الرئيس اليمني إلى اليمن الجنوبي والتصريحات التي أعلنها من هناك ما يؤكد الشرعية وعدم قبول أي من الإجراءات التي اتخذها الانقلابيون الحوثيون.

وأكد أن السعودية ودول مجلس التعاون الخليجي والأمين العام لمجلس التعاون وسفراء دول المجلس مؤيدون لموقف الرئيس اليمني، وأن إعلانه لعقد اجتماع الأطراف اليمنية خارج اليمن، وهو غالبا في المملكة ونوافق ذلك، وسنستعين بما ورد في مبادرة الخليج ومساعدته في إعادة ترتيب أوضاع اليمن.

وفي السياق نفسه أكد جون كيري أهمية جعل دول الخليج أكثر أمانا من نشاطات إيران التي تعترض عليها الولايات المتحدة ودول المنطقة وغيرها، التي تبدأ من خلال الحيلولة دون امتلاكها للأسلحة النووية، مشيرا إلى أن ذلك يأتي في خطوة أولى، وهي تأكد عدم حصول ذلك.

وقال كيري: "إن شيئا لم يتغير فيما يتعلق بالتزامنا المشترك أن نقف في وجه أي نوع من التدخل على الآخر، أو أي انتهاك للقانون الدولي أو دعم للإرهاب"، لافتا النظر إلى الانتباه إلى أن إيران ترعى الإرهاب، لذا فإن الجهود ستستمر من أجل ذلك.

ودعا وزير الخارجية الأمريكي دول مجلس التعاون الخليجي إلى الحضور لواشنطن خلال الشهر القادم أو الشهرين القادمين للاستمرار في مراجعة الجهود التعاونية والإجراءات التي يمكن أن تُتَّخَذ في مجال الأمن والتعاون، قائلا: "نحن متفقون أن المهمة طويلة وصعبة ولن تحل - أو تحدد - خلال اتفاقية واحدة".