

مع انطلاق موسم الانتقالات الشتوية للكرة القطرية منذ الجمعة الماضي، والذي يستمر حتى نهاية الشهر الجاري، بدأت معظم الأندية في العمل على تدعيم صفوفها، سواء على مستوى المحترفين الأجانب أم القطريين، ويبدو تركيز عدد كبير من الأندية على جذب وجلب المحترفين القطريين المميزين، لا سيما وهناك عدد كبير من اللاعبين القطريين يتمتعون بالموهبة والمستوى المرتفع.
ويعتبر الوكرة من أكثر الفرق استفادة من فترة الانتقالات سواء الصيفية أو الشتوية، رغم أن الوكرة يعتبر من الأندية التي تحقق نجاحات كبيرة في تفريخ وكشف المواهب الجديدة، ولعل وجود عدد كبير من الأسماء الوكراوية المتألقة في عدد من الأندية الأخرى ضمن الصفقات التبادلية دليل على ذلك.
وخلال الانتقالات الشتوية الحالية انضم صلاح زكريا حارس المرمى الوكراوي الذي كان معاراً للغرافة، إلى صفوف الدحيل مع زميله علي مال الله، وشارك صلاح زكريا مع الدحيل في أولى مباريات الفريق بالقسم الثاني أمام أم صلال في الجولة الثانية عشرة.
وفي المقابل ومع انتقال صلاح زكريا وعلي مال الله للدحيل، استفاد الوكرة كثيراً من هذه الصفقة، بحصوله على خدمات 3 لاعبين مميزين، في مقدمتهم الظهير الأيمن مراد ناجي (ابن الدحيل) والذي أصبح وكراوياً، بالإضافة إلى حارس المرمى المتألق سعود الخاطر، والنجم الموهوب خالد منير، وهما من أبناء الدحيل وانتقلا بشكل نهائي إلى الوكرة، الذي بات المستفيد من هذه الصفقة بضمه 3 لاعبين بشكل نهائي، هم مراد ناجي وسعود الخاطر وخالد منير، مقابل إعارة الثنائي زكريا وعلي مال الله إلى صفوف الدحيل.
هذه الصفقة إنما تؤكد على أن الوكرة لا يفرط في أبنائه ولاعبيه وفي مواهبه، وهو يحقق استفادة مزدوجة من الصفقات التبادلية ومن الإعارات، فمن ناحية يحصل على عدد أكبر من اللاعبين الذين يحتاجهم في كثير من المراكز، وفي نفس الوقت يمنح بعض لاعبيه وأصحاب المواهب الفرصة للعب في أندية أخرى، لا سيما الأندية المنافسة على اللقب مثل الدحيل.
وعقد الصفقات التبادلية مهم لعدد كبير من الأندية، لا سيما الوكرة الذي ربما يعاني بسبب الموارد المالية مقارنة بأندية وفرق أخرى، وهذه الصفقات التبادلية تحقق المنفعة الفنية والمادية أيضاً، وهو أمر معروف في كل أندية العالم وليس في الأندية القطرية فقط، حيث تحاول الأندية الاستفادة من إعارة بعض مواهبها، مقابل كسب عدد أكبر من لاعبيها لدعم صفوفها، وانتقال لاعب أو لاعبين من النادي مقابل انضمام 3 أو 4 لاعبين إلى صفوفه فيه فائدة كبيرة، وتسهم في تغطية بعض المراكز التي تعاني من قلة اللاعبين، وهو أمر طبيعي أيضاً، فلا يمكن لنادٍ أن يملك المواهب في كل المراكز.