متحف فيصل بن قاسم.. كنز تراثي.. ومعلم سياحي

alarab
محليات 04 نوفمبر 2021 , 12:25ص
الدوحة - العرب

من التراث القطري إلى الأسلحة، والسجاد، والمجوهرات، والعملات، والقطع الفنية، هناك الكثير لاستكشافه عبر أكثر من 30 قاعة بها أكثر من 30 ألف قطعة من أزمنة وثقافات متعددة تغطي موضوعات مختلفة، وأبرزها مجموعة من السيارات التي تسلط الضوء على لحظات مهمة في تاريخ السيارات، وأخرى استخدمها حكام قطر في الماضي من شاحنات خاصة لرحلات الصيد إلى سيارات فارهة.
وتأسس متحف الشيخ فيصل بن قاسم آل ثاني في عام 1998، نتيجة شغفه الدائم بجمع المقتنيات ذات الطابع التاريخي من كل أنحاء العالم. وقال كلوديو كرافيرو مدير المتحف: «عند اكتشاف النفط في الثلاثينيات، لم تكن هناك سيارات على الطرق، ولم تكن هناك حتّى طرق في قطر آنذاك».
ورغم أن امتلاك السيارات في البداية كان بدافع الضرورة، إلا أن جمع السيارات أصبح هواية للمزيد من المواطنين القطريين حيث يحتضن المتحف أكثر من 600 سيارة، مع عرض 50 منها للزوار حالياً. وتتضمن المجموعة وسائل النقل القديمة مثل العربات، والسيارات البخارية، وتشكيلة واسعة من السيارات القديمة ومن أبرز تلك المركبات هي شاحنة «Dodge Power Wagon» من عام 1940.
واستُوردت هذه المركبات في الخمسينيات والستينيات عبر المملكة المتحدة، ولدى المتحف 3 عينات منها، تتزين واحدة منها بقرنين من حيوان المها في الأمام.
كما تضم قاعة المنسوجات مجموعة نادرة من السجاد الشرقي، يعود تاريخ بعضها إلى القرن الثالث عشر الميلادي السابع الهجري، وذلك بجانب مئات القطع الثمينة من الجواهر والحُلي والأواني والعملات المعدنية والأزياء وقطع الأثاث الفاخرة، والتي تجسد ثقافات وتقاليد معظم بلدان العالم الإسلامي.
ولمزيد من الإبهار، يعرض المتحف منزلا دمشقيا يعود إلى ما قبل 240 عاما، ويقول القيّمون على المتحف إن عملية تفكيك المنزل من موقعه في أحياء دمشق القديمة استغرقت سنة كاملة، فضلا عن سنة أخرى لإعادة تركيبه بعناية فائقة بعد نقله إلى المتحف.
وعلى امتداد غرف ودهاليز وقاعات المتحف، يفاجأ الزائر بمقتنيات واسعة التنوع، فثمة قسم للمخطوطات والكتب الثمينة، وخزائن للوثائق والصحف النادرة، ومقتنيات خاصة بالعهد السوفياتي، وهياكل عظمية وأحافير متحجرة، وأسلحة وأدوات مصنوعة من الذهب الخالص، ولوحات تشكيلية وقطع فنية مبهرة الجدير بالذكر أن هذا المتحف الواسع قد حاز بالفعل على لقب أكبر متحف شخصي بالعالم، حيث ينافس بقوة عشرات المتاحف الوطنية في دول كثيرة، وقد يتساءل الزائر عن الجهد الذي بذله شخص واحد لجمع وتصنيف هذه الثروة التاريخية التي لا تقدر بثمن في مكان واحد.