«عيادة الدعم» تستقبل 2243 موعداً خلال الربع الأول والثاني من 2021
 العيادة تتكون من أخصائي «معالج» نفسي وأخصائي اجتماعي
 إجراء الكشف المبكر عن الاكتئاب والقلق لنحو 35000 مراجع 
 تأهيل أطباء وممرضي الرعايـة الأولية للتعرف على أعراض أمراض الصحة النفسية الشائعة
عيادات الدعم تتوفر في مراكز الثمامة وجامعة قطر وروضة الخيل والوجبة ولعبيب
 

أكدت مؤسسة الرعاية الصحية الأولية حرصها على تقديم خدمات صحية نفسية متكاملة للمراجعين في المراكز الصحية، وذلك في بيئة خالية من الوصمة المتعلقة بهذا النوع من الأمراض وفي إطار مفهوم طب الأسرة، الأمر الذي يساهم في استمرارية الرعاية ويعزز من فرص الشفاء.
 وأوضحت الدكتورة فاطمة موسى، استشاري طب المجتمع ومساعد مدير المنطقة الغربية أن المؤسسة تقدم الخدمات الصحية النفسية غير العاجلة للمراجعين الذين يعانون من المشكلات النفسية الشائعة والتي تتفاوت حدتها بين البسيطة والمتوسطة بمـا فـي ذلـك حـالات الاكتئـاب والقلـق، وقالت إن المؤسسة تقدم هذه الخدمة في جميع المراكز الصحية والبالغ عددها «28» مركزاً صحياً، وتقتصر هذه الخدمات على الأفراد البالغين والذين تتراوح أعمارهم بين «18 ـ 64» عاماً، حيث تقدم هذه الخدمة كجزء من منظومة طب الأسرة لجميع الأفراد المسجلين بمراكز الرعاية الصحية الأولية. 

تأهيل وتدريب
وكشفت الدكتورة فاطمة موسى في تصريحات لـ «العرب» عن تأهيل وتدريب جميـع أطباء وممرضي الرعايـة الصحية الأولية للتعرف على أعراض وعلامات أمراض الصحة النفسية الشائعة، موضحةً أن الخدمات الطبية المقدمة بالمراكز الصحية التابعة للمؤسسة تشمل الكشف المبكر من خلال عملية التقييم ومن ثم وضع خطة للعلاج بالإضافة إلى نظام الإحالة داخل الرعاية الصحية الأولية إلى عيادة الدعم أو عيادة الطب النفسي أو خارجياً إلى الخدمات الصحية النفسية التخصصية في مؤسسة حمد الطبية في حال الحاجة لذلك.

كشف مبكر
وأعلنت عن إجراء المؤسسة تقييما للكشف المبكر عن الاكتئاب والقلق لحوالي «34130» مراجعا من مجموع المراجعين البالغ عددهم «316140» من فئة البالغين الذين تجاوزوا الـ»18» عاماً والذين حضروا للمراكز الصحية للانتفاع بالخدمات المختلفة في الربع الأول من العام الجاري «2021م».

تعاون مشترك
وحول الإحالة الداخلية إلى خدمات العلاج النفسي «عيادة الدعم» قالت إنه يتم تقديمها عن طريق فريق مكون من أخصائي «معالج» نفسي وأخصائي اجتماعي، حيث تقدم الخدمة من خلال خمس عيادات تقوم بتوفير هذه الخدمة لجميع المراكز الصحية الأولية في دولة قطر وتتوفر العيادات في المراكز التالية «الثمامة، جامعة قطر، روضة الخيل، الوجبة ومركز لعبيب» وتتم هذه الخدمة عن طريق احالة المريض بواسطة طبيب الأسرة المعالج بعد التقييم ووضع خطة علاجية من ضمنها العلاج النفسي إضافةً إلى وصف الأدوية اللازمة عن طريق طبيب الأسرة المعالج.
وأضافت إن المواعيد المسجلة بلغت حوالي 2243 في الربع الأول والثاني من العام الجاري، وبالإضافة إلى عيادة الدعم يمكن للطبيب المعالج إحالة المريض إلى عيادة الطب النفسي والتي تعمل بواسطة أطباء نفسيين مؤهلين من مؤسسة حمد الطبيبة، حيث يتم تحويل بعض الحالات إلى هذه العيادة وذلك استناداً للبروتوكول المتفق عليه بين المؤسستين «الرعاية الصحية الأولية وحمد الطبية» كالحالات الشديدة من القلق والاكتئاب وانفصام الشخصية وحالات أخرى حيث توجد هذه الخدمة في مراكز «الثمامة، الوجبة، وجامعة قطر» وتتم عملية الإحالة من أي مركز صحي إليها من قبل طبيب الأسرة حيث تعمل عيادة الطب النفسي في تعاون مستمر مع طبيب الأسرة والمعالج النفسي في عيادة الدعم. 

خطط مستقبلية
وحول الخطط المستقبلية الخاصة بخدمات الصحة النفسية قالت الدكتورة فاطمة موسى إنه يتم حالياً تقييم الخدمات المقدمة، وذلك لوضع خطة تدريجية لزيادة عدد العيادات بحسب ما تستدعيه الحاجة، بحيث يتم الإعداد عن طريق توظيف عدد من المعالجين والأطباء النفسيين ووضع خطة تدريبية لهم بحيث يتم مستقبلاً توفير هذه الخدمات في جميع المراكز المسماة بالمراكز الصحية التخصصية والتي توفر خدمات صحية متخصصة في الرعاية الصحية الأولية. 

فرق مؤهلة
وأكدت د. فاطمة أن الرعاية الصحية الأولية تقدم خدمات صحة نفسية شاملة عبر فريق متعدد التخصصات، وأوضحت أن فريق الكوادر الطبية العاملة في مجال الصحة النفسية بالمؤسسة يشمل «طبيب أسرة، التمريض، أخصائيا اجتماعيا، والمعالج النفسي»، ويعمل هذا الفريق يداً بيد وفي تعاون مستمر لتقديم هذه الخدمات للمراجعين على أتم وجه، بالإضافة إلى دعم هذه الخدمات بالأطباء النفسيين كجزء من العمل المشترك والمتكامل مع مؤسسة حمد الطبية، بجانب مساهمة فرق الرعاية الصحية الأولية بدور فعال في الخط الساخن للصحة النفسية بالمشاركة مع مؤسسة حمد الطبيبة ووزارة الصحة العامة، حيث تقدم هذه الخدمة للراغبين في الحصول على دعم للصحة النفسية عن طريق فريق مهني متخصص يقوم بالرد على مكالمات الجمهور وتوفير الدعم والمساعدة اللازمة. 

تحدي كورونا
وأعربت الدكتورة فاطمة موسى عن سعادتها وفخرها وكافة العاملين بالمؤسسة بالدور الكبير والفاعل الذي لعبته الرعاية الصحية الأولية في مواجهة آثار جائحة فيروس كورونا المستجد «كوفيد ـ 19» والتي نتج عنها ازدياد أعداد الأشخاص الذين هم بحاجة إلى الدعم النفسي كحالات القلق والاكتئاب الناجمة عن الحظر الصحي والابتعاد عن العائلة لفترات طويلة، حيث تضافرت الجهود في هذه المرحلة لتدريب الطاقم الطبي لمواجهة هذه الأعداد وتم تطوير نظام للمواعيد «عيادات الدعم والطب النفسي» للاستشارات عن طريق الهاتف والفيديو لتقديم هذه الخدمات في ظل الإجراءات الاحترازية لمواجهة هذه الجائحة بالإضافة إلى وجود عيادات لاستقبال المريض والتقييم وجهاً لوجه مع الطبيب في حال الحاجة الى ذلك حيث اسفرت هذه الجهود عن احتواء زيادة الحاجة إلى الدعم النفسي خلال فترة الجائحة بنجاح.
وأكدت أن إضافة هذه الخدمات الى الرعاية الصحية الأولية أحدثت فارقاً كبيراً في تخفيف العبء على مؤسسة حمد الطبيبة حيث إن أكثر الحالات شيوعاً يتم تقييمها وعلاجها من خلال الخدمات المتوفرة في مراكز الرعاية الصحية الأولية وإحالتها داخلياً لدعم العلاج واستكماله من خلال «عيادة الدعم وعيادة الطب النفسي»، وقد تجلى ذلك في قلة عدد الإحالة الخارجية الى مؤسسة حمد الطبية حيث انخفضت نسبة الإحالة بحوالي «20 %» بين العامين «2019- 2020» في حين تتم الإحالة في بعض الحالات الخاصة والتي لا تستجيب للعلاج أو تحتاج إلى علاجات خاصة أو في حالات الطوارئ وحالات أخرى تستدعي المزيد من التقييم والمتابعة.