«المجد 1» طائرة دون طيار.. اختراع قطري جديد

alarab
محليات 04 نوفمبر 2018 , 02:49ص
الدوحة - العرب
حقق مبتعثو وزارة الداخلية نجاحات متميزة، وأظهروا تفوقاً أشاد به الجميع، حيث جاء هذا التميز نتيجة المتابعة الدقيقة والشاملة التي توليها الوزارة للمبتعثين، ورعايتهم رعاية تامة على مختلف المستويات وبلا حدود، الأمر الذي مكّنهم من تحقيق إنجازات وابتكارات علمية متميزة، رفعوا بها اسم دولة قطر في المحافل الدولية، مما أكسبهم ثقة واحترام وتقدير الجميع.

و تهتم وزارة الداخلية بالمبتعثين الذين يتم اختيارهم بعناية من المتفوقين علمياً مع تنمية هذا التفوق وتعزيزه علمياً وعملياً، وتطوير مهارات المبتعثين أكاديمياً وإدارياً وفنياً، فبناء الكوادر وإيجاد جيل من الضباط القطريين المتعلمين والمتدربين كان من أهم أهداف الوزارة، ليساهم ذلك في دعم الوزارة وضمان تطورها.

ومن أبناء وزارة الداخلية الذين تم تدعيمهم وتنمية مهاراتهم منذ انتسابه للوزارة المرشح ضابط جامعي محمد جمال عبدالعزيز المحمود، الذي تم ابتعاثه إلى ألمانيا لدراسة العلوم والكيمياء والأحياء، حيث كانت له -بجانب دراسته العلمية- ابتكارات دعمتها وزارة الداخلية، ووفرت له سبل النجاح والتفوق كافة، ومن هذه الابتكارات «طائرة بدون طيار»، والتي أطلق عليها «المجد 1».

 وظهر اختراع طائرة «المجد 1» لأول مرة في جناح وزارة الداخلية بالمعرض الدولي الثاني عشر للأمن الداخلي والدفاع المدني «ميليبول قطر 2018»، والتي نالت إعجاب العديد من زوار المعرض، وتتميز الطائرة بدون طيار بقدرتها على الطيران لمدة 24 ساعة متصلة دون توقف، وبسرعة تفوق 200 كم في الساعة، من خلال التوجيه الذكي عبر جهاز كمبيوتر لوحي، معتمدة على بطاريتين وهيكل من الفايبر يصل قطره إلى 180 سم، يجعلها تحلق بارتفاع يصل إلى 1500 متر، وبها قدرة على حمل كاميرات عالية الدقة، مما يجعلها مؤهله لتأمين مناطق إنتاج النفط والغاز بالدولة.

والطائرة كما يقول المرشح ضابط محمد جمال المحمود تعتبر قطرية خالصة، حيث إن جميع مكوناتها من داخل دولة قطر وبتكنولوجيا قطرية 100 %، لذلك حصلت على براءة الاختراع من وزارة الاقتصاد والتجارة، بعد إجراء تجارب أثبتت نجاحها، حيث يتم إرسال إحداثيات إلى نظام الطائرة يمكّنها من الطيران إلى المكان المحدد، ومن ثم العودة مرة أخرى، معتمدة على حساسات تجعلها لا تصطدم بأي عائق.

ويوضح أن فكرة ابتكار طائرة «المجد 1» جاءت بدوافع أمنية، كوني مرشحاً ضابطاً في وزارة الداخلية، هدفنا هو حفظ الأمن والمحافظة على أرواح وحياة المواطنين والمقيمين، وتأمين مقدرات الدولة وثرواتها، مما جعلني أسعى إلى ابتكار وسيلة أمنية جديدة تتميز بالذكاء الكبير، فكان تطوير الطائرة بدون طيار لتكون فريدة، حيث تحمل مميزات وخواص وإمكانيات تجعلها فريدة من نوعها، تساعد رجال الشرطة في حفظ الأمن.

ويضيف أن الطائرة تتميز بالذكاء، وتتم برمجتها عبر الكمبيوتر، ولها قدرة على استقبال الأوامر في الذهاب إلى مواقع محددة والعودة إلى نقطة الانطلاق مرة أخرى، أو حسب الإحداثيات التي تتم برمجتها، موضحاً أن عملية الإعداد لهذا المشروع من حيث البرمجة وإعداد الهيكل استغرقت أكثر من سبعة أشهر، بالإضافة إلى أن عملية تصميمها وتطويرها لتكون فريدة من نوعها، من حيث المواصفات والإمكانيات، استغرقت عاماً كاملاً.

وقال: إن ابتكاراته لم تتوقف عند طائرة «المجد 1»، بل تخطاها إلى العديد من الابتكارات بفضل دعم وزارة الداخلية التي وفرت له الإمكانات والتحفيز والمتابعة المستمرة على المستويات كافة، ولم يكن له أي تواصل مع أية جهة أخرى تشرف على ابتكاراته سوى وزارة الداخلية، حيث نجح أيضاً في ابتكار تطبيق يخدم الأشخاص الذين يحتاجون إلى المساعدة والإنقاذ بعد اتصالهم بالطوارئ، حيث يمكّنهم التطبيق من معرفة موقع أقرب دورية أمنية واسم الشرطي، علاوة على وجود فقرة تخص تقييم الشرطي، وكيف كان التعامل مع البلاغ، مما يزيد من نقاط النجوم إذا كان الشرطي أنجز البلاغ بسرعة، علاوة على قدرة التطبيق على الاتصال بشبكة الواي فاي مهما كان نوعها، وقد استغرق إعداد هذا الابتكار قرابة 6 أشهر.

ويقول إن وزارة الداخلية وفرت جميع سبل الدعم لمنسوبيها في جميع المجالات وخاصة مجال الابتكار، لما له من أهمية كبرى في الارتقاء وتنمية الوطن، فما على المبتكر إلا الاجتهاد وبذل الجهود والبحث، والكفاح وعدم الاستسلام، حتى تُرى أفكاره مشاريع مهمة على أرض الواقع، لذلك أعمل الآن على مشاريع جديدة -إن شاء الله- ترى النور قريباً. وقدّم محمد المحمود شكره لوزارة الداخلية، ولكل من قدم له الدعم والتوجيه من مسؤولي وزارة الداخلية، وقسم الابتعاث بإدارة الموارد البشرية بالوزارة، على دعمهم وتحفيزهم للوصول إلى هذا الابتكار المميز، معرباً عن سعادته بأن مشروعه «قد نال إعجاب واستحسان العديد من الجهات بالدولة».

ويوضح أن اختراعاته جاءت عن خبرة وتعلم عززتها دراسة أكاديمية متخصصة في مجال العلوم والكيمياء والأحياء، معرباً عن سعادته بتحقيق تلك الإنجازات التي تساهم في النهوض بدولة قطر إلى أرقى المستويات، مؤكداً سعيه إلى المشاركة في المعارض الدولية في الفترة المقبلة، لرفع اسم قطر عالياً.