دبلوماسيون لـ «العرب»: خطاب الأمير خارطة طريق للمستقبل

alarab
محليات 04 نوفمبر 2015 , 02:21ص
اسماعيل طلاي
أجمع سفراء معتمدون لدى قطر في استطلاع لـ «العرب» على أن خطاب سمو الأمير أمام أعضاء مجلس الشورى، تميز بالوضوح والشفافية، مؤكدين أن سموه كان وفيا لخطاباته التي تتميز دوما بالواقعية والصراحة في مخاطبة المواطنين والمقيمين على أرض قطر، وتحديد مواقف بلاده من القضايا الدولية، فكان خطابه بمثابة «خارطة طريق» لمستقبل الداخل القطري، ورسائل صريحة وشفافة وواقعية للعالم.

وقال سعادة عبدالله بن عبدالعزيز العيفان سفير المملكة العربية السعودية: «لقد شرفنا بالاستماع إلى كلمة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير قطر، أمام مجلس الشورى، وقد تابعنا باهتمام بالغ المضامين الهامة التي وردت في كلمة سموه بشأن عدد كبير من القضايا ذات الأهمية على الصعيدين الداخلي والخارجي.

وأضاف: «لا شك أن الرؤية التي عبر عنها سموه بشأن تأثير حالة عدم الاستقرار في المنطقة، إلى جانب انخفاض أسعار النفط، قد حددت إطارا عمليا للتعامل مع أي تداعيات لذلك على الاقتصاد القطري، واقتصاديات دول المنطقة على وجه العموم، كما حظي الشباب القطري باهتمام سموه في هذه الكلمة وخاطبهم، مؤكدا أنهم عماد الوطن ومستقبله، ولا شك أن ذلك يأتي في إطار حرص واهتمام دائم من سموه بهذه الشريحة من المجتمع التي هي ثروة المستقبل».

وتابع: «أما على الصعيد الخارجي، تضمنت الكلمة تأكيدات هامة على مواصلة قطر جهودها مع دول مجلس التعاون لتعزيز التعاون في كافة المجالات، وعلى تطوير آليات عمل المجلس، وكذلك لتعزيز العلاقات مع الدول العربية لتوحيد صفوفها لمواجهة التحديات والمخاطر.

كما تناولت كلمة سموه القضيتين الفلسطينية والسورية، لتؤكد مواقف الدعم الدائم التي تقدمها دولة قطر للشعبين الفلسطيني والسوري».

من جانبه، وصف سعادة السفير محمد بن ناصر الوهيبي، سفير سلطنة عمان بالدوحة خطاب سمو الأمير بأنه خطاب شامل يتسم بالشفافية والصراحة، منوها بأنه تطرق إلى العديد من القضايا الهامة وخاصة على الصعيد الداخلي وما يتعلق بالجوانب التنموية والاقتصادية الهامة التي تحقق قطر من خلالها قفزات نوعية في مختلف المجالات وشتى المناحي.

وقال الوهيبي إن سمو الأمير لامس في خطابه الكثير من التحديات التي تواجه المسارات الاقتصادية والتنموية في ظل عدم الاستقرار السياسي في المنطقة والانخفاض في أسعار الطاقة، لافتا إلى أن قطر تتبنى سياسات متوازنة وواعية تعمل على تجاوز كل هذه التحديات وضبط كل مناحي الإنفاق والتركيز بشكل كبير على المسار التنموي وفق الخطط الموضوعة.

ولفت سعادته إلى أن الخطاب ركز على جانب مهم، وهو ما يتعلق بدعوة الشباب القطري إلى الانخراط في مجالات العمل الوطني وأهمية الاعتماد على الشباب لأنه ركيزة أساسية في التنمية -سواء في قطر أو في جميع دول مجلس التعاون- من حيث إن الإنسان هو المحور الرئيسي في كل خطط التنمية، وحث الشباب على أن يضاعف جهوده ويتحمل المسؤولية الوطنية من خلال الانخراط التام في العمل في شتى القطاعات.

وأشار الوهيبي إلى أن الخطاب على صعيد العلاقات الخارجية ركز على مسيرة مجلس التعاون وعلى أهمية هذه المنظومة الخليجية وتفعيل آليات العمل الخليجي، منوها بأن قطر من الدول التي تدفع بالعمل الخليجي المشترك للأمام وتقدم كل الدعم لهذا التعاون والتكامل.

وأشار إلى أن تولي قطر لرئاسة مجلس التعاون للدورة الحالية أسهم إسهاما وافرا في توفير جميع وسائل الدعم، حيث انتظمت كل الاجتماعات المتعلقة باللجان الخليجية في كل المسارات، كان ذلك هام جدا في تأصيل وتأكيد التعاون والتكامل بين دول المجلس».

وتابع: «كل التقدير والثناء على ما تفضل به صاحب السمو من إشارات هامة جداً في خطابه»، لافتا إلى تأكيد الخطاب على القضايا العربية وعلى رأسها القضية الفلسطينية، وأن ينال الشعب الفلسطيني حقوقه، وتأكيده على ثوابت السياسية الخارجية القطرية تجاه مختلف القضايا، وأهمية العمل العربي المشترك، وضرورة تجاوز حالة التشرذم والخلافات بين الدول العربية بأن ترتقي هذه الدول فوق الخلافات من أجل تحقيق المصالح المشتركة ومصالح شعوب المنطقة».

بدوره، قال سعادة متعب صالح المطوطح، سفير دولة الكويت لدى الدوحة: «إن خطاب حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد بن خليفة آل ثاني أمير البلاد المفدى، أمام الجلسة الافتتاحية لمجلس الشورى تناول مجمل القضايا الداخلية والخارجية الإقليمية والدولية، وما تشهده المنطقة من تطورات سياسية واقتصادية. كما أن الخطاب يضع قطر في مرحلة متقدمة من العمل، حيث إن محاور الخطاب كلها تصب في رؤية قطر الوطنية 2030».

وأضاف: «أود أن أشيد برؤية سموه، خاصة اهتمام قطر بالاستثمار في الإنسان القطري وحرصها بشكل كبير على خلق جيل شباب واع قادر على تحمل المسؤولية»، مؤكدا بأنه «بفضل القيادة الحكيمة حققت قطر الشقيقة إنجازات رائعة من الناحية الاقتصادية والسياسية، متمنيا كل التوفيق والنجاح لأعضاء مجلس الشورى في أداء أعمالهم وتحقيق الرؤية الوطنية للدولة».

وفي السياق ذاته، قال سعادة صالح بن محمد بن نصرة العامري سفير الإمارات العربية المتحدة في قطر: «إن الأمير المفدى تناول مجمل القضايا الداخلية والخارجية الإقليمية والدولية وما تشهده المنطقة من تطورات سياسية واقتصادية دقيقة استشرف سموه من خلالها آفاق المستقبل الذي نتمنى أن يكون مشرقا للمنطقة والشعوب العربية، وهي رسالة من أجل تحقيق الأمن والسلام والازدهار لقطر ولدول مجلس التعاون الخليجي والمنطقة العربية، وهي تنم عن حكمة وحنكة القيادة القطرية.

وأضاف أن حديث سموه عن تواصل قطر مع أشقائها دول مجلس التعاون الخليجي، لمواجهة التحديات الإقليمية والعالمية وتحقيق مصالح شعوبنا وضرورة توحيد صفوفها ومواقفها وتعميق تعاونها لمواجهة ما تتعرض له من تحديات ومخاطر يؤكد حرص سموه على استمرار العمل الجماعي بين دول المجلس لمجابهة التحديات التي تواجه أمنها واستقرارها.

وأشار إلى أن خطاب الأمير تضمن الكثير من المعاني السامية والرؤى المستقبلية للارتقاء بشعبه وبلده وبالمنطقة من خلال تحمل المسؤولية والمصارحة، والتكاتف من أجل عبور هذه المرحلة بسلام والوصول إلى منطقة وعالم ينعم بالأمن والاستقرار.

من جهته، قال سعادة السفير منير غنام سفير دولة فلسطين: «إن خطاب سمو الأمير جاء ليؤكد على الموقف القطري الثابت من القضية الفلسطينية، وإنه يدعم الحق الفلسطيني ويدعم صمود أهل فلسطين، ويؤكد أحقيتهم في الدفاع عن أنفسهم وفي مقاومة الاحتلال، ومن هذا المنطلق أشار سموه -حفظه الله- إلى ما يقوم به الشعب الفلسطيني الآن من عمل بطولي في مقاومة قوات الاحتلال دفاعا عن الأقصى وعن المقدسات في القدس الشريف».

وأضاف أن هذا موقف نبيل يسجل لسمو الأمير وينسجم في السياسة الثابتة لدولة قطر، منوها بخطاب سمو الأمير في الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر الماضي عندما أكد سموه محورية القضية الفلسطينية وحول انعكاس مقولة سمو الأمير «قطر لا تغير مبادئها» على نصرة القضية الفلسطينية قال السفير : «إنه موقف ثابت فعلى امتداد الحقب كلها قطر كانت دائما تقف إلى جانب الشعب الفلسطيني منذ أن نشأت قضية فلسطين في منتصف الماضي، فإن قطر لم تغير موقفها ولم تتبدل ودائما تسعى لدعم الشعب الفلسطيني ومناصرته سياسيا وماديا وإعلاميا وبكل الوسائل المتاحة في إطار الشرعية الدولية والتي يؤكد عليها سمو الأمير، لأنها الملاذ الأخير للشعوب المظلومة وفي مقدمتها الشعب الفلسطيني فقضايا التحرر ومكافحة الظلم والعدوان تبدأ بفلسطين ومن هنا كان تركيز سموه حفظه الله على هذه النقطة وهي سياسة ثابتة لقطر وفيها دعم ومؤازرة كبيرة للشعب الفلسطيني.

من ناحيته، قال سعادة نزار الحراكي السفير السوري: «إن خطاب سمو الأمير يدل على عمق التفكير والتوازن والحكمة، ففي الشأن الداخلي تناول الخطاب ما تسعى قطر لإنجازه حتى عام 2030، وتحقيق التنمية المستدامة لتكون قطر في مصاف الدول الكبرى، وهو تفكير عميق يعكس رؤية وبصيرة لدى سموه بشكل خاص ولدى الشعب القطري بشكل عام، وخاصة فيما يتعلق بالاعتماد على عنصر الشباب في المرحلة القادمة.

ولدى تطرقه للقضية السورية أشار سمو الأمير بشكل واضح وقوي إلى أن قطر لا تزال على موقفها الداعم للشعب السوري في قضيته لنيل حريته وكرامته، ورغم جميع المحاولات والضغوطات التي تمارس من هنا وهناك، إلا أن سموه أكد أن الموقف القطري موقف ثابت ولم يتزحزح منذ أن بدأت الثورة السورية وحتى الآن. كما أن سموه تحدث عن المواقف القطرية تجاه القضايا العربية، حيث تكلم عن القضية الفلسطينية وهي قضية كل العرب، وتكلم عن الملف السوري، وموقف واضح وثابت لرؤية قطر لأهم قضيتين في القرن الـ21.

وعن جهود قطر في تحقيق الأمن والسلم الدوليين، قال سعادته: «رؤية قطر واضحة من خلال المشاركة في كل المحافل الدولية والاهتمام بالأمن والسلم، ليس فقط على صعيد المنطقة ولكن على صعيد العالم ككل، ومشاركات قطر في المحافل الدولية واضحة، ورؤيتها واضحة تجاه القضايا المتأزمة في العالم وعلى رأسها القضية الفلسطينية والقضية السورية».

ولفت إلى حديث سموه عن تعزيز علاقات قطر مع جميع الدول العربية وخاصة في ظل التحديات الكثيرة التي تواجهها المنطقة، قائلا: «إن هذا أمر هام للغاية، وخاصة في ظل الانقسام العربي الحاد في الرؤى والتفكير والمنطلقات والأولويات، ولاحظنا تراجعا في اهتمام بعض الدول بالملف السوري والملفات الأخرى، وإن حرص قطر على أن تكون هناك رؤية موحدة حول أغلب الملفات الساخنة يعد رؤية تعبر عن ضمير عربي حي وعمق تفكير وعروبة أصيلة لدى سمو الأمير الذي يحرص حقيقة على أن يكون هناك موقف ثابت وواضح للدول العربية تجاه القضايا الساخنة».

كما قال سعادة عبدالمنصف البوري سفير ليبيا في الدوحة: «إن خطاب الأمير جاء شاملا للعديد من القضايا ابتداء من الشأن الداخلي وتناوله بواقعية وشفافية شديدة والحديث عن أسعار النفط والغاز ومدى تأثيرها على الأوضاع الاقتصادية في المنطقة، كما أكد على أن وضع قطر جيد ومعدلات النمو ممتازة مقارنة ببقية الدول النفطية».

وأضاف أن سموه أشار إلى نقطتين مهمتين بالتفريق بين الحذر والخوف، قائلا: «إننا لا نخاف ولكننا نحذر من أشياء ربما لا تكون متوقعة ولا بد من التعامل معها عبر الخطط والاستراتيجيات الملائمة لتفادي العقبات والمشكلات»، كما أشار إلى عدد من الإنجازات والمشروعات التي تم الانتهاء منها، لافتا إلى أن هناك تحديات نسعى إلى التغلب عليها.

وبين أن من النقاط اللافتة في خطاب سمو الأمير تأكيده على أهمية دور الشباب والشابات ومساهمتهم في كافة المجالات والتخصصات للنهوض بقطر وتنميتها عبر مشاركتهم الفاعلة وأيضا بالتأكيد على أن الحكومة ليست ملجأ للاتكالية، ولا بد أن تكون هناك مساهمات من جميع الأطراف لبناء قطر بشكل متوازن بعيدا عن الإسراف والتبذير، وأن بعض الأمور تم التغاضي عنها في السابق باعتبار وجود الوفرة المادية ولكن من المهم الانتباه إليها الآن.

كما تناول خطاب الأمير السياسة الخارجية القطرية، مؤكدا أنها تقوم على الاحترام المتبادل وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى. كما أكد على موقف قطر المبدئي والثابت من دعم القضية الفلسطينية، باعتبارها قضية جوهرية للأمة العربية والإسلامية، مقدما التحية إلى أهل القدس المدافعين عنه.

وفي سياق متصل، قال أردشير سعيد قادري سفير جمهورية طاجكستان في قطر: «إن خطاب حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى، أمس في مجلس الشورى حدد سياسة قطر الداخلية والخارجية، فكلمات سموه كانت محددة ودقيقة».

وأوضح أن الخطاب حمل أولوية أكثر للسياسات الداخلية في قطر، وهذه ميزة كبيرة، فسموه يحرص دائما على الاهتمام بشؤون المواطنين القطريين وكل ما يخصهم من ملفات وقضايا، مشيرا إلى أن النمو الاقتصادي في قطر وصل العام الماضي %6.2 وهذا معدل عال للغاية في وقت تمر فيه أغلب دول العالم بمشاكل اقتصادية، وهو الأمر الذي ينعكس بالإيجاب على التطور الداخلي.

وحول القضية الفلسطينية أوضح سفير طاجكستان أن سمو الأمير تميم كان صريحا ومحددا حينما استخدم لفظ «الانتفاضة»، مشددا على أن قطر لا تغير مواقفها ومبادئها، والمبدأ هنا هو إقامة دولة فلسطينية والاعتراف بها عالميا ومساعدة شعبها على كافة المستويات.