مطالب بوضع معايير مهنية عند استقدام عاملات المنازل

alarab
تحقيقات 04 نوفمبر 2015 , 01:52ص
ولي الدين حسن
طالب عدد من المواطنين بزيادة مصادر جنسيات عاملات المنازل ووضع معايير تتماشى مع ثقافة المجتمع القطري لتجنب مشكلات عديدة نتجت في الفترات الأخيرة بعد استقدام مربيات منازل غير مؤهلات من الناحية التعليمية أو السلوكية.

وأكد مواطنون استطلعت «العرب» آراءهم أهمية اختيار عاملات المنازل ضمن معايير واضحة، نظرا لحساسية الوظيفة التي تؤديها عاملات المنازل داخل كل أسرة، وارتباطها المباشر بتربية الأطفال، ومدى تأثيرها على الأجواء الأسرية، وتقبلها لعادات وتقاليد المجتمع الذي تعيش فيه.

وبين مواطنون أن الفترات الأخيرة شهدت قلة أعداد عاملات المنازل من الفلبينيات والإندونيسيات بسبب رفع الرواتب وزيادة تكاليف الاستقدام ومنح تأشيرات محدودة لأصحاب مكاتب الاستقدام ما دفع المواطنين للاستعانة بخادمات أقل خبرة ومهارة من جنسيات أخرى.

وأكدوا على ضرورة إجراء الاختبارات التربوية والمهارية للخادمات في بلد الجنسية التي تحملها وقبل الاستقدام للدوحة لتجنب استقدام عاملات قليلات الخبرة، وغير مؤهلات للتعامل مع الأطفال، أو يصعب استجابتهن للتعليمات والمتطلبات الأخلاقية.

وأشاروا أن تلك المهنة لا تقل أهمية عن باقي المهن الأخرى التي تتطلب اختبارات عديدة ودورات تأهيلية لضمان التزام عاملات المنازل بالتقاليد الإسلامية والخليجية وتجنب تسلل المفاهيم والعادات السيئة التي تضر بأخلاق النشء، منوهين بأن العاملة الفلبينية تتصدر قائمة العاملات الأكثر طلبا من قبل المواطنات والأسر القطرية، حيث جاءت في المرتبة الأولى، فيما جاءت الهندية في المرتبة الثانية، وجاءت الإندونيسية في المرتبة الثالثة، وأخيرا السريلانكية.

فيما رفضت مواطنات قطريات الاستعانة بالعاملات الأوروبيات، وعلل بعض منهن أن السبب يعود لصعوبة التزامهن بالعادات والتقاليد فضلا عن الرواتب الخيالية، وأشرن إلى أن معظم المشاكل الناجمة عن مربيات المنازل الإفريقيات أو الآسيويات تتمثل في ممارسة السحر والشعوذة والسرقات والهروب، فضلا عن سوء معاملة الأطفال، كما تتخوف بعض الأسر من أن تشكل معتقدات بعض العاملات خطرا لا يتناسب مع طبيعة المجتمع القطري المحافظ.

مشاكل متعددة
في البداية قال علي الماجد: "هناك العديد من المشكلات داخل الأسر في مجتمعنا تأتي من الاعتماد على العمالة غير المدربة والتي تقوم بأعمال حساسة داخل الأسرة مثل السائقين ومربيات المنزل ومشاكلهم العديدة وارتباطها ببعض الجرائم التي ارتكبت في الدول الخليجية نتيجة الاعتماد الكلي في تربية الأطفال عليها ولا أجد مبررا رئيسيا ومقنعا يجعل الأم تترك طفلها الذي يمثل كل ما في حياتها لامرأة غيرها لتربيته على عادات وتقاليد قد لا يتقبلها الطفل والمجتمع".

وأضاف: "ما ينتج عن تلك التربية من علاقة قوية بين المربية والطفل قد تؤثر على طبيعة الأطفال بعد ذلك اجتماعيا ونفسيا، إذ إن شعوره بالأمومة يكاد يكون معدوما ويترك أثرا عليه بعد ذلك يعود بالسلب على الآباء والأمهات عند تجاوزهم لمراحل العمر والشيخوخة، حيث يتركونهم إلى مربية أخرى أيضا لا تعطي له الشعور بالحنية التي يتطلبها كبار السن، كما أن إحساسه بأنه شخص غير مرغوب فيه أو بمعنى أدق أنه بلا فائدة قد يؤثر على حياته حتى لو كان شعورا داخليا ليس مرتبطا بمعاملة أولاده له".

وتابع الماجد: «على كلا الطرفين الأب والأم الاهتمام الكامل بتربية أولادهم وتخصيص مساحة حرية له لإبداء رأيه والنقاش والدخول في حوار معه يسهم بشكل مباشر في توطيد العلاقة فيما بين الطفل والوالدين فيما بعد وفي مراحل العمر المختلفة وعدم الاعتماد على مربيات المنزل إلا في حالات الضرورة فقط».

وأشار الماجد أن الإقبال على استقدام الخادمات الفلبينيات سببه خبراتهن وكفاءتهن وحسن تعاملهن مع الأطفال، كما أنهن يتحملن العمل في ظروف صعبة وتستجبن بسرعة للأوامر، كما أنهن غالبا ما تمضين مدة عقدهن دون أن تسببن أي مشاكل ونسبة الهروب بين الخادمات الفلبينيات نادرة بالمقارنة بنسبة هروب الخادمات من جنسيات أخرى.

وأكد الماجد أن هناك مشكلات أخرى مرتبطة باستقدام جنسيات مختلفة من شرق أوروبا أو أميركا اللاتينية قد حدثت في بعض الدول العربية التي تم السماح باستقدام مربيات من البوسنة ومقدونيا وأميركا اللاتينية لاختلاف العادات والتقاليد بشكل مباشر، كما أن مشكلات الزوجة تزداد بشكل كبير نظرا لارتفاع مستوى الجمال لتلك البلدان نظير المرأة العربية ومدى انفتاحها في الملبس وطريقة التعامل ما أحدث شرخا في الأسرة الخليجية بشكل عام، لكننا نفضل الجنسيات الإفريقية لتقارب الثقافات إلى حد قريب.

العنف والسحر
ومن جهته قال محمد عبدالكريم: «إن معظم الأسر تفضل الاستعانة بالخادمة الفلبينية وذلك لقدرتها على التواصل مع الأطفال بسهولة كبيرة، كما أن إتقانها للغة الإنجليزية يشكل دافعا أساسيا لاختيارها لترسيخ اللغة لدى الأطفال وتعليمهم إياها منذ اللحظات الأولى مع معرفتها القليل باللغة العربية يساعدها على التواصل مع الأسرة وخاصة مع اعتبار أن اللغة الإنجليزية أصبحت من أهم أساسيات التعامل في الدولة».

وأضاف عبدالكريم: «لكن معاملة الأسرة للمربيات قد تسهم بشكل كبير في تغيير العادات والتقاليد التي تربت عليها إلى حد كبير خاصة مع حداثة عمرها، إذ تبدأ حياتها العملية بداية من سن العشرين وتجد نفسها أمام عالم متغير تماما وعادات وتقاليد مختلفة يمكن بسهولة تغيير تلك المفاهيم عندها بالمعاملة الطيبة وتحديد عدد ساعات العمل التي تقوم بها».

وأكد عبدالكريم أن الشواهد المجتمعية تشير إلى قيام بعض العمالة المنزلية بممارسة كافة أشكال العنف على الأطفال، ويأتي في مقدمتها الصراخ والتهديد والضرب، وأن هناك حالات رصدت بالفعل وقد تعرضت للضرب المبرح، مشيرا إلى أن هناك بعض الأمهات لا تسمع لأبنائهن عند الشكوى من تعدي الخادمة عليهم ولا تصدقهم وتصدق الخادمة، وأن هناك بعض الخادمات اللائي يقمن بتهديد الأطفال وتخويفهم من الشكوى للأم.

وأشار عبدالكريم إلى أن الخادمة قد تقوم بعمل بعض السلوكيات غير المقبولة للطفل حتى يكف عن البكاء ومن ثم يتعود الطفل عليها، لنرى بعد ذلك إساءة من نوع آخر وهي الإساءة الجسدية وإن كانت بنسبة أقل، فضلا عن أن بعض النساء لا يقمن بمهام نظافة الأبناء الشخصية ويتركن المهمة للخدم، وهنا تكمن المشكلة، فيجب أن تشرف الأم مباشرة على النظافة الشخصية للأبناء خاصة الأطفال.

وأرجع عبدالكريم إساءة العمالة المنزلية للأطفال إلى إهمال الأمهات، وتنصلهن من مهامهن، والتحاق الكثير منهن بالعمل، وتأخر مواعيد انصرافهم من أعمالهن إلى الساعة الثانية والثالثة، ما يجعلهن يتركن أبناءهن لساعات طويلة برفقة الخدم، مبينا أن هناك خطأ كبيرا تقع فيه العائلات القطرية، عندما ترسل الفتاة مع السائق والخادمة إلى المدرسة.

مربيات عربيات
وبدورها تقول عائشة السعدي: «إنها تفضل التعامل مع الخادمات الفلبينيات لتميزهن بالنظافة والأمانة، واحترامهن لشروط العمل وسرعة استجابتهن» موضحة أنها ترفض التعامل مع الخادمات الإندونيسيات بسبب احترافهن لأعمال السحر، كما أنها ترفض أيضا التعامل مع الخادمات الأوروبيات فعادتهن وتقاليدهن غيرنا، علاوة على أنهن يفضلن الاستقلال، وقد لا تستطيع ربة المنزل السيطرة عليهن، وبالتالي ستكون مشاكلهن كثيرة.

وأشارت السعدي إلى أنها ترحب جدا بالتعامل مع الخادمات العربيات، وفي حالة أن تم فتح الباب لاستقدام خادمات من دول عربية فستكون أول من تبادر بالاستغناء عن الخادمات الأجنبيات، لأنهن لديهن نفس العادات والتقاليد، علاوة على معرفتهن التامة بتعاليم الدين الإسلامي، وإجادتهن اللغة العربية.

وتفضل السعدي استقدام الخادمات الفلبينيات بالدرجة الأولى يليهن الخادمات السريلانكيات، لأنهن معروف عنهن النظافة، ويجيدن التحدث باللغة الإنجليزية، مؤكدة أنها لن تفكر في استقدام جنسيات أخرى للعمل لديها كخادمات، مشيرة إلى أنها تفضل التعامل بالدرجة الأولى مع الخادمات الفلبينيات، وتفضلهن عن الخادمات الإندونيسيات والهنديات، مؤكدة أن طريقة المعاملة هي التي تجعل الخادمة تحسن القيام بعملها، وتحافظ على المنزل.

وتؤكد السعدي أن معظم المواطنات يفضلن التعامل مع الخادمات الفلبينيات في المرتبة الأولى تليهن الإندونيسيات ثم الهنديات، رافضة التعامل مع العربيات كخادمات، وترى أنهن يصلحن أكثر كمربيات يؤتمن على تربية الأبناء ورعايتهم وفقا لعاداتنا وتقاليدنا الأصيلة.

أسرار الأسرة
وتشير زهرة السليطي إلى أنها تفضل التعامل مع الخادمة الفلبينية لأنها لديها قدرة كبيرة على الاستيعاب والفهم، لكنها استغنت عن التعامل معهن من فترة قليلة بسبب اختلاف العادات والتقاليد، وارتدائهن لبسا غير محتشم، واستعانت بالخادمات الإندونيسيات ووجدت أريحية في التعامل معهن، موضحة أنها تفضل التعامل مع الخادمات اللائي تزيد أعمارهن عن 30 عاما فمشاكلهن أقل، وناضجات بخلاف الصغار اللائي يتدللن، ويكن منشغلات أكثر بمواقع التواصل الاجتماعي، رافضة التعامل مع الخادمات العربيات.

وتقول السليطي: «الخادمة العربية ستفهم لغتنا وبالتالي يمكنها الاطلاع على كل ما يدور داخل الأسرة، ومعرفة أسرارها» مؤكدة إلى أنها تتعامل مع الخادمات الفلبينيات 18 عاما، وتعتبرهن الأفضل، لأنهن ينفذن كل ما تطلبه منهن، علاوة على تمتعهن بالنظافة، ولكنهن يرفضن الإهانة أو العصبية في التعامل معهن، مشيرة إلى أنها الآن تستعين بخادمات إندونيسيات.

وتابعت السليطي قائلة: «في السابق كان اعتماد القطريات على الخادمة الهندية أكبر لقدرتها الفائقة على تحمل مشاق العمل، علاوة على طيبتها وحسن معاملتها للأطفال، وهناك الكثير من القطريات اللائي مازلن يتعاملن معهن، إلا أن الاستعانة بالفلبينيات أصبح الأكثر في السنوات القليلة الماضية، رافضة التعامل مع العربيات كخادمات ولكن كمربيات»، قائلة: «العربية ليس من مستواها أن تعمل كخادمة».

وأشارت السليطي إلى أنها تفضل التعامل مع الخادمة الفلبينية، لأنها تتسم بالنظافة، وتحسن ترتيب وتنظيم المنزل بخلاف الخادمة الإندونيسية والهندية، كما أن مشاكلها قليلة، مشيرة إلى أن كافة أفراد عائلتها لا يستقدمون إلا الخادمات الفلبينيات، مؤكدة أن طريقة معاملة الخادمة هي التي تجبرها على صيانة العشرة، والاستمرار بالعمل في المنزل أو التفكير في الهرب.

وتابعت السليطي المشكلة أن النساء أصبحن يتباهين بكم العاملات وهذا أمر خطير ومؤلم، لذا لا بد من إعادة النظر في المناهج التربوية، ولا بد أن نعلم الأبناء أن القيام بإدارة شؤونهم ليس عيبا، حتى تتغير الصورة النمطية، وتصبح الصورة طبيعية، ونصحح مفاهيم أساسية عند الطفل، وهذا سيتحول إلى نظام بنائي معرفي عند الطفل، ويجعله يخدم نفسه، ويعرف أنه من غير المقبول أن يخدمه أحد، وأنه شخص ليس ذا إعاقة، مبينة أن الصورة الموجودة الآن هي حصيلة مناهج تربوية ومعاملة والدية، فالأم قد تربت على ذلك.

وعن لجوء البعض لتركيب كاميرات مراقبة، وهل هي حل للمشكلة، قالت السليطي تركيب كاميرات مراقبة طريقة فيها أريحية للأهل، تمكنهم من متابعة أطفالهم والاطمئنان عليهم وهم خارج المنزل، وخاصة لمن ليس لديها أحد تستطيع ترك طفلها برفقته وقت غيابها، ولكني أرى ضرورة إعلام الخادمة بوجود كاميرات المراقبة.

وطالبت السليطي بضرورة وجود مؤسسات تربوية يمكن أن تكون بديلا عن العاملة، في حال منع الأبوين مانع من تولي ذلك بأنفسهما، كدور الحضانة ورياض الأطفال والمراكز الثقافية والمؤسسات التربوية، التي تنمي مهارات النشء بشكل يتوافق مع موروثه الاجتماعي وأخلاقه، مؤكدة أن العودة إلى أدوار الأسرة الممتدة من الجد والجدة والعم والعمة، وإعادة تفعيل دور كبار السن في المجتمع هو الحل الأمثل والجذري لهذه المشكلة، وتوطيد للعلاقات الاجتماعية، ونصحت الأم بترك طفلها عند أهل الزوج أو الزوجة وخاصة إذا كان صغيرا في حالة ذهابها للعمل، وفي حالة عدم وجود أحد الأقارب عليها أن تدعه في حضانات الأطفال، شريطة أن تكون الحضانة قريبة من عمل الأم، حتى يتسنى لها متابعته والاطمئنان عليه.

زيادة الوعي
وتقول إيديا بوجعادة: «بالفعل بعد أن كنا نرى غالبية الأمهات يلقين بكافة المهام المتعلقة بالأبناء على الخادمة والسائق، أصبح هناك وعي لدي الكثير منهن بأهمية متابعة شؤون أطفالهن بأنفسهن، ولكن تبقى المشكلة في عدم تقبل الكثير من الأمهات القيام بمهام تنظيف الأبناء بأنفسهن وهذه مشكلة، فقد تنتقم الخادمة من الأم في ابنها أو ابنتها، ويكون هناك نوع من العنف الجسدي تجاه الأطفال دون أن تعلم الأم، ليقوم الطفل بممارسة هذه السلوكيات مع أصدقائه» مبينة أن هناك شكاوى من بعض الأمهات من موضوع العنف الجسدي للأطفال مع بعضهم البعض، وهو ما يثير مخاوفهم.

وأضافت بوجعادة على الرغم من انتقاد الكثير من الأمهات لقيام الخادمة بتنظيف الطفل في المجالس، إلا أننا نراهن يلقين بهذه المهام على الخادمة، ورأت ضرورة أن تشرف الأم بشكل مباشر على كل ما يتعلق بالطفل، وأن يقتصر دور الخادمة والسائق على الأمور البعيدة عن الأطفال والتي لا تتعلق بهم بشكل مباشر، وأن يكون هناك حوار بين الأبناء والآباء، وأن تدرب الأمهات أبناءهن على حماية أنفسهم بالطرق والوسائل المبسطة.

وقالت بوجعادة الأطفال دائما ما يكونون عرضة لكافة أشكال العنف سواء أكانوا بنين أو بناتا، لذا يجب على الأسرة أن تكون حذرة، وأن يكون هناك مراقبة ومتابعة مستمرة لأبنائهم، وحثت جميع الأسر على اختيار مربيات وسائقين مسلمين والتأكد من خلو سجل هذه العمالة من حالات الإجرام أو الاختلالات النفسية.

وأضافت بوجعادة للسائق مخاطر كثيرة على الأسرة، فقد يستغله البعض في معرفة أسرار العائلة، كما أنه يكون السبب وراء صدور أي مشكلة من الخادمة، علاوة على أن الثقة العمياء لبعض العوائل في السائق تهدد مصالحهم، حيث يقوم البعض بإسناد تخليص بعض المعاملات البنكية لهم.

وأرجعت بوجعادة الاعتماد الزائد على سائق العائلة إلى تعدد أعباء الآباء، أو رفض البعض تحمل واجباتهم المنزلية، والكسل والاتكالية ما أدى إلى تحول السائق من شخص غريب على الأسرة إلى بديل ملائم للقيام بالكثير من تحركاتها، حيث إن الأبناء يتواصلون مع السائق أكثر من تواصلهم مع ولي أمرهم، وتحسن القدرة المالية للمواطنين، والتي حولت سائق العائلة من مجرد احتياج إلى مجال للتفاخر والوجاهة الاجتماعية عند البعض، ما جعلهم يحرصون على ارتداء السائق اللباس الرسمي.

س.ص