المرأة خذلت المرأة في انتخابات «الشورى»

alarab
محليات 04 أكتوبر 2021 , 12:35ص
حنان غربي

د. خلود الكواري: فزنا بالخبرة ولن نتوقف عن العمل

روضة القبيسي: الدعاية عند المرشحات كانت ضعيفة

ليس البارحة كاليوم، وليست الانتخابات البلدية التي فازت فيها المرأة القطرية كانتخابات مجلس الشورى. في الأول سبق أن فازت السيدة شيخة بنت يوسف الجفيري في انتخابات المجلس البلدي سنة 2003، وكانت أول امرأة قطرية تدخل هذا المجال الخدمي، وحافظت على عضويتها في المجلس المنتخب، في دورات انتخابية عدة حتى الآن.. 
ولكن انتخابات مجلس الشورى بدت مختلفة، فنساء قطر لم ينجحن في دخول المجلس لكنهن تركن بصمة واضحة في إثراء العملية الانتخابية في تجربة هي الأولى بالنسبة لمجلس الشورى، ولا يزال لديهن أمل في أن يكون تمثيل المرأة في هذا المجلس عبر التعيين، حيث ينص الدستور على أن يعين حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى 15 عضواً من أصل 45 عضواً في مجلس الشورى..
وأشار مغردون في تعليقاتهم في «تويتر» وعدة منصات للتواصل الاجتماعي أن المرشحات سجلن حضورهن في هذه المنافسة، وكان أداؤهن في الدعاية الانتخابية متميزاً، مع طرح مواضيع حيوية للنقاش. في حين اتجهت بعض الآراء إلى أن المنافسة كانت قوية في عدد من الدوائر، مع وجود مرشحين لهم وزنهم في مختلف المجالات، مما يصعب مهمة فوز المرأة بمقعد دائرتها الانتخابية. 
حضور المرأة خلال الانتخابات كان لافتاً، حيث تواجدت بقوة في هذه الانتخابات، مع وجود عدد من المرشحات اللواتي شغلن المجالس والتجمعات الدعائية، وكانت برامجهن قوية وتنافس برامج الرجال.
لكن حين جاءت ساعة الفصل عبر الصناديق ذهب صوت المرأة الناخبة بعيداً عن المرأة المرشحة في الانتخابات، ولم تضعه أولوية في خياراتها.


لن نتوقف عن العمل
كانت الدكتورة خلود الكواري ضمن المرشحات للاستحقاق التاريخي ورغم خسارتها إلا أنها أعربت في حديثها مع «العرب» فخورة بمشاركتها في أول انتخابات تشريعية في الدولة وأنها عازمة على الاستمرار في خوض المنافسة مستقبلا.
وقالت: التجربة الانتخابية كانت فخرا لكل من شارك فيها، والكل خرج منها فائزا، وأنها تنتظر أن يتم تعيين بعض النساء في المجلس لأنهن أحسن من يمثل المرأة، وأحسن من يدافع عن قضاياها ويدرك التحديات التي تواجهها.
ورفعت د. الكواري في برنامجها مجموعة من القضايا مثل زيادة عدد المراكز الاستشارية الأسرية والنفسية للتخفيف من المشاكل الأسرية وتوابعها على مرافق الدولة والخدمات المقدمة منها إنشاء أو تخصيص منتجع لرعاية كبار السن غير المقعدين بالمجان أو بأسعار رمزية بخدمات صحية وترفيهية.
وذكرت أنها وضعت كل خبراتها المهنية والحياتية لتخرج ببرنامجها الانتخابي الذي كانت تعول عليه في خدمة قضايا مجتمعها، لكن حسبما عبرت عنه فإنها كانت تعول على المرأة التي تشكل أكثر من 70 % من مجمل الأصوات في دائرتها، لكن المرأة خذلت المرأة، في حين أنها لاقت الدعم والمساندة من طرف الرجال، وأكدت د. الكواري أنها تؤيد نظام الكوتة المعمول به في كثير من الدول والذي ينصف المرأة في مجتمعات ما زالت تتحفظ في عملية انتخاب المرأة.
دور نسائي فاعل 
وعن رؤيتها لدور المرأة في المجلس قالت الدكتورة الكواري: دور فاعل إن شاء الله، المرأة عنصر محوري في التنمية والتغيير منذ زمن وتبوأت في قطر مراكز قيادية وعندنا أمثلة كثيرة وكان في العضوات المعينات في السابق خير سلف لنا كي نحذو حذوهن ونسير على خطاهن لتحقيق تنمية الوطن وخدمة المواطن.
وأضافت: فيما يخص المرأة، فهي نصف المجتمع وهي تربي النصف الآخر وهي ركيزة في الأسرة، هي الأم والأخت والأبناء الموظفة العاملة، والقضايا التي تهم المرأة كثيرة سواء من الناحية التعليمية أو الصحية أو الوظيفية.
وكانت تسعى الدكتورة خلود الكواري إلى التركيز على مقترحات إيجاد دور حضانة في مكان عمل المرأة لسهولة وصولها للأطفال خلال ساعات، إضافة إلى نظام العمل الجزئي الذي أقرت الحكومة تطبيقه مؤخرا، وقالت: يهمني تدوير الخبرات لمن تريد من المتقاعدات فبعضهن في سن صغيرة ودمجهن كخبراء ومستشارين من أبناء الوطن سيكون إضافة جيدة كل في مجالها، فالمعلمة أو الطبيبة القطرية من حقها إذا أرادت أن تعمل في مجالاتها، وكذلك قضية ذوي الاحتياجات الخاصة أو أمهاتهم ومراجعة استيعاب المراكز الخدمية لتلك الفئات، إضافة إلى صحة المرأة والمراجعات والاستشارات الأسرية النفسية كما أحاول أن أعمل على إيجاد جهات تتبنى المبدعين والنشء بمكافآت تحفيزية.
خجل اجتماعي .. وضعف الدعاية قالت روضة القبيسي إن اختيارها لم يكن مبنيا من الأساس على انحياز لأي شخص سواء امرأة أو رجلا أو قريبا أو بعيدا لكنها سعت إلى اختيار الأفضل حالها حال أغلب أبناء الوطن، وقالت القبيسي إن الناخب قد تكبد عناء البحث عن الأفضل وحضور الندوات، للتعرف على مختلف البرامج، لكن المرأة كانت تعاني من الخجل الاجتماعي الذي لم يسمح لها بالتعريف ببرنامجها والوصول إلى أكبر شريحة من المنتخبين.
وقالت القبيسي: أغلب النساء اللواتي ترشحن للانتخابات غير معروفات، لدى المنتخبين وليس لديهن خبرة في هذا المجال، وكن يعانين من ضعف الدعاية الانتخابية أو غيابها تماما عند بعضهن، وأعتقد أنه على المرشحات أن يكن أكثر جرأة في المرات القادمة، خصوصا أن هذا العمل يتطلب شخصيات متزنة وقوية.
إلى ذلك أضافت القبيسي: «أعتقد أنَّ الظروف اختلفت عن السابق، وكان لتجربة الانتخابات الخاصة بالمجلس البلدي المركزي أكبر أثر في رفع وعي المواطنين بالعملية الانتخابية، ودور الناخب في المشاركة الشعبية في إنجاح الانتخابات، كما بات المرشحون أكثر وعيا نحو ما يسهم في إيصالهم إلى عضوية مجلس الشورى، لذا أصبح من السهولة بمكان أن يعبر كل مواطن عن رأيه بكل حرية وحياد، ولم يعد للقبيلة التأثير على رغبات أبنائها في اختيار المرشح الذي يمثلها، لأن الجميع بات يعلم أنَّ تغليب مصلحة الوطن فوق كل اعتبار، وباتت حتى النقاشات التي تسود الأسر القطرية تنم عن وعي المواطنين بحقوقهم، وبالدور المأمول ممن تم اختيارهم، فدور الناخب الاطلاع على السيرة الذاتية للمرشح، وعلى برنامجه الانتخابي، وسيرته المهنية ومدى قدرته على أن يكون له صوت مسموع في رواق مجلس الشورى، فليس الهدف أن يصل فحسب، بل الهدف من الوصول هو إحداث التغيير في القضايا والهموم التي تهم المواطن القطري. وأضافت: لاحظت الكثير من الرجال الذين حضروا ندوات لمرشحات وكانوا يساندونهن، ولم يكن في هذه الانتخابات مكان للإملاءات، وهو ما يتضح من خلال الاختيارات التي كانت كلها تصب في صالح مرشحين لهم إنجازات بارزة في الوطن وبصمتهم واضحة، وهم يستحقون تمثيل مواطنيهم.