د. رياض فاضل مدير مركز قطر للتبرع بالأعضاء: 85 % من مرضى زراعة الكلى لديهم متبرعون يتم تحضيرهم

alarab
حوارات 04 يوليو 2021 , 12:30ص
حامد سليمان

عرض المتبرع على اللجنة الأخلاقية للتأكد من تطبيق المعايير القانونية وضمان السلامة النفسية
 إجراء الفحوصات اللازمة للمتبرع للتأكد من أن صحته سليمة 100 %
نحرص على ضمان سلامة المتبرع من أي مشكلات صحية مدى الحياة
إجراء 20 عملية زرع كلية و4 زرع كبد خلال 2020
 زيادة ثقة المجتمع بالخدمات المقدمة في «حمد الطبية» على يد أفضل الخبرات العالمية 
 

قال البروفيسور الدكتور رياض عبد الستار فاضل، مدير مركز قطر للتبرع بالأعضاء (هبة) بمؤسسة حمد الطبية، إن عام 2020 شهد إجراء 20 عملية زرع كلى وأربع عمليات زرع كبد بأقل من ستة أشهر، مشيراً إلى أن 50 % منها كان لمرضى قطريين نصفهم تبرع أقاربهم بالأعضاء لهم، ما يوضح زيادة ثقة المجتمع بالخدمات المقدمة في مؤسسة حمد الطبية على يد أفضل الخبرات العالمية.
وكشف د. فاضل في حوار مع «العرب» عن زيادة ملحوظة في عدد المتبرعين أثناء الحياة، خاصةً بين القطريين، حيث إن 85 % تقريباً من المرضى القطريين الذين ينتظرون إجراء جراحة زراعة الكلى لديهم متبرع من أهاليهم يتم تحضيره لإجراء الجراحة.
وشدد على أن المعايير في دولة قطر تتضمن عرض المتبرع على اللجنة الأخلاقية للتأكد من تطبيق المعايير القانونية والأخلاقية وضمان السلامة النفسية، إضافة إلى إجراء كافة الفحوصات اللازمة للشخص المتبرع للتأكد من أن صحته سليمة بنسبة 100 %، كما توفر الدولة له المتابعة الطبية مدى الحياة، ويشمله ضمان صحي شامل مجاني، لافتاً إلى أن التبرع مقابل الحصول على مبلغ مالي أمر مرفوض تماماً في قطر، وأن الدولة خالية تماماً من تجارة الأعضاء. 
 ونوه بأنه في الوقت الحالي هناك ما يقرب من 100 مريض لديهم متبرعون أحياء تحت الإجراءات المختلفة، وأن 20 إلى 30 مريضا من المتوقع أن يجروا الجراحة خلال الشهور القليلة المقبلة، حيث تزداد أعداد المتبرعين عاما بعد آخر.
وحذر مدير مركز قطر للتبرع بالأعضاء (هبة) من إجراء جراحات زراعة الأعضاء في الخارج، حيث إن 60 % من الحالات التي تجري جراحة التبرع بالأعضاء بالخارج تعود بمضاعفات خطيرة، وأن 10 % تصل مضاعفاتها لحدوث الوفاة.
كما كشف أن سجل التبرع بالأعضاء بعد الوفاة يضم في الوقت الحالي أكثر من 453 ألف مسجل، متوقعاً أنه بنهاية العام الجاري يصل العدد لنصف مليون متبرع، يشكلون أكثر من 25 % من البالغين في قطر. وأكد أنه تم إعداد فريق زراعة الرئة، وأن الأشهر المقبلة سيتم خلالها إكمال فريق زراعة القلب.. وإلى نص الحوار:

 ما هي أبرز مستجدات مركز «هبة» للتبرع بالأعضاء؟
 خلال العام الماضي 2020 وبسبب مراحل الإغلاق المتعلقة بالجائحة فقد توقفت بعض الخدمات حفاظاً على سلامة المتبرعين ومتلقي الأعضاء، واقتصر الأمر على الحالات الطارئة والمستعجلة فقط، وقد توقفت جراحات زراعة الأعضاء لما يقرب من 8 شهور، لذا كان عدد الجراحات أقل من السنوات السابقة بصورة عامة. 
ومع بداية العام الجاري.. بدأنا نرجع لفعاليتنا تدريجيا في مجال زرع الأعضاء وخلال الأشهر الماضية من عام 2020 تم إجراء 20 عملية زرع كلية وأربع عمليات زرع كبد في أقل من ستة أشهر وهذا والحمد لله رقم قياسي فهذا العدد هو معدلنا السنوي تم هذه السنة إجراؤه في خمسة أشهر. 
ومن الجدير بالذكر أن نصف العمليات التي أجريت هذه السنة في المؤسسة هي لمرضى قطريين نصفهم تبرع أقاربهم بالأعضاء لهم، وهذا مؤشر ممتاز لزيادة ثقة المجتمع القطري بالخدمات المقدمة في مؤسسة حمد الطبية على يد أفضل الخبرات العالمية ضمن طواقم الجراحين والأطباء في زراعة الأعضاء. 

الإقبال على التبرع بالأعضاء
 كيف تقيمون إقبال الأشخاص على التبرع بالأعضاء؟

نحمد الله، هناك زيادة ملحوظة في عدد المتبرعين أثناء الحياة، خاصةً بين القطريين، فـ 85 % تقريباً من المرضى القطريين الذين ينتظرون إجراء جراحة زراعة الكلى لديهم متبرع من أهاليهم يتم تحضيره لإجراء الجراحة.
 
= ماذا تعنون بتحضير المتبرع؟
في البداية يتم عرض المتبرع على اللجنة الأخلاقية للتأكد من تطبيق المعايير القانونية والأخلاقية وضمان السلامة النفسية. وبعدها نقوم بإجراء كافة الفحوصات اللازمة للشخص المتبرع للتأكد من أن صحته سليمة بنسبة 100 %، فالمتبرع هو شخص عادي معافى، يرغب في التبرع لواحد من أقاربه لمساعدته، فمن المهم بالنسبة لنا أن نحافظ على سلامته وصحته والتأكد أن رفع الكلية من جسمه لن يؤثر على صحته وفعاليته وحياته مستقبلا، وهذا ما نصت عليه الشريعة الإسلامية وأيدته القوانين، فلا ضرر ولا ضرار، فنسعى أن يعطي المتبرع الأمل والحياة والصحة لقريبه ولكن ليس على حساب حياته وصحته.
 
 هل هذا يعني سلامته على المستقبل القريب بعد إجراء الجراحة بشهور؟
لا.. المتبرع نحرص على ضمان سلامته من أي مشكلات صحية مدى الحياة، فدولة قطر، حفظها الله، وضعت التعليمات والقوانين التي تحمي مصلحة المتبرع، تحميه من أي ضرر، فتكفل له المتابعة مدى الحياة، ويشمل المتبرع بضمان صحي شامل مجاني مدى الحياة بغض النظر عن نوع المرض الذي يصيب المتبرع سواء كان مرتبطا بتبرعه أو بأمراض أخرى. 
 
 ذكرتم بأن التبرع يكون بصورة طوعية.. ماذا عن التطوع مقابل الحصول على مبلغ مالي وهو ما ينتشر في الكثير من الدول حول العالم؟

 هذا الأمر مرفوض تماماً في قطر، فالدولة خالية تماماً من تجارة الأعضاء، وكل متبرعينا يقدمون على التبرع بدافع الإيثار ولإنقاذ حياة من يحب دون أي تأثيرات مادية عليه، ففي بلدان تقع فيها الممارسات الطبية غير الشريفة، يستغل ضعف الشخص أو فقره من أجل التأثير عليه، ومنهم من يُجبر على التبرع بكليته، ومنهم من تُرفع الكلية منه عنوة، وهذا الأمر رفضته تماماً اتفاقية الدوحة للتبرع بالأعضاء عام 2010، وكذلك القانون القطري الذي يحمي مصلحة المتبرع.
 
معايير صارمة

 كيف تضمنون تطبيق هذه المعايير الصارمة، والتي قد يتفلت منها البعض؟

تقوم اللجنة الأخلاقية بالتأكد من تطبيق الشروط القانونية مثل أن يكون المتبرع فوق سن الـ 18 عاما، وأن يكون من الأقارب لحد الدرجة الرابعة وأن يكون واعيا تماماً لما سيقوم به، وأن يكون الأمر بملء إرادته وبدون دفع مبالغ مالية، وهي من الأمور التي نحرص عليها والتي جعلت من النموذج القطري للتبرع بالأعضاء يشار له بالبنان، فنحن نتعامل مع المرضى والمتبرعين كمسؤولية أمام الله سبحانه وتعالى من كل النواحي القانونية والإنسانية والطبية.
 
 ما هي الأسس التي يتم بناءً عليها تحديد المريض المستفيد من عملية التبرع؟
في حال كان المتبرع بعد الوفاة، فإن توزيع الأعضاء يكون بناء على قائمة الانتظار، دون النظر إلى أي معايير أخرى، فلا أهمية عندنا لمعايير الجنسية أو الديانة أو أي معيار آخر غير الاحتياج السريري والفترة التي قضاها المريض بالانتظار، فلدينا قائمة انتظار واحدة لكافة المرضى. والأعضاء تذهب للمرضى في أعلى القائمة والتي يتطابق فحص الأنسجة معهم. إن مبدأ العدالة والتوزيع حسب الضوابط السريرية فقط، هو من المبادئ التي نصت عليها كل النظم العالمية المحترمة كما في «موديل الدوحة للتبرع بالأعضاء».
 
 البعض يخشى من عملية رفع الكلى، وما يمكن أن يخلفه من جروح بالجسم؟
 
عملية رفع الكلى من الجسم تتم عن طريق التنظير، وهي من التقنيات الحديثة، ولدينا أفضل الخبرات العالمية في هذا المجال، لذا فلا يتم عمل فتحة كبيرة في الجسم خلال الجراحة، فمجرد فتحة صغيرة بالبطن.
  كم تبلغ فترة النقاهة بعد الجراحة؟
فترة النقاهة تكون قصيرة جداً، فعادةً خلال 24 ساعة إلى 48 ساعة يعود المريض لمنزله، وخلال أسبوع يرجع إلى عمله، وهذا الأمر له آثار إيجابية كبيرة سواء اقتصادية أو نفسية أو غيرها، وكلها أشياء تُرغب الشخص في التبرع، ففي السابق كان يحتاج الشخص المتبرع أن يبقى في المستشفى لما يقرب من 10 أيام، ويبقى في منزله شهرا إلى شهرين قبل أن يعود إلى العمل. 
كما أود أن أوضح أن كافة تكاليف جراحات زراعة الأعضاء لكل من يعيش على أرض قطر، سواء مواطنين أو مقيمين، تتحمل الدولة هذه التكاليف، فهي مجانية، أسأل الله أن يجزي كل من ساهم في وضع هذه القوانين والمعايير كل خير، خاصةً وأن الكثيرين لا يستطيعون تحمل تكاليف هذه الجراحات.
 
50 جراحة منتظرة
في 2021

 ذكرتم الإقبال على التبرع.. كم عدد المتبرعين الراغبين بأن يهبوا المرضى أعضاء ويساعدوهم على التعافي؟

لدينا في الوقت الحالي ما يقرب من 100 مريض لديهم متبرعون أحياء تحت الإجراءات المختلفة، ومنهم 20- 30 مريضا نتوقع أن يجروا الجراحة خلال الشهور القليلة المقبلة، وأعداد المتبرعين تزداد عاما بعد عام.
 ومن معالم الإقبال الكبير على التبرع، أننا في عام 2008 /‏‏2009، أجرينا جراحتين فقط، ونتوقع هذا العام أن نجري أكثر من 50 جراحة، فالأعداد ازدادت وتضاعفت بصورة كبيرة، وهذا نتاج لما يوليه المسؤولون، وعلى رأسهم سعادة الدكتورة حنان محمد الكواري وزيرة الصحة العامة، من اهتمام كبير بهذه الجراحات، وفريق العمل المتميز الذي يمتلك خبرات كبيرة.
 
 نجد من البعض توجها لإجراء جراحات زراعة الأعضاء في الخارج.. كيف تجدون هذا الأمر؟
الكثير من المراكز التجارية في الخارج تركز في المقام الأول على حصد المال، لذا فإن 60 % من الحالات التي تجري جراحة بالخارج تعود بمضاعفات خطيرة، و10 % تصل مضاعفاتها لحدوث الوفاة، لذا أود أن أؤكد أن قطر تمتلك فريقا على أعلى مستوى من الكفاءة بزراعة الأعضاء، ولا يوجد سبب مقنع لإجراء الجراحة في الخارج.
 
 كم عدد الحالات التي تبرعت بالأعضاء بعد الوفاة خلال الفترة الأخيرة؟

خلال الأسابيع القليلة الماضية.. تم رفع الأعضاء من أربعة متبرعين بعد الوفاة (جزاهم الله بالجنة) وعليه استطعنا أن نحصل على 8 كلى و3 كبد، وإذا أضفنا على ذلك 4 متبرعين بالكلى من الأقارب، من بينهم 3 قطريين، فقد أجرينا 12 جراحة زراعة كلى، و3 جراحات زراعة كبد، وهذا يعني أننا بفضل الله أنقذنا حياة 15 شخصا.
 
500 ألف متبرع

 كم عدد المسجلين في سجلات التبرع بالأعضاء بعد الوفاة؟

حتى الآن تجاوزنا 453 ألف متبرع بالأعضاء، ونتوقع بنهاية العام الجاري أن نصل لنصف مليون متبرع.. وهذا العدد يشكل أكثر من 25 % من البالغين في دولة قطر، لأن اللوائح تضم المتبرعين فوق  18 عاما.
 
 ما هي برامج زراعة الأعضاء التي توفرها مؤسسة حمد الطبية؟
 
لدينا برنامج زراعة الكلى (وهو أكبر البرامج)، يليه برنامج زراعة الكبد، وقد تم إعداد فريق زراعة الرئة، وخلال الأشهر المقبلة سيتم إكمال فريق زراعة القلب.

 

«من أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا»

ختم البروفيسور الدكتور رياض فاضل الحوار بتقديم الشكر لكافة المتبرعين وعوائلهم لعملهم الجليل وإحيائهم للأنفس، داعيا الله لهم بالصحة والعافية والفوز بالجنة «من أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا». 
وأضاف د. فاضل: أقول لكل المواطنين والمقيمين، من هو بحاجة لزرع الأعضاء: «ضع ثقتك بنا وتوكل على الله، فنحن أهلك وأبناؤك وقد عاهدنا الله على تقديم أفضل الخدمات في مجال عملنا ولدينا أفضل الخبرات العالمية، نتائجنا أفضل برهان ومرضانا ومتبرعونا أفضل الشهود. لا تلجأ إلى خارج قطر للعلاج فهناك العديد ممن عاد وهو نادم». وكتب الله الصحة والعافية لمرضانا والمتبرعين وجعل كل ما تقدمه المؤسسة في ميزان حسنات هذا البلد الطيب والقائمين عليه.