

أكدت مجموعة QNB أن التجارة العالمية ظلت مكوناً هاماً من مكونات الاقتصاد على مدى العقود القليلة الماضية، فقد شكلت حوالي 43% من الناتج الإجمالي العالمي قبل جائحة كوفيد-19. وتقليدياً لا يحدث نمو أو تراجع في الناتج الإجمالي العالمي دون حدوث تغيرات كبيرة في القيمة والحجم الإجمالي للتجارة بين الدول. لذلك، تعتبر التجارة مقياساً جيداً لسلامة الأوضاع الكلية للاقتصاد العالمي، وذلك في حالة عدم ظهور صدمات خارجية من شأنها أن تحدث اختلالات.
وأضاف التقرير الأسبوعي للمجموعة: يعتبر النمو القوي في التجارة العالمية دليلاً على قوة التعافي في الاقتصادات الرئيسية، خلال الأرباع القليلة الماضية والعوامل الفريدة المرتبطة بالوباء، مثل الطلب الاستثنائي على السلع المادية حيث تم إغلاق اقتصاد الخدمات جزئياً. ومع نضوج عملية التعافي العالمي و»انفتاح» الاقتصادات، بما يتيح عودة كاملة لقطاع الخدمات، تتجه التجارة العالمية إلى الاعتدال. ومع ذلك، فإن مثل هذا الاعتدال سيكون مفيداً في هذه المرحلة من الدورة الاقتصادية العالمية. وسيكون مؤشراً على أن أنماط الإنفاق في طريقها إلى «العودة إلى طبيعتها» كما أنه سيخفف الضغط على سلاسل التوريد المضطربة.
وفي حين أن هذا التعافي القوي كان تطوراً إيجابياً، فإننا نتوقع نمواً معتدلاً في معدلات التجارة العالمية خلال الفترة القادمة، وهناك نقاط رئيسية تدعم وجهة نظرنا هذه.
أولاً، كان نمو التجارة العالمية مدفوعاً بالطلب الاستثنائي على السلع المادية أثناء الجائحة، المدفوع بالمحفزات الاقتصادية والتغيير المؤقت في أنماط الإنفاق بعيداً عن الخدمات، حيث أدت تدابير التباعد الاجتماعي إلى إغلاق جزئي للأنشطة التي تعتمد على التعامل وجهاً لوجه والاقتصاد القائم على الخدمات.
ثانياً، تشير البيانات ذات التردد العالي من أهم الاقتصادات الرئيسية (الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي واليابان) إلى اعتدال في نمو التجارة العالمية.
ثالثاً، بدأت توقعات المستثمرين بشأن نشاط النقل، وهو مؤشر رئيسي رائد للنمو المستقبلي في التجارة العالمية، تشير أيضاً إلى اعتدال في الطلب على السلع المادية، فقد شهد مؤشر داو جونز للنقل، وهو مؤشر للأسهم يتألف من شركات الطيران والشاحنات والنقل البحري والسكك الحديدية وشركات التوصيل، والتي يسبق أداؤها أداء الصادرات بمقدار 2 إلى 3 أشهر، انخفاضاً كبيراً خلال الأسابيع القليلة الماضية، ولا يشير المؤشر فقط إلى توقف مؤقت في تسارع نمو التجارة العالمية، بل إلى تباطؤ كبير في نموها خلال الأشهر المقبلة.