ماهيندرا.. الملياردير صاحب الذكاء الخارق
اقتصاد
04 يوليو 2015 , 05:06ص
عبد الغني عبد الرازق
أناند ماهيندرا واحد من أبرز رجال الأعمال في جمهورية الهند فهو يتمتع بعلاقات استثمارية ضخمة، يتولى ماهيندرا الآن قيادة إمبراطورية ماهيندرا الهندية (M&M) والتي تقدر قيمتها بحوالي 16 مليار دولار، وهي إمبراطورية ضخمة، فهي تبيع خدمات تكنولوجيا المعلومات، والجرارات، والشاحنات، والسيارات، والمركبات ثُلاثية العجلات، والمركبات ثُنائية العجلات، والطائرات الصغيرة، والطاقة المتجددة، والخدمات المصرفية، والتأمين، وتجارة التجزئة، والعقارات.
القاهرة - عبدالغني عبدالرازق
أما رئيس الإمبراطورية فيوصف بأنه واحد من أقوى الرجال فقد اختارته مجلة فورتشن في عام 2011 ضمن قائمة أقوى 25 رجل أعمال في آسيا، وفي عام 2014 اختارته المجلة مرة أخرى ضمن قائمة أعظم 50 قائدا في العالم، أما مجلة فوربس فقد وصفته في عام 2013 بأنه صاحب مشروع العام في الهند.
أسرة ثرية
ولد أناند ماهيندرا في 1 مايو 1955 لأسرة ثرية، فجده كان يمتلك شركة للصلب، وهي شركة ماهيندرا (التي تعتبر نواة المجموعة) وبجانب ذلك فهذه الأسرة كانت تقدر العلم، حيث تلقى والده وعمه تعليمهما في الولايات المتحدة. وتلقى عم والده تعليمه في بريطانيا، ولذلك فقد لعب والده هاريش ماهيندرا، دورا هاما في تأسيس كلية ماهيندرا يونايتد في بيون، ماهاراشترا، في عام 1997.
الذكاء والحلم
كان ماهيندرا يتميز منذ طفولته بالذكاء بجانب الحلم، وهو أن يكون واحدا من أهم رجال الأعمال في دولة الهند، ولذلك بعد أن أنهى الدراسة في المرحلة الثانوية قرر أن يدخل كلية هارفارد للأعمال وبالفعل استطاع أن يحصل على درجة البكالوريوس.
مواصلة الدراسة الأكاديمية
لم يكتف ماهيندرا بالحصول على درجة البكالوريوس، وإنما قرر مواصلة الدراسة الأكاديمية حيث حصل على درجة الماجستير من جامعة هارفارد.
حياته المهنية
بدأ ماهيندرا حياته المهنية في عام 1981، حيث عمل كمساعد تنفيذي للمدير المالي في شركة ماهيندرا يوجين للصلب (جزء من إمبراطورية أعمال العائلة)، وبعد تعيينه بفترة استطاع أن يثبت كفاءته في العمل، كما أسهم بعد ذلك في إنشاء شركة كوتاك ماهيندرا المالية والتي أصبحت مصرفا في عام 2003.
تنقله بين المناصب المختلفة
في عام 1989 تم تعيينه في منصب الرئيس ونائب العضو المنتدب في شركة ماهيندرا يوجين للصلب، وفي عام 1991 تم ترقيته ليصبح نائب العضو المنتدب في شركة (ماهيندرا آند ماهيندرا)، الشركة القابضة للسيارات وصانعة الجرارات، خلال الفترة التي قضاها في الشركة قام أناند بعمل برنامج تغيير شامل لجعل الشركة منافسا قويا في البيئة الاقتصادية في الهند، وفي أبريل 1997 تم تعيينه في منصب العضو المُنتدب لشركة ماهيندرا آند ماهيندرا المحدودة، وفي يناير 2003 تم تعيينه في منصب نائب الرئيس، وفي نفس العام شغل منصب رئيس اتحاد الصناعة الهندي.
التشكيك في قدرته على قيادة الشركة
تعرض ماهيندرا لحملة تشويه بمجرد توليه منصب نائب الرئيس، حيث كان المستشارون الخارجيون لشركة M&M يتساءلون. فيما إذا كان ماهيندرا يوفر قيادة ملائمة للمجموعة المتنوعة. التي كانت تملأ المكان. وكان الحديث في السوق يدور حول تغيير النظام داخل المجموعة، كما تعرض لحملة تشكيك أخرى من داخل مجلس إدارة المجموعة نفسها، وذلك عندما اتخذ قرارا بتطوير سيارة سكوربيو الرياضية، ويقول هو عن ذلك «كان المجلس يتصرف بعصبية، لكن مديرينا ومهندسينا المختصين كانوا يبحثون عن شيء يثقون به، لقد أخبرني مصرفي رائد في الهند أن عضواً في مجلس الإدارة قال إن علي الذهاب. إن فشلت سيارة سكوربيو الرياضية ولكن السيارة حققت مبيعات عالية لدى طبقة المدنيين الأثرياء في الهند».
المحطة الفاصلة في حياته
كانت المحطة الفاصلة في حياة ماهيندرا في عام 2012، ففي 9 أغسطس 2012، تم تعيينه في منصب رئيس مجلس الإدارة والعضو المنتدب لمجموعة ماهيندرا بالكامل، ويرجع سبب تعيينه في هذا المنصب إلى التحول الأساسي الذي قام به في المجموعة من خلال الإصلاح الواسع النطاق من أواسط التسعينيات، والتركيز على الابتكار والدفع للأسواق العالمية، وهو ما أدى إلى مضاعفة الإيرادات.
العمل على النهوض بالمجموعة
منذ لحظة توليه مسؤولية المجموعة فقد عمل على النهوض بها حيث خاض تحديا في مجال التصنيع العالمي الذي يشهد تطورا سريعا وزيادة في الطلب على المنتجات ذات التكنولوجيا الفائقة، بجانب المنافسة الشديدة في سوق السيارات المحلية الهندية التي تعاني من عدم استقرار اقتصادي وأمطار موسمية غير متوقعة.
ويقول هو عن ذلك «نحن في الهند لسنا حيث كانت الصين عندما اتخذت قرارها لتخوض مجال الصنيع المكثّف باليد العاملة، كانت في المكان المناسب في الوقت المناسب، حيث أصبحت المورد في العالم وبالتالي أصبحت غنية على خلفية ذلك، أنا لا أعتقد أن الهند تملك تلك الفرصة وهذه هي مشكلتنا الأكبر، فالعالم يبتعد عن العناصر التي تكون منخفضة التكاليف فقط، فالمنتجات اليوم هي منتجات تحتاج إلى علامة تجارية، تتطلب الابتكار، التي تملك عنصراً قوياً جداً لكل من تكنولوجيا المعلومات والخدمات الموجودة فيها».
يضيف: «على العموم المجموعة تعتبر هي أكبر علامة تجارية للجرارات في العالم من حيث الحجم، وتبيع السيارات المصنوعة في الهند واليابان وكوريا الجنوبية من خلال 525 وكيلا أميركيا، يستهدفون الشركات الأصغر والمزارعين الهواة، شركة ماهيندرا للتكنولوجيا توفر خدمات تكنولوجيا المعلومات لنحو 360 شركة من الشركات المدرجة ضمن قائمة فورتشن، والشركات الأميركية التابعة لمجموعة ماهيندرا قائمة إلى حد كبير على القدرة التنافسية للتصنيع والخدمات في آسيا».
دوره في تحويل المجموعة إلى إمبراطورية ضخمة
ساهم ماهيندرا في تحويل المجموعة إلى إمبراطورية ضخمة فقد استحوذ على شركة تصنيع تراكتورات التي أشهرت إفلاسها في الصين. مقابل ثمانية ملايين دولار، واستثمر بصورة مشتركة ضمن تحالف بقيمة 180 مليون دولار مع (رينو) لصالح المجموعة الفرنسية الصناعية لاجان في الهند، وفي شراكة برأسمال 80 مليون دولار مع مجموعة السيارات التجارية الأميركية إنترناشيونال ترك (International Truck)، كما اشترى شركة سانج يونج موتوز وشركة ساتيام لخدمات الكمبيوتر، ويراقب باستمرار أي فرصة لشراء علامة تجارية مرموقة للسيارات، ويقول هو عن ذلك (نحن لا ندعوها تكتلا، بل ندعوها اتحادا، إذا نظرت إلى طيف بين شركة جنرال إلكتريك وشركة بركشاير هاثاواي، فإن شركة جنرال موتورز هي عبارة عن تكتل، شركة واحدة متجانسة الأقسام، أما بيركشاير هاثاواي فتملك استثمارات متعددة).
ثروته
قدرت مجلة فوربس الأميركية ثروة ماهيندرا بأنها في حدود 1.2 مليار دولار، وقد وصفته مجلة الإيكونومست بأنه وجه الرأسمالية الهندية.
الجوائز والتكريمات
حصل ماهيندرا على الكثير من الجوائز، منها: جائزة راجيف غاندي للمساهمة البارزة في مجال الأعمال، وكان ذلك عام 2004، وفي نفس العام حصل على فارس وسام الاستحقاق من قبل رئيس الجمهورية الفرنسية، وفي عام 2005 حصل على جائزة القيادة من المؤسسة الأميركية بالهند، وفي عام 2008 حصل على جائزة الإنجاز من مدرسة هارفارد للأعمال.
حياته الخاصة
ماهيندرا متزوج من أنورادها ماهيندرا، وهي محررة وناشرة، وقد أنجب منها ابنتين، أما عن هواياته فهو يحب السينما العالمية، والقراءة، ولعب التنس.
سر النجاح
يرجع سر نجاح ماهيندرا إلى سببين الأول: هو عشقه للعمل حيث يتمنى أن يظل يعمل إلى آخر يوم في عمره، ولذلك لا يزال يصف نفسه بأنه صاحب مشاريع، رغم العدد الكبير من الشركات التي يسيطر عليها، أما السبب الثاني وهو الأهم فهو إثقال خبرته في العمل بالدراسة، ويقول هو عن السبب الثاني (أتيت من عالم التجارة الحرة وأدركت أن شركات ماهيندرا لن تكون آمنة ما لم تنافس على نطاق عالمي).